موقع 24:
2024-09-13@01:23:09 GMT

قوّة الكلمات

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

قوّة الكلمات

بالكلمة ارتقى الإنسان على جميع المخلوقات، وحين تعلّم آدم عليه السلام الأسماء امتاز بهذه الكلمات على غيره، واستحق التكريم الذي قصّ الله تعالى علينا من خبره، والكلمة هي الشكل الأرقى الذي اختاره الله تعالى لمخاطبة عباده، فأنزل الكتب السماوية على شكل كلمات، ثم جعل خاتمتها القرآن الكريم الذي كان إعجازه في كلماته في إشارة إلى أنّ الكلمة هي أحد أعظم أسرار الكون.

وأنّ الوجود الإنساني لا يتحقّق حتى تأخذ الأشياء أسماءها، وإذا كانت قيمة الأشياء تُعرف حين نفقدها فلنتخيّل للحظات قليلة كيف ستكون الحياة لو اختفت من عالمنا الكلمات، وحين أراد كليم الله موسى رؤية ربّ العزّة ولم يتحقّق له ذلك في الحياة الدنيا عوّضه الله تعالى عن ذلك بأن اصطفاه بالرسالة والكلمات فقال سبحانه :
{ يا موسى إني اصطفيتُك على الناس برسالاتي وبكلامي}، وحين أراد الله تعالى أن يرفع مجد المسلمين جعل مجدهم في كلمات الله التي رفعت من قدرهم، وشحذت من هِممهم، ودفعت بهم إلى صدارة الأمم وقيادتها بعد أن كانوا ممزّقين تتنازعهم قوى الشرق والغرب، فكان لكلمات الله أكبر الأثر في إعادة صناعة الإنسان العربي، وكفى بهذا دليلا على فضل الكلمات في إعادة بناء الإنسان وإطلاق قُواه الفاعلة، وترقيته في سلم المجد والإنجاز والشهود الحضاري العميق.
تعبيرًا عن هذه القوّة الفريدة للكلمات، أطلّ علينا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بكلمات بديعة تحت وسم «علّمتني الحياة» توقّف فيها عند الأثر العميق الذي تتركه الكلمات في النفس الإنسانية، وهو القائد الخبير الذي عرف الحياة ويعيش بين أبناء شعبه يقودهم في قلب معركة الحياة الكبرى في بناء الوطن، ويعرف كيف تؤثّر فيهم الكلمات سلبًا وإيجابًا، فهو يتكلم كلام القائد النافذ البصيرة في النفس البشرية، ويعرف أنّ لكلماته أثرها العميق في نفوس أبناء شعبه الذين يستلهمون سيرته ومسيرته في بناء الدولة والارتقاء بالوطن والإنسان. «العقول ترقى بالكلمة الجميلة»:
بهذه العبارة المفعمة بالإنسانية يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه التغريدة الثمينة مؤكّدًا على أنّ الكلمة الجميلة في محتواها وشكلها واختيار حروفها هي مفتاح للقلب والعقل، وأنّها عامل تحفيز للرقيّ، فالتشجيع واحترام الجهد الإنساني هو من أكبر الأسباب لإطلاق الطاقة الإنسانية، واستخدام الملكات العقلية في ترقية النوع البشري.
«النفوس والهِمَمُ تُشحذ بالكلمة الصادقة» وباستخدام حرف العطف يجمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بين معطيات هاتين العبارتين ليؤكّد على أنّ الصدق قيمة أخلاقية لها أعظم الأثر في تفجير ينابيع الإبداع في الإنسان لأنّ الصدق سلوك يمنح الفرد والمجتمع شعورًا بالأمان، ولذلك أمرنا الله تعالى بأن نكون مع الصادقين لأنه سبحانه يعلم أنّ على أكتاف هذا الفريق من الناس يقوم بناء الحياة والحضارة، وها هو صاحب السموّ يؤكد على القيمة الفريدة لنبرة الصدق في شحذ الهمم، واستخراج أفضل ما في الإنسان من الطاقة والإبداع .
«كلماتنا تُمثّل أخلاقنا، وقيَمنا، ومروءتنا» وإذا كان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد قد أكّد فيما سبق من التغريدة على أثر الجمال والصدق في الكلمات، فهو في هذا القسم من التغريدة يؤكّد على ما تعنيه هذه الكلمات في الدلالة على جوهر الإنسان والمجتمع، فهي مرآة الأخلاق، وبقدر ما تشتمل عليه الكلمات من المعاني الأخلاقية تكون دليلاً على سلوك أخلاقيٍّ حميد.
فما يشيع في المجتمع من ألفاظ الحقّ والعدل والخير هو مِرآة لحالة المجتمع ولذلك نهى الله سبحانه وتعالى عن كلمة السوء، لأنّ الكلمات في جوهرها العميق هي التمثل الحقيقي لأخلاقية المجتمع وهي الدلالة على مروءته ونبل أخلاقه.
«كلماتنا تمثّل أوطاننا .... لنشرّف أوطاننا» وفي هذه الخاتمة الرائعة يتّسع مدار المطالب والفاعلية للكلمات، فهي ليست مجرد ألفاظ ننطق بها بل هي دلالات على شرف الوطن ومجده، وحين يتكلم الإنسان كلمة حسنة يقال: هذا من البلد الفلاني، فتلمع صورة وطنه في ضمير الإنسانية، والعكس أيضًا صحيح، فحين ننطق بالكلمات غير اللائقة فإنّ شرر ذلك عائدٌ إلى أوطاننا التي تستحق منا أن نصونها ونرفع راية مجدها بين الأمم والشعوب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الشیخ محمد بن راشد الله تعالى صاحب السمو الکلمات فی

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد يبحث مع رئيس مجلس الدولة الصيني مستقبل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مع معالي لي تشيانغ، رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية الصديقة، الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين وسبل تنميتها تأسيساً على الروابط المتميزة بين الدولتين والشعبين الصديقين، والتي تمتد في إطارها الرسمي إلى أربعة عقود منذ قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وشهدت تحقيق العديد من الإنجازات المشتركة التي أسهمت في توطيد أركان هذه الشراكة التي طالت ثمارها الإيجابية العديد من المجالات الحيوية التي تخدم أهداف التنمية الشاملة للجانبين.

واستعرض اللقاء، الذي عُقد في قصر زعبيل بدبي، تطور العلاقات الثنائية المزدهرة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، على الأصعدة كافة سياسياً واقتصادياً وتجارياً وثقافياً، وتوافق القيادة السياسية في البلدين على ضرورة مواصلة العمل على اكتشاف مزيد من فرص التكامل بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم أهداف وطموحات الشعبين الإماراتي والصيني للمستقبل.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال اللقاء الذي حضره سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، وعدد من الوزراء والمسؤولين، اعتزاز دولة الإمارات بالروابط القوية وعلاقات التعاون التي جمعتها بجمهورية الصين الشعبية، في إطار الشراكة الهادفة إلى تعزيز فرص الشعبين الصديقين في مستقبل مزدهر يحمل المزيد من فرص النمو في مختلف القطاعات الحيوية، لافتاً سموه إلى حرص دولة الإمارات على أخذ هذا التعاون إلى مستويات أرفع لاسيما على صعيد التبادل التجاري والسياحي، وفي مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والتعليم والثقافة، وبما يخدم أهداف التنمية الشاملة والمستدامة لدى الجانبين. 

وأعرب الجانبان عن أملهما في أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الزيارات المتبادلة بما لها من أثر في تعميق روابط التعاون ومنحها زخماً جديداً يستند إلى الرغبة المشتركة في توطيد أركان شراكة يمضي معها طرفاها نحو المستقبل بخطى واثقة في الوصول لكل ما هو مأمول للشعبين الصديقين من مزيد الازدهار والتطور.
وتطرق اللقاء إلى الأثر الكبير الذي تركته الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى العاصمة الصينية بكين خلال شهر مايو الماضي، على مجمل العلاقات الثنائية التي ازدادت رسوخاً بتوقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون بين الجانبين خلال الزيارة.

وأشاد الجانبان بالتطور الكبير الذي شهدته العلاقات الاقتصادية الإماراتية الصينية لاسيما خلال العقود الأربعة الماضية ومنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأبرز مسارات هذا التعاون وفي مقدمتها المسار التجاري وما يشهده من نمو مضطرد في ضوء كون دولة الإمارات الشريك الأكبر للصين على مستوى العالم العربي في مجال التجارة غير النفطية، في حين تعد الصين الشريك التجاري الأول للدولة، حيث سجلت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الصين خلال العام 2023 نحو 296 مليار درهم.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: الصين الشريك التجاري الأكبر في العالم للإمارات الاتحاد الإنجليزي يتهم بنتانكور بتوجيه إساءة عنصرية لسون

وبحث الجانبان الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين وكيفية تحفيز القطاع الخاص الإماراتي والصيني على مضافرة الجهود والعمل من أجل الاستفادة من تلك الفرص، في الوقت الذي تقدم فيه دولة الإمارات كافة التسهيلات الداعمة للمستثمر وتعمل على إمداده بكل ما يلزمه من مقومات النجاح، في ضوء ما تتمتع به من بنية تحتية قوية وأطر تشريعية تتسم بالمرونة والقدرة على مواكبة المتغيرات العالمية بسرعة وكفاءة تكفل للمستثمر أعلى مستويات الحماية لرؤوس أمواله ضمن بيئة آمنة تتمتع بأعلى مستويات الاستقرار والضمانات التي تفتح أمام المستثمر آفاقاً لا محدودة لنجاح أعماله ومشاريعه. 

واستعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ورئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية، الدور الاقتصادي المؤثر الذي تضطلع به دولة الإمارات على الساحة العالمية، بما في ذلك إسهامها الحيوي كشريك استراتيجي داعم لمبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وما يمثله الإسهام الإماراتي من أهمية انطلاقاً من موقعها الاستراتيجي وما تتمتع به من موانئ تعد من الأهم في العالم وقدرات لوجستية عالية الكفاءة وبنية تحتية رفيعة المستوى وتشريعات وأطر تنظيمية متطورة ومرنة.

وأكد صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أن الدعائم التي تستند إليها الشراكة الإماراتية الصينية هي دعائم راسخة وقوية وتبشر بالمزيد من الثمار الإيجابية من خلال مواصلة التشاور والتنسيق وتبادل الأفكار والرؤى حول سبل تعزيز التعاون في شتى أطره وأشكاله، وبما يواكب طموحات البلدين ويؤكد قدرتهما على مواصلة مسيرة البناء في جميع دروب التنمية على أسس مستدامة. 

وناقش الجانبان جملة من الموضوعات محل الاهتمام المشترك، وأبرز المستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما تشهده المنطقة والعالم من تحديات تستدعي مضافرة الجهود من أجل إيجاد حلول ناجعة لها، لاسيما تلك التي أسفرت عنها الأوضاع في الشرق الأوسط، مع التأكيد على أهمية النظر في البدائل التي تكفل إقامة سلام عادل وشامل يمكّن المنطقة من الانطلاق في مختلف مجالات التنمية لتحقيق طموحات الشعوب في مستقبل آمن ينعمون فيه بالأمان وغد أفضل يتطلعون فيه إلى تحقيق الرخاء.

مقالات مشابهة

  • محمد بن زايد ومحمد بن راشد يبحثان مع لي تشيانغ تعزيز التعاون
  • محمد بن راشد يبحث مع رئيس مجلس الدولة الصيني مستقبل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
  • محمد بن راشد يلتقي ملك البحرين في مقر إقامته في أبوظبي
  • محمد بن راشد يستقبل رئيس مجلس الدولة الصيني في قصر الوطن
  • إطلاق فيلم وثائقي يضيء على جوانب من فترة تدريب محمد بن راشد في كلية مونز
  • نائب رئيس الدولة يشهد جلسة «ومضات قيادية من مدرسة محمد بن راشد»
  • محمد بن راشد يشهد جانباً من جلسة ومضات قيادية من مدرسة محمد بن راشد
  • فيلم وثائقي يضيء على فترة تدريب محمد بن راشد بكلية مونز العسكرية
  • فيلم وثائقي يضيء على جوانب من فترة تدريب محمد بن راشد في كلية مونز
  • شهادات للتاريخ من كلية «مونز العسكرية»: محمد بن راشد قائد استثنائي مذهل ولا يستسلم