هل يمكن أن تتحول العداوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لـ"أخوة"؟ ملتقى ريميني بإيطاليا يجيب
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
عرف الكاتب الأيرلندي كولوم ماكان الصراع العربي الإسرائيلي بأنه "مضلع ذو عدد لا نهائي من الأضلاع"، في كتابه الذي يحمل نفس المعنى باللغة اليونانية "أبيروجون"، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وأحضر ماكان أبطال كتابه إلى ملتقى ريميني وهما الفلسطيني بسام عرامين والإسرائيلي رامي الحنان اللذان تجمعهما "أخوة" كما يجمعهما "الألم" لفقدان ابنتيهما: عبير التي استشهدت برصاصة جندي إسرائيلي، وسمدار التي قتلت في هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.
وقال الحنان: "عندما نذهب إلى المدارس الإسرائيلية أو الفلسطينية، لا يفهم الأطفال كيف يمكننا أن نعتبر بعضنا البعض إخوة. إن مجرد رؤيتنا معًا يثير دهشة كبيرة، نظرًا لنهر الدماء الذي يتدفق بين بلدينا حتى مجرد طفل يومئ برأسه، فهذه بالفعل معجزة قادرة على إظهار ’صدع’ في الجدار بالنسبة لنا ومنه يمكن أن نلمح ضوء الأمل."
وخلال كلمته بالمتلقى، قال ماكان: "نحن بحاجة إلى فهم الفروق الدقيقة في ما يحدث في الشرق الأوسط، لأن كل شيء قد اختُزل إلى شيء متجانس، كما لو كانت فلسطين شيئًا واحدًا وإسرائيل شيئًا واحدًا؛ بدلا من ذلك، هناك جوانب عديدة. ومن ثم، فإن أولئك الذين يروون القصص ويستمعون إليها، يتحملون مسؤولية قبول هذه التناقضات التي هي جزء من جمال العالم والتي من خلالها يشق النور طريقه إلى الظلام".
وبحسب عرامين، فإن احترام الآخرين والتعايش في ظل التنوع يمران بالضرورة عبر المعرفة والحوار، مضيفاً: "ليس من السهل أن نجلس ونتحدث معاً بدلاً من الاستمرار في قتل بعضنا بعضاً بدافع الانتقام. كفلسطيني، عليك أن تثبت أنك تستحق الوجود"، لكن لسوء الحظ، يخلص بسام إلى أن البديل عن المواجهة السلمية هو "التضحية المستمرة بأرواح أطفالنا من أجل حماية أحجار القدس المقدسة. لكن ما هو الأهم؟ حياتنا أم الحجارة المقدسة؟".
وردا على سؤال الصحفي أليساندرو بانفي، الذي أدار اللقاء، حول إمكانية "توسيع هذه ’الأخوة’ في سياق مثل السياق الحالي"، أجاب رامي بالتأكيد على أن أولئك الذين يعيشون مثل هذا الحداد يكافحون من أجل الانفتاح على الحوار واحترام "الأشخاص الذين عانوا من هذا الألم يريدون الانتقام، والبعض الآخر لا يزال ينغلق على نفسه. ومع ذلك، فإن تجربة ’المقاتلون من أجل السلام’ توضح أن الحوار ليس مجرد مدينة فاضلة، بل يمكن تحقيقه. نحن لسنا من اختراع كولوم (ماكان) نحن حقيقيون!".
ويختتم ماكان مخاطباً الجمهور في ريميني، قائلاً: “أنا مندهش من أن هناك الكثير منكم يستمعون إلينا وأنكم تستطيعون نقل قصة رامي وبسام حول العالم. لقد عملوا على نشر رسالة يمكن أن تغير حياة الناس حقًا، وهي أن تحب جارك وحتى عدوك. هذا هو الأمر الأساسي: يجب أن نبذل جهدًا لفهم بعضنا البعض".
واقتبس الكاتب الأيرلندي ماكان بضع كلمات للشاعر الفلسطيني محمود درويش، متمنيًا أن يكون الحاضرون "شمعة في الظلام" مثل أبطال كتابه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصراع العربى الإسرائيلى ريميني الكاتب الأيرلندي من أجل
إقرأ أيضاً:
كشافة الحرم.. أبطال التطوع الذين يسهلون رحلة المعتمرين بروح العطاء
في مشهد يعكس أسمى معاني البذل والإحسان، تواصل جمعية الكشافة العربية السعودية دورها الفاعل في خدمة ضيوف الرحمن خلال شهر رمضان المبارك، حيث يشارك أكثر من 400 شاب وفتاة من الكشافة في تنظيم وإرشاد المعتمرين، مقدمين خدمات إنسانية لا تقدر بثمن تسهم في تيسير أداء الشعائر في أجواء روحانية مطمئنة.
يقف هؤلاء الفتية والفتيات في الصفوف الأولى لمساعدة المحتاجين، يعملون على إرشاد التائهين، وتقديم الدعم لكبار السن وذوي الإعاقة، إضافة إلى مساندة الجهات الأمنية والصحية، وهو ما يعكس حس المسؤولية وروح العطاء المتأصلة فيهم.
أخبار متعلقة لذوي الإعاقة بالجامعات.. كيف تحصل على مكافأة مالية شهرية؟إداريو التعليم الموقوفين أكثر من 3 شهور بسبب كف اليد لا يخضعون للتقييمومن بين القصص التي تجسد تفانيهم، يروي الكشاف شكري وترة موقفًا مؤثرًا عندما لمح طفلًا صغيرًا يخرج وحيدًا من مصلى النساء، متجهًا نحو صحن الطواف وسط الزحام.
بحسّه الإنساني السريع، التقط الطفل بحنان وأعاده إلى المصلى حيث كانت والدته الباكستانية تبحث عنه بقلق شديد، وما إن رأته حتى احتضنته بشدة وهي تغالب دموعها، رافعة يديها بالدعاء للكشاف الذي أعاد لها فلذة كبدها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جهود كشافة الحرم لخدمة ضيوف الرحمن- اليومرسالة إنسانية نبيلةأما الكشافة ود سامي السنوسي، فقد امتدت يدها الحانية لمساعدة ثلاثة معتمرين مسنين أنهكهم التعب بين الحشود، إذ سارعت إليهم بابتسامة ودية، وعندما أشار أحدهم إلى حاجته إلى كرسي للجلوس، لم تتردد في اصطحابهم إلى توسعة الملك فهد، حيث وفرت لهم مكانًا هادئًا للصلاة، ليغادروا بعدها بألسنة تلهج بالدعاء والامتنان.
بدورها، لم تتوانَ الكشافة ريتاج علي شعيري عن تقديم المساعدة لسيدة مسنة من ذوي الإعاقة كانت تواجه صعوبة في تحريك عربتها وسط الزحام.
بذلت ريتاج جهدها في إيصال السيدة إلى مصلى النساء، متيحة لها فرصة العبادة بطمأنينة، مؤكدة أن هذا الموقف ترك في قلبها أثرًا لا يُنسى، حيث شعرت بأن خدمة المعتمرين ليست مجرد واجب، بل رسالة إنسانية نبيلة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جهود كشافة الحرم لخدمة ضيوف الرحمن- اليوم قيم المجتمع السعوديوفي تعليقها على هذه الجهود العظيمة، أشادت القائدة الكشفية سميرة النفاعي بدور الكشافة قائلة: "شرفنا الله بخدمة ضيوف بيته، وما يقدمه أبناؤنا وبناتنا من جهود يعكس القيم الأصيلة لأبناء هذا الوطن المعطاء. إن هذا العمل التطوعي يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى ترسيخ ثقافة العطاء والمسؤولية الاجتماعية".
وأكد قائد المعسكر الكشفي في مكة المكرمة زياد محمد قدير، أن هذه المواقف وغيرها تعكس جوهر العمل الكشفي وروحه الإنسانية العميقة، مشيرًا إلى أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد عمل تطوعي، بل شرف عظيم وسلوك راسخ في قيم المجتمع السعودي.