لبنان ٢٤:
2025-03-09@13:30:50 GMT

اتجاه دولي للضغط مالياً على لبنان

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

اتجاه دولي للضغط مالياً على لبنان

كتب طوني عيسى في"الجمهورية": لم يعد مأزق لبنان المصيري رهناً بالحرب الشاملة التي قد تشنهاعليه إسرائيل، أو بضربات تدمر فيها البنى التحتية. فالأخطر دخول لبنان مرحلة جديدة من الضغوط السياسية والعسكرية والمالية، ما يشكل استكمالاً لانهيار خريف 2019 .

أي خيار من اثنين قرر بنيامين نتنياهو اعتماده، في سعيه إلى"إخضاع" لبنان:

1- خيار الضربة القاضية، أي الضربات التدميرية التي يُحكى عنها، والتي تستهدف المؤسسات والبنى التحتية الحيوية، ما يؤدي إلى فقدان البلد- المنهار والمفلس أساساً- كل قدراته، فيصاب بشلل فوري ومباشر، ولا تكون له قيامة حتى يأتيه الضوء الأخضر الإقليمي والدولي كي يعود إلى الحياة .



2- خيار تسجيل النقاط، أي إبقاء لبنان في وضعية الاستنزاف العسكري الحالية، أو توسيعها تدريجاً لتصبح أكثر إيلاماً، وإرفاقها بموجة ضغوط سياسية واقتصادية إقليمية ودولية، مايؤدي إلى اختناق لبنان ببطء نسبي، أي في مدى أسابيع أوأشهر عدة.

ولكن في الحالين، بالضربة القاضية أو بالنقاط، واضح أن لبنان سيدخل في مسار الاختناق. والجميع في الداخل والخارج يدرك هذه الحقيقة، لكن أحداً لا يفعل شيئاً لتجنب الكارثة. والبلد بات متروكاً لمصيره، بعدما تخلى عنه الأميركيون والأوروبيون والعرب،وجميعهم نقلوا إليه التحذيرات على مدى 10 أشهر، من عواقب المغامرة بإشعال جبهة الجنوب، ولكن عبثاً. وواضح أن هؤلاء يتبنون اليوم طروحات إسرائيل في ما يتعلق بالمنطقة الآمنة أو العازلة في الجنوب. وإذا ما قرر نتنياهو تصعيد ضرباته في لبنان، فإن"أصدقاء لبنان" الدوليين والعرب سيقفون مع إسرائيل هذه المرة،وفي أفضل الأحوال سيتخذون موقف المتفرج ويتركون لبنان لمصيره.

الموجع هو أن القوى الدولية ستقوم، بتحريض من حكومة نتنياهو،برفع مستوى الحصار والعقوبات والضغوط المالية على لبنان، في محاولة لتركيعه. وهذا ما يذكّر بالضغوط التي بدأ المجتمع الدولي بممارستها في العام 2017 ، وأدت إلى إفشال مؤتمر "سيدر" في العام 2018 ، ثم إلى الانهيار في العام 2019. وهذه الضغوط، في ظل طبقة سياسية فاسدة، دفعت لبنان إلى أسوأ انهيار مالي في العالم منذ 150 عاماً. وحتى اليوم، البلد عاجز عن النهوض، لأن الطبقة التي تمسك بقراره لم تتبدل، وهي تقوده من السيء إلى الأسوأ .ويجدر التوقف بكثير من التدقيق عند التحذيرات من احتمال قيام مجموعة العمل المالي FATF بتصنيف لبنان في المنطقة الرمادية مالياً، على خلفية التجاوزات المتمادية التييشهدها منذ سنوات. وهذا الإجراء، إذا ما تم اتخاذه، سيؤدي عملياً إلى محاصرة البلد مالياً وعزله، ما يشكل استكمالاً لمفاعيل الانهيار الذي يتعرض له منذ أكثر من 5 أعوام. والاختناق المالي،إذا تم تشديده، مشفوعاً بتصعيد عسكري إسرائيلي غير محدود بسقف، وبضغط سياسي دولي وإقليمي، ستكون عواقبه خطرة على لبنان، إذ سيدفعه إلى خيارات صعبة. فإما الرضوخ للضغوط والقبول بما تطرحه إسرائيل. وإما الإصرار على المواجهة مهما كانت النتائج، استجابة لطروحات محور طهران، وهذا يعني انتحار لبنان عملياً، تماماً كما انتحرت غزة، حيث هُزمت "حماس"واقتربت إسرائيل من حسم الحرب لمصلحتها.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إلى متى ستبقى إسرائيل في جنوب لبنان؟

زادت إسرائيل من عمليّات إستهداف واغتيال عناصر بارزين من "حزب الله"، على الرغم من وقف إطلاق النار، واستمرارها بخرق الإتّفاق الذي أنهى الحرب برعاية أميركيّة وفرنسيّة، وسط استمرار احتلالها لـ5 تلال استراتيجيّة في جنوب لبنان، والتضييق على المواطنين عبر عمليّات التمشيط والإستطلاع بهدف منعهم من العودة إلى قراهم، من إعمار منازلهم المُدمّرة.
 
ومن الواضح أنّ الإتّصالات الديبلوماسيّة لم تُفضِ إلى نتيجة حتّى الساعة، للضغط على إسرائيل للإنسحاب الكامل من الأراضي اللبنانيّة، وتلافي إستئناف الحرب إذا ما قرّر "حزب الله" في المستقبل شنّ عمليّات عسكريّة كما كان الحال عليه قبل العام 2000، تحت غطاء "المُقاومة. كذلك، فإنّه يبدو أيضاً أنّ لا ضغوط تُمارسها الولايات المتّحدة على الحكومة الإسرائيليّة لتطبيق إتّفاق وقف إطلاق النار، فالإدارة في واشنطن تُشارك تل أبيب الرأيّ في أنّه أصبح من الضروريّ تسليم "الحزب" لسلاحه إلى الجيش، ولم يعدّ الأمر مرتبطاً فقط بمنع تواجد عناصره وعتاده في منطقة جنوب الليطانيّ، وإنّما في كافة البلاد.
 
ويقول خبير عسكريّ في هذا السياق، إنّ الوجود الإسرائيليّ في الجنوب بات على صلة بمصير سلاح "حزب الله"، وسيظلّ جيش العدوّ في التلال الخمس لسببين: الأوّل كما ذُكِرَ هو إنهاء دور "الحزب" العسكريّ ودفعه للإنخراط في العمل السياسيّ، والثاني، تحسين الحكومة الإسرائيليّة لشروطها في أيّ تفاوض، فهي تتوغّل وتقضم مناطق في سوريا في موازاة ما تقوم به في جنوب لبنان وفي غزة وفي الضفة الغربيّة، لبناء مناطق عازلة لحماية مستوطناتها من أيّ عمل معادٍ من قبل "محور المقاومة" أو أيّ حركات متطرّفة.
 
ويُضيف المصدر عينه أنّ إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب تُلوّح بتعليق المُساعدات العسكريّة للجيش، إنّ لم تقم الدولة اللبنانيّة بنزع سلاح "حزب الله" وتفكيك بنيته التحتيّة، ما يُشير إلى أنّ واشنطن الراعي الرسميّ لاتّفاق وقف إطلاق النار، تُساند إسرائيل في مطلبها القاضي بقيام القوى العسكريّة في لبنان بمُصادرة عتاد "الحزب" في كافة المناطق.
 
ويُذكّر أيضاً الخبير العسكريّ أنّ الولايات المتّحدة اشترطت مع الدول المانحة نزع سلاح "حزب الله" لتقديم المُساعدات لإعادة إعمار المناطق المُدمّرة، بينما أعلن "الحزب" على لسان البعض من قياداته ونوابه، أنّ موضوع سلاحه غير مطروح على الطاولة في الداخل، وأنّ كلّ ما يهمّه هو أنّ تقوم الحكومة ورئيس الجمهوريّة بجهودٍ ديبلوماسيّة من أجل إنسحاب العدوّ نهائيّاً من الجنوب، إضافة إلى وقف أعماله العدائيّة، وعدم خرقه للقرار 1701 برّاً وجوّاً وبحراً.
 
وأمام ما تقدّم، يتّضح أنّ موضوع الإنسحاب الإسرائيليّ الكامل من الجنوب قد يتأخر، لأنّه أصبح شائكاً وصعباً، كون إسرائيل ومعها أميركا بات هدفهما نزع سلاح "حزب الله" عبر تطبيق الـ1701 حرفيّاً وبقيّة القرارات الدوليّة وفي مُقدّمتها الـ1559. من هذا المُنطلق، فإنّ إدارة ترامب قد تُوقف المُساعدات للجيش غير آبهة إنّ أدّى ذلك إلى إعطاء الشرعيّة إلى "الحزب" لمقاومة الإحتلال، فهي تضغط لإنهاء الدور العسكريّ لحليف إيران في لبنان، وفي الوقت عينه، تُشدّد على حقّ تل أبيب في ضمان أمنها عبر تأييد مطالبها بتسلّم القوى العسكريّة اللبنانيّة للأمن، كذلك، عبر تهجير الفلسطينيين من غزة، والسيطرة على مناطق جديدة في سوريا.
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • قبلان: نريد سلطة تحكم باسم المصالح الوطنية لا مصالح الآخرين
  • الاشتراكي.. مواقف حاسمة ضد اسرائيل
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل سترسل وفدا للدوحة الاثنين لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل سترسل وفدا للدوحة الإثنين لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • العربي للدراسات السياسية: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع للضغط على المقاومة
  • إسرائيل تعلن استهداف عنصر من حزب الله جنوب لبنان
  • هل يحوّل نتنياهو وحلفاؤه إسرائيل لدولة ثيوقراطية يحكمها دكتاتور؟
  • زلزال هز إسرائيل .. أمريكا تفتح الأبواب السرية مع حماس وتُحرج نتنياهو وتساؤلات حول خطة ترامب الجديدة؟
  • إسرائيل تشن 20 غارة على جنوب لبنان
  • إلى متى ستبقى إسرائيل في جنوب لبنان؟