بوابة الفجر:
2024-09-13@03:09:20 GMT

كريم وزيري يكتب: حروب الليزر وسلاح المستقبل

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

منذ أن ظهرت فكرة استخدام الليزر في الحروب، بدأت العقول تتخيل سيناريوهات الخيال العلمي تتحول إلى واقع اليوم، ومع التطورات التكنولوجية الهائلة، باتت فكرة استخدام الليزر كسلاح في الحروب تقترب من الحقيقة أكثر من أي وقت مضى.

هذا التطور لا يعد مجرد إضافة إلى ترسانة الأسلحة التقليدية، بل يمثل ثورة تكنولوجية قد تغير بشكل جذري كيفية خوض المعارك وتحقيق الانتصارات.

الليزر تضخيم الضوء بواسطة الانبعاث المستحث للإشعاع. ببساطة، هو جهاز ينتج حزمة ضوئية مركزة ذات طاقة عالية عندما يُسقط شعاع الليزر على مادة ما، فإنه يمكن أن يسخنها إلى درجات حرارة هائلة، مما يتسبب في ذوبانها أو تبخيرها وقوة الليزر تعتمد على مدى تركيز الشعاع ومدة توجيهه نحو الهدف، مما يجعل الليزر أداة فعالة ودقيقة في استهداف الأعداء.

حاليًا، تُستخدم أنظمة الليزر في بعض الجوانب العسكرية ولكن على نطاق محدود فعلى سبيل المثال، تُستخدم تقنيات الليزر في توجيه القنابل والصواريخ بدقة، وكذلك في نظم الاتصالات العسكرية المشفرة لكن التوجه نحو استخدام الليزر كأسلحة هجومية بدأ يكتسب زخمًا، مع وجود مشاريع لتطوير أسلحة ليزرية يمكنها تدمير الطائرات دون طيار، والقذائف، وحتى الأهداف الأرضية.

غير أحد أكبر مميزات الليزر هو سرعته. بفضل سرعته الفائقة، يمكن لشعاع الليزر الوصول إلى الهدف فور إطلاقه تقريبًا، مما يجعل من المستحيل تقريبًا تجنبه.

هذا يعني أن الليزر يمكن أن يسقط الطائرات والصواريخ القادمة قبل أن تصل إلى أهدافها كما أن دقة الليزر تجعل من الممكن تدمير الأهداف الصغيرة والمتنقلة، مما يعزز من القدرة على مواجهة تهديدات مثل الطائرات دون طيار.

في الحروب التقليدية، يمكن أن تكون الذخائر مكلفة للغاية لكن باستخدام الليزر، يتم استخدام الطاقة كمصدر لتدمير الأهداف، مما يقلل من التكلفة المادية للذخيرة بالطبع، هناك تكلفة لتطوير وصيانة أنظمة الليزر، ولكن من المتوقع أن تكون التكلفة العامة أقل مع مرور الوقت واستخدام التكنولوجيا على نطاق واسع.

ويمكن استخدام الليزر ليس فقط لتدمير الأهداف، ولكن أيضًا لتعطيل أنظمة الاستشعار والاتصالات لدى العدو هذا يعني أن الليزر يمكن أن يُستخدم لتوجيه التشويش على أجهزة الرادار، أو حتى لتعطيل أنظمة الإلكترونيات المستخدمة في الطائرات والسفن.

وتُعد الطائرات دون طيار والصواريخ الذكية تهديدات رئيسية في الحروب الحديثة ومن المتوقع أن تكون أنظمة الدفاع الجوي المعتمدة على الليزر قادرة على مواجهة هذه التهديدات بشكل فعال بفضل قدرتها على إسقاط الأهداف في الوقت الحقيقي تقريبًا، يمكن لأنظمة الدفاع الجوي الليزرية أن توفر حماية أفضل للمدن والمنشآت الحيوية.

رغم كل الفوائد المحتملة، فإن استخدام الليزر في الحروب يواجه بعض التحديات أولًا، هناك تحديات تقنية تتعلق بتطوير أنظمة ليزر قوية بما يكفي لتدمير الأهداف على مسافات بعيدة وثانيًا، هناك عوامل بيئية مثل الغبار والضباب يمكن أن تقلل من فعالية شعاع الليزر وأخيرًا، هناك اعتبارات قانونية وأخلاقية تتعلق باستخدام أسلحة جديدة في الحروب، حيث يحتاج المجتمع الدولي إلى وضع قوانين ولوائح تحدد استخدام الليزر في النزاعات المسلحة.

وبينما نستعد لدخول حقبة جديدة من الحروب، يبدو أن الليزر سيكون له دور بارز في تشكيل مستقبل القتال ستصبح الحروب أكثر تقنية وأقل اعتمادًا على الجنود، حيث ستحل الروبوتات والطائرات دون طيار المجهزة بالليزر محل القوات التقليدية. كما ستصبح الحروب أكثر سرعة ودقة، مع استخدام أنظمة ليزر قادرة على تحقيق الأهداف في ثوانٍ معدودة.

في النهاية، بينما يمكن أن تبدو فكرة استخدام الليزر في الحروب وكأنها خيال علمي، فإن التقدم التكنولوجي يجعل من هذا الخيال واقعًا قريبًا قد تكون الحروب في المستقبل أقل دموية وأكثر دقة، ولكن مع ذلك، يبقى السؤال الأهم كيف سنستخدم هذه القوة الجديدة؟ وهل ستكون للحفاظ على السلام، أم لتحقيق الهيمنة؟

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: استخدام الليزر الأسلحة التقليدية الاستشعار التطورات التكنولوجية الخيال العلمي الطائرات بدون طيار الروبوتات الروبوت النزاعات المسلحة الطائرات دون طیار فی الحروب یمکن أن

إقرأ أيضاً:

جمال بيومي: ألمانيا تدعم جهود مصر لإحلال السلام في الشرق الأوسط

قال السفير جمال بيومي، مُساعد وزير الخارجية الأسبق، إنّ زيارة الرئيس الألماني لمصر خطوة مهمة للغاية، مٌشيدا بسياسة ألمانيا وقدرتها على تحقيق المٌعجزة الاقتصادية، إذ تعرضت إلى تدمير 90% من بنيتها الأساسية بعد الحرب، لكنها أعادت إقامتها وأصبحت واحدة من أكبر اقتصاديات العالم، كما كانت تعتبر أكبر مصدر في العالم في 2009 قبل أن تأخذ الصين هذا المركز.

التحالف المصري الألماني

وأضاف «بيومي»، خلال مداخلة هاتفية عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، أنّ ألمانيا ومواطنيها يشيدون أيضا بالسياسة الخارجية المصرية، خاصة منذ عهد الرئيس الأسبق أنور السادات الذي نجح في إيقاف الحروب وبداية عملية سلام، وإعادة بناء الاقتصاد المصري، فضلا عن إبعاد الحروب المتكررة عن الدولة المصرية لمدة 70 عاما، مشيرا إلى أنّ تلك الحروب كانت تنهك القدرات والاقتصاد المصري.

مساندة من أجل الشعب الفلسطيني

وواصل أنّ ألمانيا تسعى دائما إلى دعم قدرات مصر الاقتصادية والاستراتيجية والمساندة في موضوع السلام في منطقة الشرق الأوسط مما يساهم في تطور العلاقات المصرية الألمانية، لافتا إلى أنّ وزير الخارجية الألماني تحدث كثيرا عن زيارته لإسرائيل من أجل أن تعود إلى الصواب في سلوكياتها تجاه الشعب الفلسطيني، مما يؤكد أنّ ألمانيا شريك يمكن الاعتماد عليه.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية والهجرة يستقبل وزيري التنمية المحلية والإسكان
  • روسيا تستقبل وزيري خارجية بريطانيا وأمريكا في كييف بالصواريخ الباليستية
  • دوي صفارات إنذار في كييف بالتزامن مع زيارة وزيري خارجية أمريكا وبريطانيا
  • شرطة الشارقة والحرس الوطني تعززان الشراكة الأمنية
  • جمال بيومي: ألمانيا تدعم جهود مصر لإحلال السلام في الشرق الأوسط
  • خبير بيئي: الحروب تساهم في تزايد معدلات التغيرات المناخية
  • لافروف وحافة الحروب
  • هاريس: ترامب أدخل البلاد في حروب تجارية
  • أنظمة وظيفية بواجهات عربية
  • برنامج التواصل مع علماء اليمن يقيم ندوة عن الأهداف الحوثية الخطيرة لاحتفالاته بالمولد