يمن مونيتور:
2024-12-23@00:21:08 GMT

حداثة الرؤية قبل حداثة النص

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

حداثة الرؤية قبل حداثة النص

راجح المحوري

كيف يتفوق شاعر على شاعر بإسكان قيم موروثة عامة ضمن إطاره الفني والرؤيوي الحديث؟

مازالت القيم الأساسية في الشعر العربي كما هي، ولم تتغير، والشاعر العربي القديم والمعاصر والحديث لا يملك أن يصك قيما جديدة أو يعدل قيما موجودة، أو يدخل قيما أجنبية، فهذا موضوع له سياقاته..

تعديل منظومات القيم في مجتمع ما، له ناسه وسياقاته وأطره الزمنية الخاصة، وهو قطعا ليس من وظائف الشاعر، وإن ظلت هذه القيم ذاتها (في ثوابتها العامة) هي المضمار الذي تركض فيه أفراس الشعراء، فيتقدم شاعر ويتأخر آخر.

كيف يتفوق شاعر على شاعر بإسكان قيم عامة موروثة ضمن إطاره الفني والرؤيوي الحديث؟

المسألة في رأيي تتعلق بشاعرية الشاعر نفسه، بتوقد قريحته.. بقوة وسعة خياله،

بثراء مخزونه اللغوي، سعة قاموسه وحساسية اختياره للمفردات، بقوة و(وفاء) ذاكرة الشاعر لحظة التجلي الإبداعي، والقدرة على استدعاء الصور الشعرية، في اللحظات الحاسمة…

هذا جانب الموهبة الذاتية الذي بالتأكيد تتفاوت فيه الإمكانات من شاعر لآخر. أما الانهماك بالعصر، والمعرفة الكافية بهذا العصر.. (على فكرة الكثير مننا يعيش داخل العصر وهو خارجه) قاموس العصر أدوات العصر الذوق العصري، (ليس فقط  في الميول والاختيارات الأدبية) الموسيقى.. الألوان.. المظاهر الخاصة والعامة.. معجم العصر، ميول الناس واتجاهات ذوقهم… إلخ

كل هذه تخضع للجهد الشخصي من جانب، ومجال حركة الشاعر داخل المجتمع، والمكانة الاعتبارية لهذا الشاعر التي تمنحه إمكانية التحرك الرأسي والأفقي بين طبقات المجتمع، لأنه ليس لشاعر من الإمكانات ومجال الحركة في المجتمع ما لشاعر آخر، وهذه أمور تصنع فروقا دقيقة وأساسية في إمكانات الشعراء.

المهم

في المجمل معرفة المزاج العصري بشكل عام، وامتلاك الطرق الفاعلة التي تحقق امتصاص خلاصة العصر، هي من تمكن الشاعر من إسكان القيم الجمالية العامة ضمن النص الشعري، وفي إطار رؤية فنية جمالية حديثة، وبالتالي تحقيق الغرض الفني الجمالي الامتناعي من النص الشعري الذي يتقدم به إلى الجمهور الحديث.

ملاحظة:

“النص الجيد وليد لحظته” إذا كنت تردد هذه العبارة فعليك أن تهجرها منذ الآن، وتهجر معها طريقة تفكيرك المعتادة أيضاً.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحداثة الشعر النص

إقرأ أيضاً:

لما لم تُذكر كلمة "أرثوذكسية" في ترنيمة "كنيسة واحدة"؟.. الشاعر رمزي بشارة يشرح التفاصيل

“التلج ده مش ساقع ليه يا رمزي”، هذه الجُملة خير تعليق على رَد الشاعر رمزي بشارة، الملقب ببحر الكلام، على مُنتَقدي ترنيمة "كنيسة واحدة" التي أصدرتها الكنيسة منذ فترة وجيزة، على قناتها الرسمية على يوتيوب وعلى صفحتها الرسمية بِفيس بوك وإنستجرام.

وأثارت هذه الترنيمة جَدَلًا واسعًا منذ فترة الاعداد لها وقبل أن تصدر، فهناك من تَوَقَّع أنها تدعو للوحدة مع الطوائف وأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واحدة مع الكنائس الأخرى، وبناءً على تَوَقُّعاتهم قاموا بعمل ڤيديوهات على يوتيوب ومنشورات على فيس بوك، ليحاربوا هذه الوحدة، ثم اكتشفوا أن "كنيسة واحدة" ليس لها علاقة بموضوع الوحدة مع الكنائس الأخرى، والآن بدأو بشن هجوم جديد، متسائلين "أين كلمة أرثوذكسية ولماذا لم يتم ذِكرها في الكلمات؟".. 

 

لما لم تُذكر كلمة "أرثوذكسية" في ترنيمة "كنيسة واحدة"؟.. الشاعر رمزي بشارة يشرح التفاصيل 

وتعليقات على ذلك قال بحر الكلام إنه للإجابة عن ذلك التساؤل يجب أن توضع بعض الأمور في الحسبان مثل: 

• ترنيمة: كنيستي كنيستي هي بيتي..
لا يوجد بها كلمة "أرثوذكسية"

• ترنيمة: كنيستي القبطية.. كنيسة الإله
قديمة قوية.. أرجو لها الحياة
لا يوحد بها كلمة "أرثوذكسية"

• ترنيمة: كنيستي أرجو لكِ من عزة الإله..
خلاص كل الشعب يا سفينة النجاة.
لا يوجد بها كلمة "أرثوذكسية" 
وقد كتبها الأستاذ الشاعر المؤلف "القديس" حبيب جرجس.
وتوجد ترانيم أُخرى لنفس الكاتب عن الكنيسة ولم يُذكَر بها كلمة "أرثوذكسية" 
-يُمكنك الرجوع لكتاب: "الترنيمات الروحية للكنيسة القبطية"
للقديس حبيب جرجس.

• بدأت ترنيمة كنيسةواحدة بصوت قداسة البابا تواضروس الثاني "بابا وبطريرك ورئيس أساقفة المدينة العُظمى الإسكندرية وبطريرك الكرازة المُرقُسية،خليفة كاروز ديارنا المصرية، مار مرقس الرسول،  البابا الـ ١١٨"

• ترنيمة كنيسة واحدة ذُكر بها مقاطع كاملة من الصلوات الليتورچية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مِثل:

-"نَعم نسألك أيها المسيح إلهنا ثَبِّت أساس الكنيسة"
من طِلبة القداس الغريغوري

-"سلامًا وبنيانًا لكنيسة الله الواحدة  الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية آمين"
من تقديم الحَمَل في القداس الباسيلي

-شيريه تي إكليسيا إبئي إنتيه ني آنجيلوس. 
ومعناها: 
"السلام للكنيسة بيت الملائكة"
من أرباع الناقوس التي تُصَلَّى في رفع بخور باكر وعشية

-"الشكوك وفاعلوها" 
من أوشية الاجتماعات -السيمينارات-

• ترنيمة كنيسة واحدة ذُكِرَ بها مصطلحات كنسية أرثوذكسية مِثل:
"كاهن وشماس"

• ترنيمة كنيسة واحدة ظهر بها خورس الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
ولم يكن مُجرد ظهور لكن شاهدناهم يترنمونَ بكلمات الترنيمة.

• ترنيمة كنيسة واحدة كان من بينَ مُرَنِّمِيها الأرشيدياكون إبراهيم عياد مرتل كاتدرائية الأنبا رويس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

• ترنيمة كنيسة واحدة ظهر بها أب راهب من دير المحرق التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية 
هو أبونا بيشوي المِحَرَّقي
وكان يُردد كلمات الترنيمة مع الجمع الواقف 

• ترنيمة كنيسة واحدة شاهدنا فيها مُكرَّستان بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية 
طاسوني سارة الأنبا برسوم العريان
وطاسوني بريسكيللا الشهيدة دميانة 

• ترنيمة كنيسة واحدة شارك في ترنيمها أبونا بقطر نسيم وهو واحد من الآباء الكهنة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

• ترنيمة كنيسة واحدة كتبها ولَحَّنها وأخرَجها
نفس من قام بكتابة ونفس من قام بتلحين ونفس من قام بإخراج 
هذه ترنيمة “مُهتمة بالتعليم” التي عُرِضَت في اليوبيل الذهبي للكلية الإكليريكية بالمحرق
وكلماتها:

مُهتمة بالتعليم.. 
دَرِّستي عهد جديد وعهد قديم 
أقوال آباء.. تَفسير

عالية قوي فـ نَظري.. 
الوعظ عندك عملي مِش نَظري
ليكي مننا التقدير

رابطانا بالملكوت.. 
وِمربيانا يا أمي عاللاهوت 
مَبنية على صخرة إيمان الصَّخر ليكي أساس

رابطانا بالأقداس.. 
بعقيدة طقس وتسبحة وقُداس
وفـ كل ليتورچية بتنَقِّي قلوب الناس

يا قبطية إيمانك مُستقيم وعظيم 
"أرثوذكسية" مُقدسة جامعة رسولية
كنيسة تسليم 
مؤمنة عايشة بتسليم

ياما علوم لاهوتية دَرِّستيها فـ إكليريكية
حافظتي على الإيمان وغلبتي عصور وثنية
قوية غلبتي
حتى أبواب الجحيم

بالتعليم الصحيح.. 
نخدم ونسعى سُفَرا للمَسيح
ننده قلوب وعقول

دايمًا على استعداد.. 
لمُجاوبة السائلين وللإرشاد 
وبكل خير بنجول

يا كنيستي فيكي كنوز.. 
فيكي العقيدة اتجسدت فـ طقوس
شِفا للنفوس كرمة وأصلك فـ السما مغروس

"وطوبى للفاهمين".. 
فابعت يا رب عينين مع أذُنين
اوهبنا حكمة ومعرفة ونور مـ السما مخصوص

ورَنَّمَها.. رُهبان وكهنة وإكليريكيين كخورس، وكان الصولو للقمص بيشوي القمص لوقا وهو كاهن بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية 
ومِن خِرِّيجي إكليريكية المحرق

 

•  كما أن ترنيمة كنيسة واحدة كتبها الشاعر الذي قام بكتابة ترانيم شهيرة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية للسيدة العذراء مريم والشهداء والقديسين 
مثل: م ر ي م.. مريم اسمك غالي عليَّ
ومريم يا ابنة يواقيم 
وترنيماتٍ أخرى للعذراء كثيرة "جدًا" -بالمِئات- يعوزنا الوقت لذِكرها على وجه التحديد
ومدائح وترانيم لشهداء وَقِدِّيسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، 
وترانيم للكنيسة القبطية الأرثوذكسية نَفسَها 
مثل: 
اسمحي لي يا إكليسيا

وترنيمة: يا إكليسيا

وهما ترنيمتان عن "أسرار الكنيسة السبعة"  

 

•  ترنيمة كنيسة واحدة شارك في تصويرها عدد كبير من الكورالات، كُلَّها من كنائس تابعة للكنيسة القبطية الأرثوذُكسية، وشارك في تسجيلها كورال مار إڤرام السرياني التابع لكنيسة السيدة العذراء مريم بالقُصيرين، بإشراف عام من قائد الكورال الخادم القبطي الأرثوذكسي مينا نصر.

 

• ترنيمة كنيسة واحدة ظهر في الڤيديو كليب الخاص بها، مجموعة من الشهداء والقديسين، كالشهيد مار مرقس، والشهيد أبانوب، والبابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث، وغيرهم..
في إشارة إلى أن الكنيسة المُجاهدة والكنيسة المُنتصرة كنيسة واحدة

• هذه الأفلام لنَفس المُخرج الذي قام بإخراج ترنيمة كنيسة واحدة: 

- فيلم العابد.. أبونا بولس العابد

 

- فيلم التلميذ.. الأنبا تادرس تلميذ الأنبا باخوميوس أب الشركة
-فيلم ٤٩ شهيد.. التسعة والأربعين شهيدًا شيوخ شيهيت
-فيلم نِسر البرية.. أبونا فلتاؤس السرياني.  
وهو المُخرج القبطي الأرثوذكسي چوزيف نبيل

وكلمات ترانيم كل هذه الأفلام السابقة هي لنفس المؤلف الذي قام بكتابة كلمات ترنيمة كنيسة واحدة
 

• وأخيرًا ترنيمة كنيسة واحدة 
بالفِعل ذُكِرَ بها كلمة أرثوذكسية، فَمُصطلح "إيمان أرثوذكسي" معناه "إيمان مُستقيم" 
وورد في كلمات الترنيمة: 
"عايشه بإيمانها المُستقيم"
أي: "عايشه بإيمانها الأرثوذُكسي"، "أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا»." (عب 10: 38)
علشان كده الكنيسة عايشة بالإيمان.. لكن مش أي إيمان.. "عايشه بإيمانها المُستقيم"

 

كما أن الأرثوذكسية ليست مجرَّد "كلمة" تبحث عَنها فنتأكد من أرثوذُكسية ما سنستمع إليه أو نُشاهده أو نقرأه، لكنها حياة، حياة عَبَّرَت عنها كلمات ترنيمة كنيسة واحدة، أو عن بعض الملامح الرئيسية لها.

واختتم رده ضاحكا: “ماعرفشي ليه سمعت صوت الفنان عمرو عبد الجليل خارج من التعليق ده وبيقول: هُوَّ التلج ده مش ساقع ليه” 

 

 

مقالات مشابهة

  • العرب بين حداثة الزيف وأزمة الوعي
  • شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز
  • 5 رسائل خارجة عن النص من جمهور الأهلي للاعبيه
  • لما لم تُذكر كلمة "أرثوذكسية" في ترنيمة "كنيسة واحدة"؟.. الشاعر رمزي بشارة يشرح التفاصيل
  • التعليم بين الرؤية والواقع
  • جامعة الملك عبدالعزيز تدشن مسابقة “شاعر الجامعة” في نسختها الجديدة
  • الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقافي السوفياتي بالروسية؟
  • من الفراعنة إلى العصر الحديث.. رحلة التعاون والتحديات بين مصر وسوريا
  • جزائرية وسعودي يتأهلان في الحلقة الثالثة من «أمير الشعراء»
  • أمطار جدة تتسبب في تدني الرؤية.. والدفاع المدني يحذر