بوابة الوفد:
2024-11-22@13:52:03 GMT

وصف مخطوطة

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

 

تناولنا علم النسخ وبعض النسّاخين، وجهودهم فى مجال المخطوطات، تلك التى شكّلتْ أساس التراث المعرفى الحضارى فى شتى العلوم والفنون والآداب، وكان نواة النهضة الأوروبية الحديثة.

واليوم نقف أمام نماذج عملية من تلك المخطوطات، ونقف على جانب سلبى مع الأسف من بين الجوانب الإيجابية العظيمة لحركة النسخ والنسّاخية فى تراث اللغة العربية غى العصور الوسطى.

ومن ذلك الجانب التطبيقى وصف مخطوطة ديوان الحماسة لأبى تمام:

كتب المخطوط على كاغد عربى قديم، واستخدم الناسخ المداد الأسود المائل إلى اللون البنّى بالنسبة للمتن، واستخدم المداد الأحمر فى عناوين الأبواب، وبعض الشروح والتعليقات على الحواشى والمتن واختلاف القراءات فى النسخ التى قابل نسخة عليها. يمتاز النسخ بأن الحروف أخذت حقها من الإتمام والإشباع، كما تمتاز الكتابة بالمدّات المستحسنة، ووصْل الحرف بطريقة جيدة، وغير متزاحمة، وبه شروح وتعليقات كثيرة على الحواشى وبين السطور. حققها عبدالمنعم أحمد صالح، دار الرشيد، بغداد، وطبع مرة أخرى بهيئة قصور الثقافة، القاهرة 1996.

ونموذج من وصف مخطوط (رسالة فى استخراج المعمّى من الشعر لصاحب أدب الشعراء).

هذا المخطوط هو آخر رسائل المجموع ترتيبا، ويحتل منه نحوا من خمس عشرة ورقة ، إذ يشغل الورقات 119/ب 133/أ، وهو لا يحمل عنوانا مستقلا، وإنما يبدأ بالبسملة، ويتبعها بمقدمة يليها عنوان فى وسط الصفحة نصه: «معنى قولهم فلان يستخرج المعمّى من الشعر»، ويتابع بعد ذلك الكلام. 

ومع هذا فإن من النسّاخ من خان أمانته العلمية، وشاركهم فى ذلك التجار، ومما شجع على ذلك تنافس الملوك على جمْع الكتب، إسهاما منهم فى إثراء الحركة الفكرية والثقافية بجوانبها المتعددة، والتى كان لها أكبر الأثر فى إفادة البشرية حتى يومنا هذا.

يقول آدم ميتز فى كتابه (الحضارة الإسلامية):

«كان الملوك يتفاخرون بجمع الكتب حتى كان لكل ملك من ملوك الإسلام الكبار بمصر وقرطبة وبغداد فى أواخر القرن الرابع ولع شديد بالكتب، فكان الحكم صاحب الأندلس يبعث رجالاً إلى جميع بلاد المشرق ليشتروا له الكتب عند أول ظهورها، وكان فهرس مكتبته يتألف من أربع وأربعين كراسة بكل منها عشرون ورقة، ولم يكن بها سوى أسماء الكتب أما فى مصر فكان للخليفة العزيز خزانة كبيرة، وقد ذكر عنده كتاب العين للخليل بن أحمد، فأمر خزّان دفاتره فأخرجوا من الخزائن سبعاً وثلاثين نسخة منها نسخة بخط الخليل بن أحمد، وحمل إليه نسخة من تاريخ الطبرى، فأمر العزيز الخزان فأخرجوا ما ينيف على عشرين نسخة من تاريخ الطبرى منها نسخة بخطه، وذكر عنده المتأخرون كتاب الجمهرة لابن دريد فأخرج من الخزينة مائة نسخة، وقد أراد المتأخرون أن يقيدوا عدد ما كانت تشتمل عليه هذه الخزانة فقال المقريزى: إنها كانت تشتمل على ألف وستمائة ألف كتاب وها هو ذا المقدسى يصف مكتبة عضد الدولة بأنها حجرة على حدة عليها وكيل، وخازن، ومشرف، ولم يبْق كتاب صُنِّف إلى وقت عضد الدولة من العلوم المتنوعة إلا ووجده فيها». أما اليمن فكان الملك المؤيد الرسولى قد جمع مكتبة كبيرة ضمت نحو مائة ألف مجلدة، ويستحضر لها الكتب من كل صوب وقيل إنه دفع فى نسخة جيدة من كتاب الأغانى بخط ياقوت المستعصمى نحو مائتى دينار، وكان الملك المظفر الرسولى يبعث منْ يحضر له الكتب من مصر والشام والعراق. ويذكر ابن حجر العسقلانى (الدرر الكامنة 2/100، و365) أنه قدم بنسخة جيدة من كتاب (فريدة القصر) بخط ابن القوطى إلى الملك فكافأه عليها مكافأة سخية.

لكن ذلك لا يقلل من أهمية دور المصنفين، والمؤلفين، والنسّاخ والورّاقين الذين اتسموا بالأمانة والنزاهة، وثراء الفكر وجميل العطاء.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

مؤتمر أدب الطفل بدار الكتب يختتم فعالياته.. ويعلن التوصيات

شهدت وزارة الثقافة ممثلة في دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، اليوم، ختام فعاليات المؤتمر السنوي التاسع لمركز توثيق وبحوث أدب الطفل، تحت عنوان «أدب الطفل والذكاء الاصطناعي»، التي انعقدت على مدار يومين 4 جلسات، شارك فيها 19 باحثا وباحثة، من المهتمين بأدب الطفل وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

توصيات مؤتمر أدب الطفل والذكاء الاصطناعي

أعلنت إدارة المؤتمر مساء اليوم، توصياته التي جاءت كالتالي:

1- السعي لتغذية برامج الذكاء الاصطناعي بمحتوى الصناعات الأدبية المقدمة للطفل العربي لصون تراثنا الثقافي.

2- تحفيز الوعي العام بعصر الذكاء الاصطناعي وحتمية ولوج أدباء الطفل لخوض هذه الصناعة.

3- أهمية التوعية بالمخاطر الأخلاقية التي قد يتعرض لها الطفل بمحتوى الأدب الناتج عن الذكاء الاصطناعي.

4- تنظيم ورشة عمل للأطفال حول سمات أدب الطفل الياباني.

5- الاهتمام بتوظيف الذكاء الاصطناعي في مجال أدب الطفل لغرس وتعزيز تراثنا الثقافي بعقول الطفل المتلقي.

6- تجنب مخاطر التعدي على حقوق الملكية الفكرية لأدباء الأطفال وللطفل المبدع.

٧- تنظيم برامج تفاعلية لتدريب الأطفال على التعامل الآمن مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحقيقا لمفهوم الأمن الثقافي متمسكين بقيم وعادات وأعراف مجتمعاتنا العربية وبما يضمن الأمن السيبراني.

مقالات مشابهة

  • إنفوغرافيك.. تعرف على الصاورخ الروسي "أوريشنيك" فرط الصوتي
  • عمرو سعد:" دخلت معهد السينما وسقطت وكان عندي ثقة في نفسي"
  • مؤتمر أدب الطفل بدار الكتب يختتم فعالياته.. ويعلن التوصيات
  • الـ"كاف": المغرب سيحتضن نسخة لا تنسى من كأس أمم إفريقيا
  • ضبط 2750 نسخة من كتب أزهرية محظور تداولها
  • الداخلية تضبط 2750 نسخة من كتب أزهرية محظور تداولها
  • فضائيات الأطفال في ثاني جلسات أدب الطفل بدار الكتب
  • خميس : وضع المنتخب غير مقبول وكان يجب التصحيح منذ البداية .. فيديو
  • آبل تدعو مستخدمي iOS 8 لتحديث الأجهزة قبل إيقاف دعم النسخ الاحتياطي في ديسمبر
  • سكورسيزي وسبيلبرغ يحولان فيلم خليج الخوف إلى مسلسل جديد