المؤتمر الشعبي العام مشروع وطني جامع
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
قبل 42 عاما كانت اليمن دولة وكيانا سياسيا مستقلا لكن استقلاليته لم تكن مكتملة بالقدر الذي يحصنه من الارتهان للمشاريع السياسية والفكرية التي تتربص بالشعوب والبلدان والتي تستغل انعدام الرؤية والمشروع الوطني الجامع لطرح نظرياتها والتسويق لأفكارها التي سرعان ما تتوغل في البلدان وتحدث الانقسامات داخل المجتمعات.
وفي توجه جاد أدرك الرئيس علي عبدالله صالح مدى حاجة اليمن للخروج من دائرة الارتهان الايدلوجي وتجاوز الكثير من العقبات وإغلاق الكثير من الملفات السياسية الشائكة، والانتقال بها إلى واقعٍ جديدٍ وآفاقٍ أكثر اتساعاً تتوحد فيها كل الجهود والطاقات وتلتقي حول مشروعٍ وطنيٍ يرتقي باليمن أرضاً وإنساناً ويترجم أهداف الثورة اليمنية على أرض الواقع.
لم يكن من السهل إحداث التغيير في بنية نظامٍ سياسي يحظر الحزبية ولا يسمح بإقامة أي نوعٍ من الفعاليات السياسية ويعتبر الحديث عنها والمناداة بها مخالفةً صريحة للدستور والقانون وفعلا يستوجب العقاب، لكن الرئيس علي عبدالله صالح تجاوز كل الموانع ولم يستند على سياسة القمع التي استند عليها سابقيه في تثبيت دعائم حكمه، والقى حجرا حركت المياه الراكدة وصنعت التغيير وحولت الممنوع السياسي إلى عملٍ وطني يتشاركه كل اليمنيين.
وانطلاقاً من مبدأ يقوم على إشراك كل القوى السياسية والمثقفين والعلماء والشخصيات الاجتماعية والقيادات الوطنية، صدر القرار الجمهوري رقم "5" لسنة 1982م بتشكيل لجنة الحوار الوطني المكونة من ١٥ شخصاً يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسي، والتي تم منحها الكثير من الصلاحيات والوسائل الكفيلة بتسهيل مهامها، وسرعان ما تحول عمل اللجنة إلى حوار موسع ومفتوح عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ومن خلال مجلس الشعب، وقضية رأي عام فتحت المجال لمشاركة الكثير من المفكرين والسياسيين والشخصيات الاجتماعية.
اليوم وبعد مرور 42 عاماً على تأسيس المؤتمر الشعبي العام، تؤكد الكثير من الأحداث والمتغيرات التي شهدتها اليمن، أن تأسيس المؤتمر لم يأت من وحي مبادرة لإنهاء صراع داخلي أو نتيجة لحراك سياسي وخلافات فرضت على قيادة الدولة القبول بمعارضيها ومقاسمتهم السلطة، وإنما جاء لترجمة أهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وتوحيد الصف الوطني والانتصار لتطلعات اليمنيين، الذين يعلقون آمالهم اليوم على المؤتمر الشعبي العام لاستعادة إرادتهم وحريتهم المصادرة وصوتهم الذي تجتهد المليشيا في اسكاته وقمعه منذ ما يزيد عن عشر سنوات.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الکثیر من
إقرأ أيضاً:
البرهان ينتقد حزب المؤتمر الوطني، يتأسف على الصراع الداخلي في الحزب
البرهان ينتقد حزب المؤتمر الوطني، يتأسف على الصراع الداخلي في الحزب ويحذر من تداعياته.
كلام ظاهره إنتقاد، ولكنه في الواقع يؤكد عودة حزب الموتمر الوطني رسميا في الساحة كفاعل أساسي ومؤثر. لم يعد الحزب محلولا ولا محظورا من النشاط السياسي مثل أيام ديسمبر. البرهان لم يتسخدم حتى كلمة “محلول”.
ولكن هل أدرك البرهان الآن أهمية حزب المؤتمر الوطني للسودان وتماسكه واستقراره؟
لقد تم حل الحزب ومطارته تماهيا مع الخونة من أحزاب وناشطي قحت وقطيع ديسمبر. وذلك بشكل غير قانوني وغير دستوري وغير عملي، مجرد استجابة لرغبة أحزاب قحت التي تريد إبعاد كل من ينافسها في الساحة لتستفرد بالحكم. البرهان تماهى معها خوفا وطمعا.
ومع ذلك، ربما يكون للبرهان وللعساكر عموما تفاهماتهم السرية مع حزب المؤتمر الوطني أو جزء منه على الأقل في السابق والآن.
علي أية حال لقد عاد حزب المؤتمر الوطني إلى الساحة (بدون كلمة “ما عدا” أو “المحلول”)، ويبدو أن البرهان قد تخلص أخيرا من الخوف من ابتزاز القحاتة ومن لفهم بثورة ديسمبر والتخويف من “الفلول”.
عموما، حزب المؤتمر الوطني هو حزب سوداني وطني يحق له العودة والعمل بشكل رسمي سابقا والآن، مع احتفاظ الشعب السوداني بالحق القانوني والسياسي لمحاسبة قادته قضائيا وسياسيا على أي جرائم أو أخطاء، مثلما يحق للشعب السوداني محاسبة بقية القوى السياسية وعلى رأسها خونة قحت. ولكن الشعب هو من يحاسب وليست الأحزاب. لا يحق من البداية لحزب سياسي أو مجموعة أحزاب أن تقرر عزل أو إبعاد حزب سياسي آخر مثلها بقوة السلطة وبشكل غير دستوري.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب