شركات طيران عالمية تُفضّل الأجواء الأفغانية.. لماذا؟
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
كابل- بعد 3 سنوات من تجنب مجالها الجوي، استأنفت بعض شركات الطيران العالمية العبور من خلال الأجواء الأفغانية، سعيا منها لتقليل المخاطر، حيث تعتقد أن التحليق فوق أفغانستان هو الخيار الأكثر أمانا في ظل التوترات الحالية بين إيران وإسرائيل، رغم غياب خدمات مراقبة الحركة الجوية على الأرض.
وتُظهر بيانات مراقبة الرحلات الجوية استئناف رحلات تابعة لشركة "لوفتهانزا" وكل من الخطوط الجوية السنغافورية والبريطانية والتركية فوق الأجواء الأفغانية، بعد إغلاق المجال الجوي الروسي نتيجة الحرب في أوكرانيا، وبعد تزايد التوترات في الشرق الأوسط، خصوصا بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وازدياد مخاوف التصعيد الكبير بالمنطقة.
في السنوات الأخيرة للحكومة السابقة، كانت تمر عبر أفغانستان حوالي 400 طائرة يوميا، وتتقاضى 700 دولار عن كل طائرة، وبعد انسحاب القوات الأميركية عام 2021 واستعادة حركة طالبان السيطرة على البلاد، غيّرت معظم شركات الطيران الدولية مساراتها، وأوقفت رحلاتها إلى أفغانستان.
يقول المتحدث باسم وزارة الطيران الأفغانية إمام الدين أحمدي، للجزيرة نت، إن "معظم الشركات الأجنبية عادت إلى استخدام أجوائنا لأنها أكثر أمنا، حيث لا يوجد في الأراضي الأفغانية ما يهدد سلامة الطيران"، ووضح أن 260 طائرة تمر فوق أفغانستان يوميا، متوقعا أن يزيد هذا العدد قريبا.
وقال أحمدي إن الحكومة تتقاضى 750 دولارا أميركيا عن كل طائرة بدل عبورها من أفغانستان، "وحصّلنا أكثر من 8.4 ملايين دولار من المرور الجوي خلال الأشهر الأربعة الأخيرة".
وبحسب إحصائيات رسمية، فقد عبرت المجال الجوي الأفغاني عام 2023 أكثر من 30 ألف رحلة جوية، ووصل عدد الطائرات التي تستخدم الأجواء الأفغانية قبيل الانسحاب الأميركي من أفغانستان إلى 95 ألف طائرة، وكانت الحكومة الأفغانية السابقة تتقاضى عن كل طيارة 950 دولارا كرسوم للعبور من الأجواء الأفغانية.
ورغم أن أفغانستان تحصّل سنويا على ما قيمته 15 إلى 21 مليون دولار أميركي كرسوم عبور للطائرات، يتم جمعها من خلال الغرفة المالية للاتحاد الدولي للنقل الجوي وتحويلها إلى البنك المركزي في أفغانستان، فإنه بسبب العقوبات الأميركية والدولية على أفغانستان لم تحوّل هذه الأموال منذ 3 سنوات.
فضاء آمنيقول مصدر حكومي للجزيرة نت -فضل عدم ذكر اسمه- إن "الأجواء الأفغانية آمنة وبإمكان الطائرات العبور منها، لكننا لا نملك الوسائل الكافية لتقديم الخدمات اللازمة لها"، وأضاف أن وجود طائرات أميركية دون طيار في الأجواء الأفغانية يزيد اطمئنان شركات الطيران.
ورغم غياب خدمات مراقبة الحركة الجوية على الأرض، يقول خبير الطيران الأفغاني أسد كريمي، للجزيرة نت، إن قرار عدم استخدام الأجواء الأفغانية "لم يكن قرارا أمنيا بل سياسيا للضغط على حركة طالبان".
ويوضح كريمي أن "هذه الشركات وغيرها تعرف أن حركة طالبان تسيطر على كامل التراب الأفغاني، ولا يوجد من يهدد سلامة الطيران، وأن الحركة نفسها لا تملك أسلحة مضادة للطائرات"، كما أن أفغانستان تقع على الطرق الرئيسية بين آسيا وأوروبا وتختصر المسافات بينهما.
الأجواء الأفغانيةوتملك أفغانستان 27 مطارا، منها 5 دولية، وأهمها مطارات كابل وقندهار وهرات ومزار شريف، وتستقبل يوميا نحو 30 رحلة أجنبية، وأفادت منظمة "فلايت رادار 24" أنه في الأسبوع الثاني من شهر أغسطس/آب، زادت الرحلات الجوية في المجال الجوي الأفغاني 7 مرات، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويقول المتحدث باسم وزارة الطيران الأفغانية للجزيرة نت "حددنا -مثل بقية البلدان- الارتفاع المناسب للطائرات التي تعبر الأجواء الأفغانية من 35 ألف قدم إلى 50 ألفا، وطلبنا من الشركات الأجنبية التي تدير المطارات الأفغانية أن توفر الوسائل اللازمة لتوجيه الطائرات في الجو".
كما اعتبر المتحدث أن إعلان إدارة الطيران الفدرالية الأميركية تحليق طائراتها على ارتفاع منخفض في "ممر واخان"، الذي يُستَخدم للعبور من طاجيكستان إلى باكستان، "دليل على تأمين الأجواء الأفغانية".
وأضاف أن شركات الطيران العالمية عادت للتحليق في الأجواء الأفغانية، لكنها لا تهبط في مطاراتها، بسبب عدم ضمان سلامة الطاقم أو الركاب إذا اضطرت أي طائرة للهبوط فيها.
ويقول الطيار الأفغاني جمشيد فايز، للجزيرة نت، إن "الحكومة الحالية تهتم بوضع المطارات، وفي ظل غياب مراقبة الحركة الجوية، فإن الطيارين الذين يعبرون الأجواء الأفغانية يتحدثون إلى الطائرات القريبة منهم عبر أجهزة اللاسلكي، وفقا للوائح وضعتها منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة وهيئة الطيران الأفغانية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شرکات الطیران للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
أستراليا تحذر شركات الطيران من تدريبات البحرية الصينية بالذخيرة الحية
فبراير 21, 2025آخر تحديث: فبراير 21, 2025
المستقلة/- حذرت أستراليا شركات الطيران التجارية من أن السفن الحربية الصينية تجري تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية قبالة الساحل الشرقي للبلاد، مما دفعها إلى إعادة توجيه الرحلات الجوية.
قامت قوات البحرية صينية مكونة من سفينتين حربيتين وسفينة إمداد بالأبحار على مسافة 150 ميل بحري من سيدني، فيما وصفه أحد الأشخاص المطلعين على الأمر بأنه تحرك “غير مسبوق” على طول ساحل أستراليا.
كانت السفن ملاحقة من قبل القوات الأسترالية والنيوزيلندية.
حذرت السلطات الأسترالية الطيارين الذين يقومون بتشغيل رحلات جوية في بحر تسمان يوم الجمعة من التدريبات الصينية.
قالت هيئة سلامة الطيران المدني وهيئة الخدمات الجوية الأسترالية، وهي هيئة مراقبة الحركة الجوية، إنها على علم بتقارير عن استخدام الذخيرة الحية في المياه الدولية و”كإجراء احترازي” نصحت شركات الطيران التي تخطط لرحلات بإعادة توجيه رحلاتها.
قال متحدث باسم شركة كانتاس إن شركة الطيران “عدلت بعض الرحلات”، بما في ذلك رحلات شركة جيت ستار التابعة لها، وستراقب الوضع.
قال متحدث باسم شركة طيران نيوزيلندا إن شركة الطيران عدلت مسارات الرحلات لتجنب المنطقة.
وقال مسؤولون أستراليون إن التدريبات قانونية وأُجريت في المياه الدولية. وقال أنتوني ألبانيز، رئيس وزراء أستراليا، إنه تشاور مع قوات الدفاع ونظيره النيوزيلندي كريستوفر لوكسون بشأن التدريبات، مضيفًا أنه “لا يوجد خطر وشيك” على الأصول الأسترالية أو النيوزيلندية.
لكن ريتشارد مارليس، وزير الدفاع الأسترالي، قال لشبكة ABC الإذاعية إن إخطار الصين عبر الراديو التقطته طائرات تجارية “تحلق فوق بحر تسمان”، مضيفًا أن كانبيرا لم تُبلغ بشكل مباشر بالتدريبات، وهو أمر غير مطلوب ولكنه ممارسة شائعة.
وقال إن العملية “مزعجة للغاية” لشركات الطيران، التي تتلقى عادةً إشعارًا بتدريبات إطلاق النار الحية، بما في ذلك تلك التي يقوم بها الجيش الأسترالي، قبل 12 إلى 24 ساعة من الموعد.
أثارت المناورات، التي كانت مناسبة نادرة لتدريبات إطلاق النار الحية البحرية الصينية بعيدًا عن الأراضي الصينية تؤثر على حركة المرور الجوي المدني، مخاوف بشأن قيام بكين بإبراز نفوذها وقوتها العسكرية في أماكن أبعد في المحيط الهادئ.
قالت جوديث كولينز، وزيرة الدفاع النيوزيلندية، هذا الأسبوع إن وجود السفن الحربية الصينية “الهائلة” كان “جرس إنذار” لمنطقة اعتمدت منذ فترة طويلة على عزلتها الجغرافية كضمان دفاعي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوا جيا كون إن التدريبات التي أجرتها قيادة المسرح الجنوبي لجيش التحرير الشعبي “نفذت بطريقة آمنة ومعيارية ومهنية وفقًا للقانون الدولي ذي الصلة والممارسات الدولية”.
وقد أصدر جيش التحرير الشعبي في الماضي تحذيرات ملاحية للمجال الجوي أو المياه فيما يتصل بتجارب الصواريخ في المحيط الهادئ أو التدريبات العسكرية واسعة النطاق الأقرب إلى سواحله.
وكانت التدريبات السابقة بالذخيرة الحية في البحار البعيدة تُجرى بعيداً عن أراضي دول أخرى.
في يوم الأحد الماضي، أعلنت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن الأسطول الذي يتكون من المدمرة زونيي، إحدى أحدث السفن الحربية الصينية، والفرقاطة هينجيانج وسفينة الإمداد ويشانهو، كان في جلسة تدريب “واقعية في أعالي البحار” تستمر عدة أيام في المحيط الهادئ.
وتبعت تلك الرحلة مهمة تدريبية مماثلة قامت بها نفس قوة المهام البحرية في أقصى الشمال في المحيط الهادئ خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في نهاية شهر يناير/كانون الثاني.
وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج إنها ستواجه نظيرها وانج يي في اجتماع لوزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرج يوم الجمعة بشأن “الشفافية المقدمة فيما يتعلق بهذه التدريبات، وخاصة التدريبات بالذخيرة الحية”.