أثبت باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية لأول مرة كيف ولماذا يؤدي استنفاد الجراثيم في أمعاء حديث الولادة باستخدام المضادات الحيوية إلى الحساسية التنفسية مدى الحياة.

وفي دراسة نُشرت مؤخرا، حدد فريق بحث من كلية الهندسة الطبية الحيوية (SBME) سلسلة محددة من الأحداث التي تؤدي إلى الحساسية والربو. وبذلك، فتحوا عديدا من المسارات الجديدة لاستكشاف وسائل الوقاية والعلاج المحتملة.

ومع هذا الفهم الجديد، يمكن للمرضى أن يتطلعوا إلى حلول أكثر فعالية وطويلة الأمد تعالج جذور المشكلة، مما يمهد الطريق لمستقبل تمكن فيه إدارة الحساسية بشكل أكثر فعالية، أو ربما تجنبها تماما.

ففي دراسة نُشرت في العاشر من أغسطس/آب في مجلة "الحساسية والمناعة السريرية"، حدد فريق بحثي من كلية الهندسة الطبية الحيوية سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى الحساسية والربو. وبهذا الاكتشاف، فتحوا آفاقا جديدة لاستكشاف آليات للوقاية وعلاجات محتملة.

وقال المؤلف الرئيسي الدكتور كيلي مكناجني، أستاذ في كلية الهندسة الطبية الحيوية وقسم الوراثة الطبية، إن "أبحاثنا تظهر أخيرا كيف تؤثر بكتيريا الأمعاء والمضادات الحيوية على جهاز المناعة لدى المولود الجديد، مما يجعله أكثر عرضة للحساسية، عندما ترى شيئا كهذا، يتغير تماما فهمك للأمراض المزمنة. إنها عملية منظمة بدقة يمكن أن تكون لها تأثيرات طويلة الأمد على القابلية للإصابة بالأمراض المزمنة في مرحلة البلوغ".

الجهاز المناعي يتشكل في وقت مبكر جدا من الحياة (وكالة الأنباء الألمانية) الحساسية والمناعة

الحساسية تأتي نتيجة لاستجابة الجهاز المناعي بقوة زائدة لمواد غير ضارة، مثل حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات، وهي أحد الأسباب الرئيسية لزيارات الطوارئ للأطفال. يحمي الجهاز المناعي الجسم من الغزاة الضارين، مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات. في حالة الحساسية، يخطئ الجهاز المناعي في تفسير شيء غير ضار ويظن أنه تهديد خارجي، ومن ثم يحفز استجابة تسبب أعراضا مثل العطس أو الحكة أو التورم.

يتشكل الجهاز المناعي في وقت مبكر جدا من الحياة. وأشارت الأبحاث -على مدى العقدين الماضيين- إلى أن الميكروبات في أمعاء الرضيع تلعب دورا رئيسيا.

ماذا صنعت البكتيريا حتى تحمي الجسم من نفسه؟

يتلقى الأطفال في كثير من الأحيان مضادات حيوية بعد الولادة مباشرة لمحاربة الالتهابات، وهذه المضادات يمكن أن تقلل من عدد أنواع معينة من البكتيريا. تنتج بعض هذه البكتيريا مركبا يسمى بيوتيريت، وهو أساسي في وقف العمليات التي تم الكشف عنها في هذا البحث.

أظهرت مختبرات الدكتور مكناجني سابقا أن الرضع الذين لديهم عدد أقل من البكتيريا المنتجة للبيوتيريت يصبحون أكثر عرضة للحساسية. وقد أظهروا أيضا أنه يمكن التخفيف من هذا أو حتى عكسه عن طريق تقديم البيوتيريت كمكمل في وقت مبكر من الحياة.

والآن، من خلال دراسة هذه العملية في الفئران، اكتشفوا كيف يعمل ذلك.

الفئران التي استُنزفت بكتيريا أمعائها ولم تتلق مكمل البيوتيريت طورت نوعا معينا من الخلايا المناعية يسمى الخلايا الليمفاوية الفطرية من النوع 2 بتعداد مضاعف.

تم اكتشاف هذه الخلايا منذ أقل من 15 عاما، وسرعان ما أصبحت موضع اشتباه رئيسي في تطور الحساسية. أظهر الباحثون أن الخلايا الليمفاوية الفطرية من النوع 2 تنتج جزيئات تعمل على "تشغيل" خلايا الدم البيضاء لجعلها تنتج عددا وفيرا من أنواع معينة من الأجسام المضادة.

تغلف هذه الأجسام المضادة الخلايا كدفاع ضد الغزاة الأجانب، مما يمنح الشخص المصاب بالحساسية جهازا مناعيا جاهزا للهجوم عند أدنى استفزاز. يزداد عدد كل خلية وجزيء وجسم مضاد في هذه السلسلة بشكل كبير بدون البيوتيريت.

الرضع الذين لديهم عدد أقل من البكتيريا المنتجة للبيوتيريت يصبحون أكثر عرضة للحساسية (بيكساباي) تعويض ما فات

يجب إعطاء البيوتيريت خلال فترة زمنية ضيقة بعد الولادة -بضعة أشهر للبشر، وبضعة أسابيع للفئران- من أجل منع تكاثر خلايا الخلايا الليمفاوية الفطرية من النوع 2 وكل ما يتبع ذلك. إذا فاتت هذه الفرصة وتكاثرت خلايا الخلايا الليمفاوية الفطرية من النوع 2، فإن الخطوات المتبقية تتبع بشكل حتمي وتبقى مع الشخص مدى الحياة.

والآن، بعد أن عرف الباحثون تلك الخطوات الأخرى، لديهم عديد من الأهداف المحتملة لوقف هذه السلسلة، حتى بعد انتهاء فترة المكملات.

ووفقا لموقع يوريك أليرت، قال أحمد قابل، المؤلف الأول للدراسة ومرشح دكتوراه في كلية الهندسة الطبية الحيوية، "يمكننا الآن اكتشاف متى يكون المريض على وشك تطوير حساسية مدى الحياة، ببساطة من خلال زيادة خلايا الخلايا الليمفاوية الفطرية من النوع 2، ويمكننا استهداف تلك الأنواع من الخلايا بدلا من الاعتماد على المكملات بالبيوتيريت، التي تعمل فقط في وقت مبكر من الحياة".

كما يشير الدكتور مكناجني والقائد المشارك للدراسة الدكتور مايكل هيوز الباحث في كلية الهندسة الطبية الحيوية، فإن علاج الحساسية لدى الناس بمضادات الهيستامين وأجهزة الاستنشاق يخفف الأعراض، ولكنه لا يعالج المرض. لتحقيق تقدم أكثر ديمومة، يجب على الباحثين استهداف الخلايا والآليات التي تبني هذا الجهاز المناعي المفرط الحساسية. حتى الآن، لم تكن هناك طريقة انتقائية للقيام بذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجهاز المناعی فی وقت مبکر من الحیاة

إقرأ أيضاً:

الباحثون ينجحون في عزل الخلايا العصبية المسؤولة عن إثارة العطاس والسعال

الولايات المتحدة – توصل فريق من الباحثين في مركز جامعة واشنطن للألم في سانت لويس، إلى طريقة لعزل الخلايا العصبية المسببة للعطاس والسعال في مجاري الهواء لدى الفئران.

وأدت الأبحاث السابقة إلى تصنيف الخلايا العصبية في مجاري الهواء لدى الفئران، بناء على القنوات الأيونية على أسطح الخلايا (المسؤولة عن توليد ونشر الإشارات في الخلايا القابلة للاستثارة مثل الخلايا العصبية).

وفي الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون هذه المعلومات للبحث عن الخلايا العصبية المحددة التي تشارك في إثارة العطاس و/أو السعال، وهي عملية تتضمن تعريض القنوات الأيونية لمركبات مختلفة لمعرفة كيفية تفاعلها.

ووجد فريق البحث مركبا يسمى BAM 8-22، يجعل الفئران تعطس. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن المركب ينشط القناة الأيونية MrgprC11، ما دفع الفريق إلى الشك في أن الخلايا العصبية التي تحمل قنوات MrgprC11 هي التي تسبب العطاس.

وللتأكد من ذلك، قاموا بإزالة هذه الخلايا العصبية من مجاري الهواء لدى فئران الاختبار، ثم أصابوها (الفئران) بفيروس الإنفلونزا.

ووجد الباحثون أن الفئران مرضت ولكنها لم تعطس، وهي علامة قوية على أنهم وجدوا الخلايا العصبية الصحيحة المرتبطة بذلك.

واتبع الفريق النهج نفسه تقريبا لتحديد الخلايا العصبية المسؤولة عن تحفيز السعال لدى الفئران. ووجدوا العديد منها في القصبة الهوائية التي تعبّر عن مادة كيميائية معروفة بأنها ناقلة للإشارة. ثم أدت إزالتها إلى “إزالة محفز للسعال”.

ويخطط الباحثون لمعرفة ما إذا كانت أنواع مماثلة من الخلايا العصبية تعمل لدى البشر أيضا.

وأشاروا إلى أن التعرف على المزيد حول هذه المحفزات، قد يساعد في تطوير علاجات أكثر فعالية للأعراض.

نُشرت الدراسة في مجلة Cell.

المصدر: ميديكال إكسبريس

مقالات مشابهة

  • الجوافة.. كنز غذائي يعزز الصحة ويقوي جهاز المناعة
  • التهاب المعدة والقولون من أكثر مشاكل الجهاز الهضمي في الخريف
  • رئيس الوزراء يعقد اجتماعا مع مُمثلي عدد من الشركات الألمانية المتخصصة في القطاعات الحيوية (صور)
  • محافظ بني سويف: ندعم المستشفيات بأحدث الأجهزة الطبية
  • دراسة تكشف آثار جائحة كورونا على أدمغة المراهقين.. الإناث أكثر تأثرا من الذكور
  • المضادات الأرضية” أسقطت 30 مسيرةً انتحارية
  • 9 نصائح من اللجنة الطبية العليا لتقوية المناعة.. أبرزها كثرة شرب المياه
  • الباحثون ينجحون في عزل الخلايا العصبية المسؤولة عن إثارة العطاس والسعال
  • تكنولوجيا جديدة للقضاء على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
  • نجاح عزل الخلايا العصبية المسؤولة عن إثارة العطس والسعال