24 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: تشهد بغداد، العاصمة العراقية، واحدة من أكبر الأزمات المتعلقة بالاستثمار في ظل تفشي ظاهرة “الاستثمار التخادمي”، التي تسهم في استفادة الجهات المتنفذة وحيتان الفساد من الفرص الاقتصادية على حساب المصلحة العامة.

هذه الظاهرة باتت واضحة في العديد من المشاريع التي تستهدف تحويل المساحات العامة والمرافق الترفيهية إلى مجمعات سكنية، ما يؤدي إلى تدمير التراث والبيئة الحضرية للمدينة.

 محاولات للاستيلاء على نادي الفروسية في العامرية

ومؤخراً، أصدرت محكمة الكرخ المختصة بالنزاهة في بغداد أمرًا بإيقاف “الاستيلاء” على نادي الفروسية الواقع في منطقة العامرية، بعد محاولات من قبل جهات متنفذة وحيتان الفساد للسيطرة عليه وتحويله إلى مجمع سكني.

هذا القرار جاء بعد طرح ملف النادي على الجهات القضائية المختصة والرأي العام، والذي أبرز محاولات الفساد والتلاعب بالقوانين للاستيلاء على الأراضي.

 نادي الفروسية: تاريخ طويل مهدد بالزوال

نادي الفروسية، الذي يُعتبر أقدم نادٍ للفروسية وسباق الخيل في العراق، تأسس عام 1920 وتحول إلى نادٍ منظم في 1922، يشهد الآن تهديدًا وجوديًا بفقدان صفته الفريدة.

وهذا النادي يعد واحدًا من المساحات الترفيهية القليلة في بغداد، ويواجه خطر تحويله إلى مساحة جديدة من الكتل الكونكريتية على هيئة مجمع سكني استثماري، وهي فلسفة أثبتت الحكومة فشلها في السابق.

 الاستثمار التخادمي وتدمير البيئة الحضرية

ظاهرة الاستثمار التخادمي لا تقتصر على نادي الفروسية فقط، بل تمتد لتشمل العديد من المساحات الخضراء والأماكن الترفيهية في بغداد فيما العراقيون يعبرون عن استيائهم الشديد من تحويل مدينتهم إلى كتل خرسانية، مما يؤدي إلى فقدان المساحات الخضراء التي تساهم في تحسين جودة الحياة وتوفير أماكن ترفيهية للعائلات.

 دعوات للحفاظ على الأماكن الترفيهية والمناطق الخضراء

في ظل هذه التحولات السلبية، تتعالى الأصوات الداعية إلى ضرورة الحفاظ على الأماكن الترفيهية والمناطق الخضراء في بغداد. يُطالب المواطنون والناشطون الحكومة باتخاذ خطوات جادة لحماية هذه المساحات من الاستثمارات غير الشرعية التي تخدم مصالح خاصة على حساب المصلحة العامة.

 التحدي المستقبلي: مواجهة حيتان الفساد والحفاظ على التراث

مع استمرار محاولات السيطرة على نادي الفروسية وتحويله إلى مجمع سكني، تواجه بغداد تحديًا كبيرًا في حماية تراثها البيئي والحضري. يتطلب هذا التحدي تعزيز الرقابة على الاستثمارات وضمان أنها تتوافق مع القوانين وتحترم المصلحة العامة. العراقيون يأملون في أن تكون قرارات مثل قرار محكمة الكرخ بداية لتغيير إيجابي يحمي المدينة من الفساد والاستثمارات التخادمية التي تهدد بتغيير وجهها الحضري للأبد.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: على نادی الفروسیة فی بغداد

إقرأ أيضاً:

من قلب الصراع إلى جوهر السياسة: ماذا يعني مؤتمر واشنطن للعراق؟

12 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: في سياق التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي، يأتي دور العراق الهام في مؤتمر التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” في واشنطن .

ويأتي هذا المؤتمر في وقت حساس، حيث تسعى الحكومة العراقية لتحقيق توازن بين إنهاء مهام التحالف الدولي في البلاد واستمرار العلاقات العسكرية والأمنية مع دول التحالف.

و تكتسب مشاركة العراق في المؤتمر أهمية كبيرة نظراً للدور البارز الذي لعبه العراق في مواجهة تنظيم “داعش” وتقديمه تضحيات كبيرة في سبيل القضاء على هذا التنظيم الإرهابي.

ووفقاً لبيان وزارة الخارجية العراقية، فقد تم بحث تفاصيل المؤتمر خلال لقاء بين نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق، آلينا رومانسكي، حيث تم التأكيد على أهمية التعاون المستمر بين العراق ودول التحالف حتى بعد انتهاء مهمات التحالف في البلاد.

وفي ظل هذا السياق، تتواصل المفاوضات بشأن التواجد العسكري للتحالف الدولي في العراق. فقد أثارت التصريحات المتضاربة بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق حالة من الغموض، خاصة بعد الهجمات على قاعدة عين الأسد.

وهذه الأحداث تثير تساؤلات حول مستقبل الحوار بين بغداد وواشنطن، ومدى تأثيرها على التعاون العسكري والأمني بين البلدين.

وعلى الرغم من رغبة العراق في إنهاء مهام التحالف الدولي، إلا أن الحكومة العراقية تسعى إلى الحفاظ على علاقات قوية ومستدامة مع الدول المشاركة في التحالف، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية.

و أثناء الجولة الثانية من الحوار بين بغداد وواشنطن التي عقدت في نهاية يوليو/تموز الماضي، اتفقت الأطراف على تعزيز التعاون الأمني وتطوير قدرات العراق الدفاعية. هذه الالتزامات تعكس رغبة العراق في توسيع نطاق التعاون مع دول التحالف، رغم الأوضاع المتغيرة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • من قلب الصراع إلى جوهر السياسة: ماذا يعني مؤتمر واشنطن للعراق؟
  • لجنة الخدمات تعزز المساحات الخضراء في بغداد لتحسين جودة الحياة
  • مجهول يقتل شخصا ويصيب اثنين اخرين ويلوذ بالفرار في بغداد
  • القبض على 14 متهماً بمواد قانونية مختلفة في بغداد
  • الأنبار تشكو أباطرة الفساد الحاكمين وتوجه رسالة للحكومة بشأن المال الحرام
  • الأنبار تشكو أباطرة الفساد الحاكمين وتوجه رسالة للحكومة بشأن المال الحرام- عاجل
  • وزير العدل د. خالد شواني : الإجراءات المتخذة في دوائر التسجيل العقاري للحد من عمليات غسل الأموال هي جزء من الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة لمكافحة الفساد وتبييض الاموال
  • بغداد تحتضن المنتدى العربي الثاني لتعزيز الشفافية والحكم الرشيد
  • سفير الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بمساعدة العراق في محاربة الفساد
  • القبض على النائب السابق عبدلله الخربيط في بغداد