عرف الكاتب الأيرلندي كولوم ماكان الصراع العربي الإسرائيلي بأنه "مضلع ذو عدد لا نهائي من الأضلاع"، في كتابه الذي يحمل نفس المعنى باللغة اليونانية "أبيروجون"، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

وأحضر ماكان أبطال كتابه إلى ملتقى ريميني وهما الفلسطيني بسام عرامين والإسرائيلي رامي الحنان اللذان تجمعهما "أخوة" كما يجمعهما "الألم" لفقدان ابنتيهما: عبير التي استشهدت برصاصة جندي إسرائيلي، وسمدار التي قتلت في هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.

 ومن خلال حركة "المقاتلون من أجل السلام" ومنتدى عائلة "دائرة الآباء"، يلتزم الأبوان اليوم بالتعريف بقصتهما، التي انتشرت على مر السنين في جميع أنحاء العالم.

وقال الحنان: "عندما نذهب إلى المدارس الإسرائيلية أو الفلسطينية، لا يفهم الأطفال كيف يمكننا أن نعتبر بعضنا البعض إخوة. إن مجرد رؤيتنا معًا يثير دهشة كبيرة، نظرًا لنهر الدماء الذي يتدفق بين بلدينا حتى مجرد طفل يومئ برأسه، فهذه بالفعل معجزة قادرة على إظهار ’صدع’ في الجدار بالنسبة لنا ومنه يمكن أن نلمح ضوء الأمل."

وخلال كلمته بالمتلقى، قال ماكان: "نحن بحاجة إلى فهم الفروق الدقيقة في ما يحدث في الشرق الأوسط، لأن كل شيء قد اختُزل إلى شيء متجانس، كما لو كانت فلسطين شيئًا واحدًا وإسرائيل شيئًا واحدًا؛ بدلا من ذلك، هناك جوانب عديدة. ومن ثم، فإن أولئك الذين يروون القصص ويستمعون إليها، يتحملون مسؤولية قبول هذه التناقضات التي هي جزء من جمال العالم والتي من خلالها يشق النور طريقه إلى الظلام".

وبحسب عرامين، فإن احترام الآخرين والتعايش في ظل التنوع يمران بالضرورة عبر المعرفة والحوار، مضيفاً: "ليس من السهل أن نجلس ونتحدث معاً بدلاً من الاستمرار في قتل بعضنا بعضاً بدافع الانتقام. كفلسطيني، عليك أن تثبت أنك تستحق الوجود"، لكن لسوء الحظ، يخلص بسام إلى أن البديل عن المواجهة السلمية هو "التضحية المستمرة بأرواح أطفالنا من أجل حماية أحجار القدس المقدسة. لكن ما هو الأهم؟ حياتنا أم الحجارة المقدسة؟".

وردا على سؤال الصحفي أليساندرو بانفي، الذي أدار اللقاء، حول إمكانية "توسيع هذه ’الأخوة’ في سياق مثل السياق الحالي"، أجاب رامي بالتأكيد على أن أولئك الذين يعيشون مثل هذا الحداد يكافحون من أجل الانفتاح على الحوار واحترام "الأشخاص الذين عانوا من هذا الألم يريدون الانتقام، والبعض الآخر لا يزال ينغلق على نفسه. ومع ذلك، فإن تجربة ’المقاتلون من أجل السلام’ توضح أن الحوار ليس مجرد مدينة فاضلة، بل يمكن تحقيقه. نحن لسنا من اختراع كولوم (ماكان) نحن حقيقيون!".

ويختتم ماكان مخاطباً الجمهور في ريميني، قائلاً: “أنا مندهش من أن هناك الكثير منكم يستمعون إلينا وأنكم تستطيعون نقل قصة رامي وبسام حول العالم. لقد عملوا على نشر رسالة يمكن أن تغير حياة الناس حقًا، وهي أن تحب جارك وحتى عدوك. هذا هو الأمر الأساسي: يجب أن نبذل جهدًا لفهم بعضنا البعض".

واقتبس الكاتب الأيرلندي ماكان بضع كلمات للشاعر الفلسطيني محمود درويش، متمنيًا أن يكون الحاضرون "شمعة في الظلام" مثل أبطال كتابه.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصراع العربى الإسرائيلى ريميني الكاتب الأيرلندي من أجل

إقرأ أيضاً:

يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا.. لماذا نهانا الله عن قول راعنا في الآية؟

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى نهى عن قول المؤمنين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "راعنا"، وهو لفظٌ مشتقٌّ في أصله اللغوي من "المراعاة" وهي معنًى حسن، غير أنه شاع استخدامُهُ حينذاك بمعنى الاستهزاء والذم، مشيرة إلى أن المجتمع كثر فيه المستهزئون من يهود ذلك الوقت؛ فنهى اللهُ المؤمنين عن قوله. 

وأوضحت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، أن الله أرشد المؤمنين إلى غيره ممَّا لا يشاع استخدامه في مجتمعهم بمعنًى سيِّئ؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا﴾ [البقرة: 104].

إهداء الأعمال الصالحة للغير.. الإفتاء تكشف هل يصل ثوابها للمتوفىهل المصافحة بعد انتهاء الصلاة بين المصلين بدعة؟.. الإفتاء توضححكم من يترك الصلاة بسبب عدم قدرته على الحركة.. الإفتاء تكشف حالتينهل التوبة تغني عن قضاء الصلاة الفائتة؟ ..الإفتاء تحسم الجدل

وذكرت دار الإفتاء رأي عدد من الفقهاء حول تفسير الآية الكريمة ومنهم:

قول الإمام الطبري في "جامع البيان" (2/ 466، ط. مؤسسة الرسالة): [روي عن قتادة: أنها كانت كلمةً صحيحةً مفهومةً من كلام العرب، وافَقَتْ كلمةً من كلام اليهود بغير اللسان العربي، هي عند اليهود سَبٌّ، وهي عند العرب: أَرْعِنِي سَمْعَكَ وَفَرِّغْهُ لِتَفْهَمَ عَنِّي. فعَلِمَ اللهُ جَلَّ ثناؤه معنى اليهود في قِيلِهِم ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن معناها منهم خلافُ معناها في كلام العرب؛ فنهى اللهُ عزَّ وَجَلَّ المؤمنين عن قِيلِهَا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، لئلا يجترئ مَن كان معناه في ذلك غيرَ معنى المؤمنين فيه، أن يخاطِب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به] اهـ.

وقال الإمام البغوي في "معالم التنزيل في تفسير القرآن" (1 /132، ط. طيبة): [وذلك أن المسلمين كانوا يقولون: "راعنا يا رسول الله"، من المراعاة، أي: أَرْعِنَا سمعك، أي: فَرِّغ سمعك لكلامنا، يقال: أَرْعَى إلى الشيء، وَرَعَاهُ، وَرَاعَاهُ، أي: أَصْغَى إليه واسْتَمَعَهُ، وكانت هذه اللفظة شيئًا قبيحًا بلغة اليهود، وقيل: كان معناها عندهم: اسمع لا سمعت.

وقيل: هي من الرُّعونة؛ إذا أرادوا أن يُحَمِّقُوا إنسانًا قالوا له: "راعنا" بمعنى يا أحمق! فلما سمع اليهود هذه اللفظة من المسلمين قالوا فيما بينهم: كنا نَسُبُّ محمدًا سرًّا، فأعلِنوا به الآن، فكانوا يأتونه ويقولون: راعنا يا محمد، ويضحكون فيما بينهم، فسمعها سعد بن معاذ رضي الله عنه، ففطن لها، وكان يعرف لغتهم، فقال لليهود: لئن سمعتُها من أحدكم يقولها لرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأضربن عنقه، فقالوا: أولستم تقولونها؟ فأنزل الله تعالى: ﴿لَا تَقُولُوا رَاعِنَا﴾] اهـ.

مقالات مشابهة

  • الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة «الإمارات ملتقى الحضارة والحداثة»
  • وفاة شاب من الفيوم في حادث تصادم سيارة أثناء عمله بإيطاليا
  • انطلاق "ملتقى الحماية الاجتماعية" 14 أبريل.. ومشاركات واسعة من مختلف دول العالم
  • يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا.. لماذا نهانا الله عن قول راعنا في الآية؟
  • وزير التعليم: ندعم فلسطين قلباً وقالباً..وتربطنا أخوة ومصير مشترك
  • العثور على جثة مهاجرة مغربية عارية مرمية في نهر بإيطاليا
  • مسئولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين فى غزة
  • مسؤولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين في غزة
  • هل يمكن أن تتحول المظاهرات إلى قوة ضغط حقيقية تجبر الحكومات على كسر الصمت؟
  • في باريس.. مظاهرات داعمة و أخرى رافضة لمارين لوبان تتحول لنصرة الفلسطينيين