"وداعاً للوظائف المرهقة التي تستدعي ساعات وساعات من العمل المضني"! بهذه العبارات يجذب وكلاء "تطبيقات العمل اونلاين" الجيل الجديد، خاصة في لبنان حيث يبحث كثيرون عن مداخيل إضافية وسهلة المنال، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد. هنا، تلبّي تطبيقات "العمل أونلاين" او المنصات طلب هؤلاء، عبر توفير وظائف متنوعة بإمكانية العمل في أي وقت.

. فالآن، بوسعكم مثلاً كسب الأموال عبر مشاهدة الأفلام او عبر التلوين!

فرص عمل "سهلة" لا حدود لها  

أصبح العمل عبر الانترنت جذاباً بالنسبة لشريحة كبيرة من العاملين او الباحثين عن عمل، فلا حاجة لهم بعد اليوم للتنقل وسط الزحمة الصباحية القاتلة، كما لا ضرورة لمصاريف "التهندم" والتزين بما يلاقي مستلزمات الوظيفة ومكان العمل.. حتى لا حاجة لقضاء ساعات طويلة في دوام مثقل بالمهام. إذ ان تطبيقات العمل "اونلاين" تسمح لكم بالعثور على وظائف متنوعة من أي مكان في العالم وفي أي وقت وفي مختلف المجالات بأجور تتوافق وطبيعة الوظيفة وقد يكون المردود المادي مرتفعاً جداً في بعض الأحيان.

هذه التطبيقات تمنحكم فرصاً لتحديد ساعات العمل التي تناسب جدولكم الزمني الشخصي.. والبعض منها لا يتطلب دواماً ثابتاً، كل ما انتم بحاجة له هو بعض الوقت يومياً لمشاهدة إعلانات ترويجية لأفلام وتقييمها مثلاً او لتلوين رسومات وتقاضي أجراً مقابل ذلك! وتقول ريتا، 24 عاماً، لـ"لبنان 24"، إنها تحصّل 60 دولاراً أميركياً شهرياً لمجرد مشاهدة إعلانات 10 أفلام يومياً وتقييمها.

وتوضح الفتاة أنها في "البدء دفعت للوكالة التي تعمل معها مبلغاً قدره 50 دولاراً أميركياً كعربون للعمل"، مشيرة الى أن "هذا المبلغ المالي يمكنها استعادته بعد فترة زمنية من مزاولة العمل". أما عن آلية تقاضي الأجر، فتشير الى انها تحصل على الـ60 دولار شهرياً عبر "ويش ماني".

مخاطر قرصنة و"تجنيد" للتحايل

بالرغم من المرونة والراحة التي تقدمها بعض وظائف "تطبيقات العمل" إلّا أنها تخبئ مخاطر جمّة قد لا تقف عند الاحتيال بالدفع أو تقديم عروض وهمية.

ويوضح الخبير التقني، الياس الأشقر، في حديثه لـ"لبنان 24" أكثر الاحتيالات شيوعاً التي تستهدف العاملين عبر الإنترنت تتعلّق بعروض العمل الوهمية، حيث يتم تقديم عروض مغرية جداً مقابل مهام بسيطة، في المقابل يتم طلب دفع رسوم مسبقة أو تقديم معلومات شخصية حساسة يمكن الاستفادة منها في عمليات قرصنة واحتيال.

ويفسرّ الأشقر أن بعض هذه التطبيقات يسعى لسرقة هوية الافراد، لافتاً الى انه "يتم فيها استخدام المعلومات الشخصية المسروقة لانتحال شخصية الضحية والقيام بعمليات احتيال مالية".

والأمر قد يتمادى ليصل الى "التصيّد" الاحتيالي، حيث يتم إرسال رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية مزيفة للموظفين من قبل "الوكيل"، يطلب منهم فيها تقديم معلومات حساسة مثل كلمات المرور أو أرقام بطاقات الائتمان، بحسب الأشقر.

كذلك، يحذّر من الاحتيال المتعلق بالعملات المشفرة، ويقول: "يتم تقديم وعود للموظفين بأرباح سريعة من خلال الاستثمار في العملات المشفرة، لكن الأموال المستثمرة تضيع ويضيع معها مجهود وتعب الموظفين بلا مقابل".

ويلفت أيضاً الى الاحتيال الذي قد يتعرّض له الأفراد بما يتعلّق بالدفع، اذ يقوم وكيل "العمل" بالتأخر في دفع الأجور أو رفض الدفع تمامًا بعد إنجاز العمل.

وينبّه الأشقر من مخططات الهرم التي يعتمدها بعض "وكلاء التطبيقات" أو "الأجانس" أو مكاتب التشغيل في التطبيق. ويقول إنه "يتم إقناع الأفراد بالانضمام إلى شبكة تسويقية مقابل دفع رسوم، مع وعدهم بأرباح كبيرة من خلال تجنيد أفراد جدد"، مضيفاً: "هذا المخطط يعتمد على تدفق مستمر للأموال من الأعضاء الجدد، وبمجرّد تباطؤ التجنيد وتدفق الأموال قد ينهار العمل".

نصائح مفيدة ومهمّة قبل مزاولة هذه الوظائف

نظراً لشيوع هذا النوع من الأعمال في الفترة الأخيرة، يمنح الخبير التقني عبر "لبنان 24" جملة من النصائح التي قد تجنّب الباحثين عن العمل من الوقوع ضحية "مكاتب احتيال". 

ويشدّد الأسمر على ضرورة التحقق من هوية صاحب العمل، قائلا: "ابحثوا جيدًا عن الشركة أو المنصة التي تقدم العرض الوظيفي، واقرأوا التقييمات والمراجعات قبل التوقيع على أي عقد او البدء بالعمل"، محذّراً من العروض التي تبدو جيدة جدًا لتصديقها لأنها من المحتمل أن تكون عملية احتيال.

كذلك، ينصح بالتحقق من صحة الروابط التي يحصل عليها الموظف قبل النقر عليها، اذ لا يجب الضغط على الروابط في الرسائل الإلكترونية أو الرسائل النصية إلا إذا كنتم متأكدين من مصدرها كي تقعوا ضحية أي عملية احتيال.

كما يذكّر الأشقر بضرورة حماية المعلومات الشخصية، قائلا: "دائماً نكرر، لا تشاركوا معلوماتكم الشخصية إلا مع الأشخاص والمؤسسات الموثوقة!"، وهنا يلفت الى أهمية استخدام برامج مكافحة الفيروسات وتحديثها بشكل دوري على الأجهزة.

وتعليقاً على الوظائف التي تستوجب دفع رسوم مسبقة، يقول الأشقر: "لا تدفعوا أي رسوم مقابل الحصول على وظيفة، فالشركات الشرعية لا تطلب ذلك! أنتم من يجب أن يدفع له لقاء ما قمتم به من مهام وليس العكس". كما ينصح بالاعتماد على منصات الدفع الآمنة لنيل الأجور لأنها توفّر حماية إضافية للمعاملات المالية.
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تطبیقات العمل لبنان 24 العمل ا

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري يوضح تأثير النقاط التي لن ينسحب منها الاحتلال جنوب لبنان

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن النقاط الخمس التي اختارها جيش الاحتلال الإسرائيلي للبقاء فيها جنوب لبنان تم اختيارها بدقة متناهية، مشيرا إلى أن هذه النقاط تشكل جزءا من إستراتيجية أمنية جديدة لإسرائيل تهدف إلى حماية مستوطناتها الشمالية ومراقبة الداخل اللبناني.

جاء ذلك في تحليل للمشهد العسكري جنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق التي سيطر عليها خلال الأشهر الماضية في جنوب لبنان، حيث أبقى قواته في 5 مناطق إستراتيجية بدعوى حماية المستوطنات القريبة من الحدود.

وأوضح حنا أن هذه النقاط الخمس تم اختيارها بعناية لتكون بمثابة منظومة أمنية متكاملة، حيث توجد في كل نقطة سرية عسكرية تضم ما بين 100 إلى 150 جنديا، مما يمنحها القدرة على حماية العمق الإسرائيلي ومراقبة التحركات داخل الأراضي اللبنانية.

وأضاف أن هذه النقاط تتيح لإسرائيل جمع المعلومات والتصرف بمرونة من دون الحاجة إلى الالتزام الكامل بالقرارات الدولية.

وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الإستراتيجية تشبه إلى حد كبير ما تم تطبيقه في غزة، حيث أنشأت إسرائيل منطقة عازلة ونقاطا أمنية داخلية لضمان أمن مستوطناتها.

إعلان

تعزيز للسيطرة

وأكد أن هذه النقاط الخمس في لبنان ستكون بمثابة وجود مادي وجسدي يعزز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، مع قدرة على التدخل السريع عند الحاجة.

ولفت حنا إلى أن البيان المشترك الصادر عن الرؤساء الثلاثة في لبنان (رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب) أكد على الالتزام بالقرار 1701 واتفاق الطائف، مشيرا إلى أن لبنان يسعى حاليا إلى حل دبلوماسي وقانوني للأزمة عبر التوجه إلى مجلس الأمن الدولي.

ورغم تحذير الأمم المتحدة من أن "أي تأخير" في الانسحاب الإسرائيلي سيعتبر انتهاكا للقرار 1701، أشار حنا إلى أن هذا القرار لم ينجح في تحقيق أهدافه بشكل كامل، وأن الواقع الجديد على الأرض يتطلب تعاملا مختلفا.

وفيما يتعلق بالخطوات المستقبلية، توقع حنا أن تستمر القوات الإسرائيلية في البقاء في هذه النقاط لفترة تتراوح بين شهرين إلى 6 أشهر، مع تعزيز دفاعاتها وحماية المستوطنات القريبة.

وأكد أن التكنولوجيا الحديثة قد تعوض عن الحاجة إلى وجود عسكري مكثف، لكن إسرائيل ما زالت تعتمد على الوجود المادي لضمان أمنها.

وأشار حنا إلى أن الوضع الحالي يمثل ديناميكية جديدة في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز وجودها الأمني في جنوب لبنان، بينما يبحث لبنان عن حلول دبلوماسية وقانونية لإنهاء هذا الوجود الذي يعتبره "احتلالا".

مقالات مشابهة

  • الشيعة التي نعرفها
  • فرص عمل في السعودية بمرتب 12 ألف ريال شهريا | تفاصيل
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان
  • العميد خالد حمادة: النقاط التي تحتفظ بها إسرائيل في جنوب لبنان ذات أهمية إستراتيجية
  • الأشقر: الشغب هو العدو الأول للسياحة في أي بلد في العالم
  • التربية اعلنت فتح باب تقديم طلبات الترشيح لامتحانات الكولوكيوم للعام 2025
  • وظائف بنك مصر لحديثي التخرج .. اعرف الشروط وطريقة التقديم
  • خبير عسكري يوضح تأثير النقاط التي لن ينسحب منها الاحتلال جنوب لبنان
  • تنبيه أحمر لمستخدمي Gmail من عملية احتيال كبيرة
  • بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة ورئيس بعثة اليونيفيل: أمامنا الكثير من العمل الشاق لتحقيق الالتزامات التي تمّ التعهد بها