تعقيب على مقال د. مرتضي الغالي .. ثلاثة على جسر الباطل
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
============
د. فراج الشيخ الفزاري
===========
قبل الدخول في (متاهات) التعقيب على مقال الدكتور مرتضي، أستميح القارئ عذرا وكذلك د. مرتضي، للإشارة السريعة والاشادة المترعة بالود والتقدير لأستاذ ومربي الأجيال حمد النيل فضل المولي، لما خطه يراعه من كلمات صادقة اثلجت دواخلي في مقاله ذو الاحالات المتوهجة علما وثقافة وتواضعا يجعلنا نحن التلاميذ وليس هو.
ونعود لمقال الدكتور مرتضي الغالي وشخصياته الثلاثة.. وأحمد الله كثيرا بأنني لم أكن رابعهم.. من سياق المقال وإلا كنا من. أصحاب الكهف.. ولكن ربما جعلني من ثلة التابعين.. وتلك هي المشكلة كما يقول شكسبير على لسان هاملت..
الصديق (الغالي) لا يعرفني.. ولكنه غالي في تفسير مقالي وجعله مترهلا بما لم اقصده.. ولعل تعقيبي الأخير علي الاستاذ حمد النيل قد شرح الكثير ولا نريد ترديده ونثقل ذاكرة القارئ به..
أما عن شخصية البرهان.. فقد كان ذلك تحليلا لشخصية الرجل استنادا على تخصصي المتواضع (دكتوراه في علم النفس بامتياز) ومن متطلبات مثل هذه الدراسات (رغم أنها لم تكن دراسة بحثيةمكتملة الأركان بمعناها الأكاديمي) الصدق والموضوعية بغض النظر من الرأي الشخصي للشخصية المستهدفة.. فيها حاولت أن اربط بين السلوك الاجرائي الظاهر للبرهان وبين خلفيته الاثنية والقبليه، فربما نجد من ذلك تفسيرا أو دافعا يجعل من البرهان قائدا عسكريا بذلك النمط من السلوك الذي فسره البعض
بعدم الثبات الوجداني.. وهذا التفسير.. بطبيعة الحال.. ليس من عندي.. لأن الوصول الي هذه النتيجة يحتاج الي دراسات وبحوث ومراجع وسيرة ذاتية ونظريات وأشياء علمية أخري كثيرة لم تكن متوفرة عندي وغير مطلوبة عند كتابة مقال عابر يفتقر لأدوات التحكيم والتوثيق...
أعود وأقول. ان ما كتبه د. الغالي...قد أصابني بالاحباط.. فقد ظلم مقاصدي ولم يطالع مقالاتي السابقة...إلا مرة واحدة عندما انتقد أحدها ولم أرد عليه احتراما لشخصه وحرية الرأي ومعتقده الفكري.. فربما تساعده هذه المقالات على رسم خارطة اتجاه ذهني أكثر عدلا في التقييم لتحدد إن كنت من أصحاب اليمين أو الشمال..
شكري وتقديري ومحبتي للدكتور الغالي مرتضي الغالي...والشكر والعرفان لأستاذ الأجيال الكاتب حمد النيل فضل المولي.. بأمل أن نلتقي عبر هذه الصحيفة في حوارات أكثر ثراءا وتشويقا للقارئ السوداني أينما وجد..
د. فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاة صلاح ذو الفقار.. ماذا قال عن أصعب ثلاثة أيام بحياته؟
الأدوار الممزوجة بالجاذبية والثقافة التي أبدع في تجسيدها الفنان صلاح ذو الفقار جعلته واحدًا من أكثر الفنانين الذين يتميزون بالتلقائية والقوة في الأعمال الفنية، وارتبط به الجمهور في أدواره بأفلام منها «الأيدي الناعمة، ورد قلبي، وصباح الخير يا زوجتي العزيزة»، فقد أبدع في إيصال الأحاسيس والرسائل الدرامية بسلاسة للجمهور.
محطات في حياة الفنان صلاح ذو الفقاروُلد يوم 18 يناير عام 1926 في المحلة الكبرى، وكان يحب الفن منذ الصغر، لأنه كان شقيقًا لعز الدين ومحمود ذو الفقار، واللذان عملا بالإخراج والإنتاج والتمثيل، وبالفعل مثل في فيلم «حبابة» وهو في التاسعة من عمره؛ ولكن والده كان أحد كبار رجال الشرطة المصرية، فدخل كلية الشرطة، ولم ينس حبه للفن، فعمل وهو طالب بالكلية ممثلًا وكانت أول أدواره فيلم «عيون سهرانة»، ليعمل مدرسًا بعد تخرجه في كلية الشرطة، لكنه لحبه الشديد للفن قدم استقالته ليدخل عالما مليئا بالأدوار المميزة، التي استطاع بها أن يحفر لنفسه فيها مكانة خاصة بها في قلوب الجمهور بأدائه المتمكن.
أصعب 3 أيام في حياة صلاح ذو الفقاروقبل استقالته من الكلية فكر كثيرًا، لحيرته الشديدة بين حبه للفن وعمله بالشرطة، وعلى الرغم من أنه خلال السنة الدراسية التي عمل بها في الكلية ترقى لرتبة رائد وكانت من أنجح السنوات في حياته على حسب تعبيره، لكن كان يتوق دومًا إلى الفن، ولكنه حزن بشدة عندما فكر جديًا في تركه للشرطة، وهو ما رواه خلال تسجيل إذاعي نادر له «حديث الذكريات»، ليروي فيه أصعب 3 أيام في حياته بعدما قدم استقالته: «كانت أجمل سنة ليا كضابط مدرس مربي بالقياس بتاعي، لأن وصلت فيها لدرجة من السيطرة ومن حب الطلبة ليا بس قولت مش هقدر أستمر».
وفاة صلاح ذو الفقارحتى عزم على الاستقالة: «كنت ممكن ينقلوني من الكلية، وكان بالنسبة ليا لو حصل كده هتبقى نهاية حياتي، فروحت لوزير الداخلية وحسمت الأمر، لأن الكلية ماكنتش هبقى فيها زي ما أنا عاوز فروحت مقدم الاستقالة دي»، وكانوا أقسى 3 أيام في حياته، وذلك بعدما جلس في البيت حزينا على تركه لعمله ولثلاثة أيام ظل يفكر في الأمر ووصفها بأنها الأصعب».
يشار إلى أنّ صلاح ذو الفقار قدّم رصيدًا سينمائيًا طويلًا، حتى وفاته في 22 ديسمبر 1993، إثر أزمة قلبية حادة أثناء تصويره أحد المشاهد في فيلم «الإرهابي».