فاتن الفقي تكتب: أطفالنا والإنترنت في العالم الافتراضي
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال في العصر الحالي، حيث يستخدمونه بكثرة للترفيه والتواصل والبحث عن المعلومات، لا سيما أن الإحصائيات التي تم نشرها عام 2023 تشير إلى أنه شهد استخدام نسبة 79% ممن أعمارهم بين 15 و24 عاما، لمنصات التواصل الاجتماعي، كما تشير كذلك إلى أن الأطفال يقضون وقتا أطول على الإنترنت خلال هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى، وبنسبة متزايدة، إذ يتصل الطفل بشبكة الإنترنت لأول مرة كل نصف ثانية.
وبالرغم من أهمية الإنترنت وفوائده خاصة أنه أصبح الوسيلة الرئيسية في التعليم، إلا أن الإفراط في استخدامه، بجانب عدم المراقبة عليه من الأسرة، ربما يكون سببًا في تعريض الكثير من الأطفال للعديد من المخاطر.
ويعد من أبرز المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال خلال استخدامهم للإنترنت بشكل غير مراقب هو تعرضهم للمحتوى الإباحي وغير المناسب، والذي قد يتسبب في اضطرابات نفسية لهم، لا سيما أن أعمارهم لن تكون مناسبة لفهم وتفسير بعض الأشياء بشكل صحيح، أيضًا يمكن أن يتعرضوا لمخاطر التنمر والاحتيال عبر الإنترنت.
وبصفتي أم وأب في الوقت ذاته لطفلين من أبطال الجمهورية في النشاط الرياضي، وذلك بعد وفاة والدهما، فقد قمت بمنع أطفالي من استخدام الإنترنت في حياتهم بشكل مبالغ، حفاظًا على سلامتهم البدنية والصحية، خاصة أن الإفراط في الجلوس على وضعية معينة أثناء استخدام الإنترنت سواء من خلال التليفون أو اللابتوب يعرض الأطفال لمشكلات صحية خطيرة تؤثر على العمود الفقري؛ لذا كان لا بد من أخذ هذا القرار خوفًا عليهما، ومن هذا المنطلق أنصح كل أم وأب بضرورة متابعة أطفالهم إذا قاموا باستخدام الإنترنت لساعات طويلة، حتى لا يؤثر ذلك على حياتهم الاجتماعية والرياضة.
ويجب أن نعلم أبنائنا أن العالم الافتراضي قد يكون وسيلة ولكنه أبدا ليس غاية، كما أن بناء الواقع يكون بالعمل في الواقع، فأعمال الخير على الأرض مباشرة مع مستحقيها، والتعليم بجودة التحصيل في المدارس والجامعات، والبناء التربوي لأبنائنا أمر حاسم في ظل العولمة وتعدد المؤثرات؛ لتعزيز قدرتهم على التمييز بين النافع والضار من خلال تفكير نقدي مبني على أسس تربوية سليمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مخاطر الإنترنت على الأطفال الأطفال الإنترنت
إقرأ أيضاً:
استشاري أسري يحذر من استخدام الأطفال للانتقام بين المطلقين
أكد محمد ميزار، المحامي بالنقض والاستشاري الأسري، أن الوقت قد حان ليتجاوز الآباء والأمهات خلافاتهم الشخصية بعد الطلاق، وأن يُعيدوا ترتيب أولوياتهم بحيث تكون مصلحة الأبناء فوق أي اعتبار أو رغبة في الانتقام.
وأوضح ميزار خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الكثير من حالات الانفصال تتحول إلى ساحة صراع تُستخدم فيها الأبناء كوسيلة ضغط أو انتقام متبادل، وهو ما يترك آثارًا نفسية عميقة على الأطفال تمتد معهم مدى الحياة. وأشار إلى أن استمرار هذا النهج يجعل الطفل يشعر بالضياع والانقسام بين والديه، ويفقد الشعور بالأمان الأسري الذي يمثل حجر الأساس في بناء شخصيته المتوازنة.
وشدد على أن الانفصال لا يجب أن يُلغِي مفهوم الأسرة، فالأب والأم يظلان مسئولين عن رعاية الأبناء عاطفيًا وتربويًا حتى بعد انتهاء العلاقة الزوجية، داعيًا إلى تبني وعي مجتمعي جديد يُرسخ ثقافة “الانفصال الناضج” الذي يحفظ كرامة الطرفين ويحمي الأبناء من الصدمات.
الخلافات الزوجيةوأضاف أن الحل لا يكمن في القوانين وحدها، بل في نضج الوعي الإنساني، والتعامل مع الأبناء كقيمة عليا لا كورقة تفاوض في الخلافات الأسرية، مؤكدًا أن العدالة الحقيقية هي التي تراعي حقوق الأطفال قبل أن تنظر في شكاوى الكبار.
التشوه الأسريواختتم ميزار حديثه قائلاً: “حين يضع كل أب وأم أبناءهم في المقام الأول، ستنتهي معارك الانتقام بعد الطلاق، وسنحمي جيلاً كاملًا من التشوه النفسي والعاطفي الذي قد يتحول لاحقًا إلى أزمة مجتمعية.”