أكد أمين الفتوى في طرابلس والشمال وشيخ قراء طرابلس  إمام مسجد السلام الشيخ بلال بارودي، في بيان، في  ذكرى مجزرة مسجدي التقوى والسلام، أن "عدل الله لا يحابى ولا يماري ولا يهادن ولا يداهن، و ان الذي يريد ان يبني وطنا او ان يتصدى لعدو او ان يسترد حقا او ان يحمي حرمات او ان يدافع عن مقدسات لا يمكن ان يوفقه الله، ان كانت عنده ملفات فيها سفك دماء واحلاف مع الظالمين واغتيالات وفسوق وطغيان".



وقال:  "نحن في قضية مسجدنا والتقوى هناك موقوف واحد، زهاء 55 شهيدا والف جريح، وفي قضية المرفا ولا موقوف وفي قضية عكار الموقوفون يخرجون تباعا لانهم ينتمون الى محور ما ، واننا نسال هل ننتظر عدلا من اهل الارض؟ لا ! نحن على ثقة بان قضيتنا عادلة وان لم يناد بها احد من اهل الارض وانتقام الله تعالى ات لا محالة".

اضاف: "هناك قضية الحسين مثلا فالذين شاركوا في قتله وتامروا عليه من قتلهم؟ الله قتلهم وقتلوا شر قتلة واغلبهم قطعت رؤوسهم. ونحن على يقين بان من شارك في قتل الارواح في مسجدي التقوى والسلام سيقتلون الواحد تلو الاخر بسيف الله العادل لا بسيوف الارض ولا بقوانين الارض الوضعية الهزيله والتي هي كالمطاط تشد علينا وترخى على غيرنا، تشد علينا نحن، الى الان سجوننا ملأى بابنائنا نحن باخوتنا نحن بالمسلمين وليس فيها موقوف في امثال هذه الجرائم. والا فمن الذي اوقف في جريمة قتل رئيس الحكومة ؟ اذا من ينتظر العدل سينتظر طويلا في الارض ولكن من يوقن ان عدل الله ات وان انتقام الله جار عليهم سيرى كل يوم ما يذهب غيظ قلبه ويشفي صدره لان الله عزيز ذو انتقام".

وتابع الشيخ بارودي: "اختم خطبتي هذه برسالتين اثنتين رسالة الى شركائنا المسيحيين في هذا البلد اين انتم؟ ما الذي تريدون ما الذي تنتظرون؟ اتنتظرون ان تتحالفوا مع الاقليات حتى تتوهموا انكم ستعيشون برغد وسلام؟ هذا حلف واهم وكاذب، اتتوقعون ان تنقذكم اميركا واوروبا مما انتم فيه، كذلك هذا وهم كاذب. الذي يحمي وجودكم ويرعى مصالحكم ويؤمن حياتكم حلفكم الآمن مع المسلمين في هذه البلد ان تروا ما الذي يجمع بينكما وان تذللوا ما الذي يفرق بينكما فان كل ما يفرق بينكما سيغذيه من تنتظرون ان ينصركم او ان ينقذكم. عليكم بالحلف الامن ودعوا حلف الاقليات جانبا لانه ما ولد الا هجرة المسيحيين في العراق وهجرة السوريين المسيحيين في سوريا وهجرة العقول في لبنان. عليكم بالحلف الامن مع تاريخ هذه الامة الناصع الذي ما ظلم احدا من غير ملته ابدا بل عاش كل الناس من مختلف مشاربهم في كنف حلف المسلمين في امان واطمئنان وسعادة ورغد".

وأردف: "واقول لمن يتامرون على طرابلس وهم يعلمون من اخاطب هل ساءكم في طرابلس ان المفتي والمطران فيها يلتقيان وان المسجد والكنيسة فيها يتجاوران وان الشيخ والراهب فيها يتحاوران ويتزاوران وان احياء المسلمين والمسيحيين يتداخلان وان الكنائس فيها تلتصقان وان المساجد فيها مصانع الرجال ورياض الجنان وان بعض شوارعها يحمل اسماء الرهبان وان الفقر فيها والكرامة توامان وان الجبن والشجاعة فيها ضرتان بينهما برزخ لا يبغيان؟ وهل ساءكم ان فيها مدارس للفرنسيين والروم والطليان وفيها مدارس للعزم والروضة والايمان هل اغضبكم من طرابلس انها لن ترضى ان يكون لها جيشان ولن تدخل في حلف الغرب ولا التطبيع ولا اذناب ايران وانها لن تسكت عن الفساد".

وختم: " ايها العجائز والولدان وانها لن تقبل ان تنسب للتطرف والغلو والطغيان ولا ان يكون فيها فجور ولا فسوق ولا عصيان فهي عصية على الاستباحة وهي لا تابعة ولا لطامة ولا نواحه وربما ساء البعض ان تكون طرابلس من لبنان وان الهلال والصليب في مساجدها وكنائسها مرفوعان الا فكفوا ايديكم  عنا ايها الغربان وعندها نكون بالف خير والف عافيه وسلام وامان".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ما الذی

إقرأ أيضاً:

الرجل الذي عاش حياته شاهداً على محبة الله: جثمان الكاردينال أغاجانيان يعود إلى بيروت

 
لا يمكن أن يختلف اثنان على أن أرض لبنان مجبولة برائحة القداسة والإيمان عبر التاريخ. وعلى هذا الدرب، تزخر التحضيرات لاستقبال جثمان الكاردينال كريكور بطرس الخامس عشر أغاجانيان الذي ما زال على حاله آتياً من روما، باحتفال وطني في ساحة الشهداء.

احتفال وطني
فبرعاية صاحب الغبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، يحتفل لبنان الرسمي والشعبي  من كل الطوائف عند السابعة مساء غد الخميس وعلى مدى ساعة من الوقت في وسط بيروت، بهذا الحدث الجلل على المستويين الديني والوطني، على أن يلي الإحتفال تطواف بجثمان الكاردينال أغاجانيان نحو ضريحه في كاتدرائية مار غريغوريوس ومار الياس النبيّ للأرمن الكاثوليك في ساحة الدبّاس بالعاصمة بيروت.    
تفاصيل الإحتفال رواها لـ"لبنان 24" شربل بسطوري، مسؤول العلاقات العامة في بطريركية الأرمن الكاثوليك، الذي قال إن الإحتفال سيجمع حضوراً رسمياً، أمنياً، قضائياَ، دبلوماسياً وشعبياً على مستوى كل لبنان، على أن تكون هناك كلمة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وعن اعتبار هذا الحدث وطنياً ولا يخص فقط الطائفة والجالية الأرمينية، شدد بسطوري على أن الكاردينال الراحل حرص خلال مسيرته على إحقاق مصالحات بين السياسيين وبين مختلف الطوائف، كاشفاً أن تابوت أغاجانيان المصنوع من الكريستال سيحمله 12 شخصاً يمثل كل واحد منهم طائفة معينة من مكوّن العائلة المسيحية- الإسلامية في لبنان.  

وفي هذا الإطار، أعلن أن المواطنين والمؤمنين سيتمكنون من مشاهدة الجثمان الذي لا يزال على حاله على الرغم من مرور 53 عامًا على وفاة الكاردينال، وسيظل مكشوفاً أمام الجموع على مدى ساعتين فقط من الوقت.

وبعد الإحتفال سيبقى الجثمان في لبنان كما كانت وصية أغاجانيان، على أن يوضع في كاتدرائية القديس إلياس وسانت غريغوري المنور في ساحة دباس في بيروت.

وأوضح بسطوري في هذا السايق أن جميع البطاركة الأرمن الكاثوليك يدفنون في بزمّار، قائلاً إن الكاردينال كريكور بطرس الخامس عشر أغاجانيان على وجه التحديد، أحبّ لبنان لدرجة كبيرة خاصة أنه تمكّن خلال مسيرته فيه من تنفيذ إصلاحات بين سياسيين وبين الطوائف، كما انصرف إلى تشييد كنائس ودور للأيتام ومدارس عدّة خلال مسيرته في البلاد على مدى 25 عاماً.  

سيرة حياته
البطريرك الكاردينال كريكور بيدروس الخامس عشر أغاجانيان مواليد  جورجيا، لبناني الجنسية، من أوائل حاملي الجواز الدبلوماسي اللبناني عام 1943.

حائز على وسام الأرز من قبل الرئيس الراحل شارل الحلو عربونا لخدماته الجمة التي قدمها حياته خدمة لوطننا الحبيب لبنان. خدم طائفة الأرمن الكاثوليك كبطريرك من ١٩٣٧ - ١٩٦٢، ثم انتقل إلى روما كرئيس مجمع عقيدة الإيمان زائرا أربعة أقطار الأرض، خادما للكنيسة الجامعة الرسولية.

استقال من واجباته الرسولية بسبب مرضه وفارق الحياة بعد عامين، تاركا وصيته التالية: "أريد أن أموت مثلما حاولت دائما أن أعيش كإبن مطيع في اتحاد كامل مع والدتي الكنيسة الكاثوليكية المقدسة ومع القديسة العذراء مريم، والدة الرحمة، التي كانت تمدني بكل ما أحتاج من عطف ورعاية، والتي من خلالها أثق بشدة أن الرب قد غفر خطاياي. سأرحل وقلبي ممتلى بالفرح لألتحق بجميع أبنائه. أتمنى لكنيسة الأرمن، ورجال الدين والمؤمنين، وكذلك جميع أبناء أمتي الأرمنية الغالية، من خلال شفاعة الآلاف من شهدائنا، كل خير روحي ودنيوي، ولا سيما الحفاظ على المسيحيين وتقويتهم الإيمان بالاتحاد بكنيسة المسيح الواحدة. أنا أعمى، لا أستطيع رؤية أي شيء بعد الآن، لم أعد أساوي شيئا، لكن عندما أفلق عيني إلى الأبد، عندها يمكنني مساعدتكم".

استذكره البابا بولس السادس بعد وفاته ١٦ أيار ١٩٧١ روما قائلا: "سيخبرنا التاريخ بما تدين له أرمينيا المسيحية والإرساليات الكاثوليكية والكرسي الرسولي والكنيسة الجمعاء".  

الكاردينال كريكور بيدروس الخامس عشر أغاجانيان إنسان،  مسيحي، خادم، أمين لعمل الكرازة، لم يدخر أي جهد روحي أو مادي لإيصال رسالة محبة الله إلى الناس.

إن شعار الكاردينال أغاجانيان الأسقفي "العدل والسلام (Pax lustitiaet) يجسد الشجاعة والأخلاص لإنجيل الرب وخدمته، ليكون السلام عادلا وشاملا، يلمس حياة الجميع بلا استثناء.  

لقد كانت حياة الكاردينال أغاجانيان تجسيدا حيا لقيم العدالة والرحمة والتعايش بين البشر، حيث عمل بكل جهد على نشر السلام والعدل، وقدم نموذجا يحتذى به في العطاء والتضحية.

بعد تلقي خبر وفاة نيافة الكاردينال، انطوى قداسة البابا في خلوته، يرفع أكف التضرع إلى السماء. فامتد صدى الحزن إلى كل أنحاء العالم ، ونعاه الملايين بصوت واحد خاشع، قلوبهم عامرة بالحب والإجلال. وفي صفحات الصحف، ترنم العالم بأسمه، ممجدا إياه بكونه " الرجل الذي عاش حياته شاهدا على محبة الله"، فكان مثالا للتقوى والإخلاص.   المصدر: خاص "لبنان٢٤"

مقالات مشابهة

  • دعاء ثاني جمعة في ربيع الأول.. تفتح فيها أبواب السماء
  • في ذكرى مولد إمام الأنبياء والمرسلين/ ماجد دودين
  • المفتي دريان يوجّه رسالة إلى اللبنانيين.. اليكم ما جاء فيها
  • اقتصادي: مصالح المنتجين والمستهلكين تتحقق عبر السعر العادل للنفط
  • “العليمي” يجدد التأكيد على إلتزام الحكومة اليمنية بنهج السلام العادل وفقا للمرجعيات
  • طقوس وممارسات الاحتفال بمولد النبي عليه السلام
  • الرجل الذي عاش حياته شاهداً على محبة الله: جثمان الكاردينال أغاجانيان يعود إلى بيروت
  • إمام مسجد الحسين: الضرب محرم شرعا في تربية الأبناء (فيديو)
  • السيدة زينب والحسين يحتفلان بذكرى المولد النبوي
  • هل شارك رياض محرز في الانتخابات الرئاسية الجزائرية؟