سودانايل:
2024-09-13@02:12:21 GMT

رواية قيامة الزئبق للراحل كمال الجزولي

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

تقديم
عرف المستشار القانوني المحامي كمال الجزولي منذ ريق يفاعته وحداثته شاعراً مطبوعا، ومن بعد مشتغلاً بالشأن السياسي العام بما في ذلك العمل في المكتب القيادي أميناً عاماً لإتحاد الكتاب السودانيين؛ كما اشتهر بكتابة المقالات الضافية في المسائل الفكرية والثقافية وتحرير صفحات راتبة في الصحافة السودانية.

وهاهو يفاجيء قراءه في السرد الإبداعي بما قنع لأن يسميها نوفيلا ثلاثية لا رواية وأطلق عليها عنوان (قيامة الزئبق) وهي كتابة لافتة تجري أغلب أحداثها في أم درمان يصف أماكنها وهي مضمخة بعبق أجوائها في الأعراس و المآتم والمناسبات ولم يعمد الروائي لأن يجعل مكان أحداث روايته متخيلاًغائماً وقائماً غلى الوهم كما درج بعض الكتاب.
وقد يتساءل المرء عن علاقة الزئبق بأحداث رواية تجري معظم أحداثها في أم درمان. يبدو لي أن الكاتب استعان بما في الحكايات المتواترة عن الزئبق الأحمر من أساطير فهذه المادة العجيبة ارتبطت بالسحر والجن وقيل أنها تعمل على تحقيق الرغبات فالحكايات المتصلة عن الزئبق لاسيما الأحمر منه تعود إلى آلاف السنين إذ تعتبر القصص عن الزئبق الأحمر في معابد الكهنة في مصر الفرعونية سراً لا يعرفه إلا الكهنة فقد وجد الزئبق الأحمر في أفواه المومياءات .
يتضح لنا اختيار الكاتب لحيلة الزئبق في قيامته حيث يتكشف لنا أن صديقه السيراليوني المزعوم ديفيد روبرت مورغان الذي صور لنا الراوي لقاءه به ثم صداقته أثناء دراسة القانون بكييف ما هو إلا كائن وهمي أنبته الزئبق في خيال الراوي ومن عجب أن الراوي أفصح عن اسم الكاتب الحقيقي للرواية حين مد يده لروبرت ديفيد مورغان محيياً وقال "أوه معذرة لاعليك؛ كمال الجزولي من السودان”.
وقد أفصح هذا الكاتب-الراوي عن دراسته بالخارج في أوكرانيا وعن مهنة أبيه الحقيقية حين استقبله بمطار الخرطوم لدى عودته. وربما قصد الكاتب من وراء ذلك أن يبين لنا الواقع الحي مقابل الخيال والرؤى فيما تبدى من سيرة روبرت ديفيد مورغان.
وتستمر المفاجأت في حبكة هذه الرواية فمورغان السيراليوني الكييفي يشبه في الهيئة والملكات الأمدرماني أسعد محمود مرجان الشهير بمورغان هو الآخر، صديق الراوي وابن سرحته في الطفولة والشباب وفصول الدراسة، وتمضي حبكة الرواية أبعد من هذا إذ لم تتم مراسلات بين الراوي وروبرت مورغان فحين عاد الراوي من كييف لأم درمان نسي العنوان في الطائرة بدفتر كان مورغان قد أعطاه له.
وبه الفصل الأخير من قصة برنس مارغاي التي كتبها مورغان وبعد خمسة عشر عاماً من تلك الأحداث قام الراوي كمال حين أصبح أمينا عاماً لإتحاد الكتاب السودانيين بزيارة للقاهرة بدعوة في مناسبة أدبية وحين اطلع على قائمة المدعوين وجد اسم ديفيد روبرت مورغان بينهم ولدى مقابلته بعد لأي من البحث عنه حياه مستفسراً عنه وعن قصصه و للدهشة وقف روبرت ديفيد مورغان بكل هيئته وملامحه مستنكراً معرفته بالراوي وقال إنه شاعرلم يكتب قصةً قط ونفى صلته بالقانون ولم يزر كييف في حياته فهو قد درس علم النفس بلندن. عاد الراوي لأم درمان تلفه الصدمة وحين بحث في ألبوم صور ذكرياته الجامعية بكييف لم يعثر داخله أية صورة لروبرت مورغان صديقه القديم ولا لقطة تجمعهما معاً على الرغم من الصداقة الممتدة بينهما طوال سنوات الدراسة فيما روى الراوي بخيال جنيّ ربما بفعل قيامة الزئبق. فلعلها كانت رؤى دافعها الحب العميق من قبل الراوي لصديقه الأمدرماني أسعد محمود مرجان الشهير بمورغان
القتل بفصل الرأس عن الجسد والغموض حدث فيه تطابق بين قصة البرنس مارغاي التي ألفها مورغان بكييف وسلمها للراوي وبين مقتل أسعد مرجان إذ فصل رأسه بنفس الكيفية و نفس الغموض. هذه الكتابة ليس الغرض منها التوغل بعيداً في سرد حبكتها المشوقة والفقرة التالية منها تكشف عن سر ومعنى قيامة الزئبق بين ما هو قائم في الواقع فعلاً وما هو من نسج أخيلة الراوي:
و"وضـــعت الدفتر فـــي جيـــب ظهـــر المقعـــد القـــائم أمـــامي، واسُّتغرقتني، بفعل الإرهــاق، غفــوُة عميقــة تخللتهــا بعــض المرائي المشوشة لحفــل عــرس فــي داخلية جامعتنــا بحــي الضباط بأم درمان! غنى فيــه روبــرت موُرغــان، دويتو مع شــرحبيل احمــد! وعــزف لهمــا أسُّــعد مرجــان علــى الجيتار الكلاســـيكي إلـــى جـــانب صـــلاح بـــراون علـــى الساكس وقاد حلبة الرقص برنس مارغاي وكمال كيلا!
وعلى القارئ الكريم الاستمتاع بالتغريبات المواترة في سيرة محمود مرجان والد أسعد وبالحكي عن والدة أسعد مرجان المصرية و أدم أب أضان عم أسعد وهذا في الرواية عالم بحاله.
وأعتقد أن القراء موعودون في الإطلاع على رواية قيامة الزئبق بمتعة كبيرة فالرواية تنساب بلغة سلسلة مزدانة بالصورالشعرية الأخاذة للكاتب الشاعر المبدع.

بشرى الفاضل
تورونتو- كندا
في 14 أكتوبر 2023

bushralfadil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

موظف سابق في أبل يتحدث عن آيفون 16.. "مخيب للآمال"

في الوقت الذي أشاد فيه الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك بهاتف آيفون 16 الجديد باعتباره يبشر بـ"عصر جديد"، خرج موظف سابق في شركة التكنولوجيا العملاقة بوجهة نظر مختلفة تماما.

وعقدت شركة "Apple" حدث إطلاق منتجاتها السنوي، يوم الإثنين، حيث قدمت الشركة تشكيلة iPhone 16 وAirPods 4 وApple Watch Series 10.

وفي حديثه لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قال تايلر مورغان، الذي عمل كمتخصص مبيعات في شركة أبل لأكثر من عام، إن التحسينات التي طرأت على تشكيلة آيفون الجديدة "مخيبة للآمال"، مشيرا إلى أن الترقية الوحيدة كانت زرا جديدًا على السطح الخارجي.

وذكر مورغان أنه غادر الحدث وهو يشعر بأن شركة أبل "عالقة في حلقة"، مما يترك المستهلكين يشعرون بخيبة أمل بسبب الأجهزة التي لا تختلف بشكل ملحوظ عن النماذج السابقة.

وأضاف: "عندما تكرر نفس الشيء، ستجد أشخاصا سئموا منه".

وتابع، مورغان، الذي يصنع مقاطع فيديو تعليمية على تيك توك حول منتجات أبل: "أعتقد ربما كان هذا أحد أسوأ أحداث أبل التي رأيتها على الإطلاق".

وأردف قائلا، بالنسبة لآيفون 16: "يبدو هذا الهاتف وكأنه ترقية متوسطة للغاية.. لقد أضافوا حرفيا زرا لبيع هاتف آخر".

مقالات مشابهة

  • مقتل 4 مدنيين بقصف للدعم السريع على أم درمان
  • عرض الفيلم الوثائقي المصري رسائل الشيخ دراز لماجي مرجان بأسبوع جوته السينمائي
  • عرض فيلم "رسائل الشيخ دراز" لماجي مرجان بأسبوع جوته السينمائي
  • الكاتب الصحفي هشام الهلوتي يهنئ رجل الأعمال أسامة عبدالصمد بزفاف نجله
  • الإسماعيلي يقيم عزاءً خاصًا للراحل إيهاب جلال بالمحافظة
  • “ديفيد بيكهام” يوثق حياته اليومية في المزرعة بعد اعتزاله
  • "مخيب للآمال".. موظف سابق في أبل يتحدث عن آيفون 16
  • موظف سابق في أبل يتحدث عن آيفون 16.. "مخيب للآمال"
  • بِذرة الكرامة .. حصاد الحرية (٣)
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. شتي أيلول