لبنان ٢٤:
2024-09-13@02:07:47 GMT

المعارضة ترفع السقف.. ماذا عن مرحلة ما بعد الحرب؟

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

المعارضة ترفع السقف.. ماذا عن مرحلة ما بعد الحرب؟

في الاسابيع القليلة الماضية بات الهجوم السياسي والاعلامي من قوى المعارضة على "حزب الله" ودوره العسكري في الجبهة الجنوبية كبيراً جداً ووصل الى حدود لم يصل اليها اي هجوم سابق على الحزب، حتى ايام الخلاف التقليدي بين "قوى الثامن من اذار" و"قوى الرابع عشر من آذار"، وهذا ما ادى الى تداخل في المواقف الشعبية، فمثلاً بات جزء من القاعدة الشعبية ل" التيار الوطني الحرّ" يعارض الحزب ، والامر نفسه حصل في جمهور الحزب "التقدمي الإشتراكي" بالرغم من الموقف الحاسم للنائب السابق وليد جنبلاط، وكل ذلك نتيجة الإحتقان الشعبي الكبير وغير المسبوق.


لا شيء، حتى اللحظة واضحا في مسار التطورات، لكن الأكيد أن "حزب الله" سيردّ على إسرائيل ويوجه لها ضربة، اما بشأن ما بعد هذه الضربة فلا توجه واضحا. وعليه فإن شعاع المعركة غير معروف وحجم النزوح كذلك وهذا ينطبق على مدة الاشتباك العسكري والصاروخي، لكن على  الساحة اللبنانية وصلت الامور الى مستوى خطير من الاحتقان، ، وليس صعباً على من يتابع وسائل التواصل الإجتماعي أن يدرك حجم ومدى التوتر بين الناشطين الذين يشكلون عينة من المجتمع، ولعل الحديث عن إختفاء ناشط في النبطية، بعيداً عن صحته، والضجة التي رافقت تصوير أحد ابناء دير ميماس في الجنوب لمكان اطلاق الصواريخ من قبل الحزب، خير دليل على الخطّ الاحمر الذي وصلت اليه الامور في لبنان.
من دون شكّ يؤثر الهجوم الإعلامي للمعارضة على "حزب الله" وبيئته، لكنه في الوقت نفسه لا يمكن أن يصل الى مستوى تأثيره ليصيب أصل عمليات الحزب وأدائه العسكري. في المقابل لا يبدو الحزب معنياً بالدخول في هذا الإشتباك غير أن تعاطيه مع هذه المرحلة سيكون مختلفاً مع تجارب اخرى مثل حرب تموز، اذ ان القوى السياسية التي تؤيده اليوم أكبر وأوسع طائفياً مما حصل عام 2006، فالشارع السني بغالبية قواه السياسية لديه موقف ايجابي من اداء الحزب العسكري، وان كان هناك من عتب فهو على اكتفاء الحزب بهذا المستوى من التصعيد، كما ان موقف جنبلاط السياسي فتح للحزب مناطق جديدة واعطاه شرعية في الشارع الدرزي.
المشكلة الاساسية التي ستعاني منها المعارضة في مرحلة ما بعد الحرب تكمن في الدخول في تسوية مع "حزب الله"، وهذه المشكلة يمكن تقسيمها الى جزئين، الاول مرتبط بصورة المعارضة أمام جمهورها، فكيف يمكن اقناع الرأي العام المؤيد لها او المعارض لـ "حزب الله" بعد خطاب "ما بيشبهونا" وخطاب التقسيم وغيره، بالتعايش الودي مع حارة حريك ضمن تسوية تضمن مصالح الحزب لا بل قد تعطيه تفوقاً سياسياً ومكاسب سلطوية تفوق مكاسب خصومه، وعليه سيكون هناك صعوبة حقيقية في ظهور المعارضة بمظهر المتنازل لان الأمر سيفقدها صدقيتها.
اما الجزء الثاني من مشكلة المعارضة فيكمن في كيفية تعاطي "حزب الله" سياسياً ما بعد الحرب، اذ ان المؤشرات تؤكد أن حارة حريك ستكون اقل إنفتاحاً على الخصوم لناحية تقديم التنازلات السياسية، كما ان الحزب الذي لا يدخل اليوم بأي جدال سياسي سينتقل الى مرحلة "الحساب" السياسي مع الاطراف التي كانت تخوض معركة داخلية ضده ولن يقبل بشكل مباشر في حصولها على مكاسب حقيقية او على حصة وازنة، وما سيساعده على ذلك هو دائرة التحالفات الواسعة التي يقوم ببنائها بسبب خوضه للمعركة الحالية. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله ما بعد

إقرأ أيضاً:

أين الحزب من التهديدات المتجددة؟

كتب عماد مرمل في" الجمهورية": بعد ردّ «حزب الله » على اغتيال القائد العسكري السيد فؤاد شكر، و «ابتلاع » الكيان الإسرائيلي هذا الردّ، ساد انطباع بأنّ خطر الحرب الواسعة قد ابتعد، وأنّ الجبهة اللبنانية عادت إلى الانتظام والانضباط ضمن قواعد الاشتباك التي كانت سائدة قبل كر في الضاحية الجنوبية. 
لكنّ عودة قادة العدو الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة إلى التلويح بشنّ هجوم كبير على لبنان، جدّد التساؤلات حول ما إذا كان هذا التهديد المتكرّر يندرج ضمن التهويل المعتاد والحرب النفسية المألوفة، أم أنّه يمهّد بالفعل لعدوان واسع سيكون أقرب إلى «المغامرة » بل «المقامرة » في الحسابات الإسرائيلية، خصوصاً أنّ «حزب الله » مستعد تماماً للتعامل مع أسوأ الاحتمالات، بل أنّ من شأن أي مواجهة شاملة ان تحرّره من الضوابط التي لا تزال تمنعه حتى الآن من استخدام كامل قوته العسكرية. 
واللافت، انّ مسؤولي الكيان تقاطعوا في وقت واحد تقريباً عند إطلاق التهديدات ضدّ الحزب ولبنان، إذ أكّد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، انّه أصدر تعليمات للجيش وجميع قوات الأمن بالاستعداد لتغيير الوضع الراهن في الشمال، مشدّداً على أنه «لا يوجد احتمال لاستمرارنا بهذا الوضع، ونحن ملزمون بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان
». فيما قال وزير الحرب يوآف غالانت، خلال زيارته محور نتساريمفي قطاع غزة، أننا نعمل على تحقيق أهدافنا ونقل ثقل المعركة إلى الشمال بسرعة. وضمن السياق نفسه، اعتبر العضو السابق في مجلس الحرب بني غانتس، أنّ ساعة الشمال دقت ويجب ضرب لبنان إذا لزم الأمر، بينما سبق لرئيس الأركان هرتسي هاليفي أن صرّح بأنّ الجيش يستعد لخطوات هجومية داخل الأراضي اللبنانية. 
على الرغم ممّا تتضمّنه التصاريح الإسرائيلية الأخيرة من قرع لطبول الحرب، إّ لّا أنّ الأوساط القريبة من الحزب تميل إلى وضعها في إطار القنابل الصوتية التي تُسبّب الكثير من الضجيج والصخب، لكن من دون أن تكون لها مفاعيل عملية، مشيرة إلى أنّ الوظيفة الأساسية للتصعيد الإسرائيلي الكلامي هي، على الأرجح، محاولة احتواء الغضب المتزايد في صفوف مستوطني الشمال النازحين نتيجة شعورهم بأنّهم متروكين وليسوا ضمن أولويات نتنياهو وحكومته. لا يعني ذلك أنّ الحزب ينام على حرير هذا الاستنتاج أو التقدير للموقف، بل هو يتصرّف على أساس أنّه لا يمكنه أن يأمن جانب العدو، وانّ عليه دائماً توقع حصول الأسوأ والاستعداد له كما لو أنّ حدوثه حتمي. 
من هنا، يحرص الحزب على البقاء في أعلى جهوزية ويقظة، كأنّ الحرب الشاملة واقعة غداً، آخذاً في الحسبان أنّ نتنياهو وشركاءه في الحكومة المتطرّفة قد يرتكبون خطأ أو حماقة خارج دائرة الحسابات الموضوعية.

مقالات مشابهة

  • بوريل من بيروت يدعو للحد من التصعيد العسكري
  • الهندرة الحزبية ضرورة للإصلاح السياسي
  • هذا ما كشفته المواجهات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل
  • أمين عام جبهة العمل الأردنية يكشف لـعربي21 أهم القوانين التي يسعون لتغييرها
  • الصراع في بحر الصيني الجنوبي يدخل مرحلة جديدة.. ماذا يحدث؟
  • منصة المناظرة.. ما المسافة التي تفصل بين ترامب وهاريس؟
  • وردنا من صنعاء.. بيان هام للمجلس السياسي بشأن المجزرة الوحشية التي اسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى
  • من فقهنا السياسي.. من الخطأ وضع مصطلحات السابقين على نوازل العصر
  • ماذا يعني تصويت مسؤولي إدارة ترامب ضد رئيسهم السابق؟
  • أين الحزب من التهديدات المتجددة؟