معارضة الإنقاذ قَطَّاعة جنس قطيعة
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
أقولها بكل صراحة أن القوى الحداثية (خلافاً عن تلك التي يرمونها ب”الظلامية”) في تقدم والجذري بصدد الانتحار بمشروعها إذا لم تقطع علاقتها بقوة الدعم السريع اليوم قبل الغد. فهو، كما قالت هي نفسها، ينحل ولا يحكم دولة. وهذه هي الحداثة. وفي اعتزال هذه القوى القوات المسلحة، بل تمني هزيمتها، خلاف عن موقف لها في الستينات اعتقدت فيه أن الجيش، الحديث حتى أخمص قدميه، هو المؤهل دون غيره من القوى لحكم السودان وكل بلد نام آخر.
أخشى على المعارضة “الرسمية” لنظام البشير في التجمع الوطني أن يحصل عليها محصول أهل بربر. فقد كنا في عطبرة، وهي المدينة التي سرقت الباك من بربر على عهد الإنجليز، نقول إن الجماعة المحبة للقطيعة من أهل بربر تجلس وتقطع في خلق الله. فإذا استأذن واحد منهم بالانصراف أصبح موضوع “القطيعة” وهو الذي كان يقطع معهم منذ لحظات. وتدور الدائرة على كل من انصرف عن المجلس ، حتى يبقى اثنان . وحين يستأذن واحد منهم يبقى الأخير مغيظاً بلا جليس. وبين رغبته المجلس،ة وعدم من يستمع له يضطر إلى كتح التراب في أثر آخر المغادرين.
لم أصدق أذني وأنا أقرأ تحليل كادر المعارضة هذا لإعلان جيبوتي (1999) الموقع من قبل الفريق البشير والسيد الصادي المهدي. فقد قال قائلهم أن السيد الصادق هو أصلاً قد زرعته الإنقاذ في التجمع الوطني لبذر الشقاق بين صفوفه، وأن الإنقاذ هي التي نظَّمت له عملية تهتدون (1996) التي عبرت بها من السودان إلى إريتريا (وكان قد نشأ فقه حول هذا العبور أهو “الهجرة” أم “هروب”). وقال قائلهم أيضاً إن الخير في ترك السيد الصادق لصف المعارضة لأنها بدونه ستكون موحدة الرؤية والإرادة. وفتح هؤلاء المعارضون “فايل” السيد الصادق، وعادوا إلى حكاية تناقضاته، التي كتب عنها أحدهم كتاباً وإلى اشتهاره بالكلام “أبو الكلام” دون الفعل. وهاك يا قطيعة.
سمعت هذه الفايلات يفتحها المعارضون الرسميون لنظام البشير حين ارتضى الشريف الهندي ورهطه العودة لممارسة السياسة في السودان. وسمعت قطيعة غير ذكية عن الدكتورين مشار ولام أكول حين وقَّعا اتفاقية الخرطوم. فقد قيل إنهما باعا نفسيهما لـ NIF (الجبهة الإسلامية القومية) وقبضا المال الحرام من السيد علي الحاج سمسار السلام للنظام في الجنوب. وصدر هذا القول بحق الأستاذين اللذين كانا كالنجوم بين اليسار الجديد في آخر الثمانينات، تقدس سرهم الجنوبي الباتع. وحتى الرجل الفاضل الأريب الدكتور حيدر إبراهيم سمع ما لا يرضى ولا يسر حين التمس (ولم يحمل أحداً حملاً) من المعارضة العودة للسودان للجهاد من فوق المنابر القانونية التي سنحت.
هل ستبقى المعارضة “تقطع” في كل مغادر لساحتها لوفاق أو آخر مع الحكومة؟ متى تخرج المعارضة عن فتح الفايلات إلى تحليل شجاع عن “عوجة رقبتها” لا عن عوجه النظام أو مفارقي صف المعارضة. وعملاً بأهل القطيعة بين أهل بربر من سيكون آخر المعارضين الذي سيضطر في وحشة عدم الجليس أن يكشح التراب في أثر آخر الناهضين لصلح الحكومة؟
خالد عمر يوسف يقدم مرافعة عصماء عن أننا إما تمسكنا بالقوات المسلحة أو تفرقنا مليشيات كالعراق. ليه هذا الكلام مستنكر في يومنا ومستقبح؟
عبد الله علي إبراهيم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
استخبارات الأسد المخلوع تترك خلفها وثائق سريّة .. ماذا تضمنت؟
سرايا - أطلعت صحيفة "وول ستريت جورنال" على وثائق تمّ التخلي عنها على عجل تظهر كيف كافح جهاز الاستخبارات الضخم التابع للنظام السوري المخلوع لفهم ما يقع على الأرض ووقف التقدم السريع "للمتمردين".
وتذكر الصحيفة الأميركية أن تقريرا مقلقا مكونا من 5 صفحات وصل إلى مكاتب ضباط الاستخبارات العسكرية في دمشق بعد أيام من هزيمة الجيش السوري في حلب بالشمال على يدّ قوات المعارضة.
وتنسب لتلك الوثائق أن القوات النخبوية التي أرسلت لتعزيز دفاعات المدينة اضطرت إلى الانسحاب حيث تراجع الجيش بطريقة جنونية وفرّ الجنود بشكل هستيري تاركين خلفهم أسلحة ومركبات عسكرية.
وتقول إن كنزا يتضمن آلافا من وثائق الاستخبارات السرية للغاية التي اكتشفها مراسلو صحيفة "
وول ستريت جورنال" في أحد المباني في كانون الأول يوثق الانهيار السريع بشكل ملحوظ للنظام الاستبدادي الذي حكم سوريا بقبضة من حديد عقودا من الزمن.
وتشير الصحيفة إلى أن نظام بشار الأسد حاول عبر تصريحاته الرسمية التقليل من مكاسب قوات المعارضة لكن الاتصالات الداخلية بين القوات الموالية للنظام عكست حالة من الذعر المتزايد.
ومن بين ما كشفته تلك الوثائق أن جهاز الاستخبارات حذر من أن "المتمردين" سوف يتنكرون في هيئة قوات النظام من خلال حمل صور الأسد ورفع العلم السوري، كما ارتفعت في تلك الأثناء مخاوف التدخل الأجنبي مع ضعف قبضة النظام.
وفي تقرير صدر في 30 تشرين الثاني، حذر الجهاز من أنه "تلقى معلومات عن اتصالات وتنسيق بين الجماعات الإرهابية في شمال سوريا وخلايا نائمة إرهابية في المنطقة الجنوبية ومحيط دمشق"، داعيا إلى تشديد المراقبة والتدابير الأمنية.
ومع تقدم قوات المعارضة، اقترح أحد تقارير الاستخبارات أن يشن الجيش السوري هجوما مفاجئا على مؤخرة جيش هيئة تحرير الشام ويضرب قاعدتهم في إدلب، متوقعا أن تزرع هذه العملية الفوضى وتخفف الضغط على القوات السورية حول حماة، لكن ذلك لم يتم، حسب الصحيفة.
ومع استمرار قوات المعارضة في الضغط، ركزت أجهزة الاستخبارات بشكل متزايد على الأمن في العاصمة، حتى إنها ركزت على ما بدا كأنه تفاصيل دقيقة، إذ أفاد أحد فروع الاستخبارات بأن العديد من الأشخاص انتقلوا مؤخرًا من الأراضي التي يسيطر عليها "المتمردون" في الشمال الغربي إلى إحدى ضواحي
دمشق، محذرين من أنهم قد يكوّنون خلايا نائمة، كما أصدرت هيئة تحرير الشام تعليمات لعملائها في ريف دمشق بالاستعداد للتحرك، وفقًا لتقرير آخر.
وتبين الصحيفة أن تقريرا أرسل في 5 كانون الأول 2025 كشف أن مصدرا من "المتمردين" المدعومين من الولايات المتحدة والمتمركزين بالقرب من الحدود الأردنية أبلغ الاستخبارات السورية أن الولايات المتحدة أصدرت لهم تعليمات بالتقدم نحو ريف درعا الشرقي ومدينة تدمر التاريخية.
ومع اقتراب قوات المعارضة من دمشق، قدم المخبرون وفقا لوول ستريت جورنال طوفانًا من المعلومات الاستخبارية عن أماكن وجود "الإرهابيين" المفترضة، وأشار أحدهم إلى أن 20 "إرهابيا" ودبابتين موجودون في مزرعة دواجن بينما لفت آخر إلى أن هيئة تحرير الشام تستخدم كهفًا في ريف إدلب مقرا لها.
وعشية انهيار النظام، توقعت وثيقة اطلعت عليها الصحيفة وصول قوات المعارضة إلى ضواحي
دمشق في غضون يومين والاستيلاء على سجن صيدنايا، وكان التوقيت خاطئًا، لكن التنبؤ الأخير أثبت صحته إذ اقتحمت تلك القوات السجن وأطلقت سراح المعتقلين بعد ساعات من فرار الأسد من البلاد، وفقا للصحيفة.
وختمت وول ستريت بالقول إن موظفي جهاز الاستخبارات السوري ظلوا أوفياء حتى آخر لحظة لنظامهم وحاولوا حمايته من السقوط وهو ما يشي به آخر سطر في آخر وثيقة: "للمراجعة والقيام بما يلزم".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 546
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 30-01-2025 05:09 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...