بين الزلازل والتغيّر المناخي وجدار الصوت.. هل تصمد مباني لبنان؟
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
ثلاث كوارث تواجهها مباني لبنان القديمة وقد تكون مقدمة لعمليات انهيارات متتالية: الهزّات الارضية والزلازل، خرق جدار الصوت، بالاضافة إلى التغيّر المناخي.
فمن طرابلس إلى البقاع، وصولا إلى بيروت والجنوب، الخطر يحدق بكافة المباني، ولا يقتصر على القديمة منها فقط، ولا يقتصر حتما على الكوارث الحالية التي يشهدها لبنان، إذ إن حيثيات وتداعيات السقوط تعود إلى عشرات السنوات حيث وجّه أهالي المباني القديمة، نداءات عديدة ودقوا ناقوس الخطر لأكثر من مرة لناحية وجود مئات المباني المهدّدة بالسقوط.
هذا الأمر تؤكّده إحدى الباحثات في اتصال مع "لبنان24" مشيرة الى أنّه وفقا لمتابعة البلدية عام 2022 تم رصد قرابة 235 مبنى مهددا بالانهيار، وارتفع هذا الرقم 75% ليصل إلى أكثر من 1000 مبنى بعد زلزال سوريا وتركيا العنيف.
وحسب الباحثة، فإن الأهالي فعلا يشتكون من خطورة السكن داخل هذه المباني، وهم متأكدون أن الخطر يداهمهم، إلا أن لا قدرة لديهم على الإصلاح أو استئجار أي مبنى آخر. وهذا الأمر ينطبق تماما على أهالي بيروت، إذ يعيش أهالي الأحياء الفقيرة، والتي لم ترمم بيوتهم إبّان الحرب في حالة رعب كبيرة، حيث يعيش أطفال ونساء وشيوخ تحت رحمة جدران مشققة، وعواميد تتمايل مع أدنى حركة، خاصة على صعيد الشرفات التي باتت منطقة خطر داخل بعض المباني القديمة في العاصمة، إذ يمنع الخروج إليها.
والأمر يتفاقم خطورة عند المستأجرين الذين لا يريدون اصلاح المبنى او رفع بدل الإيجار، وهذا ما وضعهم في حالة صدام مع المالك، الذي لا قدرة لديه على ترميم المنازل، وسط معدلات الإيجار التي تصل عند البعض إلى 5 دولارات سنويا.
ومن الزلازل إلى جدار الصوت، السلاح الإسرائيلي المستجد خلال الحرب على لبنان، حيث أدى في أكثر من مرة إلى تهديم سقوف عدد من المنازل أو تشقق جدرانها، إذ من شأن ذلك أن يؤدي إلى ارتجاج المباني، حيث يستهدف هذا الارتجاج أساسات المبنى والجدران، كما ومن شأن هذه الإهتزازات أن تؤدي إلى ارتجاج كامل في هياكل المباني القديمة، ما قد يعرّضها إلى تصدعات خطيرة قد تؤدي إلى انهيارها.
من هنا، يحذّر رئيس "شبكة سلامة المباني" المهندس يوسف فوزي عزام من آثار جدار الصوت، إذ يشير إلى أن تكرار جدار الصوت قد يؤدي إلى تكسير الزجاج، وسقوط الاسقف القديمة، وهذا ما حصل فعليا في العديد من المناطق.
ويدعو عزام إلى ضرورة القيام وبشكل فوري بصيانة الأسقف المتشققة، أو تلك التي تعاني من مشكلات، لان الإهتزازات التي تصدر عن جدار الصوت خطيرة، ولا يمكن للأسقف الضعيفة، أو هياكل المباني القديمة أن تتحدى عصف الجدار.
بالتوازي، يؤكّد الخبراء أن الاهتزازات الخطيرة هذه قد تؤثّر بشكل مباشر على مواد البناء، إذ يمكن أن تؤدي إلى تآكلها مع مرور الوقت، وهذا ما قد يفقدها قدرتها على التحمل، هذا عدا عن ضعف الروابط بين أجزاء البناء، كالمواد اللاصقة التي تربط الأجزاء ببعضها البعض.
من ناحية أخرى، يبرز التغير المناخي، كالمهدّم الصامت، الذي من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على قوة المباني ذات الهياكل القديمة. من هنا يؤكّد العلماء أن التغير المناخي قد يصيب المبنى في الصميم، إذ إن ارتفاع درجة حرارة التربة سيؤدي إلى تمدد وانكماش المواد المستعملة في عملية البناء، وهذا ما قد يضغفها.
بالتوازي، فإنه ومع تزايد الفيضانات نتيجة لارتفاع منسوب المياه والأمطار الغزيرة، تواجه المباني القديمة خطر الانهيار بسبب تعرض أساساتها للتآكل. المباني التاريخية غالبًا ما تكون مشيدة بمواد غير مقاومة للمياه مثل الطين أو الاسمنت غير المحمي، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف عند التعرض المستمر للرطوبة. المياه المتسربة إلى الأساسات قد تؤدي إلى انهيار الأرضية أو الجدران، مما يهدد استقرار المبنى بأكمله.
حاليا، وحسب الهيئة اللبنانية للعقارات، فإن أكثر من 16 ألف مبنى مهدد بالسقوط، وتتركز هذه المباني في بيروت وطرابلس.
وتلفت الهيئة إلى أن هذه المباني في الوقت الحاضر هي قنابل موقوتة، تشكّل خطرا كبيرا على السكان، وسط موجة النزوح الحاصلة في الوقت الحالي. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المبانی القدیمة جدار الصوت ر المناخی تؤدی إلى أکثر من وهذا ما
إقرأ أيضاً:
جود سعيد لـ"الوفد": مشاهد الزلازل بفيلم "سلمى" تعكس الواقع المرير لأهل سوريا (فيديو)
احتفل أبطال الفليم السوري سلمى" بعرضه خاص ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، والتى تقام بفعاليات الدورة الـ45 لـ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مساء أمس بحضور الإعلامية بوسي شلبي.
وأكد المخرج السوري جود سعيد في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن تصوير فيلم سلمى يعكس الجانب الحقيقي لأهل سوريا وحياتهم.
وأضاف أن مشاركته لم تكن الأولى ولكنها السادسة في مهرجان القاهرة السينمائي وهذا شرف واعتزاز كبير له لتواجده مشاركته في مصر كل عام.
وأكمل أن أبطال الفيلم تجمعهم حالة من الحب والود وهذا أضاف لطبيعة الفيلم، كان أيام التصوير مليئة بالمواقف الخفيفة والطريفة رغم صعوبة الحال وتحطيم القلوب حزنًا على ما تمر به سوريا.
واستكمل أن تصوير الفيلم حدث في فترة قياسية بالنسبه له وكانت كواليسه سهلة، قائلًا: "مكنتش فيه صعوبات في التصوير رغم كم الخراب الذي نعيش فيه، كانت أجواء التصوير هنيه الحمد الله، ولكنني لم كنت اتمنى ان يحدث كل هذا الخراب ولا كنت أصور الفيلم من الأساس".
أردف أنه حرص على وضع مشاهد الزلازل ليعكس الواقع المرير الذي يعيشه أهل سوريا، وأن الفيلم تدور احداثه بعد حدوث الزلازل ب عام كامل.
واختتم حواره أن النجمة سلاف فواخرجي لم تردد لحظة للمساهمة في إنتاج الفيلم حتى نبث الأمل والحب في قلوب الجميع ونؤكد ان المرأة السورية والشعب السوري صامد مثابر قوي يملك من الفن والإبداع ما يجعله يصل الي العالمية.
فيلم "سلمى" للمخرج السورى جود سعيد، ينافس في مسابقة آفاق السينما العربية بالمهرجان وتدور أحداثه حول "سلمى" تحاول أن تجد حلاً لمشاكلها بعد اختفاء زوجها، لتجد نفسها فى النهاية أمام خيارين: إمّا أن تتابع المواجهة حتى النهاية مع كلّ ما يحمله ذلك من تضحيةٍ أو أن تختار خلاصها الفردى مع عائلتها.
المخرج السوري جود سعيد مع محررة الوفد
يشارك في بطولة الفيلم السوري سلمي سلاف فواخرجي والفنان السوري حسين عباس والفنان السوري مغيث صقر والفنان السوري ورد وإخراج المخرج السوري جود سعيد.
وتستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى حتى يوم 22 نوفمبر الجارى، بمشاركة 190 فيلمًا من 72 دولة بالإضافة لحلقتين تليفزيونيتين، وتشمل الفعاليات 16 عرضًا للسجادة الحمراء، و37 عرضًا عالميًا أول، و8 عروض دولية أولى، و119 عرضًا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هو أحد أعرق المهرجانات فى العالم العربى وأفريقيا وينفرد بكونه المهرجان الوحيد فى المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة A فى الاتحاد الدولى للمنتجين بباريس "FIAPF".