الجديد برس:

تتصاعد التحركات العسكرية الأمريكية في اليمن بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، في ظل مساعي الولايات المتحدة لتمرير أجندات جديدة من جهة، وتدارك انهيار سلطة وكلائها الإقليميين في حرب التحالف على اليمن، مع إستمرار الصراع السعودي الإماراتي الذي بات يشكل خطراً على وجود التحالف، بالتالي على المصالح والأطماع الأمريكية في اليمن.

وبدأت القوات الأمريكية، انتشاراً عسكرياً جديداً في البحر الأحمر، حيث أعلن الأسطول الأمريكي الخامس، اليومين الماضيين، وصول أكثر من 3 آلاف جندي وبحار إلى الشرق الأوسط، وذلك بالتزامن مع نشر البحرية الأمريكية سفينتي هجوبرمائي وتنفيذ إنزال عسكري في البحر الأحمر، بعد أسبوع من إعلان البيت الأبيض إرسال بوارج حربية جديدة إلى الشرق الأوسط.

وكانت مجلة “Responsible Statecraft” الإلكترونية، التابعة لمعهد “كوينسي للدراسات” الأمريكي، قد كشفت أن تصعيداً عسكرياً أمريكياً يجري في الخليج، وأن “حرب ناقلاتٍ” جديدة تتفاعل في المنطقة، بعد قرار الولايات المتحدة وضع قوةٍ عسكرية على متن الناقلات البحرية التجارية، مؤكدةً أن العمل بهذه الاستراتيجية يُديم نقاط الضعف الأمريكية، مؤكّدة أنّ الأفراد المنتشرين حديثاً، حالهم حال القوات الأميركية التي لا تزال في العراق وسوريا.

التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة العربية صحيح أنها تهدف لمزيد من الهيمنة ضمن المسرح الأمريكي الإسرائيلي في عموم المنطقة، إلا أن هذه التحركات في هذا التوقيت بالذات، تستهدف اليمن بالدرجة الأولى، وهذا ما وهو واضح تماماً من خلال الزيارات المتكررة والسرية للسفير الأمريكي لدى الرئاسي، ستيفن فاجن، إلى اليمن وتحديداً إلى محافظتي عدن وحضرموت، والتي زارها أكثر من مرة خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ويعيش الأمريكي مخاوف كبيرة من فقد أطماعه في اليمن، في ظل المتغيرات الطارئة التي تشهدها الساحة اليمنية، مع فشل واشنطن في لملمة الصراع السعودي الإماراتي الذي ترى أنه انعكس سلباً على مساعيها لتثبيت سلطة وكلاء التحالف في المجلس الرئاسي وحكومة معين، في مناطق سيطرتها، خصوصاً مع تزايد حالة الغليان الشعبية المتواقدة ضد قوى التحالف وفصائله.

وتأتي التحركات والتعزيزات العسكرية الأمريكية اليوم، لإعادة تثبيت سلطة وكلاء التحالف السعودي الإماراتي في مدينة عدن، ومحاولة لخلق واقع جديد على ظهر المشهد السياسي والعسكري المتهالك داخل أروقة التحالف، حيث تسبق هذه التحركات، ترتيبات سعودية لإعادة رشاد العليمي وأعضاء المجلس الرئاسي وحكومة معين عبدالملك إلى عدن.

هذه التحركات والترتيبات، يسعى من خلالها الأمريكي لضرب أي نتائج ممكن أن تحدث من خلال المفاوضات القائمة بين صنعاء والرياض، ونسف أي محاولات لتحقيق السلام في اليمن، في وقت تدفع الولايات المتحدة، لتعزيز عسكرة السواحل والجزر اليمنية، في محاولة لثبيت نقاط ميدانية خارج المفاوضات، وفرضها كواقع على الأرض، على غرار السيناريوهات الأمريكية في سوريا والعراق وليبيا.

على أية حال، فإن التصعيد العسكري الأمريكي قبالة السواحل اليمنية، بلا شك ستقود إلى حرب مباشرة مع قوات صنعاء، التي توعدت في أكثر من مناسبة، بالرد على أي محاولة أمريكية للتوغل في المياه الإقليمية اليمنية، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال التصريحات الأخيرة لرئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، الذي أكد أنهم يعملون على إجراء تجارب عسكرية في الجزر اليمنية، في تهديد صريح باستهداف القواعد العسكرية لقوى التحالف المتمركزة في تلك الجزر.

وكان وزير الدفاع في حكومة صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، قد أكد مؤخراً، امتلاكهم” القدرة الكاملة لتأمين وحماية واستقرار المسارات الملاحية الدولية على كل امتداد المياه اليمنية الإقليمية السيادية”. من جانبه، توعد قائد قوات الدفاع الساحلي التابعة لقوات صنعاء، اللواء الركن محمد القادري، باستهداف القوات الأمريكية في حال اقتربت من المياه الإقليمية اليمنية.

بالتالي، فإن المعركة البحرية اليوم هي أقرب إلى الواقع في حال استمر التصعيد الأمريكي، وهو ما أشار إليه نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، الذي حذر القوات الأمريكية من “مجرد الاقتراب” من المياه الإقليمية اليمنية، مؤكداً أن أي اقتراب سيشعل “المعركة الأطول والأكثر كلفة في التاريخ البشري”.

*YNP _ حلمي الكمالي

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الأمریکیة فی فی الیمن من خلال

إقرأ أيضاً:

تقرير رسمي: ضبط أكثر من 700 جريمة خيانة للأمانة في المناطق المحررة باليمن خلال 2014

وثقت أجهزة الشرطة في المناطق والمحافظات المحررة 1005 جرائم خيانة الأمانة خلال العام الماضي 2024 م.

 

وذكر تقرير أصدره مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن أجهزة الأمن ضبطت 716 جريمة من تلك الجرائم وبنسبة ضبط بلغت 71٪ بزيادة ضبط بلغت نسبتها 24 ٪ مقارنة بالعام السابق وانخفاض الجرائم غير المضبوطة من هذا الباب بلغت 19٪.

 

وتوزعت جرائم خيانة الأمانة المضبوطة على المحافظات حسب التقرير بعدد 166 جريمة خيانة الأمانة بالعاصمة المؤقتة عدن، ومحافظة مأرب 155 جريمة، ومحافظة تعز 141 جريمة، ومحافظة حضرموت الساحل 124 جريمة، ومحافظة حضرموت الوادي 32 جريمة، ومحافظة المهرة 31 جريمة، ومحافظة شبوة 25 جريمة، ومحافظة حجة 14 جريمة، ومحافظة أبين 10 جرائم، ومحافظة الضالع 8 جرائم، ومحافظة الحديدة 6 جرائم، ومحافظة لحج 4 جرائم.

 

 فيما توزعت جرائم خيانة الأمانة المسجلة خلال العام الماضي على المحافظات بإعداد جاءت في المرتبة الأولى محافظة حضرموت الساحل بعدد 256 جريمة، وفي المرتبة الثانية محافظة مأرب بواقع 210 جرائم، وفي المرتبة الثالثة العاصمة المؤقتة عدن 198 جريمة، ومحافظة تعز 169 جريمة، ومحافظة حضرموت الوادي والصحراء 39 جريمة، تليها محافظة المهرة 41 جريمة، و محافظة شبوة شبوة 33 جريمة،  ومحافظة حجة 17 جريمة،  ومحافظة أبين 13 جريمة،  ومحافظة الضالع 13 جريمة، ومحافظة الحديدة 8 جرائم،  ومحافظة لحج 8 جرائم.

 

وأرجعت الأجهزة الأمنية أسباب هذا النوع من الجرائم إلى ضعف الوازع الأخلاقي والرادع الاجتماعي والتعامل بحسن النية والثقة الزائدة مع عدم إبرام العقود الموثقة في كثير من المعاملات المالية التي تحفظ الحقوق وتصون العلاقات والثقة وتكبح الأطماع والجشع.

 


مقالات مشابهة

  • 11 فبراير 2015.. الهروب المذل للأمريكيين من اليمن
  • استخدام الصواريخ الباليستية والمجنحة والمسيّرات في قصف الأهداف البحرية .. العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة نموذجاً
  • تقرير رسمي: ضبط أكثر من 700 جريمة خيانة للأمانة في المناطق المحررة باليمن خلال 2014
  • 9 فبراير خلال 9 أعوام.. 27 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • اليمن يتصدر قائمة الدول المتضررة من وقف المساعدات الأمريكية
  • الزُبيدي يبحث مع السفير الأمريكي مستجدات الأوضاع الإنسانية والسياسية في اليمن
  • صنعاء تكشف عن تقارب جديد مع دول عربية وسط التهديدات الأمريكية -الإسرائيلية بشأن غزة
  • أسعار الصرف في اليمن اليوم الأحد 9 فبراير 2025
  • 8 فبراير خلال 9 أعوام.. استشهاد 3 أطفال وجريحان بغارات العدوان السعودي الأمريكي على المدارس والممتلكات والمساعدات في اليمن
  • قراءة أولية لـ خطة العدو “ب” في مواجهة اليمــن