سواليف:
2025-03-06@17:16:49 GMT

الآن حصحص الحق

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

الآن حصحص الحق

د. #هاشم_غرايبه

طوال قرن مضى، ظلت الجماعات المناوئة لمنهج الله من بيننا، لا تجرؤ على الطعن به، لذا توجه سهامها الى من يتبنونه ويدعون إليه، وتهمتهم المفضلة هي العمالة لقوى الاستعمار، والتي من السهل رمي أي شخص بها، حتى العملاء الحقيقيون يمكنهم اتهام معارضيهم بهذه التهمة الجاهزة فهي لا تحتاج الى دليل، بل هي من باب “رمتني بدائها وانسلّت”.


ولما كان من أبرز صفات المنافقين الجبن والفرار من مواجهة الأعداء، وان زال الخوف فستجد منهم اللسان الحاد والصوت العالي: “أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِى يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ” [الأحزاب:19]، لذلك فهم على قلتهم النسبية في المجتمع المسلم، إلا أنهم يتفوقون عل الأغلبية الصادقة، في القدرات الدعائية والتشويش والتضليل، كونهم يستعملون أدوات الكذب والخداع والتزوير، والتي يترفع عن استعمالها الصادقون.
لذلك ظل كثيرون يصدقون مقولات كاذبة، ليس عليها أي دليل مادي، مثل أن الغرب يرعى الإسلاميين ويمولهم، مقابل ان ينفذوا برنامجه لتقسيم الأمة وشرذمتها ونشر الفوضى الخلاقة، وبالمقابل كانت الأنظمة العربية، تبطش بهم بقسوة، فيعتبر الانتساب الى أي تنظيم يعمل لأجل اعتماد الإسلام سياسيا، أي تطبيق منهج الله في الحكم، أمرا محظورا، وعقوبته في كافة الأقطار العربية شديدة، تتراوح ما بين الإعدام أوالسجن لفترات طويلة، ومتباينة بين الأنظمة بحسب تخوفها من امكانية وصولهم للحكم، وفي بعضها التي تجيز هذه التنظيمات لأجل كشفها وضبطها لأجل ابقائها تحت اليد، تكتفي بمحاصرتهم ومحاربتهم في أرزاقهم، بمنع توظيفهم في الوظائف العسكرية والمدنية، وحتى الضغط على مؤسسات القطاع اخاص لطردهم من عملهم.
هذه الممارسات معروفة للجميع، ولا تقتصرعلى قطر دون الآخر، مما يثبت أنها ليست سياسة داخلية، وبما أنه بات بحكم ما أكدته التجارب الطويلة، أن كافة الأقطار العربية ملتزمة بالطاعة التامة لإملاءات الغرب، سواء كانت معلنة مكشوفة تسميها الأنظمة تحالفا، أو عن انصياع ورضوخ لا قبل للنظام بالتخلص منها.
الاستنتاج المنطقي يثبت عكس ادعاءات المنافقين، اذ لا يمكن أن يكون الطرفان المتعاديان (الأنظمة والإسلاميين) ممولين من الجهة ذاتها، فلو كان الغرب ممولا للإسلام السياسي حقيقة، هل كان سيسمح للأنظمة بمحاربته، وهل كان سيتكلف المليارات في دعشنته لأجل تبرير محاربته، وبعد سبع سنوات، يئس من القضاء عليه، بل وجده اشتد عوده أكثر، فتحول الى الحرب الفكرية ليستفيد من خدمات (حلفائه!) المنافقين؟.
رغم تطوع هؤلاء المنافقين في نشر التضليل المفبرك عن ارهابية المسلمين، فابتدعوا قصة جهاد النكاح واغتصاب اليزيديات ورجم لابسات البنطال ..الخ، لكن لأن الباطل زهوق، فلم يثمر كل ذلك الا بنقيض ما أملوه، وهو ازدياد نسبة الدعاة الى اتباع منهج الله.
ورغم ذلك استمر البث التضليلي، فتجد من هؤلاء المنافقين من يتصدى لدعوتك الى تحكيم شرع الله في ديار الإسلام، فيقول: ماذا قدم الاسلاميون لنا خلال تسلمهم الحكم غير الدمار والخراب؟.
يقول ذلك وهو يعلم أنه لم يسمح يوما بوصول إسلاميين للحكم، لكنه لأنه أدمن الكذب، فلا يخجله افتضاح زيف معلومته، فقد اعتاد ذلك الأسلوب، فالكذبة التي لا تعجبك يتبعها بأخرى..!.
المضحك المحزن في الرثاء لحال هؤلاء أنهم بعد طوفان الاقصى لم يغيروا نهجهم، رغم أن كل العالم تغير، ولم يعد خافيا من هو المجاهد ومن القاعد، ومن هو الذي يتصدى لقتال العدو بما في يديه من امكانيات ضئيلة، مقابل من نكص على عقبيه فاستسلم للعدو وناصره، رغم ثرواته وامكانياته الطائلة.
لكن هؤلاء ما زالوا في ضلالهم القديم، يقتاتون على عدائهم لمنهج الله، لذلك لن تغير في قناعاتهم الأدلة والبراهين، فهم اتبعوا هواهم وليس عقلهم، ولا أصدق من قوله تعالى فيهم: “أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَٱلْأَنْعَٰمِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا” [الفرقان:44].
لذلك لن نعلق الآمال على نفع هؤلاء في إخراج أمتنا من واقعها الحالي، بل قد يكونون هم أكثر من ساهموا في أطالة أمد هوانها واذلالها.

مقالات ذات صلة بعد تعرضها لحملات شرسة.. منعطف جديد في حياة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف 2024/08/17

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

كيف يقرأ الناتو مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية؟.. مسئول سابق بالحلف يجيب

قال نيكولاس ويليامز، المسؤول السابق بحلف الناتو، إن حلف الناتو رفض فكرة عودة الحدود الجغرافية للحلف إلى ما كانت عليه في عام 1997، والتي عرضت عليه عام 1992 قبل أن يبدأ الغزو الروسي وليس فقط فينلندا والسويد هذه الفكرة الخاصة بالعودة إلى حدود 1997 كانت ستستبعد جمهورية التشيك والمجر وسلوفينيا وبلدان البلطيق، مؤكدًا أنها فكرة متطرفة في الواقع وتوضع من قبل روسيا لأجل أن يعلموا مدى الطموح الخاص بالناتو والتي قد رفضت بشكل واضح.

زيلينسكي يعلن استعداده للاستقالة إذا حصلت أوكرانيا على عضوية الناتوحلف الناتو: علينا الاستعداد لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

وأضاف ويليامز، اليوم، خلال مداخلة ببرنامج "ملف اليوم"، المُذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه والذي يرغب في الوصول إلى صفقة مع الجانب الروسي لن يقبل تلك الفكرة أبدًا وهذا يعني أنه سوف يطيح بكل وسط أوروبا، مشيرًا إلى أن الضغوط الأمريكية التي خرجت مؤخرًا بخصوص الضغوط على أعضاء حلف الناتو الأوروبيين ليست أمرًا طبيعيًا فالرئيس ترامب يرغب أن ينهي هذه الحرب لأجل الأمريكيين ولأجل المصلحة الأمريكية، ولا أظن أنه يهتم بما يخص الأمور الإنسانية وتبعاتها.

وأوضح، أن هناك مشاكل أكثر اتساعًا ليس ققط فيما يخص أوكرانيا، بل يرغب ترامب على تطبيع هذه العلاقة مع الجانب الروسي لأجل أمران، الأول هذا سيظهر كم ضعف الجانب الأوروبي، وثانيًا سيبدأ في عمل هذه المباراة مع الجانب الصيني، مشيرًا إلى أن هذا سيضعف العلاقات الروسية الصينية حين تكون هناك علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، فإن الرئيس الأمريكي يلعب مباراة أخطر بكثير من الحرب الأوكرانية، وكييف هي نوعًا ما ضحية هذه الاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • كيف يقرأ الناتو مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية؟.. مسئول سابق بالحلف يجيب
  • كيف يقرأ الناتو مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية؟.. مسؤول سابق بالحلف يُجيب
  • طوفان انتصار.. لا انكسار
  • خواطر رمضانية
  • الوعد الإلهي بخسارة المسارعين نحو اليهود يتحقق على أرض الواقع
  • حين ينقلب الولاء لله ورسوله وأوليائه إلى عبودية للشيطان
  • كبرى المنشية: إلتقاء متحركات وتأمين
  • دعاء الصائم قبل الإفطار لتفريج الهم والكرب.. احرص عليه الآن
  • بطل ضحى لأجل وطنه.. القوات المسلحة تحيي ذكرى يوم الشهيد (فيديو)
  • الوعد الإلهي بخسارة المسارعين نحو اليهود يتحقق على أرض الواقع..