كولا غزة.. منتجات جديدة تزدهر وسط حملات المقاطعة
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
استغلت شركات ناشئة صغيرة حملات المقاطعة التي طالت بعض الشركات الكبرى على خلفية الحرب في غزة لملء الفراغ الذي خلفه عزوف المستهلكين عن شراء منتجات شركات متعددة الجنسيات متهمة بدعم إسرائيل.
ومنذ أن أطلقت إسرائيل حملتها الانتقامية على حماس في غزة بعد هجوم مسلحي الحركة في السابع من أكتوبر، تعرضت أكثر من 12 شركة عالمية كبيرة متهمة بأنها داعمة لإسرائيل لمقاطعات، من بينها كوكاكولا وماكدونالدز وستاربكس.
ومن بين الشركات الناشئة "كولا غزة"، التي دخلت السوق البريطانية هذا الشهر، وكذلك "مشروبات فلسطين"، وهي علامة تجارية مقرها السويد تأسست في مارس وتبيع منتجاتها في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، وفقا لمجلة "تايم" الأميركية.
يقول محمد كسواني، مدير الاتصالات في شركة صفد فود، الشركة الأم الفلسطينية المالكة لـ "مشروبات فلسطين"، للمجلة إن الطلب على المنتج كان "مذهلا".
ويضيف كسواني: "لم نكن نعلم أنها ستصبح بهذا الشعبية"، مشيرا إلى أن العلامة التجارية باعت حوالي 16 مليون علبة في الأشهر الخمسة الماضية، حيث تذهب العائدات لدعم مشاريع المجتمع المدني الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة.
يؤكد كسواني أن الهدف من هذه المبادرة لا يتعلق ببيع المنتج على الإطلاق، مضيفا: "نحن لا نبيع مشروبات، نحن نبيع العلامة التجارية فلسطين لجعل الناس يتحدثون أكثر عن الإبادة الجماعية التي تحدث".
وعلى الرغم من أن المقاطعات كانت دولية، إلا أنها بارزة بشكل خاص في الشارع العربي.
ففي الأردن، على سبيل المثال، يمكن ملاحظة فروع ماكدونالدز وستاربكس، التي كانت مزدحمة بالزبائن قبل عام فقط، وهي فارغة تقريبا.
وفي حين يمكن العثور على منتجات مثل كوكاكولا وبيبسي على رفوف محال بيع المواد الغذائية في الشرق الأوسط، إلا أنها غالبا ما تُعرض إلى جانب لافتات تحث الزبائن على مقاطعة المنتج.
كما أن العديد من المقاهي والمطاعم في المنطقة تجنبت بشكل كبير هذه العلامات التجارية لصالح بدائل محلية مثل "ماتريكس كولا" في الأردن و"كينزا" في السعودية، خشية ردود الأفعال الشعبية الغاضبة.
تقول المجلة إن حملات المقاطعة الدولية ضد إسرائيل ليست جديدة، فقد ظهرت منذ عام 2005، كما أن ظهور علامات تجارية جديدة تسعى للاستفادة من هذه المقاطعات ليس جديدا.
فخلال "الانتفاضة الفلسطينية الثانية" في أوائل الألفية الجديدة ظهرت علامات تجارية مثل "مكة كولا" و"قبلة كولا" كبدائل لكوكاكولا.
وفي حين سوقت الأولى نفسها كجزء من حملة مقاطعة أوسع للسلع الأميركية بسبب دعم واشنطن لإسرائيل، قدمت الثانية نفسها كبديل أخلاقي للمسلمين الذين "يتساءلون بشكل متزايد عن دور بعض الشركات المتعددة الجنسيات في المجتمعات".
كذلك شهدت الفترات التي حصلت فيها حروب بين إسرائيل والفلسطينيين بين عامي 2008 و2021 حملات مقاطعة مشابهة.
لكن على عكس الحروب السابقة، التي استمرت لأيام أو أسابيع في كل مرة، فإن الحرب الحالية دخلت شهرها الحادي عشر، دون أن يظهر لها نهاية واضحة.
يقول المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ويل تودمان إن "حملة المقاطعة الحالية تبدو مختلفة تماما لأن هذه الحرب أوسع وأكثر فظاعة من سابقاتها".
وبحسب المجلة فإن "من غير مؤكد ما إذا كانت هذه المقاطعات ستؤثر على سلوك المستهلكين على المدى الطويل أم لا؟"
وتضيف أن النسخ السابقة من المقاطعات لم تؤدِ بالضرورة إلى تغييرات كبيرة في عادات المستهلكين كما يأمل الناشطون.
يقول كسواني إن جميع المقاطعات التي نشأت خلال الحروب السابقة "اتبعت نفس النمط، حيث استمرت بشكل قوي لبضعة أشهر ثم اختفت".
لكن مع ذلك يثق في أن المقاطعات الحالية "لن تنتهي مثل غيرها من المقاطعات السابقة "لإنها مختلفة وأكبر بمئات المرات".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
خواطر رمضانية
#خواطر_رمضانية
د. #هاشم_غرايبه
في شارع الرشيد ببغداد، ومقابل جسر الشهداء وأمام سوق السراي الذي يمثل المعلم الثقافي والأدبي الهام، كان ينتصب تمثال لشخص ضخم الكرش هو “معروف الرصافي”، كنت أظنه شاعرا مبدعا، الى ان وقعت على كتاب له إسمه “الشخصية المحمدية” ، يتخذه الملحدون مرجعا.
قرأت من هذا الكتاب ما تيسر لي، إلى أن غلب الإشمئزاز عندي على حب المعرفة، فتوقفت نادما على الوقت الذي أضعته وأنا أقلب صفحاته آملا في أن أرى الحقيقة حسبما يدعي في مقدمته أنه ينشدها، حيث أن تاريخ الإسلام بنظره (كثبانا من الأباطيل والكذب تحوي بينها شذرات قليلة من الحقيقة)، لكني سرعان ما اكتشفت العكس، فأفكاره هي تلك الكثبان من الضلال، لأنها مبنية على فكرة غبية لم يبذل أي جهد في إثباتها، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس نبيا، بل هو مجرد مصلح اجتماعي عبقري ليس له اتصال مع الله، وهو من ألّف القرآن، ونقله عن الرسالات السابقة.
من يبدأ بهذا الإفتراض المتهافت، لا يستحق الرد، فطالما أنه يقول أنه نقل القرآن عن الرسالات السابقة، فيعني ذلك أنه يؤمن أن الله أرسل الرسالات السابقة، فما الذي يمنع من أن يرسل أنبياء آخرين!؟.
ولم يناقش هذه الفرضية رغم مخالفتها المنطق، فلم يسأل نفسه: كيف لأمّي لا يعرف الكتابة والقراءة أن يؤلف كتابا أجمع المؤمنون والكافرون على أنه أعظم كتاب عرفه البشر، بل هو مختلف عن كلام البشر.
لذلك توقفت عن متابعة القراءة، فهذا المنطق الجاهل سمة الذي لا يُعمِل عقله للبحث عن الحقيقة، بل يركبه ويسوقه خلف هواه الأحمق!.
بالمقابل هنالك أوروبيون لم تصلهم الدعوة الإسلامية، ولم يقرؤا القرآن لأنهم لا يعرفون العربية، ولكنهم عندما تكون عقولهم متحررة من التعصب الإنغلاقي يتبعوا العقل ولا يركبونه، فهم عندما يستمعون الى آيات القرآن الكريم، يعرفون أنها الحق من لدن عليم خبير.
ففي برنامج (No clash) الذي تقدمه البريطانية “كلير فوريستير” تحت عنوان “القرآن: هل هو مجرد نصوص مقدسة أم مرجع علمي أيضا!؟”، تجد فيه ما يغني الباحث عن الحقيقة المنفتح على دوام المعرفة، وليس مدعي ثقافة مزورة لا تعدو عقدة نفسية ملتبسة مع أفكار إلحادية خشبية، لم تتغير أو تتطور منذ مؤسسها الأول “أبو جهل” والى يومنا هذا، والعجيب أن الملحدين لم يتمكنوا من تعديلها أو تحديثها أو حتى تطويرها رغم تطور كل المفاهيم.
تفسر المذيعة البريطانية آيات قرآنية فهمتها بروح من تطور العلم والمعارف البشرية، فيما كانت قبلاً تُفسّرُ على ظاهر العبارة.
وعندما تتناول الآية الكريمة: “وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ” [الحج:5]، تكشف تفسيرا أكثر إقناعا من تفسيرات من بنوها على المعنى الظاهري، فاعتقدوا أن الأفعال الثلاثة: (اهْتَزَّتْ، رَبَتْ، أَنبَتَتْ) متعلقة جميعها بحركة الإنبات.
لكن تفسير “فوريستر” المستند الى نظريات علمية يبين اختلافا في دلالة كل لفظة من الثلاثة، فكل منها يشير الى ظاهرة معينة.
فقد توصلت الباحثة “فولجر” وفريقها من جامعة درهام البريطانية الى أن الأمطار الغزيرة تتسبب في حدوث الزلازل، حيث تتسبب المياه المتسربة تحت صخور القشرة الأرضية بحدوث ضغط يؤدي الى تفتقها، وأيد هذا الراي “هاينزل” عالم الجيولوجيا بجامعة بوتسدام بألمانيا إثر تسجيلهم لهزات أرضية حدثت بعد سقوط أمطار غزيرة في ألمانيا وسويسرا وفرنسا، كما أكد “دينسكي” وزميله “واليس” من جامعة فلوريدا وجود علاقة بين السيول والزلازل.
هكذا نجد تفسيرا للعلاقة بين نزول الماء واهتزاز الأرض الذي نتج عن حركة القشرة الأرضية وليس نموالنبات.
أما عن تفسير (ربت) فيقول عالم الزلازل الشهير “كليف كولينز”: إنه على الرغم من الأثر التدميري للزلازل إلا أنها ضرورية وتشكل جزءا من الدورة الجيولوجية للكرة الأرضية، حيث تدفع الزلازل ما في باطن الأرض من معادن ومكونات ضرورية لتجديد المكونات الأساسية اللازمة للنبات والإنسان.
هكذا يكون الربط علميا بين نزول الأمطار وحدوث الظواهر الثلاث المترابطة: الزلال (اهتزت)، وتزويد الأرض بعناصر جديدة بدل التي استهلكها النبات (ربت)، وخروج النبات بهذه الصورة البهيجة (أنبتت).
فسبحان من رزق أناسا عقلا هداهم مثل “فوريستير”، وآخرين أضلهم مثل “الرصافي” وأضرابه من علمانيي العربان.