رحلة الدفن الصيفية في رمال سيوة تحت درجة حرارة 45 مئوية
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
تواجه جميع أنحاء العالم تغيرات مناخية غير مسبوقة، حيث تشهد ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، مما أثار موجة من الاستياء والتذمر بين محبي الشتاء وكارهي الصيف. ومع ذلك، في خضم هذه الموجات الساخنة، تتجه الأنظار نحو بقعة واحدة، حيث يتوافد المئات من الباحثين عن الشفاء، كلما تجاوزت درجات الحرارة حاجز الـ45 مئوية.
ومع حلول شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب تبدأ الرحلات العلاجية السنوية إلى جبل الدكرور في واحة سيوة المصرية، قبل أن ينتصف سبتمبر وتبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، فينتهي موسم الدفن الذي تشهده الواحة في كل صيف.
جبل الدكرور مرقد الأموات و مردم الأحياءعلى الحدود الغربية لمصر، تقع واحة سيوة، وبها جبل الدكرور أو "جبل الموتى"، ذلك المكان الذي شهد دفن الأموات من أهل الواحة على مر الزمان، وشهد أيضا دفن الأحياء من زائري الواحة والقادمين إليها من أجل العلاج الذي يكررونه مرة كل عام، وما استخدمه أحد إلا وأعاد التجربة مرة بعد مرة.
يعتقد الكثيرون أن الدفن العلاجي في رمال سيوة يعالج التهاب العظام والعمود الفقري، وعلاج الروماتيزم والروماتويد والنقرس وتراكم الدهون في مناطق مختلفة من الجسم، سواء بداخل الجسد كالدهون الثلاثية وتكيسات المبايض، أو تكتلها في شكل عقد كما في بعض حالات الليبيديما، ويحسن من كفاءة الجسم بشكل عام.
المدة المحددة لخطوات العلاج تتراوح بين 4 إلى 9 أيام (رويترز)عن تفاصيل الرحلة الصيفية للدفن العلاجي، يقول الشيخ السيوي، سليمان العجيزي للجزيرة نت، وهو العلاج الذي تتقنه عائلته وتتوارثه منذ مئات الأعوام، بدأ سليمان العمل في الدفن العلاجي منذ مراهقته الأولى، لم يبلغ الثالثة عشر من عمره بعد، فكانت مهامه تنحصر في مشاركة شباب عائلته نصب خيام المرضى أعلى الجبل، بينما تولى حفر "حفرة الدفن" بعد بلوغه السادسة عشر، فأصبحت مهمته قياس حجم المريض المزمع دفنه، وحفر حفرة عميقة وتجهيزها منذ الصباح الباكر لتتشرب رمال الحفرة بدرجات الحرارة المرتفعة قبل أن تبدأ مرحلة الدفن الفعلية مع شمس الظهيرة.
خطوات الدفن العلاجي في الرمالمن 4 إلى 9 أيام، هي المدة المحددة لخطوات العلاج، بحسب حالة كل مريض، لا أحد يضمن أن تنتهي الرحلة بشفاء تام للمريض، لكنها بحسب الشيخ سليمان تضمن تحسن الحالة الصحية العامة، وتغير حالة المعاناة التي كان يعاني منها المريض قبل خضوعه للدفن العلاجي.
الرحلة التي تشمل التخييم في الصحراء بجوار أماكن المرادم، وتشمل كذلك الوجبات المقننة حسب الحالة الصحية والمتابعة اليومية مع المريض بعد الخروج من مردمه بعد زوال شمس كل يوم من أيام العلاج، حيث يجب أن يكون هناك اشتراطات معينة لمرحلة ما بعد الخروج من الدفن، منها أن يقضي المريض ليلته في خيمة خالية من وسائل تبريد الجو مثل التكييف أو المراوح، فتصبح شبيهة بغرف الساونا، وكذلك ارتداء ملابس ثقيلة تضمن احتفاظ الجسد بشحنة الحرارة التي تعرض لها تحت الرمال، كذلك الابتعاد عن شرب المياه المثلجة أو المشروبات الباردة.
لا أحد يضمن انتهاء الرحلة بشفاء تام للمريض، لكنها بحسب الشيخ سليمان العنيزي تضمن تحسن الحالة الصحية العامة (رويترز)وفي بعض حالات الروماتيزم أو الليبوديما تحتوي خطة العلاج على جلسات التدليك بزيت الزيتون الساخن، كما أن هناك مجموعة من الأعشاب المخصصة كمشروبات علاجية تضاف إلى خطة العلاج بحسب كل حالة، بحيث تسهم في التخلص من الدهون بشكل طبيعي.
فرعونية أم أمازيغيةيقول سليمان للجزيرة نت إن طقس الدفن في الرمال للعلاج من الأمراض، يعيده البعض لقدماء المصريين والبعض الآخر يرجعه إلى الأمازيغ في غرب أفريقيا، وهو ما يعتبره سليمان الأقرب إلى الصواب، لأن هذا الطقس ليس موجودا في جنوب مصر حيث عاصمة الفراعنة في طيبة القديمة، برغم ارتفاع درجات الحرارة هناك أيضا، لكن تنفرد سيوة بهذا الطقس وبالأخص في جبل الدكرور الذي سكنه الملوك الأمازيغ، وعرف بجبل "الدفن" سواء للأموات أو الأحياء المرضى أو حتى دفن كنوز الملوك الأمازيغ به والتي تم اكتشافها على يد البعثات الأثرية إبان الحرب العالمية الثانية.
طقس الدفن في الرمال للعلاج من الأمراض يعيده البعض لقدماء المصريين والبعض الآخر يرجعه إلى الأمازيغ (رويترز)الدفن في رمال سيوة محظور على بعض الحالات المرضية بحسب الشيخ سليمان العنيزي "قبل الردم في الرمال نطلع على التقارير الطبية الواردة مع الحالات، لأنه في بعض حالات قصور القلب ومرضى ارتفاع ضغط الدم ومرضى السكر، يمتنع تماما استخدام الدفن في الرمال معهم، من الممكن حينها أن نستعيض عن ذلك بالحجامة وبعض أنواع التدليك لآلام الروماتيزم والروماتويد، دون التعرض للرمال الساخنة أو الخيمة الحرارية، لأنها قد تعرض حياة المريض لخطر يصل إلى حد الوفاة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات درجات الحرارة جبل الدکرور فی الرمال الدفن فی
إقرأ أيضاً:
تقلبات الطقس في العراق: حرارة مرتفعة وأمطار خفيفة متوقعة هذا الأسبوع
نوفمبر 17, 2024آخر تحديث: نوفمبر 17, 2024
المستقلة/- تشير خرائط الطقس في العراق إلى استمرار التقلبات الحرارية خلال الأيام القادمة، مع أجواء خريفية معتدلة نهاراً وباردة ليلاً. اليوم، ستشهد البلاد ارتفاعاً طفيفاً في درجات الحرارة مقارنة باليوم السابق، حيث من المتوقع أن تسجل درجات الحرارة العظمى في بعض المناطق مستويات متفاوتة.
في التفاصيل، ستسجل درجات الحرارة العظمى في مدينة دهوك والسليمانية 20 مئوية، وهي الزيارة الأقل لهذا اليوم مقارنة بـ 18 مئوية التي تم تسجيلها في السليمانية أمس السبت. وفي الوقت ذاته، ستسجل محافظة البصرة وبابل أعلى درجة حرارة تصل إلى 29 مئوية، في حين سيشمل الرقم 28 مئوية خمس محافظات أخرى، بما في ذلك بغداد التي ستسجل 26 مئوية.
وتتوقع هيئة الأنواء الجوية أن يستمر الطقس غير المستقر طوال هذا الأسبوع، مع غيوم كثيفة ستتجمع مساء الأحد وفجر الاثنين، خصوصاً في المناطق الجنوبية من العراق. في حين تشير خرائط الأمطار إلى فرص هطول زخات خفيفة من المطر في شمال أربيل وشرق دهوك، بالإضافة إلى فرص ضعيفة لهطول أمطار في مناطق ميسان وذي قار.
وتتوقع التقارير أن تتحسن فرص هطول الأمطار مساء الاثنين، لكن هذه الأمطار ستكون محدودة ولن تشمل كافة المدن العراقية. في الوقت نفسه، يظل الطقس غير مستقر بشكل عام، ما قد يؤدي إلى تغييرات مفاجئة في الأجواء خلال الأيام المقبلة.
باختصار، يشهد العراق تقلبات جوية مستمرة، مع استمرار الأجواء المعتدلة نهاراً، مع تغيرات متوقعة في درجات الحرارة وأمطار خفيفة، خصوصاً في شمال وشرق البلاد، بينما ستظل درجات الحرارة مرتفعة في بعض المناطق الجنوبية.