هل جدري القردة خطر؟.. عوامل عدة تصعب الإجابة على هذا السؤال
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
في وقت تتفاقم المخاوف العالمية حيال جدري القردة (إمبوكس)، لا تتوافر إجابات واضحة وبسيطة لأسئلة يفترض بأنها مباشرة مثل مخاطره والفرق بين سلالاته.
أعلنت منظمة الصحة العالمية في يوليو الماضي هذا المرض “طارئة صحية عامة تسبب قلقاً دولياً” (PHEIC) على خلفية انتشار إمبوكس، الذي ظهر للمرة الأولى في أوساط البشر قرابة العام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وعلى مدى عقود، اقتصر انتشار المرض على مجموعة صغيرة من البلدان الإفريقية وبلغ معدّل الوفيات الناجمة عنه 1% إلى 10% من المصابين.
ازدادت هذه الضبابية في العام 2022 عندما انتشر إمبوكس في أجزاء أخرى من العالم خصوصاً في البلدان الغربية.
وبلغت نسبة الوفيات في أوساط الحالات المكتشفة في هذه الدول التي تأثرت حينها، حوالي 0.2%. ويرجّح أن هذه الاختلافات ناجمة عن عدة سلالات.
وتعد فرص مصاب يقيم في الولايات المتحدة أو أوروبا في تلقي علاج طبي سريع ومناسب أكبر بكثير من المصابين في معظم البلدان الإفريقية.
وأفاد عالم الفيروسات المتخصص بالمرض أنطوان غيسان بأن الخطر الذي يشكّله إمبوكس “يعتمد بشدّة على نوعية الرعاية الأساسية”.
وبالتالي، يرجح كثيراً أن يكون معدل الوفاة الذي يتم قياسه في التفشي الحالي (حوالي 3.6%) أقل بكثير لو لم يكن مقتصراً إلى حد كبير على جمهورية الكونغو الديمقراطية.
سوء تغذية في أوساط الأطفال
وتشمل العوامل الأخرى التي تؤثر على معدل الوفيات تلك التي تجعل مرضى معيّنين أكثر عرضة للخطر من غيرهم.
وكانت معظم الوفيات التي سجّلت في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أكثر من 500 من بين ما يتجاوز 15 ألف إصابة بإمبوكس) في أوساط الأطفال الذين يعاني معظمهم من سوء التغذية في البلاد.
في المقابل، خلال فترة انتشار المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عامي 2022 و2023، كان العدد القليل من الناس الذين توفوا (حوالي 200 من بين 100 ألف حالة) بمعظمهم من البالغين الذين يعانون من ضعف في المناعة ناجم عن إصابتهم بفيروس الإيدز.
ويزيد عامل آخر هو السلالة التي ينتمي إليها تفشي إمبوكس، من تعقيد المسألة.
يحاول العلماء جاهدين تحديد الفروقات بين السلالات في ما يتعلّق بالمخاطر الصحية وانتقال العدوى.
مقارنات صعبة
تسببت السلالة 2 بتفشي إمبوكس في 2022 و2023 والتي كانت منتشرة خصوصاً في غرب إفريقيا ورُصدت أيضاً في جنوب إفريقيا.
لكن التفشي الحالي المميت في جمهورية الكونغو الديمقراطية ناجم عن السلالة 1 من الفيروس والمنتشرة خصوصاً في مناطق القارة الوسطى.
لكن تفشيا ثانياً للمرض يصيب البالغين خصوصاً في البلد نفسه مرتبط بالمتحورة “1 بي” المشتقة من السلالة 1 والتي لم تظهر إلا مؤخراً.
دفع الإرباك في وسائل الإعلام بعض المنصات الإعلامية لوصف المتحورة “1 بي” بأنها أكثر خطورة من سلالات إمبوكس السابقة.
وقالت عالمة الفيروسات الهولندية ماريون كوبمانز لـ”مركز الإعلام العلمي” في المملكة المتحدة إن “هناك مزاعم كبيرة في وسائل الإعلام بشأن شدّة وسرعة انتقال العدوى بالسلالة الفرعية الجديدة “1 بي” من دون توافر أدلة كثيرة على ذلك”.
وأضافت: “ما نعرفه هو أن السلالة 1 مرتبطة بالإصابة بمرض أكثر حدّة من السلالة 2”.
لكن الباحثين يدعون إلى توخي الحذر قبل التوصل إلى استنتاجات، حتى مع الأرقام التي تبدو واضحة.
وتزداد الحاجة لتحديد الحقائق المرتبطة بمتحورات إمبوكس بشكل أكثر إلحاحاً مع رصد السلالة 1 في السويد في منتصف يوليو، للمرة الأولى خارج إفريقيا.
وقال غيسان “من الصعب جداً المقارنة” بين السلالات المختلفة “نظراً إلى أن السياق ونوعية الفئة السكانية المعرّضة للخطر هما أمران غاية في الأهمية”.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: فی جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة فی أوساط
إقرأ أيضاً:
تتبع سلالة كوليرا شديدة المقاومة للأدوية ظهرت أولاً في اليمن ثم انتشرت في عدة دول
كشف فريق من العلماء من المركز الوطني المرجعي لبكتيريا الكوليرا في معهد باستور الفرنسي، بالتعاون مع مركز مايوت الاستشفائي، عن انتشار سلالة جديدة من بكتيريا الكوليرا شديدة المقاومة للأدوية.
وتمكنت دراسة نشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية، من تتبع سلالة من بكتيريا الكوليرا مقاومة لعشرة أنواع من المضادات الحيوية، بما في ذلك "أزيثروميسين" و"سيبروفلوكساسين"، وهما من الأدوية الموصى بها عادة لعلاج الكوليرا.
وظهرت هذه السلالة لأول مرة في اليمن أثناء تفشي الكوليرا في عامي 2018 و2019، ومن ثم انتشرت إلى لبنان في عام 2022، وكينيا في 2023، وأخيرا إلى تنزانيا وجزر القمر، بما في ذلك جزيرة مايوت الفرنسية الواقعة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لإفريقيا في عام 2024.
وبين مارس ويوليو 2024، سجلت جزيرة مايوت تفشيا لعدد من الحالات بلغ 221 حالة، ناجمة عن السلالة الجديدة المقاومة للأدوية. وهذا التفشي يثير القلق بشأن قدرة السلالة على مقاومة العلاجات المتاحة في ظل تزايد الحالات في المنطقة.
وتُعرف الكوليرا بأنها مرض معدي تسببه بكتيريا ضمة الكوليرا. وفي حالته الأكثر شدة، يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا لم يعالج المريض. ويشمل العلاج الرئيسي للكوليرا "تعويض السوائل والأملاح المفقودة، بالإضافة إلى استخدام المضادات الحيوية لتقليل مدة العدوى ومنع انتقال المرض". إلا أن المقاومة المتزايدة للمضادات الحيوية تهدد فعالية العلاج، ما يزيد من خطورة المرض.
وفي هذا السياق، أكد البروفيسور فرانسوا كزافييه ويل، رئيس المركز الوطني للبحوث في معهد باستور والمعد الرئيسي للدراسة، على أهمية تعزيز المراقبة العالمية للبكتيريا المسببة للكوليرا.
وقال: "تثبت هذه الدراسة الحاجة إلى متابعة سلوك ضمة الكوليرا ومقاومتها للمضادات الحيوية في الوقت الفعلي. وإذا اكتسبت السلالة المنتشرة حاليا مقاومة إضافية، فذلك سيعرض جميع العلاجات بالمضادات الحيوية عن طريق الفم للخطر".