إنترسبت: واشنطن تمنح إسرائيل الوقت للإبادة الجماعية عبر المفاوضات
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
نشر موقع "إنترسبت" الأمريكي، مقالا، للصحفي سونجيف بيري، قال فيه إنه بالنسبة لأي شخص يتابع بانتباه، فقد أصبح من الواضح تماما الآن، أن محادثات وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة في غزة، أصبحت أداة لإدامة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي.
وقال بيري خلال المقال نفسه، الذي ترجمته "عربي21": "لقد أصبح ما بدأ كمطلب تحريري من قبل النائبة كوري بوش، ودعاة السلام الشعبيين الآن تحت سيطرة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وقال المقال إن "ما يسمّى بمفاوضات وقف إطلاق النار، هي شكل من أشكال التمويه الذي يستخدمه بايدن وهاريس لصرف الانتباه عن حقيقة دعمهما للفظائع الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة"، مضيفا أن "مجرد استخدام كلمة "وقف إطلاق النار" لوصف ما تسعى إليه إدارة بايدن، هو في حد ذاته شكل من أشكال العنف اللغوي".
وتابع: "إن أحدث مسودة لمقترح "وقف إطلاق النار" الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تؤيد بشكل أساسي استمرار الاحتلال الإسرائيلي لغزة دون وقف دائم للحرب. ولكن حتى هذا كان على ما يبدو تنازلا كبيرا بالنسبة لنتنياهو، ولهذا السبب يُقال إنه يواصل تقويضه".
واسترسل المقال، بأنه "في الوقت نفسه، قبل أسبوع واحد فقط، أعلنت وزارة الخارجية عن بيع 20 مليار دولار أخرى من الأسلحة الأمريكية لإسرائيل. إن الشروط السيئة النية في أحدث اقتراح ليست سوى البداية".
وأردف: "من غير المرجح أن توافق حماس على الشروط الجديدة التي وضعها بلينكن على الطاولة، وهذا الرفض بدوره سيمكن بايدن وهاريس وبلينكن ونتنياهو من إلقاء اللوم على حماس بشكل أكبر لرفض السلام. وهذا من شأنه أن يمنح نتنياهو المزيد من الوقت لمواصلة قصف وتجويع وقتل الفلسطينيين".
وقف إطلاق النار لا يعني وقف تصدير السلاح
وأوضح المقال: "تتكرر الدورة مرة أخرى، مع عودة بلينكن قريبا إلى الشرق الأوسط، لجولة أخرى، من مفاوضات وقف إطلاق النار المزعومة، بينما تستمر الولايات المتحدة في إرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل لحربها".
وقال الموقع "إن كسر هذه الدائرة الساخرة يتطلب الصدق بشأن دور بايدن وهاريس في هذه المهزلة الملطخة بالدماء"، مبرزا أنه "في حين يتحمّل بايدن المسؤولية النهائية عن دعم أمريكا الكامل للعنف الإسرائيلي، فقد دعمت هاريس مرارا وتكرارا استمرار الرئيس في تسليح إسرائيل".
وأضاف: "من خلال عملية تفاوض احتيالية لا تنتهي أبدا لوقف إطلاق النار، مكّن كل من بايدن وهاريس الحزب الديمقراطي الأوسع من تجنب الاعتراف بالواقع المروع المتمثل في مسؤولية قادتهم عن الإبادة الجماعية".
"كان أحد أسوأ الأمثلة على ذلك في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما وقفت النائبة التقدمية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، على منصة المؤتمر الوطني الديمقراطي، الاثنين الماضي، وأشادت بشكل خاطئ بهاريس ’لعملها بلا كلل لتأمين وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن إلى الوطن’" كما أوضح المقال.
إلى ذلك، قدّمت أوكاسيو كورتيز، للناخبين الديمقراطيين، الخيال المغري لهاريس كنائبة للرئيس تفعل شيئا آخر غير تمكين استمرار إمداد الأسلحة الأمريكية للمذبحة اليومية للمدنيين الفلسطينيين.
من خلال القيام بذلك، أصبحت أوكاسيو كورتيز، شريكة سياسية بإرادتها في سياسة بايدن وهاريس، لدعم حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل.
وتابع المقال: "إن القوة الدافعة وراء كل هذا هي جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، بشبكتها الواسعة من المانحين ذوي الثروات العالية. يلتزم العديد من الساسة بنقاط الحوار التي تطرحها جماعات الضغط من أجل تجنب مقصلتها".
"إنهم يفضلون التظاهر بأن شيئا إيجابيا يحدث بدلا من مواجهة الغضب الذي شعر به النائبان، جمال بومان، وكوري بوش، عندما أنفقت نفس شبكة المانحين المؤيدة لإسرائيل ملايين الدولارات لهزيمتهم في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية الأخيرة" كما تابع المصدر الإعلامي ذاته.
وأكّد: "لقد بنت مجموعات الضغط وشبكات المانحين المؤيدة لإسرائيل واقعا في الحزبين من السياسيين الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل الذين يمكنون الآن أسوأ الدوافع في السياسة والثقافة والمجتمع الإسرائيلي؛ فلا يتعين على إسرائيل أن تتصالح مع هوسها الإبادي لأن الوالد الذي يدللها، الولايات المتحدة، سيحميها من جميع العواقب".
واستطرد المقال: "على الرغم من هذا، أو ربما بسببه، فإن بايدن وهاريس قادران على الاستمرار في التظاهر بأنهما وسيطان للسلام بينما يرسلان مليارات الدولارات من الأسلحة إلى جنود إسرائيليين؛ إن الاعتقاد بأن بايدن وهاريس وبلينكن قادرون (أو سيفعلون) على الدفع من أجل وقف إطلاق نار حقيقي هو قبول للخيال بأنهم يمكن أن يكونوا دعاة للسلام بينما هم بالفعل الممكِّنون الأساسيون للإبادة الجماعية".
"إن هذا الخيال له جذور عميقة، تعود إلى ما يسمى بعملية أوسلو للسلام، والتي منحت إسرائيل عقودا من الوقت لسرقة الأراضي الفلسطينية وتوسيع حدودها من خلال بناء المستوطنات الإسرائيلية اليهودية في جميع أنحاء الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة" كما خلص المقال.
أوسلو جديدة للإبادة الجماعية
وقد أوضح المحلل الفلسطيني، معين رباني، مؤخرا، كل هذا عندما وصف محادثات وقف إطلاق النار الحالية بأنها "عملية أوسلو للإبادة الجماعية؛ تماما كما كانت أوسلو بمثابة ورقة التوت الأساسية التي مكنت إسرائيل من تكثيف التوسع الاستيطاني وسياسات الضم، بينما تدخلت واشنطن لصالح إسرائيل من خلال 'عملية سلام' مصممة لعدم الوصول إلى أي مكان".
وأوضح أن "دعاة السلام الذين يواصلون الدعوة إلى وقف إطلاق النار يخاطرون الآن بأن يصبحوا دعامات للعبة بايدن / هاريس"، مضيفا أنه "من المرجح أن يجد الجمهور الأمريكي الأوسع صعوبة في التمييز بين مطالبة الناشطين بوقف إطلاق النار، والسياسيين الذين يوافقون بشكل مزدوج بينما يمكّنون العكس. من خلال استخدام نفس الكلمة المسيئة، يصبح الفرق بين ما يدعو إليه دعاة السلام وما تفعله إدارة بايدن بالفعل أكثر صعوبة في الفهم".
وتابع: "الواقع الصارخ هو أنه يجب دفع بايدن وهاريس إلى سن حظر كامل للأسلحة على إسرائيل وإنهاء دعم الولايات المتحدة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للفلسطينيين"، مبرزا أنه "قد يبدو تحقيق ذلك صعبا للغاية من الناحية السياسية، لكن الاستمرار في الحديث عن وقف إطلاق النار يعني تمكين الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل عن غير قصد من خلال الفشل في وصف ما تفعله الولايات المتحدة بالفعل بدقة".
"طالما تتمتع كامالا هاريس ومن يمثلها بالحرية في الوقوف على منصة المؤتمر الوطني الديمقراطي والتظاهر بأنهم يدفعون من أجل السلام، فسيكون من السهل على بايدن وهاريس الاستمرار في دعم المذبحة ضد الفلسطينيين" استرسل المحلل الفلسطيني.
وأردف: "إذا تم انتخاب هاريس كرئيسة للولايات المتحدة القادمة، فلا ينبغي لأحد أن يتوقع أن تتغير السياسة الخارجية الأمريكية بشكل سحري.. فبدون ضغوط خارجية، من المرجح أن يستمر البيت الأبيض بقيادة هاريس، في دعم تدمير إسرائيل للمجتمع الفلسطيني، كل ذلك مع التلويح بفخر براية ’السلام’".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة بايدن هاريس الفلسطينيين فلسطين غزة بايدن هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الإبادة الجماعیة للإبادة الجماعیة وقف إطلاق النار الجماعیة التی بایدن وهاریس من خلال
إقرأ أيضاً:
ميقاتي ينفي طلب واشنطن وقف إطلاق النار «من طرف واحد»
بيروت (الاتحاد)
أخبار ذات صلة هاريس وترامب في جولة نهائية بـ«الولايات المتأرجحة» ترامب يرفع دعوى قضائية ضد شبكة «CBS»نفى مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي أمس، أن تكون الولايات المتحدة قد طلبت من بيروت إعلان وقف إطلاق النار «من جانب واحد»، بعد أن قال مصدران إن مبعوثاً أميركياً نقل هذا المقترح لدفع محادثات إنهاء الأعمال القتالية بين «حزب الله» وإسرائيل.
وقال مكتب ميقاتي إن موقف الحكومة واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين، وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى آخر جولة من الصراع بين الطرفين عام 2006.
وكان مصدر سياسي لبناني كبير ودبلوماسي رفيع المستوى قالا إن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين طلب من لبنان هذا الأسبوع إعلان وقف إطلاق النار «من جانب واحد» مع إسرائيل، في إطار الجهود الرامية لدفع المفاوضات التي تهدف إلى حل الصراع المستمر منذ أكثر من عام.
أمنياً، جددت المقاتلات الحربية الإسرائيلية، فجر أمس، غاراتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد نحو أسبوع من الهدوء الحذر.
وشن الجيش الإسرائيلي نحو 14 غارة على الضاحية بعد إصداره إنذارات إلى سكان مبانٍ في «الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة» بإخلائها.
وفي السياق، ارتفع عدد القتلى في الغارة التي استهدفت شقة سكنية كانت تأوي نازحين في بلدة «عين الرمانة القماطية» في قضاء «عاليه» في محافظة جبل لبنان إلى 3 ضحايا، فيما لا يزال العمل جارياً على رفع الأنقاض والبحث عن مفقودين حسب ما أفاد مصدر أمني.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» ينس لايركه، أمس، إن أكثر من 842 ألف شخص نزحوا في لبنان بسبب الهجمات الإسرائيلية، وأن أكثر من نصفهم من النساء والفتيات.
وأشار لايركه، في تصريح صحفي من جنيف، أن الجيش الإسرائيلي أنذر، صباح أمس، سكان مناطق بالضاحية الجنوبية لبيروت بالمغادرة، واصفا ذلك بأنه «تهجير قسري».
وأضاف أن موجة نزوح جديدة حدثت في وقت قصير نتيجة الهجمات الجوية المكثفة بعد هذا الطلب.
وذكر لايركه، أن ما يقارب 50 ألف شخص غادروا قضاء بعلبك شمال شرق البلاد، في الأيام الأخيرة، متجهين إلى مناطق شمالي سهل البقاع.
وأشار إلى أن الكثير من الناس قضوا الليل في السيارات.
وأكد لايركه، أن زيادة كبيرة في عدد النازحين حدثت بسبب مطالب إسرائيل بالتهجير القسري والهجمات الجوية.
ولفت إلى أن إجمالي عدد المهجّرين تجاوز 842 ألف شخص أكثر من نصفهم نساء وفتيات.