عربي21:
2024-09-13@02:29:22 GMT

علي السرطاوي.. شاعر فلسطيني مغمور من زمن الكبار

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

علي السرطاوي.. شاعر فلسطيني مغمور من زمن الكبار

قليلون هم الذين يعرفونه، مع أنه رافق رواد النهضة وعاصرهم.. لم يلفت نظري يوماً أنه من جيلهم، حتى قرأت ما ذكره الشاعر عبد الهادي كامل عن معاصرته لرواد النهضة الشعرية (إبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وأبو سلمى، وبعدهم علي السرطاوي ومحمد العدناني وبرهان الدين العبوشي)، وكلهم كتبنا في هذه الصفحة عنهم، إلا هو.

. فلو قسمنا الشعراء إلى طبقات، كما كان يفعل العرب لكان هذا الشاعر من الطبقة الثانية. إلا أنه لم يحظَ بالرعاية الثقافية والإعلامية في منفاه، الذي لجأ إليه بعد النكبة، في بغداد. وقد ذكرت بعض المصادر أن له مطارحات شعرية مع شعراء عصره ومنهم: إبراهيم طوقان وخالد نصرة وراتب الشامي وعمر أبوريشة ومحمود سليم الحوت ونازك الملائكة.

فمن هو الشاعر علي السرطاوي؟

ولد الشاعر علي محمد السرطاوي في قرية سرطة قضاء نابلس، سنة 1906. توفي والده الشيخ محمد (شاعر وأديب أزهري) وتركه طفلاً، فتولى رعايته وتعليمه عمه عبد القادر، تلقى دروسه الأولية في كُتّاب القرية، اختارته مديرية المعارف العامة عام 1922 مع نفر من أمثاله من أبناء القرى بلواء نابلس للالتحاق بدار المعلمين الابتدائية في القدس ثم المدرسة الثانوية، ومكث فيها خمس سنوات حتى تخرج منها 1927، وحصل على شهادتها.

تأثر بأستاذه الرائد التربوي الكبير درويش المقدادي فانكبّ على الشعر العربي وأمهات كتب التراث العربي. اشتغل بالتدريس في المدارس الحكومية فعمل معلماً في عدد من مدن فلسطين، منها قلقيلية وخان يونس وطولكرم ونابلس، وكان آخر ما شغله مدير مدرسة جنين الثانوية، قبل أن تضطره ظروف النكبة للجوء إلى العراق.

هاجر مع عائلته إلى بغداد مع وقوع النكبة عام 1948، فعمل معلمًا للغة الإنجليزية في مدرسة المسيّب الثانوية، ثم معلماً ومحاضراً في دار المعلمين الريفية، ثم أميناً لسر غرفة بغداد التجارية عام 1954، كما عمل معلماً للإنجليزية في كلية الهندسة والصناعة عام 1963، فمساعداً لعميدها ومشرفاً على تحرير مجلة "رسالة المهندس" حتى أحيل إلى التقاعد 1970.

فُصل من وظيفته مرتين، لأسباب سياسية وكيدية. وتوفي عام 1971.

اهتم بتعليم أبنائه وتحقيق أعلى المراتب العلمية لخدمة القضية الفلسطينية، ولئن كان ابنه عصام قد جنح إلى المفاوضات مع العدو، إلا أنه في حياة والده لم يكن كذلك، بل درس الطب وتخصص في الخارج، وعاد إلى بغداد وأسس تنظيماً "لتحرير فلسطين"، ثم حلّه وانضم لحركة فتح.. ثم انحرف انحرافته المعروفة التي أدّت إلى اغتياله في مؤتمر الاشتراكية الدولية في لشبونة عام 1983.

فُجع باستشهاد ابنه الطيار عمر السرطاوي في جوية شنتها الطائرات الصهيونية على مواقعهم في وادي شعيب في محافظة السلط بالأردن في 4 آب (أغسطس) 1968. ورثاه بقصيدة جميلة ومؤثرة (راجع القصيدة أدناه).

الإنتاج الشعري:

شغلت فلسطين مساحة كبرى من همّه، وغلبت على قصائده، وجعلها نقطة انطلاقة إلى التفاعل بالإنسان والوجود من حوله. له قصائد غزلية ذات نفس رومانسي رقيق.. كما أبدع برثاء ابنه وزوجته وربطهم بالوطن السليب.

ـ "ديوان الشاعر علي السرطاوي" الذي جمعته ابنته الدكتورة سحاب.
ـ السفينة الكبرى (ديوان شعر)
ـ السفينة الصغرى (ديوان شعر).
ـ له مسرحية "وليم تل" ترجمة عن الإنجليزية.

نماذج من شعره

قريتي سرطة

أيا جبلَ النار الذي حقدُهُ يغلي                    ..           سبقتَ جبالَ الأرض في المجد والبذلِ
لقد عشتَ في التاريخ للعز والعلا               ..           فكيف بروحي صرتَ في الأسر والغُلّ؟
غلبتَ غُزاة الشرق والغرب في الوغى        ..            وما عاش جارٌ في حماك على ذلّ
توارتْ وحوشُ الغاب خلف جلودِهم           ..            ذئابُ فَلاةٍ في الشراسة والقتل
همُ صنْعُ "بلفورٍ"، وبلفورُ سُبَّةٌ                    ..             وعارُ بني الإنسان في الدمِ والنسل
ولي قريةٌ أغفى على الأمن جفنُها            ..              فعاثَ بذاكَ الأمنِ فيها بنو الغِلّ
فتحتُ بها عينيَّ طفلاً على أبٍ                   ..              كريمٍ عطوفٍ صارعَ العيشَ من أجلي
ثراها به صحبي وذكرى طفولتي              ..                وساعات لهْوِي والحنين إلى أهلي
شُجيْراتُ رُمّانٍ بها كم تكسَّرت                  ..                ونحن عليها عابثين بلا عقل
شقاةٌ صغارٌ نصعدُ التلَّ مرَّةً                    ..                 ونهبط بعد الجريِ من قمَّة التلّ
وغاباتُ زيتونٍ وتينٍ كثيفةٌ                       ..                 رداءٌ جميلٌ للجبال وللسهل
نسومُ صغار الطير وهي ضعيفةٌ           ..                  نُغير على الأعشاش للفتك والقتل
فكل مكانٍ في ثراها أتيتُه                    ..                 على عَجَلٍ طورًا، وطورًا على مَهْل
غدونا شياطينَ الحمى في نشاطنا      ..                 على الشَّاةِ إما راكبين أو العِجْل
إلى عمرَ الفاروقِ تمضين في العُلا       ..                 ونسلِ عديٍّ في العراقة والأصل
من الحبِّ قد أصبحتِ تسْرين في دمي  ..                وصار اسمُك اسمي في وفاءٍ من الطفل
رعى الله شيخًا في ثراك عرفتُه               ..                عنيفًا مع الأطفال كالذئب والسَّخْل
رفيقٌ مع الآباء يثنون بينهم                   ..                عليه وفي الكتَّاب كالسمِّ في الصِّلّ
سلامٌ على شيخِ الحِمى كم أذاقني       ..                 من الغيظَ ألواناً من الضرْبِ والرَّكْل
عصاهُ - رعاه الله - كم ذقتُ طعمَها    ..                 ولم يلقَ في الإزعاج في عمرِهِ مثلي
عفا الله عنه قد مضى نحوَ ربّه              ..                 وآثارُه في الضرب لليوم في رِجلي

رثــــــاء ابنه الشهيد عمر

مضى، يا لقلبي كيف يحتمل النوى          ..                   وقد ترك الدنيا وليس يؤوبُ
فيا نصفَ روحي كيف غيَّبك الثرى؟           ..                  هلِ البدرُ في هذا الزمان يغيبُ؟
لقد كنتَ بالأمس القريبِ بشاشةً             ..                   تغنّي لك الدنيا وأنت طروبُ
إذا نحنُ سِرنا بالحياةِ وجدتني                     ..                    غريباً عن الدنيا وأنت غريبُ
فيا لهْفَ نفسي، نصفُها في ضريحِه        ..                    نعيمٌ، ونصفٌ في الشقاء يذوبُ
ذهبتَ عن الدنيا فيا ليتَ راحلاً                   ..                    يؤوب إليها والمزارُ قريب
فما أقبحَ الدنيا إذا لم يكن بها                 ..                     سرورٌ وأنسٌ دائمٌ وحبيبُ
ونائحةٍ محزونةٍ قد تركتُها                         ..                     بغير وداعٍ، هل تُراك تؤوب؟!
لها اللهُ إن ناداكَ في الليل صوتُها           ..                    وأنت بعيدُ الدار لستَ تُجيبُ
لقد صيَّرَتْها قسوةُ الموت شمعةً         ..                    ولوعاً على نارِ الحنينِ تذوبُ
يُجاذِبُها دمعٌ مُسِحٌّ وزفرةٌ                        ..                     وروحٌ وفيٌّ في أساه كئيبُ
وباكيةٍ أخرى بروحي دموعُها                 ..                      لقد كان يرويها عليك نحيبُ
عتبتُ على الدهرِ الذي قد أساءَها        ..                     وللدهرِ عندي في الفراقِ ذنوبُ
فيا رحمةَ النسيانِ طوفي بقلبِها            ..                          فإنكِ للقلبِ الحزينِ حبيبُ

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الشاعر فلسطين فلسطين مسيرة شاعر هوية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تعرض مفتي طاجيكستان لعملية طعن في المسجد

المناطق_متابعات

أكدت الخدمة الصحفية لوزارة الداخلية الطاجيكية، بتعرض مفتي طاجيكستان، سعيد مكرم عبد القادر زاده، للطعن نتيجة قيام رجل بمهاجمته في المسجد المركزي في دوشانبي.وأضاف بيان الخدمة الصحفية، أنه “في يوم الأربعاء، بعد انتهاء صلاة العشاء، قام أحد المواطنين، بدوافع مشاغبة، في المسجد المركزي لمدينة دوشانبي، بضرب رئيس علماء جمهورية طاجيكستان، سعيد مكرم عبد القادر زاد، بأداة خارقة (سكين)”، وفق “سبوتنيك”.وأصيب المفتي بجروح طفيفة، وبعد أن قدم له الأطباء الإسعافات الأولية، عاد سعيد مكرم عبد القادر زاده إلى منزله.وفي وقت سابق، صرح مصدر في الخدمات الخاصة الطاجيكية، يوم 29 مارس/ آذارالفائت، بأنه تم اعتقال تسعة أشخاص في طاجيكستان للاشتباه في صلتهم المحتملة بمنفذي الهجوم الإرهابي على قاعة “كروكوس سيتي”.وقال المصدر : “تم اعتقال تسعة من سكان منطقة فخدات بسبب اتصالاتهم مع الأشخاص الذين ارتكبوا الهجوم الإرهابي على قاعة “كروكوس” في 22 مارس”.وأشار إلى أن يُشتبه أيضًا في أن للمعتقلين صلات بتنظيم “داعش” (منظمة إرهابية محظورة في روسيا ودول عديدة). نسخ الرابط تم نسخ الرابط 11 سبتمبر 2024 - 11:29 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد11 سبتمبر 2024 - 11:22 مساءًأمير منطقة القصيم يزور ملتقى “وطننا أمانة” بمحافظة الرس أبرز المواد11 سبتمبر 2024 - 11:19 مساءًشاعر الراية يختار 30 شاعرًا بعد تسجيل أكثر من 3000 مشاركة أبرز المواد11 سبتمبر 2024 - 11:17 مساءً“البلديات والإسكان” تطلق “المساعد الذكي” و”منصة إدارة المدينة” في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي أبرز المواد11 سبتمبر 2024 - 11:14 مساءًالقيادة الذاتية بـ AI .. تنافسية في الابتكار والشراكات خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي أبرز المواد11 سبتمبر 2024 - 11:09 مساءًاستشهاد ثلاثة فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة11 سبتمبر 2024 - 11:22 مساءًأمير منطقة القصيم يزور ملتقى “وطننا أمانة” بمحافظة الرس11 سبتمبر 2024 - 11:19 مساءًشاعر الراية يختار 30 شاعرًا بعد تسجيل أكثر من 3000 مشاركة11 سبتمبر 2024 - 11:17 مساءً“البلديات والإسكان” تطلق “المساعد الذكي” و”منصة إدارة المدينة” في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي11 سبتمبر 2024 - 11:14 مساءًالقيادة الذاتية بـ AI .. تنافسية في الابتكار والشراكات خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي11 سبتمبر 2024 - 11:09 مساءًاستشهاد ثلاثة فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة أمير منطقة القصيم يواسي أسرة السلطان في وفاة فقيدهم أمير منطقة القصيم يواسي أسرة السلطان في وفاة فقيدهم تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • كيف يرد الله حق المظلوم في الدنيا.. وهل يشعر من مات برد مظلمته؟
  • أحمد حاتم يهنئ ابنه بيوم ميلاده: كل سنة وانت طيب يا باشا
  • اختطاف جماعي في لبنان.. هكذا تحول الحلم بالهجرة إلى كابوس
  • تعرض مفتي طاجيكستان لعملية طعن في المسجد
  • أحمد حاتم يحتفل بعيد ميلاد ابنه.. (صورة)
  • ليلة حزينة علي جماهير البرازيل والأرجنتين.. سقوط الكبار بتصفيات المونديال
  • الإحلال والتجديد وسيلة مجلس الإسماعيلي لعودة الفريق للمنافسة مع الكبار
  • خالد الجندي: رمضان عبدالرازق متحضر لا يرغم أحدا على شيء.. وتصرفات ابنته عفوية
  • تأهل 8 إلى نهائي مسابقتي الشعر وإنشاد الكبار في مهرجان الرسول الأعظم
  • تأهل 8 لنهائي مسابقتي الشعر وإنشاد الكبار في مهرجان الرسول