كيف هيمن الإنجليز على التعليم في مصر؟
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
في سبتمبر/أيلول 1882، تمكن الإنجليز من احتلال مصر بصورة رسمية حين كان دخولهم بغرض القضاء على الثورة العرابية التي أعلنت أنها تريد تحقيق العدل والمساواة وعودة الحياة النيابية، وتقليص نفوذ الأجانب الذين سيطروا على مالية مصر من خلال الديون التي أوقعها فيها الخديوي إسماعيل طوال مدة حكمه.
فكان من مصلحة الفرنسيين والبريطانيين -بل عموم الأجانب في مصر- أن تستمر امتيازاتهم الضخمة دون مساس، مثل السيطرة على الحكومة المصرية، ومراقبة ماليتها، وإنشاء المحاكم المختلطة التي كانت تقضي لصالح الأجنبي.
ولكن الإنجليز استغلوا هذه الثورة وجاؤوا إلى مصر بحجة الدفاع عن الخديوي توفيق بن إسماعيل، والقضاء على حركة "العاصي" أحمد عرابي، وهو الوصف الذي نُعت به عرابي في الصحافة الموالية للقصر والإنجليز في ذلك الحين.
وبالقضاء على الثورة العرابية، وهزيمة الجيش في الإسكندرية والتل الكبير، دخل الإنجليز القاهرة، وسيطروا على المراكز المفصلية في البلاد من الجيش إلى وزارة الداخلية والشرطة والزراعة والمالية.
التعليم المصري قبل الإنجليزكان التعليم في مصر مرتبطا ارتباطا كبيرا بالكتاتيب التي انتشرت في طول البلاد وعرضها، ثم بالأزهر في المراحل اللاحقة حتى التخرج، وحين ارتقى محمد علي باشا لولاية مصر يوم 18 يونيو/حزيران 1805، حرص على إنشاء نظام تعليم حديث متأثر بالنمط الفرنسي، وكان يهدف من ورائه لتخريج موظفين يعملون في دواوين الحكومة.
وكما يقول طه حسين في كتابه مستقبل الثقافة في مصر: "ما أظن أن الذين أنشؤوا التعليم العام في مصر قد فكروا قبل كل شيء في طرد الجهل من رؤوس المصريين وإقامة العلم مكانه، لأن الجهل ظلمة والعلم نور، ولكنهم رأوا الدولة في حاجة إلى الموظفين الأكفاء".
ولهذه الحاجة العملية، أنشأ محمد علي التعليم الحديث في مراحله الابتدائية والثانوية، ثم أنشأ نظام المدارس والكليات، تماما كما أنشأ مدارس الألسن والطب والطوبجية والمهندسخانة وغيرها لهذا الغرض أيضا.
وخلال تلك الفترة، بذلت محاولات ضعيفة لإصلاح التعليم في مصر ليشمل كافة أبناء الشعب، ولكن عام 1866 ناقش البرلمان المصري تعميم التعليم العام وضمّ نظام التعليم المزدوج إلى نظام تعليمي واحد. ثم في عام 1880، حاول وزير المعارف علي إبراهيم باشا تحقيق هذا النظام لضم جميع سكان مصر وأبنائهم لنظام تعليمي موحد وقوي.
التعليم في مصر قبل محمد علي كان مرتبطا ارتباطا كبيرا بالكتاتيب ثم بالأزهر في المراحل اللاحقة (مواقع التواصل) القس دنلوب والسيطرة على التعليموحين جاء الإنجليز أدركوا أن السيطرة على التعليم والتخطيط له لا تقل أهمية عن السيطرة على وزارات الحربية والداخلية والمالية وغيرها، لذا فإنهم عملوا على تنفيذ سياسة تعليمية جديدة تتوافق مع إستراتيجيتهم في إطالة أمد الاحتلال لأطول فترة ممكنة.
ومن أجل إنشاء طبقات شعبية موالية لهم ومنفصلة عن تاريخها وثقافتها وحضارتها، حرص المعتمد البريطاني في مصر اللورد كرومر، على تعيين شخصية راديكالية لتحقيق أهداف الاحتلال البريطاني في البلاد.
هذه الشخصية تمثّلت في القس الأسكتلندي دوغلاس دنلوب، الذي عُيّن مدرّسا ثم سكرتيرا لوزارة المعارف (التعليم) عام 1897، ثم مستشارا بصورة رسمية عام 1906، فقام بكثير من التغييرات الكبيرة في مناهج التعليم، وطرق الانضمام للمدراس، فضلا عن سياسته الخطيرة في إضعاف اللغة العربية وتقوية نفوذ اللغات الأجنبية، وعلى رأسها الإنجليزية.
كل ذلك أعاد مستوى التعليم 50 عاما إلى الوراء، كما يقول إسماعيل القباني في كتابه "سياسة التعليم في مصر"، إذ أصروا على اتباع سياسة تعليمية رجعية مبنية على استمرار ازدواجية التعليم، أي وجود تعليم ديني مثل الكتاتيب وشعبي وحكومي وغير الحكومي، وهو ما خلق تمييزا طبقيا وتفرقة بين القادرين وغير القادرين وتعميقا للفروق بينهم، في ظل الحفاظ على أن الغاية من التعليم هي الإعداد للوظائف فقط.
الإنجليز ألغوا استعمال اللغة العربية في جميع المراحل التعليمية وحلت محلها اللغة الإنجليزية (مواقع التواصل)ولهذا السبب، يعلق المفكر عباس العقاد على إستراتيجية الإنجليز التعليمية في مصر بقوله "سلكَ الإنجليز مسلكهم المعيب في وزارة المعارف، وأهملوا التعليم الصحيح إهمالا ظاهرا مقصودا لا تجدي فيه المغالطة، وحصروا همّهم كله في المدارس على تخريج الموظفين ومَن لا يحسنون ابتغاء الرزق من غير الوظيفة".
وقد أصرّ دنلوب على تعميق هذه الفجوة، بل اعترف بأن النظام المدرسي المتبع في مدارس الحكومة لم يكن الغرض من وضعه القيام بكل حاجيات مصر من جهة التعليم، وهو يؤكد أنه نظام أجنبي الغرض منه إعداد فئات محددة فقط من المصريين لوظائف الحكومة وللمهن الفنية المتنوعة على النمط الأوروبي.
وهذا يعني أن بريطانيا أرادت من تعليم المصريين وجود عدة طبقات اجتماعية، ليسهل تحكمها في البلاد:
الأولى: هي التي كانت تعرف مبادئ القراءة والحساب فقط، وهو ما يشبه الاكتفاء بمرحلة الكتّاب أو الروضة. والثانية: هي التي ستتمكن من إتمام مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة، ليتم تعيينهم في الوظائف الحكومية لتسيير مصالح الإنجليز والبلاد. والطبقة الثالثة: هي التي سيتم تعليمها في مدارس على النمط الأوروبي الأرستقراطي، وهي فئة أبناء الباشوات والأمراء وعلية القوم من أصحاب الإقطاعيات الزراعية الكبيرة في البلاد ليتم ربط مصيرهم بمصير المحتل البريطاني.وفي سبيل خلق هذه الطبقية في الشعب المصري وقصر التعليم على فئات قليلة، منع الإنجليز دخول المرحلة الابتدائية بالمجان، وجعلوا التعليم بمصروفات لا يتحملها إلا الأغنياء والقادرون من أبناء الشعب.
كرومر عمل على إضعاف الطبقة الوسطى المثقفة في مقابل تضخيم طبقة كبار أصحاب الأراضي (معرض الصور الوطني بلندن)وكان حرص كرومر ودنلوب على هذه السياسة كبيرا لدرجة قيام أزمة وزارية أثناء تولي سعد زغلول وزارة المعارف بسبب منحه أحد الطلبة النابهين مجانية التعليم لتفوقه، مخالفا بذلك سياسة الاحتلال.
والأمر اللافت أن الوظائف التي كان يتحصل عليها الخريجون المصريون بعد كل هذا العنت والتشديد البريطاني، كانت تقتصر على الوظائف الكتابية والصغيرة تحت سلطة ومراقبة مباشرة من رؤسائهم الإنجليز، ولهذا السبب حرصوا على أن يلتحق المتخرجون من المدارس الابتدائية بهذه الوظائف، وضيّقوا بصورة لافتة على ارتقاء المصريين في التعليم الثانوي والجامعي.
والأدهى أن البريطانيين لما رأوا رغبة من المصريين في تعليم أبنائهم في المدارس الابتدائية، وقاسوا في سبيل ذلك الصعاب لدفع المصروفات المبالغ فيها، وبدأ عدد المتخرجين من تلك المرحلة يكثر بغية الحصول على الوظائف الحكومية أصدر الإنجليز مرسوما في مايو/أيار 1905 بإلغاء الحق المخوّل للحاصلين على الشهادة الابتدائية في الدخول في الخدمات الحكومية، وجعله حصرا للحاصلين على الثانوية.
ولم يتوقف الاحتلال البريطاني عند هذا الحد، بل قرر رفع المصروفات الدراسية في التعليم الثانوي حتى يسد الباب نهائيا في وجه الفقراء، وكان غرضه من ذلك أن يقف مستوى المصريين في التعليم عند مرحلة الثانوية.
وأمام بريق الوظائف الحكومية وأنها ملاذ آمن ومعاش دائم للأسر، أصر قطاع لا بأس به من فقراء المصريين على توفير الأموال اللازمة لاستمرار أبنائهم وإكمالهم المرحلة الثانوية، وأمام هذا الإقبال أصدر البريطانيون قرارا برفع درجة الالتحاق بالجامعات الحكومية.
ولمواجهة هذه السياسة الاستبدادية في التضييق على المصريين لنيل التعليم في مراحله المختلفة، أنشأت وزارة المعارف المصرية لجنة عام 1917 للنظر في الوسائل التي يجب أن تؤدي إلى نشر التعليم الأولي ومحو الأمية.
وعلى الرغم من أن اللجنة وضعت عام 1925 مشروعا ضخما لتحقيق هذه الغاية، وحددت لها 15 عاما لتنفيذها، فإن عام 1940 ما جاء إلا وكانت نسبة الأمية في مصر لا تزال تبلغ 82%، والمدارس الابتدائية لا تتسع إلا لنحو مليون طفل، في حين بلغ عدد الأطفال المستحقين للتعليم نحو 2.5 مليون تقريبا.
وبهذا التمييز الطبقي الذي خلقه الإنجليز من خلال التعليم تحقق التنافر الاجتماعي داخل مصر. وكما يوضح جرجس سلامة في كتابه "أثر الاحتلال البريطاني في التعليم القومي في مصر"، فإن كرومر حاول أن يوجه جهوده نحو إضعاف الطبقة الوسطى المثقفة، وهي الطبقة التي حملت لواء الحركة الوطنية في عهده.
وفي الحقيقة، فإن كرومر استطاع بسبب تقصيره المتعمد في النهوض بمستوى التعليم تأخير نمو هذه الطبقة، بينما عمل في الوقت نفسه على تضخيم طبقة كبار أصحاب الأراضي سواء من حيث الثروة أو العدد، وبهذا أوجد طبقة من أصحاب المصالح أصبحت تربط مصالحها ببقاء الاحتلال.
الاحتلال البريطاني سعى إلى تحقيق الطبقية من خلال التعليم في مصر (مواقع التواصل) إضعاف المحتوى العربيوإذا نظرنا إلى المحتوى والمناهج التعليمية التي كان يقدّمها الإنجليز للطلبة في المدارس، فسنجد أن أول ما قاموا به أنهم أحلوا الثقافة الإنجليزية محل الثقافة التركية التي كانت موجودة في مصر بحكم وجود العثمانيين بها من قبل.
ثم حاربوا اللغة الفرنسية التي رسّخها محمد علي باشا في التعليم طوال القرن الـ19، بل الثقافة واللغة الإيطالية التي وُجدت منذ أواخر القرن الـ18، وراح الإنجليز يقيلون رؤساء المدارس من الفرنسيين، كما فعلوا مع اللواء لارمي باشا ناظر المدرسة الحربية، وعيّنوا بدلا منه الضابط هوليت البريطاني.
أخذ الاحتلال في التوسع في إنشاء الأقسام الإنجليزية والتدريس بها في المدارس الابتدائية والثانوية والمدارس العليا، مثل مدرسة الحقوق التي كانت الدراسة بها بالفرنسية حصرا.
وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1888، أصدر وزير المعارف علي مبارك باشا بضغط من الإنجليز قرارا بتدريس العلوم في السنتين الثالثة والرابعة بالإنجليزية، وأن تدرس الجغرافيا في المرحلتين بالإنجليزية والعربية، ثم أصبح التعليم في المدارس العليا في الطب والحقوق والهندسة بالإنجليزية، وقل نفوذ الفرنسية بجانبها للغاية.
وقد حرص القس دنلوب، المستشار الأسكتلندي المسؤول عن التعليم المصري في هذه الحقبة، على تأكيد أهمية التعليم باللغة الإنجليزية وعدم إضعافها، لأنه سيكون سببا في "تسرب الفساد إلى المدارس العليا، وقلّة جودة التعليم فيها"، على حد زعمه.
مصطفى كامل (يسار) ومحمد فريد (مواقع التواصل)ولهذا السبب ألغي القس دنلوب استعمال اللغة العربية في جميع المراحل التعليمية وحلت محلها اللغة الإنجليزية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، كما يقول سلامة، بل قلّت حصص اللغة العربية في المدارس الابتدائية بشكل لافت للأنظار، إذ تم تقليصها من 46 حصة أسبوعيا إلى 32، وفي المقابل زادت حصص اللغة الإنجليزية من 18 إلى 34 حصة أسبوعيا.
ولهذه السياسة الخطيرة، حارب الحزب الوطني بزعامة مصطفى كامل ومحمد فريد هذا التوجه الخطير، ورأوه مضرا بالمصالح العليا للمصريين، ولهذا عمل كامل على إنشاء المدارس الأهلية وتشجيعها واعتبارها مشروعا موازيا يقف أمام خطر المشروع البريطاني التعليمي في مصر.
وكان مما قاله عن أهدافه من إنشاء هذه المدارس "نحن لا نرمي إلى تربية موظفين أو إعداد طلاب للشهادات.. ولكننا نرمي إلى تخريج رجال خلائقهم محبة للوطن والتمسك بالفضيلة والارتباط ببعضهم"، كما شدد على ضرورة التعليم باللغة العربية وإحيائها في مواجهة التغريب في البلاد.
ولكن مصطفى كامل ورجال الحركة الوطنية المصرية في ذلك الحين كانوا في حقيقة الأمر في مقاعد المعارضة، ولم يكونوا قادرين على اللحاق بمخطط الإنجليز في تغريب التعليم المصري، وخلق الطبقية فيه.
والحق أن مستوى التعليم باللغة العربية كان قد انحدر بصورة خطيرة حتى أن المصريين العاملين في وزارة المعارف في ذلك الحين انتبهوا لهذا الخطر، ونبّهوا عليه، وجاء في المنشور رقم 4 لعام 1900 أن "تعليم اللغة العربية لم يأت بالنتيجة التي كانت منتظرة منه".
وقد تتابعت هذه المنشورات التي تحذر من خطر تعليم كل العلوم بالإنجليزية مع الإضعاف المتعمد للغة العربية، ومدى ضعف الطلاب المتخرجين من الابتدائية والثانوية في اللغة العربية، ونتيجة للهجمة الكبرى التي قام بها مصطفى كامل والحزب الوطني صدر قرار بتدريس الحساب والهندسة في السنة الأولى بالمدارس الثانوية باللغة العربية ابتداء من عام 1907.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاحتلال البریطانی المدارس الابتدائیة اللغة الإنجلیزیة التعلیم فی مصر وزارة المعارف مواقع التواصل اللغة العربیة فی المدارس فی التعلیم مصطفى کامل التی کانت فی البلاد التی کان محمد علی
إقرأ أيضاً:
عبداللطيف يبحث مع سفير الصين بالقاهرة تعزيز التعاون في مجال تطوير التعليم قبل الجامعى
استقبل محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لياو لي تشيانغ سفير جمهورية الصين الشعبية في القاهرة، والوفد المرافق له؛ لمناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك لتطوير التعليم قبل الجامعي في مصر.
وفي مستهل اللقاء، أعرب الوزير محمد عبد اللطيف عن تقديره العميق للعلاقات المثمرة التي تجمع البلدين لتطوير التعليم، مؤكدًا أن هذا التعاون يعد نموذجًا يحتذى به ويعزز تبادل الخبرات لتحسين جودة العملية التعليمية في ضوء أحدث التقنيات والابتكارات في مجال التعليم لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وثمّن وزير التربية والتعليم دعم الجانب الصيني المستمر، والتزامه بتعزيز هذه العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وخاصة في مجال التعليم، مؤكدًا تطلع الوزارة إلى مواصلة التعاون في مجال مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وتطوير تكنولوجيا التعليم، والتوسع في مجالات جديدة تسهم في تطوير المنظومة التعليمية بما يعود بالنفع على الجانبين.
واستعرض الوزير، خلال اللقاء، تجربة الوزارة خلال الـ 6 شهور الماضية لمواجهة التحديات التى تواجه المنظومة التعليمية ومن بينها ارتفاع الكثافات الطلابية، والعجز في أعداد المعلمين، والحلول التي اتخذتها الوزارة في هذا الشأن، مؤكدًا على الاهتمام بالاطلاع على تجربة دولة الصين فى التعامل مع الكثافات الطلابية، والتعرف على آلية التعامل مع سد العجز في أعداد المعلمين.
ومن جانبه، نقل السفير الصينى تحيات وزير التعليم الصينى إلى السيد محمد عبد اللطيف، معربًا عن سعادته بهذا اللقاء المثمر، واهتمام وزارة التربية والتعليم المصرية بتعزيز التعاون بين مصر والصين في مجال التعليم قبل الجامعي، مؤكدًا على الشراكة الوطيدة بين البلدين والتزام بلاده بدعم الجهود المشتركة للنهوض بالعملية التعليمية في مصر، وتقديم كافة الإمكانيات اللازمة لتحقيق الأهداف المشتركة، مشيدًا بجهود الوزير محمد عبد اللطيف في تطوير العملية التعليمية وما شهده قطاع التعليم قبل الجامعي في مصر من تغيرات إيجابية.
وثمّن السيد لياو لي تشيانغ الدور الحضاري للبلدين، فضلا عن الطفرة الواضحة في العلاقات الثنائية في ظل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين والتي انعكست على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
كما أوضح السفير الصيني أن مصر هي الدولة الوحيدة في القارة الافريقية التي تضم ورشتين لوبان والتي تعد نموذجًا للتعاون الصيني الأفريقي مما ساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين والتعاون العملي بينهما، كما تقوم الشركات الصينية الموجودة بمصر كل عام بتوظيف عدد من خريجي التعليم الفني الذين درسوا اللغة الصينية بمصر، مشيرًا إلى أن اللغة الصينية قد لاقت شعبية كبيرة بين المعلمين والطلاب، وهناك سعي لزيادة عدد المدارس في هذا المجال في إطار مذكرة التفاهم التي تستمر لمدة 6 سنوات وتنتهي عام 2025.
وشهد اللقاء سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في استخدام التكنولوجيا في التعليم لعلاج التحديات التي تواجه العملية التعليمية، والتوسع في تدريس اللغة الصينية في المدارس المصرية، حيث يبلغ عدد المدارس التي تدرس اللغة الصينية كلغة أجنبية ثانية 21 مدرسة، وكذلك مواصلة الاهتمام بالمدرسة الصينية النموذجية بالسادس من أكتوبر، ومدرسة الحرية النموذجية في مدينة منوف، فضلًا عن التعاون في مجال تطوير مناهج اللغة الصينية.
وناقش اللقاء أيضا التعاون مع الجانب الصيني في مجال تطوير التعليم الفني وخاصة مدارس التكنولوجيا التطبيقية ذات اختصاص السياحة والفنادق بالمناطق الجاذبة للسياحة، وكذلك تطوير ورشة لوبان في المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصيانة، وزيادة عدد المنح الدراسية لطلاب التعليم الفني المتفوقين من خريجي مدارس ورشة لوبان لاستكمال دراستهم في جمهورية الصين الشعبية والاستفادة من الشركات الصينية العاملة في مجال التكنولوجيا في مصر.
وقد حضر اللقاء من جانب الوفد الصيني، لو تشون شينغ المستشار الوزاري للشؤون التعليمية، والدكتور بان شياو هان السكرتير الثاني للشؤون التعليمية، والدكتورة رحاب محمود رئيس قسم اللغة الصينية بجامعة القاهرة، وقو يي جي مساعد ومترجم السفير،
ومن وزارة التربية والتعليم، حضر الدكتور أكرم حسن مساعد الوزير لشؤون تطوير المناهج، والسيدة شيرين حمدي مستشار الوزير للعلاقات الدولية والاتفاقيات والمشرف على مكتب الوزير، والدكتورة هالة عبد السلام رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، والدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة تشغيل مدارس التكنولوجيا التطبيقية، ومحمد عطية رئيس الإدارة المركزية للتعليم بمصروفات، والدكتورة رشا الجيوشى منسق الوزارة للشؤون الأكاديمية للمدارس الدولية، والدكتورة أميرة عواد منسق الوزارة لمنظمات الأمم المتحدة.