وقر الزمان.. مدرّس التكتيكات يتولى المسؤولية في بنغلادش
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
أربعة عقود قضاها في المؤسسة العسكرية في بلاده، ختمها بإعلانه بأنه "سيتولى المسؤولية كاملة" في بنغلادش، بعد استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة وفرارها من البلاد إلى الهند المجاورة في مروحية مع اقتحام متظاهرين قصرها .
بعد أيام قليلة من تعيينه وجد نفسه على رأس الهرم القيادي في بنغلادش يرسم مستقبل البلاد والمسار السياسي لبلد يعاني من الفقر والبطالة.
ولد العسكري المخضرم، وقر الزمان عام 1966 في منطقة شيربور، شمال شرق بنغلاديش.
وتلقى دراسته العسكرية في بنغلادش وبريطانيا. حاصل على شهادة الماجستير في الدراسات الدفاعية من بنغلاديش، وماجستير في الدراسات الدفاعية من كلية كينغز بجامعة لندن.
التحق بالجيش البنغالي عام 1985، وبدأ مسيرته المهنية من سلاح المشاة ثم أصبح قائدا لكتيبة المشاة، ولاحقا تولى منصب ضابط الأركان بقسم القوات المسلحة التابع لمكتب رئيسة الوزراء حسينة واجد.
وتدرج في الرتب العسكرية حتى حصل على رتبة فريق أول، وهي أعلى رتبة في جيش بلاده.
وخلال مسيرته العسكرية الطويلة، قام بالتدريس في أكاديمية ضباط الصف، ومدرسة المشاة والتكتيكات، ومعهد بنغلادش للتدريب على عمليات دعم السلام.
وخلال عقد التسعينيات خدم وقر الزمان ضمن قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في كل من أنغولا وليبيريا.
وفي حزيران/يونيو الماضي أصبح رئيسا لأركان جيش بنغلادش لمدة 3 سنوات خلفا للفريق أول شفيع الدين أحمد، وكانت ثقة الشيخة حسينة في القائد الجديد للجيش بفضل صلة القرابة البعيدة التي تربطهما.
تسلمه للمنصب الأعلى في الجيش تزامن مع اندلاع احتجاجات واسعة النطاق رفضا لنظام يخصص 30% من الوظائف العمومية لأفراد عائلات المقاتلين الذين شاركوا في حرب الانفصال عن باكستان عام 1971، والذي كان قد ألغي بموجب إصلاحات أعقبت موجة احتجاجات شعبية عام 2018.
وسرعان ما أصبح الجيش تحت قيادة وقر الزمان في مواجهة الاحتجاجات بعد أن استعانت به حسينة واجد لفرض حظر التجول إثر فشل الشرطة في السيطرة على الوضع رغم إطلاقها الرصاص على المحتجين.
وانتشرت وحدات الجيش في شوارع العاصمة داكا وغيرها من المدن الكبرى في البلاد وعلى الرغم من ذلك تواصلت الاحتجاجات، وقتل 300 شخص على الأقل في الاضطرابات.
وفي أغسطس/آب الحالي أعلن وقر الزمان في خطاب إلى الشعب استقالة حسينة واجد بعد أسابيع من الاحتجاجات المتواصلة ضدها، ووعد بتشكيل حكومة مؤقتة بعد مشاورات مع رئيس البلاد، ودعا المتظاهرين للعودة إلى بيوتهم والثقة في الجيش.
وتضمن خطابه الحديث عن لقاءات مع ممثلي الأحزاب السياسية الرئيسية، كما وعد بالتحقيق في كل وقائع القتل منذ اندلاع الاحتجاجات.
ويعرف عن بنغلادش تاريخها الطويل في الانقلابات، حيث يتمتع الجيش بنفوذ سياسي كبير في البلاد، التي واجهت أكثر من 20 انقلابا أو محاولة انقلاب منذ الاستقلال عام 1971.
وأمر رئيس بنغلادش محمد شهاب الدين، بالإفراج عن رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة خالدة ضياء، وكذلك عن الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات، وذلك بعد ساعات من مغادرة رئيسة الشيخة حسينة البلاد.
وبناء على ضغط من الطلاب والمحتجين الذين قادوا التظاهرات، ودون ممانعة من الجيش، كلف الخبير الاقتصادي والمالي محمد يونس برئاسة الحكومة المؤقتة في بنغلاديش، الذي كان منتقدا شديدا للشيخة حسينة. وأدى يونس (84 عاما) القسم بعد أن وصل إلى دكا قادما من باريس حيث كان يتلقى العلاج، وستشرف حكومته على إجراء انتخابات لاختيار رئيس وزراء جديد.
وواجه يونس، الذي وصف استقالة حسينة بأنها "يوم التحرير الثاني" للبلاد، عددا من اتهامات الفساد وتم تقديمه للمحاكمة أثناء حكم رئيسة الوزراء السابقة التي اتهمته بـ"مص دماء" الفقراء.
وسبق أن حصل يونس على جائزة نوبل للسلام في عام 2006 بعد أن كان رائدا في مجال الإقراض الصغير، وقال إن اتهامات الفساد الموجهة إليه كانت بدافع الانتقام.
وجاء في بيان لوقر الزمان قبل يوم من فرار حسينة أن "جيش بنغلادش هو رمز لثقة الشعب. الجيش موجود دائما وسيكون دائما موجودا لمصالح الشعب ولأي احتياجات للدولة".
هذا التصريح وغيره ذكر مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بما تلا أحداث كانون الثاني/ يناير عام2011 في مصر، حين تولى الجيش الحكم لأكثر من عام قبل أن يجري انتخابات فاز فيها الرئيس الراحل محمد مرسي، ثم الإطاحة به بعد عام واحد.
وبعدها بعامين، قال عبد الفتاح السيسي، في الخطاب الذي أعلن فيه الإطاحة بمرسي، إن "القوات المسلحة لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التي استدعت دورها الوطني، وليس دورها السياسي، على أن القوات المسلحة كانت هي بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسي".
ودعا ناشطون على وسائل التواصل الشعب في بنغلادش إلى عدم الوثوق بوعود الجيش.
وتندر آخرون من خلال مقارنة ضمنية بين وعود قائد الجيش في بنغلادش والوعود التي قطعها الرئيس السيسي منذ توليه الحكم في مصر.
وتمر مصر في إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها بعدما سجل معدل التضخم السنوي مستوى قياسيا مدفوعا بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في ظل استيراد القسم الأكبر من الغذاء.
وخلال عشر سنوات وصل سعر الدولار الأمريكي إلى 49 جنيها، ما أدى إلى تضخم كبير في أسعار المواد الأساسية في البلاد. كذلك زادت ديون مصر الخارجية أكثر من ثلاث مرات في العقد الأخير لتصل إلى 164,7 مليار دولار.
ويبدو الحديث عن دور سياسي للجيش في بنغلادش مبكرا، لكنه سيبقى في الواجهة لمدة من الزمن، فحكومة يونس لست أكثر من غطاء في انتظار نضوج الوضع السياسي لاختيار رئيس منتخب للحكومة.
ولا يبدو قول وقر الزمان بأنه "سيتولى المسؤولية كاملة" تصريحا لحظيا فالعسكر عادة ملوك التكتيك ولا يتركون التفاصيل تهرب من تحت خوذاتهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه بنغلاديش بريطانيا بنغلاديش بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیسة الوزراء فی بنغلادش وقر الزمان
إقرأ أيضاً:
رئيسة «القومي للطفولة»: إطلاق حملة «اختلافنا مش بيفرقنا» لدعم حقوق الأطفال
أعلنت الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، إطلاق حملة «اختلافنا مش بيفرقنا» بالتعاون مع منظمة يونيسف، والتي تهدف إلى دعم حقوق الأطفال وإدماجهم في المجتمع، والقضاء على التمييز والتنمر ونشر ثقافة الاختلاف وتقبل الآخر، وتعزيز الثقة بالنفس، فضلا عن تعزيز مبادئ التكاتف ودمج اللاجئين والمهاجرين في المجتمع.
ولفتت إلى أن الحملة المشتركة تتضمن بث تنويهات على القنوات التلفزيونية، وسيتم عرض رسائل الحملة في محطات المترو وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتتناول الرسائل دور جميع أفراد المجتمع من الآباء والمعلمين إلى الأصدقاء في التكاتف والمساندة لبعضهم البعض، وتشارك الفنانة سوسن بدر بالتعليق الصوتي على التنويهات.
جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري لمجلس إدارة المجلس القومي للطفولة والأمومة، برئاسة الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس، وبحضور الدكتورة هيام نظيف نائب رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، والدكتور وائل عبد الرازق الأمين العام للمجلس، وأعضاء مجلس الإدارة، الدكتورة غادة الدري، الدكتور سامح عوض، الدكتور كرم ملاك، وعبداللطيف صبحي، والدكتور نور أسامة، وعمر حجازي، وميراي نسيم.
احتفالات بأعياد الطفولة هذا العام بشكل مختلفوأوضحت الدكتورة سحر السنباطي، أن المجلس القومي للطفولة والأمومة احتفل بأعياد الطفولة هذا العام بشكل مختلف من خلال عدة أنشطة وفعاليات شملت العديد من الفئات المستهدفة للأطفال بدأت من بداية شهر نوفمبر وتستمر حتى نهاية الشهر وتضمنت الفعاليات زيارة لمستشفى سرطان الأطفال ببرج العرب، ومستشفى حروق أهل مصر، ومؤسسة مجدى يعقوب لأمراض وأبحاث القلب بأسوان، ومستشفى 57357 لدعم ومساندة الأطفال، فضلا عن عقد زيارات لدور رعاية الأطفال والأطفال كريمي النسب، وتنفيذ عدة ورش للأطفال بالأسمرات والبحيرة والإسكندرية وأسوان.
واختتمت الاحتفاليات بفعالية تحت رعاية السيدة انتصار السيسي قرينة الرئيس عبدالفتاح السيسي نظمها المجلس بالتعاون مع اليونيسيف تحت شعار «إحنا المستقبل» أقيمت بالمتحف القومي للحضارة المصرية، وشهدت الفعالية مشاركة متميزة من الأطفال والنشء.
تدشين أول فرع للمجلس بمحافظة البحيرةووجهت «السنباطي» الشكر إلى أعضاء مجلس إدارة المجلس القومي للطفولة والأمومة لمشاركتهم الحثيثة في هذه الفعاليات، مشيرة إلى أنه تم تدشين أول فرع للمجلس بمحافظة البحيرة وذلك بعد صدور قانون إعادة تنظيمه، موجهة الشكر إلى الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة لجهودها في هذا الشأن.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة هيام نظيف نائب رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، خلال الاجتماع أن المجلس يتخذ عدة خطوات عاجلة في ملف مكافحة زواج الأطفال من خلال إعداد خطة عمل متكاملة تتضمن عدة محاور أساسية كإعادة النظر في السياسات والتشريعات، ومحور الإعلام والوعي المجتمعي وتسليط الضوء على هذه القضية، لافتة إلى أن المجلس يولي أهمية كبيرة لإنهاء العنف ضد الأطفال وكافة الممارسات الضارة التي تلحق بالفتيات.