الامارات تؤكد تضامُنِها مع الشعب السوداني خلال هذه الظروف الصعبة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
رصد – نبض السودان
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في السودان، والعمل على إيجاد حل سلمي والعودة للمسار السياسي، مشددةً على أهمية تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة.
ودعت الإمارات في بيان ألقته أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي، أمس، إلى ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة في السودان، قائلةً: «يأتي اجتماعنا هذا بعد مضي أكثر من 100 يوم على اندلاع الاشتباكات في السودان، راح ضحيتها العديد من الأبرياء، وعانى بسببها الشعب السوداني أشد المعاناة، مِثلما وضح مقدمو الإحاطات، الأمر الذي يستوجب تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء هذه الأزمة بجميع أبعادِها».
وأكدت أميرة الحفيتي ضرورة العمل لتخفيف حدة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها ملايين السودانيين جرّاء استمرار الاشتباكات، وعدم الالتزام بالهُدَن السابقة.
وقالت: «نرى في هذا السياق، ضرورة تأمين الإمدادات الغذائية والمياه والخدمات الطبية، حيث يعاني ما يقارب نصف الشعب من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، ولا بد كذلك من إيلاء الاهتمام لاحتياجات النازحين واللاجئين في ظل ارتفاع معدلاتهم بشكلٍ حاد، في الوقت الذي تواجه فيه بعض دول الجوار تحدياتٍ داخلية».
وناشدت المجتمع الدولي تقديم الدعم للسودان ودول الجوار خلال هذه الفترة الصعبة، نظراً لمستوى الاحتياجات على الأرض، وعدم تلقي الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني التمويل المطلوب لهذا العام.
وقالت: «في إطار تضامننا الإنساني مع الشعب السوداني الشقيق، حرصت دولة الإمارات على توفير المساعدات الإغاثية العاجلة لهم، حيث سَيَّرَت بلادي مؤخراً جسراً جوياً وبحرياً، نَقلَ أكثر من ألفي طنٍ من المواد الطبية والغذائية إلى كل من بورتسودان وجمهورية تشاد، دعماً للاجئين السودانيين الأشقاء، كما أنشأنا مستشفى ميدانياً في تشاد، وافتتحنا مكتباً تنسيقياً للمساعدات الإماراتية لدعم وتنسيق الجهود الإنسانية، وسنواصل دعمنا في هذا الجانب».
وشددت أميرة الحفيتي على أهمية التزام الأطراف بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين، والبنية التحتية المدنية، فضلاً عن تسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني والإمدادات الإنسانية إلى المحتاجين دون عوائق وبأمان.
وكررت الدعوة لأهمية التنفيذ الكامِل للالتزامات التي تم التوصل إليها في جدّة.
وأدانت في هذا السياق، مقتل عدد من العاملين في المجال الإنساني في السودان، معربةً عن قلق الدولة إزاء التقارير التي تفيد بالاعتداء عليهم، وتعرُض المرافق الإنسانية للنهب والسرقة.
وقالت: «علينا أن نستذكر أننا وبعد 10 أيام من اليوم، أي في الـ 19 من الشهر الجاري، سنحتفي باليوم العالمي للعمل الإنساني، وهي مناسبة للإشادة بالعاملين في الحقل الإنساني والإغاثي، وبذل كل ما في وسعنا لحمايتهم وحماية العمل المهم الذي يضطلعون به».
وجددت أميرة الحفيتي دعوة دولة الإمارات إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة والعودة إلى المسار السياسي.
وأكدت أهمية الاستجابة للجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لمعالجة الأزمة في السودان، وآخرها الاجتماع الذي عُقد هذا الأسبوع في تشاد من قبل الآلية الوزارية المنبثقة عن قمة دول جوار السودان في القاهرة.
كما جددت الترحيب بالبيان الختامي للقمة، والذي أكد أهمية الحل السياسي والحوار لتحقيق الأمن والاستقرار.
وقالت: «في إطار حِرص دولة الإمارات على التعاون الإقليمي والدولي لحل القضايا الملحة، شاركت بلادي في الاجتماع الأول للجنة الرباعية المنبثقة عن منظمة الإيغاد الشهر الماضي»، مشددةً على ضرورة تكثيف الزخم وتنسيق جميع هذه الجهود بشكل وثيق.
وفي ختام البيان، أكدت دولة الإمارات تضامُنِها المستمر مع الشعب السوداني الشقيق خلال هذه الظروف الصعبة، بما في ذلك عبر دعم الجهود كافة لإنهاء الأزمة.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الامارات الشعب مع الشعب السودانی دولة الإمارات فی السودان
إقرأ أيضاً:
حلقة نقاشية لـ«تريندز» تؤكد أهمية مراكز الفكر في تعزيز العلاقات مع أميركا اللاتينية
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةضمن جولته البحثية في الأرجنتين، وعبر مكتبه في أمريكا اللاتينية، عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات حلقة نقاشية موسعة حول «علاقات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأميركا اللاتينية.. دور مراكز الفكر وأهميتها»، وذلك بالشراكة مع المجلس الأرجنتيني للعلاقات الخارجية «CARI»، في قاعة خوليو كورتاثار بالجناح الأصفر، في معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب بالعاصمة الأرجنتينية.
وأكد دبلوماسيون وخبراء شاركوا في الحلقة النقاشية، التي أدارها عبدالله الحمادي، رئيس قطاع الاستشارات في «تريندز»، أن مراكز الفكر والمؤسسات البحثية تعمل على إنتاج المعرفة، من خلال البحوث والدراسات المتعمقة، التي تسهم في إثراء المحتوى العلمي والثقافي للمجتمعات، وتمد جسور التواصل بين الثقافات والشعوب، مما يعزّز الفهم العام لمختلف القضايا والأزمات المحيطة.
وأشاروا إلى أن المراكز الفكرية منصات للحوار وتبادل الرؤى ومحرك رئيس في تحفيز الإبداع والابتكار وتثقيف المجتمعات، من خلال توفير المعرفة اللازمة والهادفة، وخلق بيئة تعليمية محفّزة تسهم في دفع عجلة التقدم والتطور، مضيفين أنها تلعب دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر وتوجيه النقاشات العالمية حول القضايا الملحة، خاصة القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية، مما يجعلها لاعباً محورياً في تعزيز العلاقات بين منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأميركا اللاتينية.
تجاوز الأطر التقليدية
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، في كلمته الافتتاحية، إن النقاش يعكس أهمية تجاوز الأطر التقليدية للحوار الجيوسياسي، والانفتاح على أصوات جديدة، وتعزيز التعاون بين مناطق العالم، التي كثيراً ما كانت على هامش النقاش العالمي، رغم ما تحمله من ثقل استراتيجي، وموارد وإمكانات بشرية واعدة.
وذكر أنه على الرغم من البُعد الجغرافي بين منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية، فإن هناك العديد من نقاط الالتقاء والتشابه، سواء على صعيد التحديات أو الطموحات المشتركة نحو بناء نظام دولي أكثر عدالة وتعددية، مضيفاً أن مراكز الفكر تؤدي دوراً محورياً في هذا السياق، باعتبارها منصات للحوار وتبادل الرؤى، ومراكز لصياغة البدائل السياسية المدروسة، ومساحات آمنة للتفكير الحر والبناء.
وأكد أن مراكز الفكر أثبتت أنها ليست فقط مستودعات للمعلومات، بل جهات فاعلة في تشكيل الأجندات الدولية، وتوجيه النقاشات حول القضايا العالمية الملحة؛ من الأمن والسلام، إلى المناخ والهجرة؛ ومن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلى العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وهي تقوم بهذا الدور من خلال ما تقدمه من تحليلات معمقة، وبيانات موثوق بها، وتوصيات واقعية تراعي خصوصيات الدول والسياقات الثقافية.
قوة المعرفة والفكر
وأشار الدكتور محمد العلي إلى أن «تريندز» يؤمن بأن المعرفة هي أقوى أدوات القوة الناعمة، وأنه لا يمكن بناء مستقبل آمن وعادل دون شراكات فكرية عابرة للحدود، ومن هذا المنطلق يحرص المركز على أن يكون مساحة مفتوحة للحوار الثقافي والمعرفي، ومنبراً للتفاهم بين الحضارات، كما يولي «تريندز» أهمية خاصة لإشراك الشباب في هذا المسار؛ بوصفهم الحاملين الحقيقيين لأفكار المستقبل، والضمانة لبقاء الفكر منفتحاً ومتجدداً.
وأضاف أن «تريندز» يرى في التعاون مع المراكز الفكرية في أمريكا اللاتينية، وفي مقدمتها مجلس العلاقات الدولية في الأرجنتين، فرصةً استراتيجية لتعزيز هذا الدور، وبناء منظومة فكرية عالمية أكثر توازناً، تمثل مصالح الجنوب العالمي، وتسهم في بناء مستقبل تسوده التنمية والتفاهم والسلام.
تسامح واحترام متبادل
بدوره، أكد سعيد عبد الله القمزي، سفير دولة الإمارات في الأرجنتين، في كلمته الرئيسية، أن دولة الإمارات تعد واحة للأمن والاستقرار والازدهار، وهي موطن لأكثر من 200 جنسية تعيش في انسجام تحت مظلة من التسامح والاحترام المتبادل، مضيفاً أن هذه القيم تنعكس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات التي تظل منفتحة على جميع الدول في إطار المصالح المشتركة، وداعمة لتطلعات الشعوب وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
وذكر القمزي أن العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات والأرجنتين تشهد نمواً مطرداً، حيث بلغ إجمالي التبادل التجاري الثنائي خلال الأعوام الأربعة الماضية 4.3 مليار دولار، ويسعى الجانبان إلى مضاعفة هذه الأرقام، خاصة بعد دخول اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي.
فرص وتحديات
أوضح الدكتور باولو بوتا، مدير مكتب «تريندز» في أميركا اللاتينية، أن هناك توافقاً أساسياً بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية، يمكن أن يحوّل العلاقة إلى وضع مربح للطرفين، فمن جهة، هناك حاجة لتنويع الاقتصادات وتطويرها، ومن جهة أخرى، هناك رغبة في تعزيز العلاقات والشراكات التجارية والدبلوماسية الدولية.
وبين بوتا أن مراكز الفكر والمؤسسات البحثية يمكن أن تساعد القطاعين العام والخاص بالمنطقتين على فهم بعضهم البعض بشكل أفضل، وبالتالي فإنها تلعب دوراً أساسياً في تقريب وجهات النظر، من خلال البحث والنشر العلمي، والتي يمكن البناء عليه لاستغلال الفرص ومواجهة التحديات وتحديد العلاقات والاتجاهات والمتغيرات.
تمكين الشباب
أكدت شما القطبة، الباحثة في «تريندز»، أهمية تعزيز التعاون بين منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأميركا اللاتينية، من خلال تمكين الشباب، الذين يمثلون القوة الدافعة لبناء المستقبل، فرغم البعد الجغرافي، فإن المنطقتين تشتركان في القيم والطموحات والإمكانات الهائلة، ويُعد الشباب محوراً للتواصل والابتكار التكنولوجي والقيادة المجتمعية في مواجهة التحديات العالمية، خاصة قضية التغير المناخي.
ودعت القطبة إلى بناء جسور حقيقية بين شباب المنطقتين، عبر مبادرات ملموسة، مثل برامج التبادل الثقافي واللغوي، والشراكات الأكاديمية، وحاضنات الابتكار.