البيئة تواصل مسحها الميداني للصقر الأدهم
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
أنهت هيئة البيئة عمل المرحلة الاولى من المسوحات الميدانية السنوية للصقر الأدهم في جزر الديمانيات وجزيرة الفحل بمحافظة مسقط، على أن تستأنف
أعمال المرحلة الثانية أواخر شهر سبتمبر وحتى بدايات شهر أكتوبر من العام الجاري.
ويعمل المختصون خلال المرحلتين على تنفيذ عدد من الزيارات الميدانية لمواقع الدراسة، بهدف توفير وتحديث البيانات عن حالة الصقر الأدهم ومواقع التعشيش بجزر الديمانيات وجزيرة الفحل.
كما تهدف المسوحات الميدانية إلى إعداد تقرير شامل حول حالة الصقر الأدهم كطائر مهاجر بسلطنة عمان واقتراح التوصيات، والعمل على الحصول على نتائج علمية ونشرها في المجلات العلمية المحكمة، فضلا عن تدريب المراقبين والمختصين بالهيئة على تطبيق آليات العمل واستخدام الوسائل والتقنيات لعمل المسوحات العلمية البيئية وتسجيل النتائج ورصد الأنواع البيئية المتنوعة من نواحي نظرية وعملية.
ويعتبر الصقر الأدهم أو صقر الغروب (Falco concolor) من الصقور المهاجرة متوسط الحجم حيث يتكاثر في سلطنة عمان ومناطق أخرى من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويصنف كطائر "معرض لخطر الانقراض" حيث تتناقص أعداده في نطاقاته، وتعد سلطنة عمان ملجأ آمنا له في العقود الأخيرة.
الجدير بالذكر أن من اوائل الدراسات على هذا النوع من الطيور في محافظة مسقط أجريت في عام 1978، ونفذ مكتب حفظ البيئة خلال الفترة من 2007 إلى 2014، عددا من المسوحات الحقلية والدراسات العلمية وعمليات رصد للصقور الأدهم في شمال سلطنة عمان وتم تحديث المعلومات حوله بدقة عالية، وقد أشارت نتائج الدراسات السابقة وتقارير الخبراء والباحثين البيئيين إلى أهمية تجديد المسوحات وعمليات الرصد في سلطنة عمان كوسيلة لتتبع التغيرات في الأعداد ومعرفة مزيد من المعلومات عن بيئة الصقر، ومراجعة أسباب تناقص أعداده عالميا. وتواصل هيئة البيئة الإشراف على تنفيذ ومتابعة مشروع دراسة الصقر الأدهم في سلطنة عمان منذ العام الماضي وذلك خلال فترة الصيف بشكل سنوي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
عُمان بين حملات التضليل وثبات الموقف
ناصر بن حمد العبري
في ظل التوترات والأحداث الجارية في المنطقة، تتجه الأنظار إلى المآسي التي ترتكب بحق الشعوب، وعلى رأسها المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، إلى جانب التصعيد العسكري في اليمن، واستمرار مُعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق من التدخلات الخارجية.
ووسط هذه التطورات، برزت حملات إعلامية ممنهجة تحاول الزج بسلطنة عُمان في قضايا لا تمتّ للواقع بصلة، في محاولة لصرف الانتباه عن الجرائم الحقيقية التي تُرتكب بحق الأبرياء.
لطالما اتسمت سلطنة عُمان بسياسة خارجية قائمة على التوازن والحياد الإيجابي؛ حيث تبنت نهجًا دبلوماسيًا هادئًا يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بعيدًا عن الاستقطابات والصراعات الإقليمية. ولكن في الآونة الأخيرة، نشطت بعض الجهات الإعلامية المشبوهة في اختلاق الاتهامات ضد السلطنة، بهدف زعزعة صورتها الناصعة في الساحة الدولية.و
هذه الحملات يقودها ما يُعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، وهو جيش من الحسابات الوهمية والمأجورة التي تعمل وفق أجندات محددة لإثارة البلبلة ونشر الأكاذيب. الغرض الأساسي منها هو تشتيت الأنظار عن المآسي الحقيقية، مثل المجازر التي تُرتكب يوميًا في قطاع غزة؛ حيث يُقتل الأبرياء دون تمييز، وسط صمت دولي وتواطؤ مكشوف من بعض القوى العالمية والعربية.
لم يكن موقف سلطنة عُمان يومًا محل شك فيما يتعلق بالقضايا العربية والإسلامية العادلة، إذ دأبت على دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المُستقلة، كما سعت دومًا إلى تهدئة الأوضاع في اليمن وتقديم المساعدات الإنسانية دون الانحياز لأي طرف على حساب الآخر، ودون أي ضجيج إعلامي كما يفعل البعض.
في الوقت الذي تتعرض فيه بعض الدول لحملات تضليل متعمدة، تبقى عُمان ثابتة على مبادئها، مستمرة في نهجها القائم على عدم التدخل في شؤون الغير، كما أراد لها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مع الحرص على دعم الحوار كوسيلة لحل النزاعات.
إنَّ هذه السياسة لم تأتِ من فراغ؛ بل هي جزء من إرث دبلوماسي طويل جعل سلطنة عُمان رسول سلام وسيطًا مقبولًا في العديد من الأزمات الإقليمية.
وحملات التشويه التي تستهدف سلطنة عُمان لن تُغير من واقعها كدولة قائمة على الحياد الإيجابي، ولن تثنيها عن مواقفها الراسخة. وعلى الرغم من تصاعد هذه الهجمات الإعلامية، إلا أن السلطنة تعتمد على رصيدها من المصداقية الدولية، والذي لم يتأثر بمثل هذه المحاولات الفاشلة، فنحن عُرف عنا أننا أسياد البحار، ولنا رصيدنا من البطولات التي سطرها التاريخ لنا.
وأخيرًا.. تبقى الحقيقة واضحة أن هناك جرائم حرب تُرتكب في غزة، وأزمات إنسانية متفاقمة في اليمن، بينما تُحاول بعض الأطراف إلهاء الرأي العام بحملات دعائية واتهامات واهية، غير أن الوعي الشعبي يبرهن على أن المواطن بات أكبر من أن يقع في فخ هذه المخططات، وأن عُمان ستظل على موقفها الراسخ في دعم السلام والاستقرار، مهما تعالت أصوات التضليل والتشويه.
رابط مختصر