سودانايل:
2025-02-01@14:15:24 GMT

المخابرات المصرية تهمس في آذن الرئيس

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
درجت قيادات دول العالم عندما تريد أن تبعث برسالة لدولة أخرى في غاية السرية، ترسلها مع رئيس المخابرات، خوفا من تسريبها، لذلك تبعث رئيس المخابرات لأنه يهمس بها فقط في أذن الرئيس، و أيضا عندما تصل رسالة سرية للرئيس من دولة أخرى عبر جهاز مخابراتها فالشخص الثاني الذي تقع على أذنه هو رئيس مخابرات الدولة المبعوث إليه الرسالة، و بهدف المتابعة.

. و لذلك لا يعقد مؤتمرا صحفيا، و لا يقدم أي معلومات عن المهمة التي جاء من أجلها.. أن حضور كامل عباس رئيس المخابرات المصرية يوم الجمعة تؤكد أن لها علاقة مباشرة باجتماع القاهرة بين وفد سوداني مع المبعوث الأمريكي، و الذي تم إلغاءه من قبل الجانب الأمريكي بسبب أن السودان أرسل وفدا حكوميا على رأسه مدنيا، و هم يرغبون حضور وفد عسكري، و أيضا لها علاقة بالمفاوضات التي كانت تجري في جنيف...
أن اللقاء الذي كان يجب أن يتم في القاهرة، و يحضره إلي جانب الوفدين السوداني و و المبعوث الأمريكي أيضا مصر باعتبارها مراقب في مفاوضات جنيف، و أيضا الدولة التي سمحت أن يكون اللقاء في أرضها، و حضور مصر للقاء القاهرة، هو أيضا بمثابة طمأنة للسودان ليس هناك مؤامرة تحاك ضد وحدته و سيادته.. لكن تظل قضية نقل المفاوضات من جدة إلي جنيف غير مطمئنة، و حضور دولة الأمارات بصفة مراقب تبعث الشك الحقيقي.. و قد فشل المبعوث الأمريكي أن يبرر وجود الأمارات في الاجتماع الذي جري مع الوفد السوداني، و كانت الأمارات قد طلبت من قيادات " تقدم" أن يكونوا حضورا في سويسرا.. كلها أشياء تؤكد أن هناك شيئا كان يراد طبخه..
أن تأكيد رئيس المخابرات المصري على حرص مصر على أمن و استقرار السودان و تمنياته أن تطوى صفحة الحرب سريعا لوقف معاناة المواطن السوداني.. هي كلمات ذات حمولات ثقيلة و مهمة و مطمئنة في ذات الوقت، و أيضا هي كلمات تؤكد أن ما انتهت إليه مفاوضات جنيف لا تتعدى ما تم التصريح به، و يتركز فقط على مرور الإغاثة لمستحقيها من المواطنين، و لم يكن في بيان ختام مفاوضات جنيف أية إشارة لمحاولة لفرض وقف الحرب ضد الميليشيا.. و تمنيات رئيس المخابرات أن تطوى صفحة الحرب سريعا، ربما تكون هي رسالة للقوات المسلحة؛ أن الأمر متوقف على أداء القوات المسلحة و حسمها للعملية العسكرية، حتى لا تجر الي لمفاوضات أخرى مستقبلا.. و القوات المسلحة هي نفسها لم تبخل برسائلها عندما رفعت قبعتها لإصدقائها و أشقائها من خلال تكثيف ضرباتها على الميليشييا في كل مكان من خلال سلاح الجو، و لن تتوقف إلا برفع الأعلام البيضاء..
مصر للمرة الثانية تطمئن السودان عن مفاوضات جنيف، جاءت الأولى عندما ألتقي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في دولة رواندا يوم 13 أغسطس 2024م بمناسبة تنصيب الرئيس بول كاجامه في كيغالي.. أكد وزير الخارجية قبل بدأ مفاوضات جنيف للبرهان أن مصر حريصة على وحدة السودان و سيادته و لا تسمح بتدخلات خارجية في شئونه الخاصة.. هذه الرسالة التي تؤكد موقف مصر أيضا كانت مضمنة رسالة أخرى بأن مصر لن تشارك في أي عمل يضر سيادة السودان و التدخل في شئونه الخاصة.. كما سمع وزير الخارجية المصري من رئيس مجلس السيادة موقف الخرطوم من هذه المفاوضات، و أن شعب السودان لن يقبل حضور الأمارات الدولة التي تشارك الميليشيا في حربها في أي مفاوضات، و جاء رئيس المخابرات يوم الجمعة 24 أغسطس 2024م ليؤكد للقيادة السودانية أن مصر انجزت ما وعدت به، و أنها حريصة أن يعود المواطنين إلي ديارهم فرحين بالنصر..
و انتهت مفاوضات جنيف و أصدرت بيانها الختامي الذي تضمن، التزام من حكومة السودان و الميليشيا على مرور المساعدات الإنسانية دون الإشارة إلي وقف إطلاق النار، و بموجب التزام تم فتح معبرين الأول أدري في دارفور و طريق الدبة بالولاية الشمالية و يأمل الوسطاء فتح ممر ثالث عبر سنار و حثوا المقاتلين على عدم انتهاكات للقانون الدولي الإنساني.. و يكون تم إغلاق ملف التفاوض في جنيف.. دون وفد من الحكومة أو الجيش للمفاوضات.. نسأل الله حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: رئیس المخابرات مفاوضات جنیف

إقرأ أيضاً:

إدانة رئيس جماعة اتهمته عائلة شاب بالتسبب في موت ابنها الذي أحرق نفسه أمام باب البلدية

أدانت المحكمة الابتدائية أمس الخميس، رئيس جماعة الكنتور بإقليم اليوسفية بـ 10 أشهر حبسا نافذا، و50 ألف درهم غرامة مالية، لفائدة أم شاب توفي بعد أن أحرق نفسه أمام مقر البلدية، وأدائه لاثنين مطالبين بالحق المدني تعويضا ماديا قدره 10 آلاف درهم لكل واحد منهما.

وتعود أطوار القضية، إلى أكتوبر السنة الماضية، حيث أقدم الشاب المسمى « أيوب لحدود » الذي كان يبلغ 33 سنة من عمره قيد حياته، على إضرام النار في جسده أمام مقر البلدية.

واختلفت الروايات حول أسباب حادثة وفاة الضحية. والدة الضحية من خلال شكايتها إلى وكيل الملك، حملت مسؤولية وفاة ابنها لرئيس الجماعة. وقالت إنه سبق أن اشترى بقعة أرضية سنة 2021، وقام ببناء منزل دون توفره على الوثائق اللازمة، من تصميم ورخص إدارية، مما جعل السلطة المحلية تتدخل لهدمه. فتوجه نحو رئيس الجماعة لمساعدته في إنجاز وثائق إدارية تخص البقعة، فرفض استقباله وتقديم المساعدة له.

روايات أخرى تؤكد أن ما جعل الشاب يتردد على الجماعة هو فقط طلبه للشغل والسكن بالكنتور التي تعتبر من أهم المواقع الفوسفاطية بالمغرب.

وفي صباح يوم الجمعة من شهر أكتوبر الماضي، قرر الضحية « أيوب » حضور أشغال دورة أكتوبر العادية التي كانت تجري أطوارها بمقر الجماعة. وتزامن ذلك مع احتجاج للساكنة أمام باب مقر البلدية، مطالبين برفع التهميش عن منطقتهم.

لكن قبل انتهاء أشغال الدورة، عاد « أيوب » إلى بيت أمه في حالة هستيرية حسب شكايتها لوكيل الملك. وطلب منها مبلغ 10 دراهم، ثم غادر المنزل متجها نحو البلدية. وبعد ساعات جاءها خبر إضرام النار  بجسده مما تسبب له في حروق بليغة.

وتم نقله على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، وقال وهو يعاني من الاحتراق، إن « الرئيس هدده بالتصفية الجسدية »، وطالب بتدخل ملكي لأجل إنصافه وأسرته. ووثقت أمه تصريحاته عبر تسجيل مصور، وقدمته ضمن شكاية تتهم بواسطتها الرئيس بالمسؤولية في وفاة ابنها.

وأكد واحد من ضمن سبعة شهود خلال الاستماع إليهم من طرف الدرك الملكي واقعة التهديد، بينما أكد الأخرون رفض الرئيس تقديم المساعدة للهالك.

وقال شهود من المعارضة إنهم طالبوا بتوقيف أشغال الدورة، لكن الرئيس فضل استمرار أشغالها.

وبعد 7 أيام من الحادثة توفي « أيوب » يوم الاثنين 13 أكتوبر متأثرا بجروحه وتاركا وراءه عشرات المواطنين يطالبون بحقهم في الشغل والكرامة.

من جهته يحكي الرئيس المدان بالحبس والغرامة، رواية أخرى، حيث يحمل المسؤولية للذين يعتبرهم حرضوا الضحية ومن معه، وشحنوه ضد الرئيس، واستغلوا ظروفه النفسية والاجتماعية لتصفية حساباتهم الشخصية. نافيا أن يكون الهالك قد زاره في مكتبه، أو طلب لقاءه، أو أنه قام هو بتهديده. مؤكدا أنه خلال أشغال الدورة بلغ إلى علمه أن مواطنا من المنطقة أضرم النار في جسده لأسباب يجهلها. وأنه أرسل سيارة إسعاف تابعة للجماعة لنقله إلى المستشفى باليوسفية ثم إلى مراكش، لكن العائلة رفضت مطلبه.

وقال إن من ضمن نقط الدورة « كتابة ملتمس إلى مدير موقع الكنتور للفوسفاط، لأجل مساعدتهم للتأهيل الحضري لأحياء بجماعة الكنتور القروية، لكن أعضاء من المعارضة أوهموا الساكنة أن الجماعة ستتسلم منهم المنازل التابعة للفوسفاط، وستفرض عليهم مبالغ رسم كراء شهري جديد واستخلاص مبالغ مالية كبيرة تخص الماء والكهرباء، ونظرا للظروف الاجتماعية ومخلفات الجفاف خرجت الساكنة تحتج بتحريض من آخرين طرقوا أبوابهم ليلا لحضور أشغال الدورة.

وتسببت وفاة « أيوب » في احتقان شديد باليوسفية، وخرجت الساكنة من النساء والرجال والأطفال لاستقبال جثمانه ودفنه، تحت هتافات التهليل والتكبير.

ونظمت مسيرة نحو العمالة، رددت فيها شعارات قوية مثل »ولادكم قريتوهم وولادنا حرقتوهم ». وطالب المحتجون بمعاقبة من تسبب في هذه المأساة الإنسانية. وحملت الشعارات المسؤولية لعامل الإقليم، وطالبوه برفع التهميش عنهم وتوفير فرص الشغل لأبنائهم.

كلمات دلالية إضرام النار احتحاج الكنتور المجلس البلدي المحكمة اليوسفية انتحار

مقالات مشابهة

  • الاعيسر: ندين بشدة الهجوم الإرهابي الغادر الذي شنته ميليشيا الدعم السريع المتمردة على سوق صابرين
  • إدانة رئيس جماعة اتهمته عائلة شاب بالتسبب في موت ابنها الذي أحرق نفسه أمام باب البلدية
  • في حضور رئيس الجياد.. فوز كبير للفريق الأول لكرة السلة
  • ديب سيك ماذا في جعبة الصين أيضا؟
  • ردًا على ترامب.. رئيس بنما يرفض أي مفاوضات على ملكية القناة
  • رئيس مجلس الشورى يستقبل سفير السودان لدى المملكة
  • بعد سجنه في معسكر بوكا.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح رئيس سوريا الانتقالي؟
  • استعان بـ ChatGPT أيضا.. خالد سرحان يسخر من فيديو محمد رمضان
  • الرئيس السيسي يؤكد لـ رئيس وزراء إسبانيا على الثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية
  • رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات