قصة قصيرة بعنوان
تفلت
ظهر قائد المليشيا المقاتلة مخاطبا الأمة في تسجيل مصور بُث على نطاق واسع، وقد بدى منهك القوى، فاتر الهمة، ممتقع اللون، غائر العينين، شاحب الوجه تعلو محياه قترة هي خليط من غبار وسخام.. فعلى غير السمت الجسماني الذي كان عليه. تهدل كتفاه، وصار يميل كل منهما ميلاناً وئيداً متدرجاً نحو عنقه، التي بدت بدورها غائرة في صدره خلافاً لما كانت عليه.
صوته متهدج بلا حماس ظاهر. لا تكاد حركة شافهه تتطابق مع نطق الكلمات، فتارة ينطبق فمه والكلام لا يزال مستمرا، وتارة تكون شفاهه متحركة بينما الكلام قد انقطع. أعرب عن أسفه البالغ لحالات السلب والنهب التي واكبت دخول قواته لأقليم الجزيرة بعد أن سيطرت عليه دون قتال. وأعلن أنه سيرسل في غضون أيام فرقة خاصة لحسم التفلتات والمتفلتين الذين وصفهم بالمندسين على قواته.
بالفعل بعد اسبوع تقريبا على خطابه انتشرت قوة خاصة من خيرة رجاله، حسنة التدريب، كاملة العُدة والعتاد، يقودها جنرال متمرس كان ضمن صفوف الجيش النظامي قُبيل الحرب. إشتُهر على نطاق واسع بالضبط والربط وعدم التسامح مع مظاهر التفلت. كان قوام القوة حوالي ألف وخمسمائة مقاتل. جابت قرى الإقليم طولاً وعرضاً بأوامر صريحة من الجنرال بإطلاق النار مباشرة وبلا تردد على كل متفلت يمارس النهب والسلب.
بعد أقل شهر من انتشار قوته أعلن الجنرال وعلى نحو مفاجئ سحب القوة. لم يكن قرار الإنسحاب رأفةً بالمتفلتين كما ظن البعض. ولا تكسيراً أو تجاوزاً لتوجيهات القائد الأعلى كما أخذ يتردد في وسائط التواصل الإجتماعي، وإنما لأن الجنرال قد وجد أن قواته قد قضت على معظم القوات التي كانت قد دخلت الأقليم. وحتى قوته نفسها قد تقلص عددها لأقل من النصف بعد أن أخذت تطلق النار على بعضها البعض.
د.محمد عبد الحميد
wadrajab222@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يزعم فقدان 45 ألف جندي من قواته.. خلال الحرب مع روسيا
زعم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن القوات المسلحة الأوكرانية فقدت 45100 من أفراد الخدمة كقتلى، كما تم الإبلاغ عن نحو 390 ألف حالة إصابة، مشيراً إلى أن هناك بعض أفراد الخدمة أصيبوا عدة مرات.
ووفق لوكالة الأنباء الروسية تاس، ففي فبراير 2024، قدر زيلينسكي عدد القتلى في صفوف جيشه بنحو 31 ألف قتيل.
وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة سترانا الإعلامية، بالإشارة إلى الأرقام التي قدمتها هيئة الأركان العامة إلى مقر القائد العام، أن نحو 70 ألف جندي أوكراني قُتلوا و35 ألف مفقود في المعارك.
ومع ذلك، في تعليقه على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مقتل 400 ألف أوكراني في المعارك، قال زيلينسكي إن بلاده خسرت 43 ألف جندي قتيل و370 ألف جريح.
حالات الفرار من الجيش الأوكراني وصل لـ 200 ألف شخصوفي سياق متصل كتب المحامي الأوكراني فلاديسلاف ميخايلينكو نقلاً عن أجهزة الأمن في اوكرانيا أن عدد حالات الفرار والغياب بدون إذن رسمي في القوات المسلحة الأوكرانية وصل قبل فترة إلى 200 ألف حالة.
وقال ميخايلينكو، لقناة نوفوستي لايف على اليوتيوب: "لقد تحدثت إلى العديد من الضباط من الأجهزة ذات الصلة بشكل غير رسمي وغير رسمي، بعيدًا عن التسجيل، ووفقًا للمصادر، تجاوز عدد حالات الفرار والاختفاء القسري حاجز 200 ألف منذ فترة طويلة".
وبحسب قوله، لا توجد لدى أوكرانيا إحصائيات رسمية بشأن مثل هذه الحالات في الوقت الحاضر.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن عدد الجنود الذين غادروا الجيش الأوكراني في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024 كان أكبر من عددهم في العامين السابقين.
وفي 29 أكتوبر، أشار رئيس المحكمة العليا في أوكرانيا، ستانيسلاف كرافشينكو، إلى زيادة كبيرة في عدد حالات الفرار والعصيان للأوامر في الجيش، واصفًا الوضع بأنه مهدد.
وأشارت عضوة البرلمان الأوكراني آنا سكوروهود إلى أن عدد حالات الفرار تجاوز 100 ألف.
ووفقًا لحسابات وسائل الإعلام، بلغ العدد الإجمالي للفارين 170 ألفًا اعتبارًا من أكتوبر 2024.