في مايو/أيار الماضي، وقّع قرابة 200 موظف داخل مختبر "ديب مايند"، وهو قسم الذكاء الاصطناعي التابع لشركة غوغل، على خطاب يطالب الشركة العملاقة بإلغاء عقودها مع المؤسسات العسكرية، وفقًا لنسخة من الخطاب اطلعت عليها مجلة تايم ونشرت عنها تقريرا يوم الخميس 22 أغسطس/آب الجاري.

وانتشر هذا الخطاب وسط تصاعد المخاوف داخل قسم الذكاء الاصطناعي من بيع تقنياته إلى الجيوش المتورطة في الحروب عالميا، الأمر الذي وصفه الموظفون بأنه انتهاك لقواعد الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة غوغل.

هذا الخطاب الأخير هو علامة جديدة على تصاعد حدة الخلاف داخل غوغل، على الأقل بين بعض موظفي قسم الذكاء الاصطناعي، الذين تعهدوا بعدم المشاركة في تطوير التقنيات العسكرية، وبين قسم الأعمال السحابية الذي يملك عقودا لبيع خدمات غوغل السحابية، ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يطورها مختبر "ديب مايند"، للعديد من الحكومات والجيوش ومنها الجيش الإسرائيلي، وخاصة التعاون الذي نشأ من "مشروع نيمبوس".

مشروع نيمبوس

في شهر أبريل/نيسان الماضي، اقتحمت قوات الشرطة مكاتب شركة غوغل، في نيويورك وكاليفورنيا، لاحتجاز مجموعة من الموظفين المتظاهرين احتجاجًا على عقد للخدمات السحابية، بقيمة 1.2 مليار دولار، مع الحكومة الإسرائيلية تحت مُسمَّى "مشروع نيمبوس".

قسم الأعمال السحابية في غوغل متهم بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي عبر مشروع نيمبوس (شترستوك)

لقي هذا العقد -المشترك مع شركة أمازون– معارضة حادة من جانب موظفي الشركتين منذ عام 2021، لكن تصاعدت حدة الاحتجاجات منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

تمثّل الدافع الأساسي وراء هذه الاحتجاجات حينها في مخاوف الموظفين من استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات غوغل في مراقبة الفلسطينيين وقمعهم، ضمن نظام الفصل العنصري الذي تتبعه دولة الاحتلال منذ سنوات طويلة.

والآن يؤكد موظفو غوغل وأمازون الحاليون والسابقون، المعارضون لمشروع نيمبوس، أنه يضع الشركتين في خانة التواطؤ مع إسرائيل في حربها الدموية على قطاع غزة، وتورط حكومتها في ممارساتها اللاشرعية واللاإنسانية بحق المدنيين الفلسطينيين.

لكن في المقابل، أصرّت غوغل على أن هذا المشروع لا يهدف إلى المشاركة في الأعمال العسكرية، لتنفي تورطها في هذا الأمر وذكرت أنه "لا تربطه علاقة بالأسلحة أو الخدمات الاستخباراتية"، في حين لم تناقش أمازون علنًا نطاق عمل هذا المشروع بالتفصيل.

لكن الأدلة التي ظهرت تخالف هذا الإنكار، وهو ما أشارت إليه تقارير من عدة مواقع صحفية مثل موقع "وايرد" وموقع "ذي إنترسبت" ومجلة "تايم".

سحابة الحرب

وفقًا لتقرير وايرد، أظهرت مراجعة الوثائق العامة وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين وموظفي غوغل وأمازون أن الجيش الإسرائيلي احتل موقعًا مركزيًا داخل مشروع نيمبوس منذ بدايته، إذ شكّل الجيش الإسرائيلي تصميم المشروع كما أنه من أبرز مستخدميه. إذ يرى كبار المسؤولين الإسرائيليين أن مشروع نيمبوس يؤسس لبنية تحتية مهمة للجيش الإسرائيلي.

الجيش الإسرائيلي احتل موقعًا مركزيًا داخل مشروع نيمبوس منذ بدايته (الفرنسية)

في فبراير/شباط الماضي وفي مؤتمر مخصص لمشروع نيمبوس، ذكر غابي بورتنوي، رئيس هيئة السايبر الإسرائيلية، أن "العقد أسهم في الرد العسكري الإسرائيلي على حركة حماس" نقلا عن وسائل الإعلام الإسرائيلية. وأضاف بورتنوي: "تحدث أمور استثنائية في أرض المعركة بسبب السحابة العامة لمشروع نيمبوس، وهي أمور لها تأثير على تحقيق النصر. لكن لن أشارك التفاصيل"، وفقًا لمقال في مجلة "بيبول آند كومبيوتر" التي شاركت في تنظيم المؤتمر.

يتناقض تصريح بورتنوي مع تصريحات غوغل لوسائل الإعلام، التي سعت إلى التقليل من أهمية التورط العسكري لمشروع نيمبوس، كما أشار تقرير وايرد. إذ ذكرت آنا كوالتشيك المتحدثة باسم غوغل في بيان لها: "هذا المشروع ليس موجهًا نحو مهام حساسة للغاية أو سرية أو عسكرية تتعلق بالأسلحة أو أجهزة الاستخبارات. عقد نيمبوس مخصص لمهام العمل على سحابتنا التجارية لصالح الوزارات الحكومية الإسرائيلية، التي توافق على الامتثال لشروط الخدمة وسياسة الاستخدام المقبول لدينا".

من المفترض أن تحظر شروط خدمة غوغل على العملاء أي "أنشطة شديدة الخطورة"، التي تُعرّف بكونها تتضمن حالات "من المتوقع أن يؤدي فيها استعمال الخدمات أو تعطلها إلى الوفاة أو الإصابة الجسدية أو الإضرار بالبيئة أو الممتلكات (مثل بناء أو تشغيل المنشآت النووية أو مراقبة الحركة الجوية أو أنظمة دعم الحياة أو الأسلحة)". لكن من المبهم كيف يندرج دعم المشروع لعمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي القتالية في قطاع غزة ضمن هذه الشروط، كما أشار تقرير وايرد.

تعميق الشراكة

يتماشى تصريح غابي بورتنوي مع التقارير الأخيرة التي تظهر الروابط العسكرية لعقد نيمبوس منذ فترة طويلة. ففي شهر أبريل/نيسان الماضي، كشفت وثيقة عن أن شركة غوغل تقدم خدمات الحوسبة السحابية لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وقد تفاوضت الشركة العملاقة على تعميق شراكتها خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حسبما أظهرت الوثيقة التي اطلعت عليها مجلة تايم.

تفاوضت غوغل على تعميق شراكتها خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حسبما أظهرت الوثيقة التي اطلعت عليها مجلة تايم (شترستوك)

ووفقا للوثيقة، تملك وزارة الدفاع الإسرائيلية ما تسمى "منطقة هبوط" خاصة بها في خدمة غوغل السحابية، وهي تعني حساب دخول إلى البنية التحتية للحوسبة التي توفرها غوغل، التي تسمح للوزارة بتخزين البيانات ومعالجتها بجانب الوصول إلى خدمات الذكاء الاصطناعي.

كما طلبت الوزارة مساعدة استشارية من غوغل لتوسيع وصولها إلى خدماتها السحابية، بحيث تسمح لـ"وحدات متعددة" بالوصول إلى تقنيات الأتمتة، وفقا لمسودة عقد بتاريخ 27 مارس/آذار. ويظهر العقد أن غوغل تقدم فواتير لوزارة الدفاع الإسرائيلية بأكثر من مليون دولار نظير هذه الخدمة الاستشارية.

كانت قد أشارت سابقا تقارير في الصحافة الإسرائيلية إلى أن هذا العقد لا يسمح للشركتين بتزويد الجهات العسكرية بالتكنولوجيا الخاصة بهما بموجب مشروع نيمبوس. لكن كانت هذه أول مرة يُعلن فيها عن وجود عقد يوضح أن وزارة الدفاع الإسرائيلية هي أحد عملاء خدمات غوغل السحابية.

كذلك يشير تقرير وايرد إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تشكّل جزءًا مهمًا من مشروع نيمبوس. ففي منشور على منصة لينكدن العام الماضي، ذكر أومري هولزمان، قائد فريق شؤون الدفاع في أمازون ويب سيرفسيز، أن مؤتمرًا عقدته الشركة "شهد حضورا من كل مؤسسة أمنية في إسرائيل"، دون تحديد تلك المؤسسات.

كما عرضت شركة غوغل مؤخرًا على مسؤولي الشرطة والأمن الإسرائيليين نموذجها للذكاء الاصطناعي "جيميني"، وهو جوهر محاولات شركة العملاقة لمنافسة الروبوت الأشهر "شات جي بي تي". وذكر شاي مور، مدير ورئيس القطاع العام والدفاع في غوغل كلاود إسرائيل، في منشور على لينكدن، في مارس/آذار، أنه شارك مؤخرًا معلومات حول "مشاريع الشركة الرائدة المرتبطة بنيمبوس" مع وكالات أمنية تشمل الشرطة الإسرائيلية والوكالة الرقمية الإسرائيلية وهيئة السايبر الإسرائيلية.

عرضت شركة غوغل مؤخرا على مسؤولي الشرطة والأمن الإسرائيليين نموذجها للذكاء الاصطناعي "جيميني" (غيتي) تطبيقات عسكرية

في أبريل/نيسان عام 2021، وقَّعت حكومة إسرائيل على اتفاق مع شركتي غوغل وأمازون لبناء مراكز بيانات إقليمية لتقديم الخدمات السحابية، وبهذا ستضمن استمرارية الخدمة حتى إن تعرضت الشركتان لضغوط دولية لمقاطعة إسرائيل فيما بعد، وقُدرت تكلفة المشروع بنحو 1.2 مليار دولار.

هذا بالطبع ما ذُكر رسميا في وسائل الإعلام حينها، لكن "مشروع نيمبوس" كان ينطوي على أكثر من مجرد مراكز بيانات إقليمية، ورغم عدم توفر تفاصيل رسمية كثيرة حول المشروع حينها، فإن تقريرا لموقع "ذي إنترسبت"، صدر في شهر يوليو/تموز عام 2022، استشهد بوثائق ومقاطع فيديو تدريبية داخلية من غوغل تشير إلى أن جزءا أساسيا من المشروع سيوفر لإسرائيل مجموعة كاملة من أدوات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي تقدمها منصة غوغل السحابية.

وضحت مجموعة الوثائق التدريبية ومقاطع الفيديو الخاصة بشرح المشروع، والموجَّهة لموظفي الحكومة الإسرائيلية، لأول مرة مزايا منصة غوغل السحابية التي تقدمها الشركة لجيش الاحتلال من خلال المشروع.

توفر غوغل مجموعة كاملة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، تلك التقنيات ستمنح جيش الاحتلال قدرات أكبر في التعرّف على الوجوه، والتصنيف الآلي للصور، وتتبع مسار تحرك الأجسام، وحتى القدرة على تحليل المشاعر الذي تدّعي الوثائق أن بإمكانه تقييم المحتوى العاطفي داخل الصور والكلام والكتابة. أشار التقرير حينها إلى أن تلك الإمكانيات ستزيد من قدرات جيش الاحتلال على فرض رقابة صارمة على المواطنين الفلسطينيين، بجانب معالجة كميات هائلة من البيانات.

شركات الأسلحة الإسرائيلية

في مايو/أيار الماضي، كشف تقرير آخر من موقع "ذي إنترسبت" أن مشروع "نيمبوس" يلزم اثنين من أبرز مصنعي الأسلحة الإسرائيليين، وهما شركتا "الصناعات الجوية الإسرائيلية" و"رافائيل"، باستخدام خدمات الحوسبة السحابية من غوغل وأمازون في أعمالهما.

فوفقًا لوثيقة مشتريات صادرة عن الحكومة الإسرائيلية، فإن الشركتين المملوكتين للدولة يلزم عليهما التعامل مع أمازون وغوغل لتلبية احتياجاتهما من الحوسبة السحابية.

شركة أمازون متهمة بالتواطؤ مع تل أبيب في الحرب الإسرائيلية على غزة وفق ما يقول موظفون سابقون وحاليون في الشركة. (غيتي)

لم توضح الوثيقة تفاصيل التعاقد بين غوغل وأمازون مع شركات الأسلحة الإسرائيلية، لكن هاتين الشركتين مسؤولتان عن تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ وغيرها من الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في قصف قطاع غزة، كما أشار تقرير "ذي إنترسبت".

تتضمن وثيقة المناقصة في معظمها تفاصيل قانونية وقواعد ولوائح تحدد كيفية شراء إسرائيل لخدمات الحوسبة السحابية من أمازون وغوغل، وقد نُشرت الوثيقة الإسرائيلية لأول مرة في عام 2021، ولكن يجري تحديثها دوريًا، وكان آخر تحديث لها في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.

لا تُلزم تلك الوثيقة الحكومية أيًا من الكيانات بشراء الخدمات السحابية، ولكن إذا احتاجت تلك الكيانات إلى مثل هذه الخدمات، فيجب أن تشتريها من شركتي التقنية الأميركية. يشير جزء منفصل من الوثيقة إلى أن أي مكتب حكومي يرغب في شراء خدمات الحوسبة السحابية من شركات أخرى يجب أن يقدم التماسًا إلى لجنتين حكوميتين تشرفان على المشتريات للحصول على إعفاء مباشر.

ورغم أن انتقال الحكومة إلى خدمات غوغل وأمازون السحابية قد شهد تأخرًا طويلًا، فإن شركة رافائيل أعلنت في يونيو/حزيران الماضي أنها بدأت نقل بعض احتياجاتها السحابية "غير السرية" إلى خدمات أمازون ويب سيرفيسز دون أن توضح المزيد من التفاصيل، كما يشير التقرير.

تضع تلك العلاقات مع شركات تصنيع الأسلحة الإسرائيلية مشروع نيمبوس في أقرب موقع إلى إراقة دماء الأبرياء في قطاع غزة. وبهذا تتورط شركات التقنية الكبرى مثل غوغل وأمازون في الاستهداف المباشر للفلسطينيين، رغم أن تلك الشركات تقدم دائما تعهدات بتجنب استخدام تقنياتها في الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات خدمات الحوسبة السحابیة الحرب الإسرائیلیة على الدفاع الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی غوغل السحابیة غوغل وأمازون مشروع نیمبوس على قطاع غزة إلى خدمات شرکة غوغل غوغل ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

سلام في افطار السرايا: لا مشروع يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم وعلى الاصلاح

اكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور نوّاف سلام ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي لمواقع في الجنوب يشكل اعتداءً على سيادتنا وانتهاكا للقرار ١٧٠١ الذي نلتزمه بكامل بنوده وننفذه، مشددا على انه لا مشروع لدينا يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم وعلى الاصلاح الذي يسمح بقيام الدولة وهو الممر الإلزامي لاستعادة ثقة المواطن بالدولة وللتعافي المالي والنهوض الاقتصادي.
ولفت الى أن العناوين الاساسية للإصلاحات هي: قيام السلطة القضائية المستقلة، وايجاد حل لازمة المودعين واعادة هيكلة القطاع المصرفي والانتقال الى دولة المواطنة واعادة التفاوض مع صندوق النقد الدولي على برنامج جديد يراعي اولا مصلحة لبنان الوطنية ويساعد في تامين الدعم من أشقائنا واصدقائنا الدوليين وقد بدانا بالفعل هذا الاسبوع بالتفاوض على برنامج كهذا.

كلام الرئيس سلام جاء في كلمة القاها غروب اليوم خلال افطار اقامه في السرايا حضره الرئيسين امين الجميل وميشال سليمان وممثل رئيس مجلس النواب وزير المال ياسين جابر، والرؤساء السابقون نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، تمام سلام وحسان دياب، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ، نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري ،مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، ممثّل بطريرك الارمن الكاثوليك لبيت كيليكيا الاب رافي هوفهانسيان، متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، متروبوليت بيروت للسريان الأرثوذكس المطران مار قليميس دانيال كورية، ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوتي، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي في العالم مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، كاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الارثوذكس ارام الاول كيشيشيان، رئيس الطائفة الكلدانية المطران ميشال قصارجي، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي القدور، رئيس الطائفة القبطية الأرثوذكسية في لبنان وسوريا القس أندراوس الانطوني، ممثل الطائفة الأشورية في لبنان الاب كيفاركيس يوحنا.
كما حضر الوزراء ورؤساء اللجان النيابية واعضاء هيئة مكتب المجلس وعدد من السفراء العرب والأجانب وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وعدد من ممثلي المنظمات الدولية،ورؤساء الأجهزة القضائية والأمنية ونقباء المهن الحرة والمحافظين ورؤساء الهيئات الاجتماعية ومفتوا المناطق وعدد من المدراء العامين.

كلمة الرئيس سلام

اصحاب السماحة والغبطة،
اصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة،  
أيها الحضور الكريم،
اهلا بكم جميعًا في السراي الكبير وكل الشكر على تلبيتكم الدعوةللمشاركة في هذا الإفطار الذي يجمعنا كعائلة واحدة في هذه الليلة المباركة من شهر رمضان الكريم، شهر الخير والعطاء والتضامن والسلام، وما أحوجنا إلى قيمه النبيلة في كل افعالنا وحياتنا الخاصة والعامة .
يحل علينا الشهر الفضيل هذه السنة، وكلنا امل بمستقبل أفضل لوطننا ولأبنائه، بعدما أصبح لجمهوريتنا رئيسٌ وحكومةٌ أردناها قائمة على الكفاءات ، شكلناها وفقا لأحكام الدستور وحملت لواء الاصلاح والانقاذ .
وقد وضعنا نصب أعيننا هدفا اساسياً، هو العمل على إعادة بناء الدولة بعد كل ما أصاب مؤسساتها واداراتها من تفكك واهتراء، ناهيكم عن الفساد الذي استشرى فيها والهدر الذي قوض قدراتها. فالدولة التي نريد قيامها هي دولة قادرة وعادلة، دولة عصرية وفاعلة، دولة تحمي مواطنيها وتكون في خدمتهم.
فلا مشروع لدينا يعلو على الإصلاح الذي يسمح بقيام الدولة التي ترتكز على مبدأ المواطنة الجامعة ومفهوم سيادة القانون. كما لا مشروع لدينا يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم، الدولة التي تعود اليها حصرية السلاح، وعليها واجب بسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية كما نص على ذلك اتفاق الطائف.  
وهذا يقتضي طبعا تعزيز قواتها المسلحة كونها الضمانة الأكيدة لحماية سيادتها ولتحقيق أمن ابنائها. 
لكن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمواقع في جنوبنا يشكل اعتداء على سيادتنا وسلامة أراضينا. كما يشكل انتهاكا للقرار 1701 الذي نلتزمه بكامل بنوده وننفذه، وخرقا لترتيبات وقف الاعمال العدائية التي اقرتها الحكومة السابقة في تشرين الثاني الماضي.
وبمواجهة ذلك، فإننا نستكمل انتشار جيشنا الوطني ونعزّز تعاوننا مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ونضاعف جهودنا السياسية والدبلوماسية لحشد الدعم العربي والدولي للضغط على إسرائيل كي تستكمل انسحابها من بقية الأراضي اللبنانية حتى حدودنا الدولية المكرسة في اتفاقية الهدنة.
الحضور الكريم، 
بالأمس القريب قمت بجولة ميدانية في جنوبنا الجريح برفقة عدد من الوزراء واطلعنا على حجم الدمار الهائل وأكدنا التزام الحكومة إعادةالإعمار والعودة الكريمة لأهلنا إلى قراهم وبيوتهم وارزاقهم. وبالفعل باشرنا العمل انطلاقا من المسح الاولي للأضرار. إذ بدأت حكومتنا بالتعاون مع البنك الدولي بوضع برنامج لإعادة الإعمار ولتوفير الاموال الملحة للمرحلة الاولى.
 
ضيوفي الأعزاء،
إذا كان انهاء الاحتلال وإعادة الاعمار في راس الأولويات، ففي رأسها أيضا ورشة الإصلاحات.
وورشة الإصلاحات بدأت مباشرة بعد نيل الحكومة الثقة.
جميعنا يعرف ان الإصلاحات هي الممر الإلزامي لاستعادة ثقة المواطن بالدولة. كما انها الممر الالزامي للتعافي المالي والنهوض الاقتصادي. وهي حاجة وطنية قبل ان تكون مطلبا دوليا.  
وتنفيذ الإصلاحات يتطلب أيضا الاخذ بمعايير الجدارة والكفاءة في الوظائف العامة. فهذا لن ينصف مبدأ المساواة بين المواطنين فحسب، بل يساهم أيضا في تحسين فعالية الإدارة ونوعية خدماتها للمواطنين.

واسمحوا لي الان هنا أن أتحدث لبضع دقائق عن الرؤية الاقتصادية لحكومتنا:
لقد كانت السنوات الماضية قاسية جداً على مجتمعنا. فقد واجهنا محنة تلو الأخرى، بدءًا من ازمة اموال المودعين، مرورًا بجائحة كورونا، وكارثة انفجار مرفأ بيروت، وصولًا إلى الحرب الإسرائيلية الشرسة. وقد ادى كل ذلك إلى انهيار اقتصادي غير مسبوق، مما دفع العديد من اخوتنا واخواتنا إلى فقدان الأمل في الوطن، وأجبر عددا كبيرا من شبابنا على الهجرة بحثًا عن مستقبل أفضل.
لكنني هنا اليوم لأؤكد لكم أننا لن نستسلم لليأس والتشاؤم. فنحن نؤمن بقدرات بلادنا التنافسية وطاقات شبابنا وابداعهم، ونؤمن بريادة قطاعنا الخاص، وبارتباط المغتربين بوطنهم. وبعد سنوات من الازمة الاقتصادية ، أشعر اليوم بتفاؤل كبير. فمنذ توليت رئاسة الحكومة،التقيت عشرات رجال الأعمال اللبنانيين والمستثمرين العرب والدوليين،وسمعت منهم صوتاً واحدًا: الاستعداد للاستثمار والانخراط في عجلة الاقتصاد لحظة نقوم بالإصلاحات الضرورية.
والسؤال الذي يطرح نفسه علينا هنا: كيف يمكننا الاستفادة من كل امكانيات بلدنا؟ فلو كان لنا ان نجيب بكلمة واحدة لقلنا انها: الثقة.
نعم. يجب أن نستعيد الثقة بمؤسساتنا العامة والخاصة على حد سواء .
وهذا يعيدنا الى أهمية الاصلاحات، وعناوينها الاساسية هي: 
- أولاً، قيام السلطة القضائية المستقلة، إذ لا يمكن لأي اقتصاد ان يزدهر دون قضاء نزيه وعادل. ولا شك عندي ان حماية القضاء من التدخل السياسي تعني حماية أكبر للحقوق والحريات. 
- ثانياً، إيجاد حل عادل لأزمة المودعين يقوم على صون حقوقهم. وهذا بالنسبة لنا التزام أخلاقي وقانوني ومالي في آنٍ واحد.
- ثالثاً، إعادة هيكلة القطاع المصرفي، اذ لا يمكن لاقتصادنا ان يستعيد عافيته من دون قطاع مصرفي سليم وقوي.
- رابعاً، الانتقال الى دولة المواطنة التي ترتكز على قيم المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية بدلا من الطائفية والمحاصصة والزبائنية.
 
- خامسا وأخيراً، إعادة التفاوض مع صندوق النقد الدولي على برنامج جديد يراعي أولًا مصلحة لبنان الوطنية، ويساعد في تأمين الدعم من أشقائنا وأصدقائنا الدوليين. ولقد بدأنا بالفعل هذا الأسبوع بالتفاوض على برنامج كهذا.
 
الضيوف الكرام،
لقد ازدهر اقتصادنا تاريخيًا عندما كان القطاع الخاص نشطًا،يستثمر وينتج ويصدّر، خاصة إلى أشقائنا العرب. وهنا علينا ان نعمل على تحسين بيئة الاعمال والسعي جنبا الى جنب مع القطاع الخاص لخلق فرص العمل وتكبير الاقتصاد لتحقيق النمو والازدهار الذي نستحقه جميعًا.
والواقع ان  الازدهار لا يتحقق دون العدالة الاجتماعية. سنركز اذا على  تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وتقليص الفجوة في الدخل كما في التفاوت بين المناطق.
قد يبدو لكم هذا البرنامج الاقتصادي طموحا. صحيح، هو كذلك، وانا لا أتوقع تحقيقه بين ليلة وضحاها، لكن رحلة الألف ميل تبدأ دائما بخطوة. لذلك، طلبت من جميع زملائي الوزراء إعداد خطط تفصيلية  مرتبطة بمهل زمنية واضحة للأهداف التي سيعملون على تحقيقها في الأشهر الستة المقبلة. وأعدكم بأنني سأطلعكم باستمرار على التقدم الذي نحرزه.
التزامي لكم واضح: سأعمل بكل جهد لمتابعة مسار الاصلاحات، لانها السبيل الوحيد للإنقاذ ولتحقيق النمو والازدهار الذي يستحقه وطننا الحبيب.
 
والحقيقة ان هذا الازدهار لا يتحقق الا بعودة لبنان إلى موقعه التاريخي والطبيعي بين الدول العربية وهو ما سيعيد بدوره اخوانه العرب اليه.
وهذا ما لمسناه من خلال زيارات واتصالات كبار المسؤولين العرب بنا،وما ظهر من زيارة فخامة الرئيس إلى المملكة العربية السعودية ولقاءاته خلال مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في القاهرة. 
هدفنا اعادة بناء أحسن العلاقات مع الأشقاء العرب والدول الصديقة. وهنا لا بد من إعادة التأكيد على ان حكومتنا لن تسمح باستعمال لبنان منصة للتهجم على الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، او ان يكون صندوق بريد لرسائل إقليمية او دولية على حساب مصلحة شعبه وامنه وسيادته . 
ختاما،
نرجو من الله عزّ وجلّ ان يوفقنا بتحقيق مبتغانا في قيام دولة القانون والمؤسسات فنغلق ابواب هجرة اولادنا ونفتح أبواب عودة مغتربينا الينا. دولة تستعيد ثقة أبنائها بها وتضع مفهوم المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار طائفي او فئوي. 
الحفل الكريم،
لبناننا الحبيب بلد العلم والثقافة والحرّيات، لبناننا بعاصمته بيروت ام الشرائع ولؤلؤة المتوسط والعالم العربي، يستحق ان نبذل الأغلى من اجل قيامه وازدهاره وعودته منارة بين الأمم.
فنحن اهل السياسة نأتي ونذهب، اما لبنان فيبقى.
 

رمضان كريم،
تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح اعمالكم، وجعله شهرًا عامرًا بالبركة عليكم،
وكل عام وأنتم بخير.
  مواضيع ذات صلة جعجع: لاستعادة قرار الحرب والسلم Lebanon 24 جعجع: لاستعادة قرار الحرب والسلم 13/03/2025 19:24:39 13/03/2025 19:24:39 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام ترأس اجتماعا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الاضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية Lebanon 24 سلام ترأس اجتماعا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الاضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية 13/03/2025 19:24:39 13/03/2025 19:24:39 Lebanon 24 Lebanon 24 مجلس الأمن يتبنّى مشروع قرار أميركي يدعو إلى نهاية الحرب في أوكرانيا Lebanon 24 مجلس الأمن يتبنّى مشروع قرار أميركي يدعو إلى نهاية الحرب في أوكرانيا 13/03/2025 19:24:39 13/03/2025 19:24:39 Lebanon 24 Lebanon 24 الجمعية العامة للأمم المتحدة تقر مشروع القرار الأوكراني الأوروبي بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب Lebanon 24 الجمعية العامة للأمم المتحدة تقر مشروع القرار الأوكراني الأوروبي بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب 13/03/2025 19:24:39 13/03/2025 19:24:39 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً مساءً… هذا ما يفعله الجيش الإسرائيلي في عدد من البلدات الجنوبيّة Lebanon 24 مساءً… هذا ما يفعله الجيش الإسرائيلي في عدد من البلدات الجنوبيّة 12:43 | 2025-03-13 13/03/2025 12:43:55 Lebanon 24 Lebanon 24 قصة اغتيالات "قادة حزب الله".. رسائل نفسية وعسكرية Lebanon 24 قصة اغتيالات "قادة حزب الله".. رسائل نفسية وعسكرية 12:30 | 2025-03-13 13/03/2025 12:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 في المنية… إشكال تطوَّر إلى إطلاق نار وسقوط إصابات! Lebanon 24 في المنية… إشكال تطوَّر إلى إطلاق نار وسقوط إصابات! 12:12 | 2025-03-13 13/03/2025 12:12:15 Lebanon 24 Lebanon 24 شروط ومطالب… لبنان على موعد مع الفوضى السياسية! Lebanon 24 شروط ومطالب… لبنان على موعد مع الفوضى السياسية! 12:00 | 2025-03-13 13/03/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية: نرحب بقرار البرلمان الأوروبي بشأن الأسرى الأرمن Lebanon 24 لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية: نرحب بقرار البرلمان الأوروبي بشأن الأسرى الأرمن 11:44 | 2025-03-13 13/03/2025 11:44:01 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة عن مصير شهادة "البريفيه".. هذا ما كشفته وزيرة التربية Lebanon 24 عن مصير شهادة "البريفيه".. هذا ما كشفته وزيرة التربية 17:10 | 2025-03-12 12/03/2025 05:10:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. شارع يجمع علم "القوات اللبنانية" وصورة قياديّ إيراني! Lebanon 24 بالفيديو.. شارع يجمع علم "القوات اللبنانية" وصورة قياديّ إيراني! 14:49 | 2025-03-12 12/03/2025 02:49:52 Lebanon 24 Lebanon 24 مُفاجأة من العيار الثقيل: فنانة لبنانية أشهرت إسلامها في ايران: اقتنعت بالقرآن (فيديو) Lebanon 24 مُفاجأة من العيار الثقيل: فنانة لبنانية أشهرت إسلامها في ايران: اقتنعت بالقرآن (فيديو) 02:53 | 2025-03-13 13/03/2025 02:53:26 Lebanon 24 Lebanon 24 20 مليون ليرة لـ"موظفين".. رواتبهم "حكمها الشلل" Lebanon 24 20 مليون ليرة لـ"موظفين".. رواتبهم "حكمها الشلل" 03:15 | 2025-03-13 13/03/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حزن واسع.. وفاة تيكتوكر شهيرة بعد تعرّضها لضيق في التنفس! Lebanon 24 حزن واسع.. وفاة تيكتوكر شهيرة بعد تعرّضها لضيق في التنفس! 11:04 | 2025-03-13 13/03/2025 11:04:01 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 12:43 | 2025-03-13 مساءً… هذا ما يفعله الجيش الإسرائيلي في عدد من البلدات الجنوبيّة 12:30 | 2025-03-13 قصة اغتيالات "قادة حزب الله".. رسائل نفسية وعسكرية 12:12 | 2025-03-13 في المنية… إشكال تطوَّر إلى إطلاق نار وسقوط إصابات! 12:00 | 2025-03-13 شروط ومطالب… لبنان على موعد مع الفوضى السياسية! 11:44 | 2025-03-13 لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية: نرحب بقرار البرلمان الأوروبي بشأن الأسرى الأرمن 11:30 | 2025-03-13 هل الوقت ملائم لنزع سلاح "حزب الله"؟ فيديو صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية Lebanon 24 صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية 05:00 | 2025-03-12 13/03/2025 19:24:39 Lebanon 24 Lebanon 24 "جابتلي المرض".. حسام حبيب يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل خلافاته مع شيرين عبد الوهاب شاهدوا الفيديو Lebanon 24 "جابتلي المرض".. حسام حبيب يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل خلافاته مع شيرين عبد الوهاب شاهدوا الفيديو 00:20 | 2025-03-12 13/03/2025 19:24:39 Lebanon 24 Lebanon 24 دعما لإيلون ماسك.. هذا ما سيشتريه ترامب (فيديو) Lebanon 24 دعما لإيلون ماسك.. هذا ما سيشتريه ترامب (فيديو) 16:27 | 2025-03-11 13/03/2025 19:24:39 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • هل تورطت روسيا في دعم فلول الأسد بالساحل السوري؟
  • قدرات مميزة.. «غوغل» تطلق أحد أفضل نماذج «الذكاء الاصطناعي» بالعالم
  • أمانة الأحساء تُرحّل خدماتها إلى "سحابة ديم" الحكومية
  • شاهد بالصورة والفيديو.. بالتهليل والتكبير.. الفنان طه سليمان يصل مدينة بحري ويختبر معدات الصوت التي استجلبها لخدمة مساجد المدينة
  • سلام: لا مشروع يعلو على الإصلاح واستعادة قرار الحرب والسلم
  • سلام في افطار السرايا: لا مشروع يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم وعلى الاصلاح
  • مسام يتلف 2427 قطعة من مخلفات الحرب غير المنفجرة في أبين
  • كلية ليوا تطرح تخصصين جديدين في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية
  • غوغل تطلق نموذجين للذكاء الاصطناعي مخصصين للروبوتات
  • كيف أدارت المقاومة حربا نفسية تفوقت على السردية الإسرائيلية؟