هكذا يقيّم خبيران عسكريان أداء المقاومة في غزة
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
في تقييمهما لأدائها في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلية، يؤكد خبيران عسكريان أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تنفذ عمليات ذات أهمية كبيرة جدا، مستفيدة من نقاط ضعف جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يستنزف.
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تستخدم تكتيكات مرنة غير تقليدية توقع خسائر كبيرة بجيش الاحتلال.
وبحسب الصمادي، تقوم المقاومة بتنفيذ التكتيكات المرنة بشكل ديناميكي، وتعتمد على أساليب الكر وافر، ومؤخرا تستخدم الكمائن والعبوات وتنفذها بطريقة احترافية، مما مكنها من إيقاع ضربات مفاجئة وموجعة لجيش الاحتلال.
وباتت المقاومة تتمتع بقدرة عالية في عمليات الاستطلاع والرصد والمراقبة، واستخدام الطائرات المسيّرة في عمليات التصوير والمراقبة، وقال اللواء الصمادي إنها تركز على نقاط ضعف جيش الاحتلال، حيث تقوم باستدراج قواته واستنزافها في المعدات والأفراد، وتؤثر على معنوياته.
ويؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن التنسيق بين فصائل المقاومة جعلها تضيف بعدا احترافيا في تنفيذ العمليات التي تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبسبب أداء المقاومة، يصاب جيش الاحتلال بحالة سعار ويقوم بقتل وترويع الفلسطينيين، ويحاول دفع الناس في غزة إلى الهجرة الطوعية، بعد تجفيف منابع الحياة في القطاع المحاصر، وهو ما يدخل ضمن المخطط الشمولي للاحتلال.
وأشار اللواء الصمادي إلى تآكل ما اسماها النجاحات التكتيكية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهناك حالة استنزاف وخسائر كبيرة في الآليات والوحدات المدرعة.
استنزاف جيش الاحتلالومن جهته، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن فصائل المقاومة تعمل وفق إستراتيجية تعتمد على مجاميع صغيرة تقوم بالتنقل بين المناطق كي تنفذ عمليات توقع خسائر بقوات الاحتلال.
ووصف العمليات التي تنفذها فصائل المقاومة بأنها ذات أهمية كبيرة جدا، لأن تستنزف قدرات جيش الاحتلال بشكل كبير، وتثبت أن الحسم العسكري ليس بمقدور هذا الجيش تحقيقه، وأن المقاومة قادرة على الاستمرار في المعركة خلال الفترة القادمة.
وفي المقابل، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي -يتابع العقيد الفلاحي- يفتقد إلى القدرات العسكرية التي تمكنه من القتال في المناطق المبنية، ويفتقد للخبرة ودقة المعلومة، ويستند إلى التدمير الممنهج في عمليات التوغل التي يقوم بها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاحتلال الإسرائیلی جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
هل أصبح المقاومون مرتزقة ودواعش؟!
هناك سؤالٌ كبير يطرح نفسه بقوّة منذ أن شرعت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في حملتها الشرسة ضدّ المقاومة في جنين إلى حدّ الساعة، وهو: ما الذي تجنيه السلطة من هذه الحملة المشبوهة التي لا تخدم إلا أجندة الاحتلال؟!
في العقود الثّلاثة الماضية، كانت السلطة الفلسطينية تمنع أيّ عمل مقاوِم في الضفة الغربية، بذريعة أنّها تُفاوض الاحتلال على دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 جوان 1967، أمّا الآن وقد توقّفت المفاوضات نهائيًّا، وانهار مسلسل “السّلام” الكاذب، وأكّد الاحتلال مرارا رفض قيام أيّ دولة فلسطينية ولو كانت منزوعة السلاح، فلماذا تصرّ السلطة الفلسطينية على محاربة المقاومة في الضّفة نيابة عن الاحتلال؟!
الاحتمالُ الأرجح هو أنّ السلطة تريد أن تُثبت للاحتلال وأمريكا أنّها لا تزال موجودة وتسيطر على الأوضاع في الضفة الغربية أملا في أن يمنحاها دورا في غزة بعد نهاية الحرب، لذلك قامت بهذا الهجوم الكاسح على مخيّم جنين وحاصرت عشرات المقاومين هناك، لتصفيتهم أو نزع سلاحهم واعتقالهم، وقد قتلت إلى حدّ الساعة ثلاثة منهم وفي مقدّمتهم قائد كتيبة جنين، يزيد جعايصة، الذي يطارده جيش الاحتلال منذ 4 سنوات كاملة ولم يستطع الوصول إليه، فوصلت إليه هذه الأجهزة واغتالته!
منذ 7 أكتوبر 2023 إلى اليوم، قتلت أجهزة السلطة 13 مقاوما بالضفة الغربية واعتقلت 150 آخر، أغلبهم مطارَدون ومطلوبون للكيان، كما قام الاحتلال باغتيال العديد من المقاومين الذين طاردتهم أجهزة السلطة وفشلت في اغتيالهم أو اعتقالهم ومنهم “أبو شجاع” في طولكرم، أليس هذا تكاملا بين الطرفين، يؤكّد أنّ أجهزة هذه السلطة أصبحت ذراعا أمنيّا للاحتلال وتؤدّي دورا لا يختلف عن “جيش لحد” المنهار في جنوب لبنان؟! ألا تدرك السلطة أنّها بهذا الدور المخزي تريد تأبيد احتلال فلسطين وتصفية قضيّتها؟!
والمُثير للاشمئزاز أكثر أن يظهر أحد قادة هذه الأجهزة في قناة عربية، ويقول إنّ هدف الحملة في جنين هو “محاربة المرتزقة والمأجورين والدواعش الذين يعملون لصالح أجندات إقليمية ويريدون تحويل الضّفة إلى غزّة ثانية؟!”.. أليس من العار أن يُهاجَم المقاومون بهذا الحقد والكراهية ويوصَفون بـ”المرتزقة” و”المأجورين” و”الدواعش” وهم الذين يبذلون دماءهم رخيصة في سبيل تحرير فلسطين والأقصى؟!
كأنّها تقول له: أنهِ ما بدأته في غزة، أمّا المقاومة في الضِّفة فسنريحك من عبئها
لو كانت هذه السُّلطة تعقل، لدفعتها المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال في غزة وتدمير بنيتها التحتية منذ أزيد من 14 شهرا، وحملات التجويع والتهجير والتطهير العرقي لسكّانها، فضلا عن انهيار مسلسل “السّلام” معه بعد 31 سنة كاملة من اتّفاق أوسلو، إلى التوبة والعودة إلى أحضان شعبها ودعم مقاومته الشريفة في الضِّفة، لكنّها للأسف فقدت كلّ قيم الوطنية والعروبة والشهامة والإحساس بالعزّة والكرامة، وانبطحت تماما للاحتلال وخنعت.
وبدل أن توجِّه سلاح 60 ألفًا من عناصرها الأمنية للدفاع عن الفلسطينيين بالضّفة ضدّ الانتهاكات اليومية للاحتلال وقطعان مستوطنيه، آثرت أن تتحوّل إلى ظهير له، تكمل ما عجز عنه في شتى معاقل المقاومة هناك، وكأنّها تقول له: أنهِ ما بدأته في غزة، أمّا المقاومة في الضِّفة فسنريحك من عبئها!
يكفي هذه السُّلطة خزيًا ما كشفه موقع “أكسيوس” الأمريكي من أنّ بعض مسؤوليها أطلعوا مسبقا إدارة الرئيس بايدن ومستشاري ترامب، على عملية جنين، وأنّ المنسّق الأمني الأمريكي، مايك فنزل، اجتمع بقادة أمن السُّلطة قبل العملية لـ”مراجعة خططهم”، وبعدها طلبت الولايات المتحدة من الكيان السَّماح لها بتزويدهم بالمُعدّات والذخائر، لإنجاز “مَهمّتهم” هناك.
وقد كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أنّ الاحتلال سيقدّم لهم مُعدّات عسكرية متطوّرة وفي مقدّمتها أجهزة إبطال العبوّات الناسفة، إضافة إلى زيادة التنسيق الأمني بين الطرفين، ومع ذلك تسمّي السلطة هذه المهمة القذرة “حماية الوطن!”، وتُشيطن المقاومة الشريفة وتجرّمها، أيّ عار هذا؟!
السُّخط الشعبي ضدّ السلطة الفلسطينية يتنامى في الضِّفة، والمظاهرات تملأ الشوارع في جنين ونابلس وطولكرم ومعاقل أخرى، وحتى بعض عناصر الشرطة وقياديين من “فتح” بدأوا يتململون ويعارضون هذه الحملة الأمنية التي تتساوق مع المخططات الصهيونية والأمريكية، وبمرور الأيام قد يتحوّل التململ إلى رفض لمواجهة الأشقاء في مخيّم جنين، وحينها يصبح انهيارُ السلطة تحصيل حاصل؛ فحينما رفض الجيشُ السوري القتال، لم تستطع روسيا، القوة العظمى الثانية في العالم، إنقاذ نظام الأسد وانهار في ظرف 12 يوما فقط، فعلى السلطة أن تعتبر وتعود إلى أحضان شعبها بدل الاستقواء الأجوف بأعداء الأمّة والبشرية: أمريكا والاحتلال.
الشروق الجزائرية