الأشعة تحت الحمراء وراء قدرة البعوض على إصابة هدفه
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
كشفت دراسة علمية حديثة عن السر وراء قدرة البعوض على رصد هدفه البشري والوصول إليه، مشيرةً إلى أن بعوضة الزاعجة المصرية تستخدم الأشعة تحت الحمراء لإصابة هدفها.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «نيتشر»، أن الحشرة تعد إحدى الناقلات الرئيسية لفيروسات مثل حمى الضنك والحمى الصفراء وزيكا وشيكونغونيا إلى البشر، وهو ضرر جانبي لهدفها البسيط المتمثل في التغذي على الدماء الذي تفضّله بشرياً، لافتةً إلى أنها لتصل إلى هذا الغذاء، تستخدم في الوقت نفسه وسائل رصد عدة.
وبينت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، أن الزاعجة المصرية ترصد أولاً التقلبات الصغيرة في ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الهواء، الناجمة عن عملية تنفّس الإنسان، موضحةً أنها تستطيع أن ترصد هذه التقلبات من مسافة تزيد على عشرة أمتار من الشخص المستهدف.
ولعمليات الرصد هذه، بحسب الدراسة التي نُشرت الأربعاء، تأثير على «رفع نشاط البعوضة الحركي وزيادة استجابتها لمحفزات أخرى منبعثة من الشخص المُستهدف»، بينها تحديداً الإشارات الشمية الخاصة بالروائح البشرية، التي يمكن أن ترصدها من مسافة تصل إلى متر أو مترين.
لكن نظراً إلى أن الزاعجة المصرية تفتقر إلى حدة البصر، تقلّ في حال حدوث أي تيارات هوائية فاعلية هذه الإشارات في مساعدتها على إيجاد مسارها نحو هدفها.
ومن ناحية أخرى، تعرف البعوضة أنها اقتربت من هدفها بمجرد أن تصبح على مقربة من بشرة الإنسان، أي على مسافة تقل عن عشرة سنتيمترات، من خلال استشعارها الرطوبة والحرارة في البشرة التي يبقى أمامها أن تصل إليها.
الأفعى الجرسية
وسعى فريق من جامعة كاليفورنيا برئاسة البروفيسور كريغ مونتيل، إلى معرفة ما إذا كانت الزاعجة المصرية تستطيع، كالأفعى الجرسية أو بعض الخنافس، الاستناد إلى الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من أي كائن حيّ لتحسين موقعها.
ويستهلك جسم الإنسان الطاقة جزئياً على شكل أشعة تحت حمراء، هي نفسها التي تُظهِر باستخدام نظارات الرؤية الليلية شكل الإنسان أو الحيوان في الليل.
وقد أجرى الباحثون تجربة سلوكية من خلال وضع 80 أنثى بعوض في قفص، على بعد بضعة سنتيمترات من لوحين، أحدهما تبلغ الحرارة المحيطة به 29,5 درجة مئوية، وهي حرارة مماثلة لبلد حار، والآخر ضمن أجواء محيطة بحرارة مماثلة لحرارة بشرة الإنسان أي 34 درجة مئوية.
وأتاحت هذه التجربة أيضاً انبعاث سحابة خفية من ثاني أكسيد الكربون وانتشار رائحة عرق بشري منبعثة من قفاز قديم.
ومن خلال الجمع بين هذه العناصر وتصوير سلوك البعوض، لاحظ الباحثون أن إشارة واحدة هي ثاني أكسيد الكربون أو الرائحة أو الأشعة تحت الحمراء من اللوحة الموجودة ضمن أجواء حرارتها مماثلة لحرارة البشرة، أدت إلى استجابة ضعيفة جداً للبعوض، بينما كانت الاستجابة أكثر وضوحاً في ظل مزيج من الرائحة وثاني أكسيد الكربون، ووصلت إلى حد أقصى نتيجة الدمج بين المؤشرات الثلاثة أي الأشعة تحت الحمراء والرائحة وثاني أكسيد الكربون.
ولفتت الدراسة إلى أن درجة حرارة جلد ثدييات أخرى في بيئة البشر تختلف بما يصل إلى 10 درجات مئوية، ومن سوء الحظ أن بشرة الإنسان هي «الأكثر جذباً للبعوض».
واستناداً إلى عمليات المراقبة، تستطيع الزاعجة المصرية رصد الأشعة تحت الحمراء من الجلد حتى مسافة 70 سنتمتراً أقله من الهدف، على مسافة «متوسطة» بين التي ترصد فيها ثاني أكسيد الكربون وروائح الجسم من جهة، وحرارة البشرة ورطوبتها من جهة أخرى.
وفسّر فريق الباحثين من جامعة كاليفورنيا هذه القدرة بتسخين أطراف الخلايا العصبية الموجودة على قرون استشعار البعوض عبر الأشعة تحت الحمراء. وبحسب الدراسة، ينشّط هذا الاحترار بدوره مستقبلات حساسة على درجة الحرارة.
واعتبر معدو الدراسة أنّ الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء يمكن استخدامه على نطاق واسع بين البعوض الذي يتغذى على الدم ليجد مساره نحو الأشخاص ذوي الدم الحار. وإذا كان الأمر كذلك، لفت الباحثون إلى إمكانية تصميم أفخاخ للبعوض فعّالة بصورة أكبر.
البيان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون الأشعة تحت الحمراء الزاعجة المصریة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصحة: دعم المستشفيات بـ19 جهاز أشعة وتقديم الفحوصات لـ1507 مرضى
أعلنت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في الإدارة العامة للأشعة، عن توفير 19 جهاز أشعة متنوعا بالمستشفيات خلال شهر يناير 2025، في إطار جهود تطوير منظومة الخدمات الصحية وتعزيز قدرات المستشفيات في مختلف المحافظات.
وأكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية وزارة الصحة لتحديث البنية التحتية للقطاع الصحي، وتحسين جودة الخدمات التشخيصية المقدمة للمواطنين في جميع أنحاء الجمهورية.
وقال إن الأجهزة التي تم توفيرها تشمل أشعة عادية، وأشعة مقطعية، وأجهزة الأشعة المخصصة للعمليات، وتحميض ديجيتال، وأجهزة الموجات فوق الصوتية، ما يساهم في تحسين دقة التشخيص وتقديم خدمات صحية متقدمة للمرضى.
عقود صيانة لـ 242 جهاز أشعةوأضاف عبد الغفار أن الإدارة العامة للأشعة أصدرت عقود صيانة لـ 242 جهاز أشعة، تتضمن الأجهزة المتنقلة والثابتة، وأجهزة الأشعة المقطعية، والديجيتال، وأشعة الثدي (الماموجرافي)، والرنين المغناطيسي، لضمان استمرارية عملها بأعلى كفاءة وتحقيق استدامة تشغيلها في مختلف المنشآت الطبية.
وفي إطار المشروع القومي للأشعة عن بُعد، أوضح الدكتور بيتر وجيه، رئيس قطاع الطب العلاجي، أنه تم إصدار 6608 تقارير أشعة خلال يناير 2025، بهدف تعزيز تبادل المعلومات بين المستشفيات والعيادات، ما يسهم في تحسين دقة التشخيص وسرعة اتخاذ القرارات العلاجية.
فيما أشار الدكتور محمد زيدان، رئيس الإدارة المركزية للطب العلاجي، إلى تشكيل لجان فنية لمراقبة وضبط معايير الأشعة المؤينة، ما أدى إلى ترخيص 147 منشأة طبية، منها 42 منشأة حكومية و105 منشآت خاصة، وفق أعلى معايير السلامة والجودة لضمان تقديم خدمات طبية متطورة وآمنة.
وأوضح أنه تم تنفيذ حملات رقابية على 24 مستشفى ومركز أشعة، للوقوف على جاهزيتها الفنية ومدى التزامها بمعايير سلامة المرضى، مع تقديم التوصيات اللازمة للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة.
وفي سياق جهود الوزارة لتوسيع نطاق خدمات الأشعة، أكد الدكتور محمد فوزي، مستشار وزير الصحة والسكان للأشعة، أن وحدات الأشعة المتنقلة قدمت الفحوصات الطبية لـ1507 مرضى في مستشفيات رأس غارب التخصصي بالبحر الأحمر، ورأس التين بالإسكندرية، والعريش العام بشمال سيناء، وبدر الجامعي، والشيخ زايد آل نهيان بالقاهرة، ما يساهم في تسهيل وصول الخدمات الطبية للمواطنين في مختلف المناطق.