بدد برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، الكثير من المخاوف والتساؤلات التي طرحها علماء ومهندسون منذ عشرات السنين، حول المواد التي يمكن استخدامها في عمليات تلقيح السحب، لزيادة هطول الأمطار بشكل آمن لا يخل بالتوازن البيئي.
واستخدم برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، في السنوات الأخيرة، خلال عملياته في مجال الاستمطار مادة كلوريد الصوديوم/ وثاني أكسيد التيتانيومNaCl /TiO2، التي تعرف باختصار بـ CSNT، وهي من المواد الاسترطابية التي تحتوي على مكونين رئيسين.


وتعد الإمارات الدولة الوحيدة في العالم، التي تستخدم هذه المادة في عمليات تلقيح السحب، بعد أن أنجز البرنامج جميع الدراسات المتعلقة بتأثير هذه المواد على البيئة بنجاح في عام 2017.
وتُصنع مادةCNST من مكونات طبيعية وآمنة بيئيا وصحيا، إذ تتكون بشكل أساسي من ملح الطعام، أو كلوريد الصوديوم (بنسبة 90%)، وكمية ضئيلة من ثاني أكسيد التيتانيوم (بنسبة لا تتجاوز 10%).
ويعمل ثاني أكسيد التيتانيوم كطبقة خارجية رقيقة أو طلاء لمادة CNST، كما يمكن أن تصبح هذه المادة أكثر تفاعلا في السحب الممطرة من خلال تغيير سطحها الخارجي، ما يجعلها أكثر فعالية في نطاقات الرطوبة النسبية المنخفضة وعلى نطاقات أوسع، علما بأن جميع المكونات التي تحتوي عليها مادة CNST مصنفة كمواد آمنة وغير خطرة على البيئة بموجب لوائح السلامة في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، حيث لا تضع إدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية حدودا للتعرض لملح الطعام، كما أن كمية ثاني أكسيد التيتانيوم المستخدمة في مادة CNST أقل بكثير من اشتراطات السلامة التي حددتها إدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية.
وقادت البروفيسورة ليندا زو، أستاذة البنية التحتية المدنية والهندسة البيئية في جامعة خليفة، والعالمة الحاصلة على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في دورته الأولى عام 2015، مشروعا بحثيا رائدا لاستخدام تكنولوجيا النانو في تطوير مواد تلقيح السحب، حيث افترضت أن الكثير من مواد تلقيح السحب الحالية، والمستخدمة منذ عقود عديدة تعمل بتقنيات قديمة وأقل فعالية.
وأظهرت نتائج أبحاث البروفيسورة ليندا زو أنه في الظروف الجوية، التي تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 100%، ساهمت مادة CNST في زيادة تركيز قطرات الماء الكبيرة بنسبة 300%، وهو الحجم المثالي لهطول الأمطار مقارنة بمواد التلقيح التقليدية.

وحصل هذا المشروع على براءة اختراع في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة، باعتباره تطبيقا مبتكرا لاستخدام تكنولوجيا النانو في تصنيع المواد الاسترطابية لتلقيح السحب.
وبفضل التقدم الكبير في تكنولوجيا وعلوم النانو، أصبح بإمكان المجتمع العلمي الآن تصميم وهندسة مواد تلقيح استرطابية، تتمتع بخصائص مثالية، ما يزيد من قدرة تكثيف بخار الماء على تحفيز هطول الأمطار بفعالية أكبر.
وأثبتت الدراسات أن استخدام كمية قليلة من مادة CNST أثناء عمليات تعديل الطقس، لا يؤثر على السحب المطرية بسبب الكميات الكبيرة من مياه الأمطار التي تنتج عن هذه العملية، فالعواصف النموذجية في شبه الجزيرة العربية، على سبيل المثال، تنتج ما متوسطه مليون متر مكعب من مياه الأمطار.
وتتراوح كمية مادة CNST التي تستخدم في عمليات الاستمطار غالبا ما بين 200 إلى 1000 جرام، وتنتج عنها تركيزات أقل من حد التعرض الآمن بمئات المرات، وبفعل قلة تركيزها تصبح غير ضارة على الإطلاق، بما يضمن سلامة عمليات الاستمطار التي تستخدم هذه المادة ويجعلها صديقة للبيئة.
وبالاستفادة من خصائص هذه المركبات في سحب الرطوبة، يمكن أن يساعد التلقيح الاسترطابي في زيادة فعالية هطول الأمطار في المناطق التي تعاني من الجفاف أو انخفاض هطول الأمطار،مما يوفر موردا حيويا للزراعة ورفد إمدادات المياه وتعزيز النظام البيئي دون الإضرار بالبيئة أو الصحة العامة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“اتحاد سات” و”المنذر”.. الإمارات والبحرين تطلقان قمرين اصطناعيين

الإمارات العربية – أطلقت كل من الإمارات والبحرين، السبت، قمرين اصطناعيين لرصد الأرض والتغيرات المناخية ضمن جهود البلدين لتعزيز قدراتهما في مجال الفضاء والمراقبة البيئية.

جاء ذلك وفق ما نشره المكتب الإعلامي لحكومة دبي عبر منصة “إكس”، ووكالة أنباء البحرين.

**”اتحاد سات”

وحسب مكتب إعلام حكومة دبي، فإن مركز “محمد بن راشد للفضاء” أعلن عن إطلاق القمر الاصطناعي الراداري الأول “اتحاد سات” الذي تم تطويره بشكل كامل من فريق المركز، السبت في تمام الساعة 10:39 صباحا بتوقيت الإمارات.

وأفاد المكتب بأنه تم إطلاق “اتحاد سات” من قاعدة فاندنبرغ الجوية بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، على متن صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس”.

وسيتولى مركز التحكم في المهمات، التابع لمركز محمد بن راشد للفضاء، تشغيل القمر وإدارته، حيث ستعمل الفرق المختصة على متابعة العمليات وتحليل البيانات المستقبلة منه، وفق المكتب.

ويعتمد “اتحاد سات” على إرسال إشارات رادارية نحو سطح الأرض، ثم استقبال الإشارات المرتدة بعد انعكاسها عن التضاريس المختلفة، ليتم تحليلها وتكوين صور تفصيلية عالية الدقة، ما يوفر معلومات أكثر شمولية مقارنة بالتصوير الفضائي التقليدي.

ويتميز القمر بتقنيات متطورة تتيح له رصد الأرض بدقة عالية في جميع الظروف الجوية والبيئية، وعلى مدار اليوم ليلا ونهارا، حيث يوفر ثلاثة أنماط للتصوير وهي: تصوير دقيق للمناطق الصغيرة، وتغطية واسعة للمساحات الكبيرة، ورصد ممتد للمناطق الأطول، وفق المكتب.

هذه الميزات تمكن “اتحاد سات” من دعم العديد من القطاعات، مثل: اكتشاف تسربات النفط، وإدارة الكوارث الطبيعية، وتتبع حركة الملاحة البحرية، ودعم الزراعة الذكية، والمراقبة البيئية الدقيقة، بحسب المكتب.

ومنذ عقد من الزمن، دخلت الإمارات رسميا السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، مع الإعلان عن إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال “مسبار الأمل” لكوكب المريخ في يوليو/ تموز 2014.

**”المنذر”

بدورها، أعلنت الوكالة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين عن إطلاق أول قمر اصطناعي بحريني يحمل اسم “المنذر”، وفقا لما نشرته وكالة أنباء البحرين.

وأفادت الوكالة بإطلاق القمر الاصطناعي السبت في تمام الساعة 09:39 صباحا (بتوقيت البحرين)، عبر صاروخ “فالكون 9” ضمن مهمة “Transporter-13″، التي تضم مجموعة من الأقمار الاصطناعية الصغيرة لجهات دولية.

ويتميز “المنذر”، وفق الوكالة، بقدرته على تحليل الصور الفضائية فور التقاطها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يلغي الحاجة إلى إرسال البيانات للمحطات الأرضية، ويقلل من زمن المعالجة.

وتتنوع تطبيقاته بين المراقبة البيئية لرصد التغيرات المناخية ودراسة التصحر، والتخطيط العمراني لمتابعة توسع المدن وإدارة الكثافة السكانية، ودعم الأمن الغذائي عبر مراقبة المحاصيل الزراعية باستخدام أطياف ضوئية متقدمة.

ويعمل “المنذر” في مدار أرضي منخفض على ارتفاع 550 كيلومترًا، بكتلة 15 كجم، ومدة مهمة متوقعة تصل إلى 5 سنوات، بحسب الوكالة.

ونقلت وكالة أنباء البحرين، عن محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، قوله إن المنذر “يتميز بكونه صمم بأياد بحرينية إذ قام فريق منتسبي الهيئة بابتكار وتصميم وبناء حمولاته مسجلين بصمة وطنية في قطاع الفضاء الذي يشهد تسارعا عالميا مطردا في النمو”.

وأشار إلى رؤية البحرين المتمثلة في “تبوؤ مكانة متقدمة في ميدان الفضاء”.

 

الأناضول

Previous المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: القطاع على أبواب مجاعة محققة بسبب الحصار Related Posts القمر يتحول إلى اللون الأحمر في خسوف مثير يستمر لساعات علوم وتكنولوجيا 14 مارس، 2025 اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية “الحامل” علوم وتكنولوجيا 14 مارس، 2025 أحدث المقالات “اتحاد سات” و”المنذر”.. الإمارات والبحرين تطلقان قمرين اصطناعيين المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: القطاع على أبواب مجاعة محققة بسبب الحصار ترامب حول مفاوضات وقف النار بغزة: الوضع معقّد للغاية.. نأمل أن تسير الأمور على ما يرام بعد تصفيته بغارة أمريكية.. تداول صور نادرة لـ”أبو خديجة” وزوجته “أم حسين الشيشانية” كاتب إسرائيلي: دعهم ينتصرون.. الفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان وانتصار إسرائيل الكامل وهم خطير

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للتنقل» يحوّل خدمة «الحافلة 65» إلى صديقة للبيئة
  • “البيئة” ترصد هطول أمطار في 7 مناطق والمدينة المنورة تسجّل أعلى كمية بـ 10.4 ملم في الحسو بالحناكية
  • رئيس الجمهورية يخالف الحقيقة التي تؤكد “إن إيران من قصفت حلبجة بالكيمياوي وليس العراق”
  • “سعودية” تبتكر تقنية متطورة لتوثيق نبضات الأجنة
  • "أبوظبي للتنقل" تحول خدمة حافلات إلى صديقة للبيئة
  • “اتحاد سات” و”المنذر”.. الإمارات والبحرين تطلقان قمرين اصطناعيين
  • صفقة ترامب للمعادن.. هل يتجه للتكنولوجيا الخضراء التي يسخر منها؟
  • صفقة ترامب للمعادن.. هل يتجه للتكنولجيا الخضراء التي يسخر منها؟
  • عقار.. التفاوض مع الدعم السريع صعب لأن قيادتها ليست موحدة بجانب الأعداد الكبيرة من “المرتزقة” التي تقاتل في صفوفها
  • أول تقنية في العالم لطباعة مجسمات دقيقة بتفاصيل عالية الدقة