"جدري القردة" ليس آخرها.. ثلثا الأمراض المعدية من الحيوانات
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
مع تنامي القلق عالمياً من انتشار جدري القردة، وعدم توفر لقاحات لاحتواء انتشاره الأخير في إفريقيا، تعود الأنظار من جديد للحيوانات التي تنقل أمراضاً للبشر، ثم تنتشر في شكل وباء متوطن في منطقة أو عالمي.
وقد حفظت الذاكرة البشرية مجموعة من الأمراض من خلال ربط تسميتها بحيوان معين، مثل: داء الكلب، وداء الببغاء، وإنفلونزا الطيور، وإنفلونزا الخنازير، وداء الفيل.
لكن بحسب "منظمة الصحة العالمية"، ليست هذه الحيوانات هي الأخطر على البشر، وإنما النواقل، وهي الحشرات التي تنقل أكثر من 17% من الأمراض المعدية للبشر، وعلى رأسها: البعوض والذباب والقمل والبراغيث والقراد.
واليوم، تمثل الأمراض ذات الأصل الحيواني حوالي ثلثي الأمراض المعدية البشرية، مما يتسبب في حوالي مليار حالة من الأمراض البشرية وملايين الوفيات كل عام، وإنفاق مئات المليارات من الدولارات، بسبب الأضرار الاقتصادية على مدى العقدين الماضيين فقط.
وتفيد تقارير المنظمة بأن البعوض هو أخطر حيوان على وجه الأرض للبشر، وأن الأمراض التي تنقلها النواقل تؤدي إلى أكثر من 700 ألف حالة وفاة سنوياً، وتساهم في عبء عالمي ضخم من الأمراض المنهكة.
الأوبئةوفق "ناشيونال ليبراري أوف ميديسن"، أصيب البشر منذ آلاف السنين، وفي بعض الأحيان بشكل خطير، بمسببات الأمراض التي نشأت في الحيوانات.
وقد تطورت العديد من الأمراض التي يُعرف أنها تنتقل بين البشر، مثل الحصبة والجدري (سابقًا)، من الميكروبات التي تعيش في الحياة البرية.
كما كانت الأصول الحيوانية وراء العديد من الأوبئة الأكثر تدميراً في التاريخ، بما في ذلك طاعون جستنيان (541-542 م)، والموت الأسود (أوروبا، 1347)، والحمى الصفراء (أمريكا الجنوبية، القرن الـ 16)، وتفشي الإنفلونزا العالمي عام 1918.
وحديثاً: فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، ومتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (سارس) في عام 2003، وإنفلونزا الطيور شديدة الضراوة H5N1.
لكن أغلب الأمراض الحيوانية المنشأ المعروفة هي أمراض متوطنة، أي أنها تميل إلى أن تقتصر على منطقة معينة.
أمراض البعوضيعتبر البعوض أخطر الحيوانات على وجه الأرض. فهو ينقل طفيليات البلازموديوم التي تسبب الملاريا، وكذلك فيروسات شيكونغونيا، وغرب النيل، والحمى الصفراء، وزيكا، بالإضافة إلى 4 أنواع من فيروس حمى الضنك.
ووفق "هيلث ستيت"، القراد هو المسؤول عن التسبب في معظم الأمراض المنقولة بالنواقل في الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ناقل للعوامل المسببة لمرض لايم، وداء الإيرليخية، وداء البابيزيا، وداء الأنابلازما، وحمى جبال روكي المرقطة، وحمى القرم والكونغو النزفية، ومرض فيروس هارتلاند.
بينما تحمل البراغيث مسببات الأمراض التي تسبب أمراضاً مثل: الطاعون، والتيفوس الفأري.
وتشمل النواقل الأخرى قمل الجسم، الذي ينشر الحمى الانتكاسية التي ينقلها القمل؛ وذبابة تسي تسي، التي تنقل داء المثقبيات الأفريقي (مرض النوم)؛ وذباب الرمل، الذي ينقل العامل الممرض الذي يسبب داء الليشمانيات.
كذلك تنقل الثدييات الصغيرة، وخاصة القوارض كالفئران عوامل الطاعون، وعدوى فيروس هانتا، وحمى عض الفئران، وحمى لاسا، والسالمونيلا.
أما الأمراض المرتبطة بالاتصال بالحيوانات فأشهرها: داء الكلب (السعار) ولا يمكن علاجه عند ظهور أعراضه، لكن يمكن الوقاية منه بالتطعيم.
ومنها أيضاً داء الببغاء، وداء خدش القطط، وداء الفيل؛ هو مرض مؤلم ومشوه للغاية ويسبب تورماً كبيراً في الساقين والقدمين.
ويحدث داء الفيل نتيجة للإصابة بطفيليات تصنف على أنها ديدان خيطية (ديدان أسطوانية) من عائلة الفيلاريات، والتي تنتقل عن طريق لدغات البعوض المصاب.
وهناك أيضاً مرض السلمونيلا، والذي ينتقل إما عن طريق الزواحف والبرمائيات، أو الطيور كالكتاكيت والبط.
وبالنسبة لجنون البقر، فهو مرض تنكسي عصبي غير قابل للشفاء ويؤدي إلى الوفاة دائماً.
أما الفئة الأخيرة من هذه الأمراض فتسمّى "أمراض الإرهاب البيولوجي"، والتي تنقسم بدورها إلى فئات حسب سهولة الانتشار، أو خطورة المرض ومدى تسببه في الوفاة، وأشهرها: الجمرة الخبيثة، والطاعون، والبروسيلا، وحمّى كيو.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية جدري القرود فيروس كورونا منظمة الصحة العالمية جدري القردة الأمراض التی من الأمراض التی تنقل
إقرأ أيضاً:
إعلانُ حالة طوارئ عالميًّا بسبب هذه الكارثة الجديدة
الجديد برس..|صنّفت منظمةُ الصحة العالمية زلزال ميانمار حالة طوارئ من أعلى مستوى، وطالبت بتمويل عاجل قدره 8 ملايين دولار لإنقاذ أرواح ومنع تفشي الأمراض خلال الأيّام الثلاثين المقبلة.
وحذّرت المنظمة من مخاطر تفاقم الإصابات؛ بسَببِ محدودية القدرات الجراحية في البلاد، لافتة إلى أن الظروف التي كانت تواجهها ميانمار قبل الزلزال تجعل ذلك مرجّحًا.
وقالت المنظمة في ندائها العاجل لجمع التمويل إنها “صنّفت هذه الأزمة على أنها حالة طوارئ من الدرجة الثالثة”، في إشارة إلى المستوى الأعلى لتفعيل الاستجابة للطوارئ.
وضرب زلزال بقوة 7.7 درجات مدينة ماندالاي في وسط ميانمار، الجمعة، أعقبته بعد دقائق هزة ارتدادية بقوة 6.7 درجات.
وحصد الزلزال أرواح أكثر من 1700 شخص في بورما و18 شخصًا على الأقل في تايلاند.
وفق المنظمة “تشير عمليات التقييم الأولية إلى أعداد كبيرة من المصابين والإصابات المتّصلة بالصدمات، مع احتياجات عاجلة للرعاية الطارئة. إمدَادات الكهرباء والمياه ما زالت مقطوعة؛ ما يزيد من صعوبة الحصول على خدمات رعاية صحية ويفاقم مخاطر تفشي أمراض تنتقل بالمياه أَو بالغذاء”.
ولفتت المنظمة إلى “ارتفاع مخاطر العدوى والمضاعفات في حالات الإصابات المتّصلة بالصدمة، بما في ذلك الكسور والجروح ومتلازمة السحق؛ بسَببِ محدودية القدرات الجراحية وعدم كفاية الوقاية من العدوى ومكافحتها”.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها بحاجة إلى 8 ملايين دولار للاستجابة للاحتياجات الصحية العاجلة على مدى الأيّام الثلاثين المقبلة “لإنقاذ الأرواح والوقاية من الأمراض وتحقيق الاستقرار واستعادة الخدمات الصحية الأَسَاسية”.
وأضافت: “بدون تمويل فوري، سنفقد أرواحًا وستتعثر الأنظمة الصحية الهشة”.
وقالت المنظمة إن المستشفيات مكتظّة في حين أن حصيلة الوفيات والإصابات والأضرار التي لحقت بالمنشآت الصحية “لم يتم جمعها بالكامل بعد”.
وأشَارَت إلى أن اكتظاظ مراكز الإيواء والدمار اللاحق بأنظمة المياه والبنى التحتية للصرف الصحي، يزيدان بشكل حاد خطر تفشي الأمراض المعدية.
وقالت إن “هذا الزلزال يأتي في خضم سياق إنساني مترد أصلا يتّسم بنزوح واسع النطاق وأنظمة صحية هشة وتفشي أمراض بما في ذلك الكوليرا”.
ولفتت إلى أن الاحتياجات تشمل توفير الرعاية الصحية والجراحية و”مستلزمات نقل الدم والتخدير والأدوية الأَسَاسية”.
وشدّدت على “وجوب تعزيز مراقبة الأمراض بشكل عاجل لمنع تفشي الكوليرا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض المعدية”.