سودانايل:
2025-04-26@00:13:28 GMT

المخابرات المصرية تهمس في آذن الرئيس

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
درجت قيادات دول العالم عندما تريد أن تبعث برسالة لدولة أخرى في غاية السرية، ترسلها مع رئيس المخابرات، خوفا من تسريبها، لذلك تبعث رئيس المخابرات لأنه يهمس بها فقط في أذن الرئيس، و أيضا عندما تصل رسالة سرية للرئيس من دولة أخرى عبر جهاز مخابراتها فالشخص الثاني الذي تقع على أذنه هو رئيس مخابرات الدولة المبعوث إليه الرسالة، و بهدف المتابعة.

. و لذلك لا يعقد مؤتمرا صحفيا، و لا يقدم أي معلومات عن المهمة التي جاء من أجلها.. أن حضور كامل عباس رئيس المخابرات المصرية يوم الجمعة تؤكد أن لها علاقة مباشرة باجتماع القاهرة بين وفد سوداني مع المبعوث الأمريكي، و الذي تم إلغاءه من قبل الجانب الأمريكي بسبب أن السودان أرسل وفدا حكوميا على رأسه مدنيا، و هم يرغبون حضور وفد عسكري، و أيضا لها علاقة بالمفاوضات التي كانت تجري في جنيف...
أن اللقاء الذي كان يجب أن يتم في القاهرة، و يحضره إلي جانب الوفدين السوداني و و المبعوث الأمريكي أيضا مصر باعتبارها مراقب في مفاوضات جنيف، و أيضا الدولة التي سمحت أن يكون اللقاء في أرضها، و حضور مصر للقاء القاهرة، هو أيضا بمثابة طمأنة للسودان ليس هناك مؤامرة تحاك ضد وحدته و سيادته.. لكن تظل قضية نقل المفاوضات من جدة إلي جنيف غير مطمئنة، و حضور دولة الأمارات بصفة مراقب تبعث الشك الحقيقي.. و قد فشل المبعوث الأمريكي أن يبرر وجود الأمارات في الاجتماع الذي جري مع الوفد السوداني، و كانت الأمارات قد طلبت من قيادات " تقدم" أن يكونوا حضورا في سويسرا.. كلها أشياء تؤكد أن هناك شيئا كان يراد طبخه..
أن تأكيد رئيس المخابرات المصري على حرص مصر على أمن و استقرار السودان و تمنياته أن تطوى صفحة الحرب سريعا لوقف معاناة المواطن السوداني.. هي كلمات ذات حمولات ثقيلة و مهمة و مطمئنة في ذات الوقت، و أيضا هي كلمات تؤكد أن ما انتهت إليه مفاوضات جنيف لا تتعدى ما تم التصريح به، و يتركز فقط على مرور الإغاثة لمستحقيها من المواطنين، و لم يكن في بيان ختام مفاوضات جنيف أية إشارة لمحاولة لفرض وقف الحرب ضد الميليشيا.. و تمنيات رئيس المخابرات أن تطوى صفحة الحرب سريعا، ربما تكون هي رسالة للقوات المسلحة؛ أن الأمر متوقف على أداء القوات المسلحة و حسمها للعملية العسكرية، حتى لا تجر الي لمفاوضات أخرى مستقبلا.. و القوات المسلحة هي نفسها لم تبخل برسائلها عندما رفعت قبعتها لإصدقائها و أشقائها من خلال تكثيف ضرباتها على الميليشييا في كل مكان من خلال سلاح الجو، و لن تتوقف إلا برفع الأعلام البيضاء..
مصر للمرة الثانية تطمئن السودان عن مفاوضات جنيف، جاءت الأولى عندما ألتقي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في دولة رواندا يوم 13 أغسطس 2024م بمناسبة تنصيب الرئيس بول كاجامه في كيغالي.. أكد وزير الخارجية قبل بدأ مفاوضات جنيف للبرهان أن مصر حريصة على وحدة السودان و سيادته و لا تسمح بتدخلات خارجية في شئونه الخاصة.. هذه الرسالة التي تؤكد موقف مصر أيضا كانت مضمنة رسالة أخرى بأن مصر لن تشارك في أي عمل يضر سيادة السودان و التدخل في شئونه الخاصة.. كما سمع وزير الخارجية المصري من رئيس مجلس السيادة موقف الخرطوم من هذه المفاوضات، و أن شعب السودان لن يقبل حضور الأمارات الدولة التي تشارك الميليشيا في حربها في أي مفاوضات، و جاء رئيس المخابرات يوم الجمعة 24 أغسطس 2024م ليؤكد للقيادة السودانية أن مصر انجزت ما وعدت به، و أنها حريصة أن يعود المواطنين إلي ديارهم فرحين بالنصر..
و انتهت مفاوضات جنيف و أصدرت بيانها الختامي الذي تضمن، التزام من حكومة السودان و الميليشيا على مرور المساعدات الإنسانية دون الإشارة إلي وقف إطلاق النار، و بموجب التزام تم فتح معبرين الأول أدري في دارفور و طريق الدبة بالولاية الشمالية و يأمل الوسطاء فتح ممر ثالث عبر سنار و حثوا المقاتلين على عدم انتهاكات للقانون الدولي الإنساني.. و يكون تم إغلاق ملف التفاوض في جنيف.. دون وفد من الحكومة أو الجيش للمفاوضات.. نسأل الله حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: رئیس المخابرات مفاوضات جنیف

إقرأ أيضاً:

كلما انهزمت المليشيا وأضطرت إلى الإنسحاب نحو الثقب الذي أطلّت منه نحو السودان

المليشيا تركت المتعاونين ، بل حتى مقاتليها الجرحى ، وراءها من سنجة إلى مدني إلى الخرطوم .

من البداية كان من الواضح أنها ستسخدم قبائل كردفان ثم تتركهم لمصيرهم إذا توالى عليها الضغط العسكري ، ثم ستنسحب من نيالا تاركة قبائل طوق نيالا لتتجه شمالاً حيث خرج آل دقلو إلى العلن أو مرة أو ربما تركوا البلاد و نزلوا ضيوفاً عند أبناء عمومتهم في تشاد و النيجر.
الآن ظللنا نستمع إلى شكاوي مرتزقة الدعم السريع بشكل يومي عن عدم إهتمام المليشيا بتسليحهم و تركهم فريسة لتقدم الصياد في كردفان. ببساطة هذا مشهد النهاية الذي ظللنا نشاهده بشكل متكرر كلما انهزمت المليشيا و أضطرت إلى الإنسحاب نحو الثقب الذي أطلّت منه نحو السودان.

و الجيش كفيل بتأديب كل الذين حملوا السلاح و اعتدوا على الناس و ممتلكاتهم حيث لا ينفع الندم.
د. عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رئيس المخابرات العراقي يلتقي الرئيس السوري لبحث مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الثنائي
  • الرئيس الشرع يستقبل رئيس جهاز المخابرات العراقي ويؤكد أهمية التعاون المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة
  • رئيس المخابرات العراقية يقود وفدا حكوميا إلى سوريا
  • وفد عراقي بقيادة رئيس المخابرات يناقش مع الشرع التعاون الأمني والاقتصادي
  • علي بدرخان.. المخرج الذي قدّم السينما المصرية من منظور جديد
  • كلما انهزمت المليشيا وأضطرت إلى الإنسحاب نحو الثقب الذي أطلّت منه نحو السودان
  • السودان يتولى رئاسة المجموعة الأفريقية بـ جنيف
  • انطلاق أول انتخابات للجنة اللاعبين بالأولمبية المصرية
  • انطلاق أول انتخابات للجنة اللاعبين باللجنة الأولمبية المصرية وسط حضور كبير من الرياضيين
  • رئيس جامعة القاهرة يهنئ حازم السباعي لفوزه بفضية معرض جنيف