عاجل.. إحالة أوراق سفاح التجمع لفضيلة مفتي الجمهورية
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، إحالة سفاح التجمع المتهم بقتل 3 سيدات والتخلص من جثثهن في الطريق الصحراوي لفضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة 12 سبتمبر للنطق بالحكم.
صدر القرار برئاسة المستشار ياسر الأحمداوي، وعضوية المستشارين عمرو علي كساب، وأحمد رضوان أبا زيد، وأمانة سر ممدوح غريب ومحمود عبد الرشيد.
في سياق آخر، قررت محكمة استئناف القاهرة عدم قبول طلب هيئة دفاع سفاح التجمع المتضمن رد هيئة محكمة جنايات القاهرة التي تنظر القضية.
شريكة سفاح التجمع.. والاتجار بالبشر
وكانت المحكمة في الجلسة السابقة قد حددت جلسة 9 سبتمبر المقبل للنطق بالحكم على المتهمة حنان وشهرتها «أم شهد»، شريكة سفاح التجمع والتي كانت تستقطب للمتهم ضحاياه من الفتيات المجني عليهن، بعد أن وجهت لها النيابة العامة تهم الاتجار فى البشر ومساعدة سفاح التجمع الخامس المتهم فى التعرف على ضحاياه واستقطابهن والتعدى عليهن جنسيا.
قتل وتمثيل بالجثث
يواجه سفاح التجمع في تلك القضية 3 اتهامات، الأولى قتل 3 سيدات بعد تعذيبهن داخل غرفة معزولة من الصوت بشقته صممها خصيصًا لضحاياه والتخلص من جثامينهن فى صحراء بورسعيد والإسماعيلية، والثانية حيازة مواد مخدرات وإجبار ضحاياه على تعاطيهن للمواد المخدرة، والثالثة الاتجار بالبشر من خلال استغلال الضحايا فى الدعارة وتصويرهن.
كشفت تحقيقات النيابة العامة تفاصيل جرائم سفاح التجمع، حيث ورد إليها إخطارًا يوم 16 مايو الماضى بالعثور على جثة سيدة مجهولة ملقاة بطريق 30 يونيو بمحافظة بور سعيد، وقررت النيابة العامة رفعِ البصمات والتصوير الجنائي لجثة المجني عليها وصولًا لتحديد هويتها.
ونجحت تحريات الأجهزة الأمنية في تحديد هوية المجني عليها من خلال بصماتها وأنها متزوجة، كما توصلت التحريات إلى قاتلها ويدعى «كريم محمد سليم» الذي تعرف عليها واصطحبها لمسكنه بالقاهرة الجديدة لتعاطى المواد المخدرة وقام بقتلها وتخلص من جثمانها بمكان العثور عليها.
وقال المتهم سفاح التجمع إنه تعرف على ضحاياه واصطحابهن لمسكنه لممارسة أفعال جنسية غير مألوفة ثم يقوم بقتلهن بعد تعاطي المخدرات وتصوير تلك المقاطع باستخدام هاتفه، وبتفريغ هواتف المتهم كشفت عن قيامه بتصويره جريمة قتل لسيدة ثانية عثر على جثمانها يوم 13 إبريل الماضي على جانب طريق 30 يونيو فى اتجاه محافظة الإسماعيلية، وأمرت النيابة العامة بحصر حالات العثور على الجثامين المجهولة، التى جرت فى وقت معاصر للواقعتين، وفى محيط مسكن المتهم، ووقفت النيابة العامة على وجود محضر حمل رقم 19053 لسنة 2023 جنح التجمع الأول- للعثور على جثة لسيدة ثالثة تتشابه معهما فى ذات ظروفهما.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محكمة جنايات القاهرة إحالة سفاح التجمع سفاح التجمع النیابة العامة سفاح التجمع
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: العقل لا يُنشئ الغيب لكنه يتفاعل مع النص ويستدل به على دلائل التوحيد
أكَّد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- في حديثه الرمضاني على قناة DMC ، أن العلاقة بين العقل والغيب هي علاقة تأمُّل وتكامل، لا تعارض وتنافر، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الشبهات التي تُثار حول وجود تعارض بين العقل والنقل، أو زعم تعطيل العقل في قضايا الغيب، لا تصمد أمام النظر المتأني في نصوص الوحي ومقاصد الشرع.
وأوضح أن العقل السليم لا يُقصى أمام النص، بل يتفاعل معه، ويتأمل في معانيه، ويستدل به على الحق، مستشهدًا بقوله تعالى:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]،
{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]،
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53].
فهذه الآيات.
كما قال: توضح بجلاء أن الوحي يخاطب العقل، ويستنفره للتأمل في دلائل التوحيد، وفي الكون والنفس والآفاق؛ مما يدل على التلاقي بين نور العقل وهدي الوحي.
وبيَّن مفتي الجمهورية أنَّ العقل لا يُنشئ الغيب من ذاته، لكنه يتلقى الغيب من مصدره الإلهي، ويُعمل نظره في فهمه واستنباط مقاصده، فيؤمن بما ورد به، ويدرك دلائل صدقه، ويقف على الحكمة من ورائه.
وأشار إلى أن قضية وجود الله تعالى مثلًا تُدرك بالعقل والنقل معًا، وأن القرآن يثبت الوجود الإلهي بأسلوب عقلي فطري، كما في قوله تعالى:{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} [البقرة: 22] مضيفًا أن مثل هذه النصوص تستنهض العقل للنظر والتأمل، وتؤكد وحدة المصدر بين الكون والقرآن.
كما أكد المفتي أن العقل يدرك كذلك صفات الله من خلال آثارها في الكون، كالحكمة، والعلم، والقدرة، مستشهدًا بقوله تعالى:
{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40]،
وهذا كله يعزِّز دَور العقل في إثبات الصفات الإلهية وإدراك آثارها.
وفي حديثه عن النبوة والوحي، شدَّد المفتي على أن العقل يُقِرُّ بإمكانية ورود الوحي، ويؤمن بأن الله يصطفي من عباده من يبلغون رسالاته، ويؤيدهم بالمعجزات الدالة على صدقهم، مبينًا أن المعجزة تخاطب العقل، وتقيم عليه الحجة، مما يجعل التصديق بالنبوة نتيجة عقلية وإيمانية في آن.
أما في الجوانب السمعية المتعلقة بالآخرة، كالملائكة والجنة والنار، فقد بيَّن فضيلته أن العقل لا يستقل بإدراكها، لكنه لا يُنكرها إذ جاء بها الوحي، بل يؤمن بها ويفسرها في ضوء النصوص، ويرى فيها دلائل القدرة الإلهية المطلقة.
وفي سياق الحديث عن فقه المقاصد، أوضح مفتي الجمهورية أن العقل يستطيع أن يدرك الحكمة من الخلق والثواب والعقاب، في ضوء مبدأ العدل الإلهي، مستشهدًا بقوله تعالى:
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]،
مؤكدًا أن الكون كله قائم على الحكمة، وأن العقل مُهيأ لفهم هذه الغايات في إطار هداية الوحي.
وشدد على أن القول بتعارض العقل مع النقل قول باطل، بل إن التكامل بينهما هو الذي يُنتج الإيمان الصحيح، ويُهذب الفكر، ويُرشد السلوك.
وفي ختام حديثه، قال المفتي:
"لسنا مطالبين بتغليب العقل على الوحي، ولا الوحي على العقل، بل مطلوب منا أن نُحسن الربط بينهما، وأن نفهم النص في ضوء العقل، وأن نُعمل العقل في إطار النص، فبهذا تكتمل صورة الهداية، وتتحقق رسالة الاستخلاف."
وأضاف: "المشكلة ليست في النصوص، بل في طريقة تعاملنا معها؛ إذ نقرأ كثيرًا، ونردد كثيرًا، دون أن نتوقف لنتدبر ونتفكر، وكأننا فقدنا مهارة الوقوف عند المعاني. وقد آن الأوان أن نستعيد فقه التعقل، ومَلَكة التدبر، لنفهم الدين كما أراده الله، لا كما جمَّدته العادات أو قيَّدته الأشكال."