الصفقة الأمريكية الإسرائيلية استسلام المقاومة واحتلال للقطاع
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
في ظلال #طوفان_الأقصى “110”
#الصفقة_الأمريكية_الإسرائيلية استسلام المقاومة واحتلال للقطاع
بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي
كشر الأمريكيون عن أنيابهم، وأسفروا عن حقيقة موقفهم، وصدموا كل المراهنين عليهم خلال زيارة وزير خارجيتهم أنطوني بلينكن الأخيرة وهي الحادية عشر منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى المنطقة، التي أعلن فيها بعد لقاءٍ مطولٍ مع رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، أن الصفقة أصبحت جاهزة، وأن إسرائيل موافقة عليها وجاهزة لتطبيقها والالتزام بها، وقال أنه سمع من نتنياهو شخصياً موافقته عليها وتأييده لها.
واعتبر أن الكرة الآن أصبحت في يد حركة حماس، ودعاها إلى التعجيل بالقبول بها والموافقة عليها، ودعا الوسيطين المصري والقطري للضغط عليها، ودفعها للقبول بالصيغة المطروحة، التي تمثل بارقة أمل حقيقية، وتعتبر الفرصة الأخيرة للاتفاق، والمباشرة في إعداد الخطط العملية لوقف الحرب، وإدخال المؤن والمساعدات، واستعادة “الرهائن والمخطوفين” الإسرائيليين، والبدء في التفاوض على المراحل التالية.
وحذر بلينكن الأطراف كلها، دولاً وأشخاصاً وكياناتٍ، من مغبة معارضة الصفقة أو عرقلتها، وتعطيل تنفيذها أو رفضها، لكنه لم يقصد بتحذيره الكيان الصهيوني ورئيس حكومته، فهو يعتبر أن مواقف نتنياهو الأخيرة إيجابية ومعقولة، وقد أظهر مرونةً كافية، وقدم تنازلاتٍ كبيرة، وأبدى استعداده لدفع أثمانٍ باهظة ثمناً لاستعادة “الرهائن والمخطوفين”.
وإنما قصد بتحذيره الصريح والمبطن، حركة حماس وأطراف محور المقاومة، وحملها كامل المسؤولية عن تبعات رفض الصفقة أو الاعتراض عليها، محذراً الجميع أنها الفرصة الأخيرة، وأن الوقت قد آن لفرضها وتنفيذها، وأشار أنه يمكن خلال المرحلة القادمة التي تلي الموافقة على الصفقة، العمل على سد الفراغات وجسر الخلافات للوصول إلى صيغة مقبولة ومتفق عليها، لكن ينبغي على حركة حماس أولاً التعجيل بموافقتها وعدم تضييع الفرصة المتاحة.
يظن بلينكن ومعه نتنياهو أنه يتذاكى على الشعب الفلسطيني ومقاومته، وأنه يستطيع بالحيلة والمكر أن يصل إلى غايته ويحقق أهدافه ونتنياهو، وأن تصريحاته وتحذيراته يمكن أن تنطلي على الفلسطينيين، فيقبلوا بها ويسقطوا في الفخاخ التي نصبوها لهم، وأعدوا عدتها وهيأوا كل شيءٍ لها، تحت سيف التهديد بمواصلة القصف واستمرار الحرب، وسقوط المزيد من الشهداء والجرحى، واستمرار الحصار ومواصلة التجويع والحرمان، وكأنه يقول للفلسطينيين أنتم بالخيار بين أمرين، إما القبول بالصفقة المعروضة، التي وافق عليها نتنياهو، رغم أنه لم يصرح بنفسه عنها، أو تحمل كامل المسؤولية عن استمرار الحرب وسقوط المزيد من الضحايا.
الحقيقة التي لا جدال فيها، هي أن الإدارة الأمريكية لا تريد وقف الحرب ولا إنهاء العدوان، بل إنها كما كانت شريكةً للكيان في عدوانه منذ الأيام الأولى، فإنها ما زالت على سياستها لم تتغير، ولم تبدل في مواقفها رغم اتضاح الصورة وتغير المزاج الدولي العام، بل إنها تمعن كل يومٍ أكثر في تطرفها وتأييدها للسياسات الإسرائيلية، وقد بالغت في صمتها على إجرامه، بل ذهبت إلى تبرير جرائمه، والدفاع عنه في كل المناسبات والمنتديات، ومن على كل المنابر والصروح، بحجة أن ما يقوم به إنما هو عملٌ مشروعٌ بحجة الدفاع عن النفس، والعمل على استعادة “مواطنيها” المخطوفين لدى حركة حماس.
وهي تريد بوضوحٍ وسفورٍ، وصراحةٍ ووقاحةٍ، بالتوافق مع نتنياهو أو بالانصياع له والقبول بأفكاره، والخضوع لشروطه والتبعية له، إعادة احتلال قطاع غزة، وتمكين الجيش فيه، وتعزيز تواجده على معابره وفي وسطه، وسيطرته على محور صلاح الدين الحدودي مع مصر ومعبر رفح، وتثبيت تواجده في محور نتساريم وسط القطاع، ليفصل شماله وجنوبه، ويتحكم في سكانه وأهله، ويسهل عليه انطلاقاً منه تنفيذ عملياته العسكرية، والقيام بمداهمات واقتحامات واجتياحات لمناطقه، والتضييق على المواطنين الفلسطينيين والتحكم في انتقالهم وتنقلهم، وقتلهم بحجة الاشتباه، واعتقالهم بتهمة المقاومة والتخطيط لها أو التفكير فيها.
لا تفكر الإدارة الأمريكية رغم أنها راحلة وغير باقية، بوقف الحرب كلياً على قطاع غزة، وانسحاب جيش الاحتلال منه، رغم تصريحاتها المعلنة، وتحذيراتها المتكررة، ودعواتها لضبط الصراع والعمل على عدم اتساعه، وهي لا تريد أن تخرج المقاومة سالمةً من الحرب، أو قادرة على ترميم نفسها وإعادة تنظيم صفوفها، وتدرك أبعاد فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه، وانكسار شوكته وتراجع هيبته، ومخاطر نجاح المقاومة بالبقاء، على الكيان أولاً وعلى الدول العربية ثانياً، فنجاح حماس في الصمود والبقاء، يعني فعلاً التمدد والانتشار، والتوسع والاستمرار، الأمر الذي من شأنه أن يخلق تداعيات سلبية في الإقليم ودول الجوار.
إن الرهان على الإدارات الأمريكية سفهٌ وقلة عقل، وهو مضيعةٌ للوقت وإحباطٌ للأمل، فهي لا تحقق لنا شيئاً، ولا تهتم بمصالحنا، ولا تسعى لمساعدتنا، ولا تأتي إلى المنطقة لنجدتنا، ولا ترفع الصوت عالياً لإغاثتنا، اللهم إلا أن يكون ذلك نافعاً للعدو ومفيداً له، وموافقاً عليه ومنسقاً معه.
أما حسن الظن فيها أنها أصبحت في أواخر أيامها عاقلة، وفي نهاية عهدها رشيدة، فهو قلة وعيٍ ونقصُ خبرةٍ، وجهلٌ بها وعدم فهمٍ لها ودرايةٍ بها، فها هي تجن أكثر، وتصاب بالخرف كرئيسها وتفقد صوابها وتضل طريقها، وتصدر عنها مواقف “هبلة”، وتفرض علينا شروطاً “سخيفةً”، وتصدر تصريحاتٍ “جوفاء”، فإياكم والظن بها خيراً، أو الاعتماد عليها والاطمئنان إليها، فهي عدوٌ كإسرائيل، وهي مجرمةٌ كالكيان وأكثر.
بيروت في 24/8/2024
moustafa.leddawi@gmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: طوفان الأقصى حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
خطّة مصرية فلسطينية لإدارة غزة وإعادة الإعمار بعد الحرب.. تعرّف عليها
أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أنّ لجنة إدارية سوف تتولّى إدارة شؤون قطاع غزة، لمرحلة انتقالية مدتها 6 أشهر، وذلك بالتوازي مع تمكين السلطة الفلسطينية بالكامل من إدارة القطاع.
وأضاف عبد العاطي، خلال حديثه بمؤتمر صحفي، عقب جلسة مباحثات في القاهرة، السبت، مع رئيس الوزراء وزير خارجية فلسطين، محمد مصطفى، أنهما بحثا حوكمة قطاع غزة وضرورة الدعم الكامل لنشاط اللجنة الإدارية المعنية بإدارة الأمور الحياتية في القطاع بالإضافة إلى خطة إعادة الإعمار ومراحلها؛ وذلك قبل طرحها على القمة العربية في 4 آذار/ مارس الجاري.
وفي السياق نفسه، أشار وزير الخارجية المصري، إلى تناول المباحثات بخصوص برامج التدريب التي تقوم بها مصر بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، لتدريب عناصر الشرطة الفلسطينية، بغية تولّي مهام الأمن وإنفاذ القانون في قطاع غزة.
إلى ذلك، أكد عبد العاطي، أنّ: "إدارة السلطة للقطاع، تأكيد على الوحدة العضوية بين قطاع غزة والضفة الغربية"، فيما قال بخصوص خطة إعادة الإعمار، إنها: "تتضمن عدة مراحل تبدأ بإزالة الركام والقنابل غير المتفجرة والإنعاش المبكر وإنشاء وحدات سكنية مؤقتة لسكان القطاع، ثم العمل على بناء وحدات سكنية دائمة".
أيضا، نوّه الوزير المصري، بالتنسيق الكامل بين مصر وفلسطين في إعداد خطة إعادة الإعمار، وكذلك التنسيق مع عدد من المؤسسات الدولية، في مقدمتها الأمم المتحدة والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالات أممية أخرى.
وكان المندوب الدائم للجامعة العربية بالأمم المتحدة، ماجد عبد العزيز، قد كشف عن تفاصيل الخطة العربية بشأن إعادة إعمار قطاع غزة. بالقول عبر تصريحات إعلامية، إنّها: "مكونة من ثلاث مراحل، هي من إعداد مصر، وليس الجامعة العربية".
وأضاف عبد العزيز، أنّ: "الخطة قيمتها 53 مليار دولار"، موضّحا أنّ: "المرحلة الأولى تكلفتها حوالي 20 مليار دولار، وهي مرحلة التعافي بإزالة الأنقاض وبناء مساكن مؤقتة".
وتابع بأن الخطة التي ناقشها عدد من المسؤولين العرب في قمة الرياض، غير الرسمية، إذ تشير إلى ضمان عدم تدمير ما سيتم إعماره، مبيناً أن دولا غربية أيضا سوف تشارك في إعمار القطاع. مردفا بأن "السلطة الفلسطينية فقط من يجب أن تحكم غزة، يجب إصلاح البيت الفلسطيني الداخلي".
وعند سؤاله عن تمسك "حماس" بجناحها العسكري "القسام" وسلاحها، قال عبد العزيز إن الحركة لها أن تتفاهم في هذا الشأن مع السلطة الفلسطينية، أي أنه لم يجزم بأن الخطة تستهدف نزع سلاح المقاومة.
تجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي امتدت 42 يوما، سوف تنتهي في الساعة الـ11:15 من صباح اليوم السبت؛ فيما تزداد المخاوف من عودة الحرب بقرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خضمّ عقد مباحثات مكثفة في القاهرة للتوصل إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وكان نتنياهو وقادة حكومة الاحتلال، قد لوّحوا مرارا بإمكانية عودة الحرب، في الوقت الذي يتواجد فيه وفدان من دولة الاحتلال الإسرائيلي وقطر في القاهرة إضافة إلى ممثلين عن الجانب الأمريكي.
ويتعنت الاحتلال في مسألة مستقبل إدارة قطاع غزة، ومصير سلاح المقاومة، وهو ما تؤكد حركة حماس على أنه خيار فلسطيني داخلي لا يمكن البتة التفاوض عليه.