قصة قصيرة بعنوان
تفلت
ظهر قائد المليشيا المقاتلة مخاطبا الأمة في تسجيل مصور بُث على نطاق واسع، وقد بدى منهك القوى، فاتر الهمة، ممتقع اللون، غائر العينين، شاحب الوجه تعلو محياه قترة هي خليط من غبار وسخام.. فعلى غير السمت الجسماني الذي كان عليه. تهدل كتفاه، وصار يميل كل منهما ميلاناً وئيداً متدرجاً نحو عنقه، التي بدت بدورها غائرة في صدره خلافاً لما كانت عليه.
صوته متهدج بلا حماس ظاهر. لا تكاد حركة شافهه تتطابق مع نطق الكلمات، فتارة ينطبق فمه والكلام لا يزال مستمرا، وتارة تكون شفاهه متحركة بينما الكلام قد انقطع. أعرب عن أسفه البالغ لحالات السلب والنهب التي واكبت دخول قواته لأقليم الجزيرة بعد أن سيطرت عليه دون قتال. وأعلن أنه سيرسل في غضون أيام فرقة خاصة لحسم التفلتات والمتفلتين الذين وصفهم بالمندسين على قواته.
بالفعل بعد اسبوع تقريبا على خطابه انتشرت قوة خاصة من خيرة رجاله، حسنة التدريب، كاملة العُدة والعتاد، يقودها جنرال متمرس كان ضمن صفوف الجيش النظامي قُبيل الحرب. إشتُهر على نطاق واسع بالضبط والربط وعدم التسامح مع مظاهر التفلت. كان قوام القوة حوالي ألف وخمسمائة مقاتل. جابت قرى الإقليم طولاً وعرضاً بأوامر صريحة من الجنرال بإطلاق النار مباشرة وبلا تردد على كل متفلت يمارس النهب والسلب.
بعد أقل شهر من انتشار قوته أعلن الجنرال وعلى نحو مفاجئ سحب القوة. لم يكن قرار الإنسحاب رأفةً بالمتفلتين كما ظن البعض. ولا تكسيراً أو تجاوزاً لتوجيهات القائد الأعلى كما أخذ يتردد في وسائط التواصل الإجتماعي، وإنما لأن الجنرال قد وجد أن قواته قد قضت على معظم القوات التي كانت قد دخلت الأقليم. وحتى قوته نفسها قد تقلص عددها لأقل من النصف بعد أن أخذت تطلق النار على بعضها البعض.
د.محمد عبد الحميد
wadrajab222@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مايكل ليني رئيسًا للجنة الخماسية لمتابعة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل
قال أحمد سنجاب، مراسل القاهرة الإخبارية من بيروت، إن اللجنة الخماسية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، أعلنت تعيين الجنرال الأمريكي مايكل ليني رئيساً جديداً لها، خلفاً للجنرال جاسبر جفرز الذي أنهى مهمته قبل أسابيع، وجاء الإعلان عقب اجتماع رسمي عُقد في قصر بعبدا الرئاسي، تبعه لقاء بين الوفد الدولي ورئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في السراي الحكومي، بهدف إعادة تفعيل عمل اللجنة بعد فترة من الجمود.
وأضاف خلال رسالة على الهواء مع بسنت أكرم، أن اللجنة الخماسية تشكلت في نوفمبر الماضي بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وتضم ممثلين عن الولايات المتحدة، فرنسا، الجيش اللبناني، قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقوات اليونيفيل، وقد نفذت اللجنة في الأسابيع الأولى من عملها سلسلة زيارات ميدانية ساهمت في تحقيق انسحاب إسرائيلي شبه كامل من الجنوب اللبناني، باستثناء خمس مناطق لا تزال خاضعة للاحتلال.
وتابع أن عمل اللجنة توقف منذ منتصف فبراير الماضي، عقب مغادرة الجنرال جفرز، ما أثار تساؤلات حول مصير الاتفاق. ومع تعيين الجنرال ليني، من المتوقع أن تُستأنف اجتماعات اللجنة بهدف استكمال تنفيذ بنود وقف إطلاق النار ومراقبة الوضع الميداني.