ثلاث كوارث تواجهها مباني لبنان القديمة وقد تكون مقدمة لعمليات انهيارات متتالية: الهزّات الارضية والزلازل، خرق جدار الصوت، بالاضافة إلى التغيّر المناخي. 

فمن طرابلس إلى البقاع، وصولا إلى بيروت والجنوب، الخطر يحدق بكافة المباني، ولا يقتصر على القديمة منها فقط، ولا يقتصر حتما على الكوارث الحالية التي يشهدها لبنان، إذ إن حيثيات وتداعيات السقوط تعود إلى عشرات السنوات حيث وجّه أهالي المباني القديمة،  نداءات عديدة ودقوا ناقوس الخطر لأكثر من مرة لناحية وجود مئات المباني المهدّدة بالسقوط.



هذا الأمر  تؤكّده إحدى الباحثات في اتصال مع "لبنان24" مشيرة الى أنّه وفقا لمتابعة البلدية عام 2022 تم رصد قرابة 235 مبنى مهددا بالانهيار، وارتفع هذا الرقم 75% ليصل إلى أكثر من 1000 مبنى بعد زلزال سوريا وتركيا العنيف.

وحسب الباحثة، فإن الأهالي فعلا يشتكون من خطورة السكن داخل هذه المباني، وهم متأكدون أن الخطر يداهمهم، إلا أن لا قدرة لديهم على الإصلاح أو استئجار أي مبنى آخر. وهذا الأمر ينطبق تماما على أهالي بيروت، إذ يعيش أهالي الأحياء الفقيرة، والتي لم ترمم بيوتهم إبّان الحرب في حالة رعب كبيرة، حيث يعيش أطفال ونساء وشيوخ تحت رحمة جدران مشققة، وعواميد تتمايل مع أدنى حركة، خاصة على صعيد الشرفات التي باتت منطقة خطر داخل بعض  المباني القديمة في العاصمة، إذ يمنع الخروج إليها. 

والأمر يتفاقم خطورة عند المستأجرين الذين لا يريدون اصلاح المبنى او  رفع بدل الإيجار، وهذا ما وضعهم في حالة صدام مع المالك، الذي لا قدرة لديه على ترميم المنازل، وسط معدلات الإيجار التي تصل عند البعض إلى 5 دولارات سنويا.

ومن الزلازل إلى جدار الصوت، السلاح الإسرائيلي المستجد خلال الحرب على لبنان، حيث أدى في أكثر من مرة إلى تهديم سقوف عدد من المنازل أو تشقق جدرانها، إذ من شأن ذلك أن يؤدي إلى ارتجاج المباني، حيث يستهدف هذا الارتجاج أساسات المبنى والجدران، كما ومن شأن هذه الإهتزازات أن تؤدي إلى ارتجاج كامل في هياكل المباني القديمة، ما قد يعرّضها إلى تصدعات خطيرة قد تؤدي إلى انهيارها.

من هنا، يحذّر رئيس "شبكة سلامة المباني" المهندس يوسف فوزي عزام من آثار جدار الصوت، إذ يشير إلى أن تكرار جدار الصوت قد يؤدي إلى تكسير الزجاج، وسقوط الاسقف القديمة، وهذا ما حصل فعليا  في العديد من المناطق.

ويدعو عزام إلى ضرورة القيام وبشكل فوري بصيانة الأسقف المتشققة، أو تلك التي تعاني من مشكلات، لان الإهتزازات التي تصدر عن جدار الصوت  خطيرة، ولا يمكن للأسقف الضعيفة، أو هياكل المباني القديمة أن تتحدى عصف الجدار.

بالتوازي، يؤكّد الخبراء أن الاهتزازات الخطيرة هذه قد تؤثّر بشكل مباشر على مواد البناء، إذ يمكن أن تؤدي إلى تآكلها مع مرور الوقت، وهذا ما قد يفقدها قدرتها على التحمل، هذا عدا عن ضعف الروابط بين أجزاء البناء، كالمواد اللاصقة التي تربط الأجزاء ببعضها البعض.

من ناحية أخرى، يبرز التغير المناخي، كالمهدّم الصامت، الذي من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على قوة المباني ذات الهياكل القديمة. من هنا يؤكّد العلماء أن التغير المناخي قد يصيب المبنى في الصميم، إذ إن ارتفاع درجة حرارة التربة سيؤدي إلى تمدد وانكماش المواد المستعملة في عملية البناء، وهذا ما قد يضغفها.

بالتوازي، فإنه ومع تزايد الفيضانات نتيجة لارتفاع منسوب المياه والأمطار الغزيرة، تواجه المباني القديمة خطر الانهيار بسبب تعرض أساساتها للتآكل. المباني التاريخية غالبًا ما تكون مشيدة بمواد غير مقاومة للمياه مثل الطين أو الاسمنت غير المحمي، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف عند التعرض المستمر للرطوبة. المياه المتسربة إلى الأساسات قد تؤدي إلى انهيار الأرضية أو الجدران، مما يهدد استقرار المبنى بأكمله.

حاليا، وحسب الهيئة اللبنانية للعقارات، فإن أكثر من 16 ألف مبنى مهدد بالسقوط، وتتركز هذه المباني في بيروت وطرابلس.

وتلفت الهيئة إلى أن هذه المباني في الوقت الحاضر هي قنابل موقوتة، تشكّل خطرا كبيرا على السكان، وسط موجة النزوح الحاصلة في الوقت الحالي. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المبانی القدیمة جدار الصوت ر المناخی تؤدی إلى أکثر من وهذا ما

إقرأ أيضاً:

إطلاق مبادرات رائدة لتطوير التعليم المناخي

دبي: «الخليج»
افتتح معهد «سي إنستيتيوت» الأربعاء القمة العالمية للاستدامة، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، في أول مبنى في المنطقة يحقق حيادية الانبعاثات ويقع في قلب المدينة المستدامة بدبي.
واستقطبت القمة نخبة من الخبراء الدوليين والأكاديميين وروّاد الابتكار وصنّاع التغيير، لمناقشة مستقبل التعليم في الاستدامة وتسريع وتيرة العمل المناخي عبر تسريع المعرفة وتفعيل الشراكات المؤثرة. وشهدت الجلسة الافتتاحية إطلاق مبادرتين تعيدان رسم ملامح التعليم المناخي وتعزّزان الوعي البيئي. أولاهما برنامج الدبلوم المهني، الذي صُمم خصيصاً لتسريع المسارات الأكاديمية والعملية للمتخصصين في الاستدامة، بدمج الذكاء الاصطناعي التطبيقي مع أبرز التحديات البيئية في الطاقة والغذاء والمياه والنفايات والبيئة العمرانية. يتميز البرنامج باعتماده من هيئة المؤهلات الإسكتلندية (SQA) ويُعد بوابةً أكاديميةً نحو مؤهلات الدراسات العليا، بما في ذلك الماجستير.
أما المبادرة الثانية، فهي إطلاق أكاديمية «أوليف غرين» (OGA) - أول منصة في المنطقة مخصصة لتأهيل صنّاع المحتوى في الاستدامة والذكاء الاصطناعي، بالشراكة مع معهد «سي إنستيتيوت». وتقدّم حالياً دورتين تدريبيتين متخصصتين، مع خطط مستقبلية لإطلاق مجموعة واسعة من الدورات والورش التخصصية، إلى جانب محتوى مخصص للفئات العمرية المختلفة، بما في ذلك الأطفال واليافعين.
وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمة ألقاها المهندس فارس سعيد، مؤسس المعهد ورئيس مجلس الإدارة وقال: «نحمل مسؤولية راسخة لنقل أكثر من عشرين عاماً من الخبرة الحقيقية المتعمقة في الاستدامة، عبر نهج متكامل وشامل، نهج يبدأ من المختبر الحي الذي يفعّل البحث والتطوير في بيئة واقعية ويمتد إلى قاعات الدراسة والتدريب ويحفّز الابتكار عبر حاضنة الأعمال ويزرع الوعي البيئي في عقول الأجيال الصاعدة، كما نسعى إلى تسهيل مفاهيم الاستدامة وتوسيع نطاق وصولها عبر المنصات الرقمية، لتحويل المعرفة أفعالاً مؤثرة تحدث فرقاً ملموساً في الحياة».
وقالت نادين أيوب، الشريكة المؤسسة لأكاديمية OGA: «نؤمن بأن صنّاع المحتوى يمتلكون القدرة على قيادة موجة من الوعي البيئي تتجاوز السرد التقليدي إلى إلهام حقيقي ومؤثر ومن هذا المنطلق، نطلق اليوم دورات تدريبية متخصصة تزوّدهم برؤية استراتيجية ومهارات متقدمة في الاستدامة والذكاء الاصطناعي وهذه مجرد البداية».
تتضمن القمة الممتدة على مدار يومين، جلسات حوارية رفيعة ومشاركات من متحدثين دوليين وهاكاثون شبابي لطلبة المدارس لابتكار حلول مناخية ومعارض تفاعلية تمزج بين العلم والتكنولوجيا والفن.

مقالات مشابهة

  • لبنان مشارك في وداع البابا...عون:سيظل منارة للقيم الإنسانية التي حملها قداسته
  • أرضنا لا تقبل المساومة| رسائل الرئيس السادات من الكنيست بلسان الحاضر.. ماذا قال؟
  • بمعرفة والدتهن... تحرش جنسياً ببناته القاصرات في طرابلس وهذا ما حكمت به المحكمة!
  • جدة.. التوسع في استخدام نتاج هدم المباني بالخلطات الإسفلتية
  • جلسات تفاعلية وسمعية مستلهمة من العمل الفني «رنين الرياح»
  • إطلاق مبادرات رائدة لتطوير التعليم المناخي
  • توقيف 3 أشخاص في منطقتين لبنانيتين.. شاهدوا بالصور ما ضُبط بحوزتهم
  • يَسرق صناديق التبرّعات من داخل المساجد والجمعيّات.. وهذا ما حلّ به (صورة)
  • العرض العالمي الأول لفيلم ولا عزاء للسيدات بالمسابقة الرسمية لمهرجان أسوان الدولي
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد