24 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة:

وليد الطائي

في مشهد سياسي يثير الغضب والاستفزاز، نجد أنفسنا مجددًا في مواجهة تدخلات سافرة من قبل القوى الأجنبية التي يبدو أنها لم تشبع بعد من قضم حقوقنا السيادية.

وبعد التصريحات غير المقبولة من السفيرة الأمريكية في بغداد، والتي تعدت حدود اللباقة الدبلوماسية، يأتي الدور الآن على الاتحاد الأوروبي ليزيد من قلقنا بموقفه التدخلي المرفوض.

التدخل الأمريكي في الشأن العراقي لم يعد خافيًا على أحد، وهو يتخطى بكثير خطوط التفاعل التقليدي بين الدول.
السفيرة الأمريكية، التي يبدو أن مهمتها الأساسية هي إثارة الفوضى وتشويه السيادة العراقية، قد تجاوزت كل حدود اللياقة بممارساتها وتدخلاتها في قوانين الأحوال الشخصية العراقية، التي هي شأن داخلي بحت.

إن تصريحاتها الأخيرة، التي تميزت بوقاحة غير مسبوقة، تعكس مدى قلة الاحترام للقوانين العراقية وتجاهل واضح للسيادة الوطنية.

في الوقت الذي تواصل فيه السفارة الأمريكية وزبائنها من المنظمات الغربية “المدافعة عن حقوق المرأة” التهجم على قوانيننا، يظهر موقف حركة الصادقون كبرهان على النهج الثابت الرافض لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للعراق.

إن هذا الموقف القوي ليس مجرد تعبير عن رفض التدخل، بل هو دعوة واضحة لاستعادة كرامتنا الوطنية وحماية سيادتنا من أي محاولة للتطاول عليها.

أصبح من الواضح أن السفيرة الأمريكية لا تجد غضاضة في فرض وصايتها على العراق.

إن المناداة بتعديل قانون الأحوال الشخصية، الذي هو حق حصري للعراقيين، لا يمكن أن يتم تحت ضغوط أو إملاءات خارجية.

نحن كعراقيين، يجب أن نتصدى لهذه المحاولات بكل قوة، ونعبر عن رفضنا القاطع لأي تدخلات سافرة من أي جهة كانت. فالعراقي لا يهتم بالعقوبات أو تخفيض العلاقات، بل يركز اهتمامه على الحفاظ على عزة وكرامة بلده وسيادته.

وإذا كان هناك من شك في نوايا هؤلاء الذين يتحدثون بلسان السفيرة الأمريكية، فليعلم الجميع أن التصريحات المبتذلة من بعض المحاميات والمحامين والنسويات، التي تشكل جزءًا من هذا الغزو الدبلوماسي، ليست سوى أدوات لتمرير أجندات أجنبية تهدف إلى إفساد مجتمعاتنا وزعزعة استقرارنا.

نحن بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى أن نكون يقظين وحازمين في دفاعنا عن حقوقنا الوطنية، وأن نعمل على تصحيح الأمور داخليًا دون أي تدخل خارجي.

لن ندع هذه البعثات الدبلوماسية، سواء كانت أمريكية أو أوروبية، تستمر في فرض وصايتها على بلادنا.

آن الأوان للوقوف بوجه هذه السياسات، والضغط على حكومتنا ومؤسساتنا للقيام بما هو صحيح ومطلوب لضمان احترام سيادتنا واستقلال قرارنا الوطني.

فليكن واضحًا: الشعب العراقي عازم على استعادة عزه وكرامته، ولن يسمح لأي قوة أجنبية بالتلاعب بشؤونه الداخلية تحت أي ذريعة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: السفیرة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

هل تخرق إسبانيا صفوف الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة مع الصين؟

دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى إعادة تقييم خطة الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين.

تأتي هذه الدعوة في ختام زيارة رسمية استغرقت أربعة أيام إلى الصين، حيث التقى بالرئيس الصيني شي جين بينغ، مما أثار الانتباه إلى الانقسامات الداخلية المتزايدة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن هذه المسألة، وفقما ذكرته بلومبيرغ.

تتزامن دعوة سانشيز مع استعداد الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم تبلغ 36.3% على شركة "سايك موتور كورب"، و19.3% على "فولفو كار إيه بي"، و17% على شركة "بي واي دي"، بالإضافة إلى الرسم الأساسي الذي يبلغ 10% بالفعل على صادرات السيارات الصينية إلى أوروبا. وتواجه تسلا أيضًا زيادة في الرسوم تبلغ 8%.

وإذا لم يتمكن قادة الدول الأوروبية من حشد معارضة كافية لهذه الإجراءات، فمن المتوقع أن تصدر المفوضية الأوروبية اللوائح النهائية بحلول 30 أكتوبر/تشرين الأول القادم، والتي ستبقى سارية لمدة خمس سنوات.

وتعكس هذه الرسوم المخاوف الأوروبية من الاستفادة الصينية من الدعم الحكومي لإغراق الأسواق الأوروبية بالسيارات الكهربائية، مما يهدد المنافسة العادلة ويعرض المصنعين الأوروبيين لخطر الإفلاس، وفقا لبلومبيرغ.

في المقابل، بدأت الصين في إجراء تحقيقات مضادة تتعلق بممارسات الإغراق في واردات الاتحاد الأوروبي من المنتجات مثل البراندي (الخمر المقطّر) ومنتجات الألبان ولحم الخنزير.

الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض رسوم تبلغ 36.3% على شركة صينية مصنعة للسيارات الكهربائية (رويترز) إسبانيا بين المطرقة والسندان

وتعدّ إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية تأثرا بهذه الحرب التجارية المحتملة، فهي أكبر مُصدِّر للحم الخنزير في أوروبا، كما أنها ثاني أكبر مصنع للسيارات في الاتحاد الأوروبي.

وتسعى إسبانيا أيضا إلى جذب الاستثمارات الصينية لتطوير قطاع السيارات الكهربائية لديها. ومن هنا جاءت زيارة سانشيز للصين في إطار الجهود الرامية إلى تجنب التصعيد التجاري مع بكين، بحسب بلومبيرغ.

وقال سانشيز في تصريحاته "لسنا بحاجة إلى حرب أخرى، وفي هذه الحالة حرب تجارية". وأضاف "أعتقد أن علينا بناء جسور بين الاتحاد الأوروبي والصين، وما ستقوم به إسبانيا هو العمل على إيجاد حلول بناءة ومحاولة الوصول إلى تسوية بين الصين والمفوضية الأوروبية".

انقسامات أوروبية

وتأتي تصريحات سانشيز في وقت تعاني فيه أوروبا من انقسامات داخلية بشأن كيفية التعامل مع التحديات التجارية القادمة من الصين.

فبينما تؤيد دول مثل فرنسا، بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون، فرض الرسوم الجمركية لحماية المصنعين الأوروبيين من المنافسة الصينية "غير العادلة"، تدعو دول أخرى مثل إسبانيا إلى الحوار وتجنب التصعيد.

وتحاول الصين استغلال هذه الانقسامات لصالحها، حيث تهدف إلى إقناع عدد كاف من الدول الأوروبية بأن هذه الرسوم الجمركية ليست في مصلحة أوروبا.

وتهدف الصين إلى ممارسة ضغوط على الحكومات الأوروبية من خلال التهديد بالانتقام التجاري، مما يؤدي إلى توليد "ألم اقتصادي" قد يدفع هذه الدول إلى التراجع عن دعم فرض الرسوم.

موقف إسبانيا يمثل تحديا كبيرا للاتحاد الأوروبي الساعي لزيادة الضرائب على منتجات صينية (الفرنسية) تعاون صيني إسباني

وفي لقاء مع سانشيز، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ رغبته في تعزيز العلاقات مع إسبانيا، خاصة في مجالات التكنولوجيا الفائقة والطاقة الجديدة. وقال شي "نأمل أن تواصل إسبانيا توفير بيئة أعمال عادلة وآمنة وغير تمييزية للشركات الصينية التي تستثمر وتعمل في إسبانيا".

وتأتي هذه التصريحات في سياق رغبة الصين في تجنب تصعيد النزاع التجاري مع أوروبا، ومحاولة بناء شراكات مع دول مثل إسبانيا، التي قد تكون أكثر ميلا للحوار والتعاون بدلا من فرض قيود تجارية جديدة.

ويمثل موقف إسبانيا المتغير -وفقا لبلومبيرغ- تحديا كبيرا للاتحاد الأوروبي، الذي يحاول تحقيق توازن بين حماية مصنعيه المحليين وتجنب حرب تجارية شاملة مع الصين.

وتذكر بلومبيرغ أنه إذا تمكنت دول مثل إسبانيا من حشد الدعم الكافي، قد يتمكن الاتحاد الأوروبي من تخفيف الإجراءات أو تأجيلها، مما يعطي مجالا للحوار بين الطرفين.

وعلى الرغم من أن الصين تهدف إلى تقليل تأثير الرسوم الجمركية، فإن إستراتيجية الاتحاد الأوروبي تهدف إلى حماية الأسواق المحلية من التدفقات الكبيرة للسيارات الكهربائية المدعومة من الحكومة الصينية.

ويواجه الاتحاد الأوروبي معضلة معقدة متمثلة في ثنائية هل يواصل التصعيد لحماية اقتصاده الداخلي؟ أم يسعى لإيجاد تسوية تجنبًا لحرب تجارية شاملة قد تضر بمصالحه الاقتصادية؟

وفي ظل تصاعد التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين، يبقى السؤال مفتوحا حول ما إذا كانت دول الاتحاد ستتمكن من الوصول إلى حل وسط يضمن حماية المصالح الاقتصادية الأوروبية مع تجنب التصعيد مع الصين.

وتبقى إسبانيا في موقع مركزي في هذا الجدل، حيث تسعى إلى تحقيق التوازن بين مصالحها الاقتصادية والعلاقات الدولية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يتسلم نسخة من كتاب “الشيخة سلامة بنت بطي” الذي أصدره الأرشيف والمكتبة الوطنية
  • رئيس الدولة يتسلم نسخة من كتاب الشيخة سلامة بنت بطي الذي أصدره الأرشيف والمكتبة الوطنية
  • الاتحاد الأوروبي: نعمل بكل الطرق على وقف إطلاق النار في غزة
  • الانتخابات الأمريكية تدخل المراهنات المالية
  • هل تخرق إسبانيا صفوف الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة مع الصين؟
  • السوداني يستقبل البطلة العراقية نجلة عماد التي تقلدت الذهب في بارالمبياد باريس
  • ضربة قوية للخطوط الجوية اليمنية.. وحكم ثقيل ضدها بتهمة قتل عشرات الركاب
  • سفير الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بمساعدة العراق في محاربة الفساد
  • الداخلية العراقية توقف الحجز الإلكتروني للبطاقة الوطنية
  • جلسة مغلقة لوزير الخارجية مع ممثل الاتحاد الأوروبي