يعتبر فقدان الذاكرة ظاهرةً محبطةً يمكن أن تحدث في أي وقت، سواء كان ذلك بنسيان المكان الذي وضعت فيه مفاتيحك أو عدم القدرة على تذكّر وصفتك المفضلة. لكن لا بد من الإشارة إلى أن فقدان الذاكرة ليس دائما علامة على وجود مشكلة صحية أكثر خطورة. وفي الواقع، هناك العديد من الحالات الصحية التي يمكن أن تسبب مشاكل الذاكرة بدءا من الاكتئاب وصولا إلى مرض ألزهايمر وحتى مرض السكري.
وفي هذا التقرير الذي نشره موقع "برس سانتي" الفرنسي، استعرض فرانسوا لين الأسباب الرئيسية لفقدان الذاكرة لفهمها بشكل أفضل والتعامل معها.
الاكتئاب والقلقالاكتئاب والقلق حالتان عقليتان قد يكون لهما تأثير مباشر على الذاكرة. فالأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق يواجهون صعوبات أكثر من غيرهم في استحضار ذكريات أو أحداث محددة. وقد ربطت بعض الدراسات بين الإجهاد المزمن والتهابات الدماغ مما يمكن أن يضرّ بالذاكرة. بالإضافة إلى ذلك، تم ربط الاكتئاب بزيادة خطر الإصابة بالخرف، حيث يمكن للحالتين التسبب في تقلّص المادة الرمادية المسؤولة عن الذاكرة والعواطف في الدماغ.
تم ربط الاكتئاب بزيادة خطر الإصابة بالخرف (غيتي) أمراض الغدة الدرقيةسواء كانت الغدة الدرقية غير نشطة (قصور الغدة الدرقية) أو مفرطة النشاط (فرط نشاط الغدة الدرقية)، فإن اضطرابات الغدة الدرقية يمكن أن تتسبب في ظهور أعراض إدراكية بما في ذلك فقدان الذاكرة وضبابية العقل. وتفرز هذه الغدة على شكل فراشة بشكل رئيسي الهرمونات التي تنظم وظائف أعضائنا بما في ذلك الدماغ. ولحسن الحظ أنه يمكن علاج هذه الحالات بسهولة باستخدام دواء الغدة الدرقية.
داء السكرييعد الحفاظ على استقرار مستوى السكر (الغلوكوز) في الدم ضروريا لمرضى السكري. وبما أن الغلوكوز هو المصدر الرئيسي لطاقة الجسم، فإن عدم توازن مستوياته يمكن أن يؤثّر على قدرتنا على العمل بشكل طبيعي. وعلى المدى الطويل يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى السكر إلى تلف الدماغ في حين أن نقصه وانخفاض مستوياته يسبب الارتباك. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للسكري أن يضرّ بالأوعية الدموية مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وهذا يمكن أن يؤثر سلبا على تدفق الدم إلى الدماغ وبالتالي على الذاكرة.
كوفيد-19ورغم أن معظم الناس يتعافون من كوفيد-19 بدون مشاكل، ظهرت على حوالي 20 إلى 30% منهم أعراض "كوفيد طويل الأمد" بعد عدة أسابيع من الإصابة بما في ذلك مشاكل الذاكرة خاصة من حيث تخزين واسترجاع ذكريات جديدة. ويحاول العلماء معرفة الأشخاص الأكثر عرضةً لاضطرابات الإدراك بعد الإصابة بكوفيد-19 التي يعتقد البعض أنها ناتجة عن التهاب الدماغ.
داء لايمينتقل هذا المرض إلى البشر عادة عن طريق القراد. وعندما يعضك القراد المصاب يمكنه نقل البكتيريا إلى دمك على امتداد بضعة أيام. ويسبب هذا المرض التهابا في جميع أنحاء الجسم بما في ذلك الجهاز العصبي، مع ظهور طفح جلدي في مكان اللدغة، ودون علاج سريع يمكن أن تتفاقم الأعراض لتصل إلى فقدان الذاكرة وتغيرات في المزاج من بين مشاكل أخرى. لحسن الحظ، يمكن أن تساعد المضادات الحيوية في علاج هذه الحالة.
يمكن أن يكون لبعض الأدوية تأثير جانبي مثل فقدان الذاكرة (وكالة الأنباء الألمانية) مرض ألزهايمر والخرفالخرف اضطراب يصيب الدماغ يمكن أن يؤثر على الذاكرة ووظائف عقلية أخرى، ويعتبر مرض ألزهايمر أحد أكثر أنواع الخرف شهرة. ويسبب الخرف تلف خلايا الدماغ؛ وهذا يؤدي إلى فقدان الذاكرة الذي يبدأ عادة بشكل خفيف ثم يتفاقم تدريجيا. ومع أن بعض الأدوية يمكن أن تساعد في التحكم في الأعراض لفترة من الوقت إلا أنه من المهم استشارة الطبيب بمجرد الاشتباه في الإصابة بالخرف لوضع خطة شخصية لتأخير تفاقم فقدان الذاكرة والأعراض الأخرى قدر الإمكان.
الأدوية التي يمكن أن تسبب فقدان الذاكرةيمكن أن يكون لبعض الأدوية -مع الأسف- تأثير جانبي مثل فقدان الذاكرة. ومن بين هذه الأدوية، نجد مضادات الاكتئاب ومضادات الهيستامين والأدوية المضادة للغثيان والمرخيات البولية وأدوية ارتفاع ضغط الدم والستاتينات والستيرويدات والمهدئات. ومع التقدم في العمر، يمكن أن يصبح الشخص أكثر عرضة لهذه الآثار الجانبية. لذلك، من المهم استشارة مقدّم الرعاية الصحية إذا لاحظت حالات جديدة من ضبابية الدماغ أو التشوش لتقديم العلاج المناسب وتجنب هذه الآثار.
كيف يمكن تحسين الذاكرة؟هناك طرق مثبتة لتحسين صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف. مع ذلك، من المهم أن نتذكر أن فقدان الذاكرة لا يعني تلقائيا وجود مشكلة صحية أو تطوّر مرض ألزهايمر. وقد يتطلب حل هذه المشكلة ببساطة ممارسة التأمل أو تقنيات أخرى للتخفيف من التوتر أو النوم بشكل أفضل أو اتباع نظام غذائي متوازن. والأهم هو أن نبقى متيقظين لأي مشكلة في الذاكرة ونناقشها مع الطبيب لتحديد السبب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فقدان الذاکرة الغدة الدرقیة مرض ألزهایمر خطر الإصابة بما فی ذلک یمکن أن
إقرأ أيضاً:
بسبب حزب الله.. الشعب الإسرائيلي يعاني من الاكتئاب
كشفت وسائل إعلام عبرية، نقلا عن بيانات صادرة عن وزارة الصحة الإسرائيلية، عن تدهور خطير في الحالة النفسية للشعب الإسرائيلي، ووفقًا لما نقلته القناة 12 العبرية، ارتفع استهلاك الأدوية النفسية بين الإسرائيليين خلال الربع الثالث من عام 2024، حسبما أفادت قناة القاهرة الاخبارية.
الشعب الإسرائيلي يعاني من الاكتئابوأظهرت دراسة أجراها مركز ميتيف بالتعاون مع منظمة ICA أن الأطفال والمراهقين يعانون من أعراض مثل القلق، الاكتئاب، الشعور بالانفصال، وغياب الروتين منذ 7 أكتوبر 2023.
وأوضح البروفيسور عنات شوشاني، الذي أشرف على الدراسة، أن «الوضع يشهد تدهورًا حادًا، مما يضع الشباب في حاجة ماسة إلى الدعم والمساعدة».
مقتل 3 جنود خلال ساعات في جنوب لبنانيأتي هذا في ظل التصاعد الميداني للحرب في جنوب لبنان، إذ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ثلاثة من جنوده، حيث تخوض إسرائيل مواجهة عسكرية مع حزب الله منذ أواخر سبتمبر الماضي.
يذكر أن حزب الله فتح جبهة دعم لغزة ضد إسرائيل عقب الهجوم الكبير الذي نفذته حركة حماس على جنوب الأراضي المحتلة في 7 أكتوبر 2023، مما أدى إلى تصعيد عسكري في قطاع غزة.
ودخلت المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مرحلة حرب مفتوحة منذ 23 سبتمبر، أعقبها توغل جيش الاحتلال في جنوب لبنان بعد أسبوع من بدء القتال.