اتجاه دولي للضغط مالياً على لبنان
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
كتب طوني عيسى في"الجمهورية": لم يعد مأزق لبنان المصيري رهناً بالحرب الشاملة التي قد تشنهاعليه إسرائيل، أو بضربات تدمر فيها البنى التحتية. فالأخطر دخول لبنان مرحلة جديدة من الضغوط السياسية والعسكرية والمالية، ما يشكل استكمالاً لانهيار خريف 2019 .
أي خيار من اثنين قرر بنيامين نتنياهو اعتماده، في سعيه إلى"إخضاع" لبنان:
1- خيار الضربة القاضية، أي الضربات التدميرية التي يُحكى عنها، والتي تستهدف المؤسسات والبنى التحتية الحيوية، ما يؤدي إلى فقدان البلد- المنهار والمفلس أساساً- كل قدراته، فيصاب بشلل فوري ومباشر، ولا تكون له قيامة حتى يأتيه الضوء الأخضر الإقليمي والدولي كي يعود إلى الحياة .
2- خيار تسجيل النقاط، أي إبقاء لبنان في وضعية الاستنزاف العسكري الحالية، أو توسيعها تدريجاً لتصبح أكثر إيلاماً، وإرفاقها بموجة ضغوط سياسية واقتصادية إقليمية ودولية، مايؤدي إلى اختناق لبنان ببطء نسبي، أي في مدى أسابيع أوأشهر عدة.
ولكن في الحالين، بالضربة القاضية أو بالنقاط، واضح أن لبنان سيدخل في مسار الاختناق. والجميع في الداخل والخارج يدرك هذه الحقيقة، لكن أحداً لا يفعل شيئاً لتجنب الكارثة. والبلد بات متروكاً لمصيره، بعدما تخلى عنه الأميركيون والأوروبيون والعرب،وجميعهم نقلوا إليه التحذيرات على مدى 10 أشهر، من عواقب المغامرة بإشعال جبهة الجنوب، ولكن عبثاً. وواضح أن هؤلاء يتبنون اليوم طروحات إسرائيل في ما يتعلق بالمنطقة الآمنة أو العازلة في الجنوب. وإذا ما قرر نتنياهو تصعيد ضرباته في لبنان، فإن"أصدقاء لبنان" الدوليين والعرب سيقفون مع إسرائيل هذه المرة،وفي أفضل الأحوال سيتخذون موقف المتفرج ويتركون لبنان لمصيره.
الموجع هو أن القوى الدولية ستقوم، بتحريض من حكومة نتنياهو،برفع مستوى الحصار والعقوبات والضغوط المالية على لبنان، في محاولة لتركيعه. وهذا ما يذكّر بالضغوط التي بدأ المجتمع الدولي بممارستها في العام 2017 ، وأدت إلى إفشال مؤتمر "سيدر" في العام 2018 ، ثم إلى الانهيار في العام 2019. وهذه الضغوط، في ظل طبقة سياسية فاسدة، دفعت لبنان إلى أسوأ انهيار مالي في العالم منذ 150 عاماً. وحتى اليوم، البلد عاجز عن النهوض، لأن الطبقة التي تمسك بقراره لم تتبدل، وهي تقوده من السيء إلى الأسوأ .ويجدر التوقف بكثير من التدقيق عند التحذيرات من احتمال قيام مجموعة العمل المالي FATF بتصنيف لبنان في المنطقة الرمادية مالياً، على خلفية التجاوزات المتمادية التييشهدها منذ سنوات. وهذا الإجراء، إذا ما تم اتخاذه، سيؤدي عملياً إلى محاصرة البلد مالياً وعزله، ما يشكل استكمالاً لمفاعيل الانهيار الذي يتعرض له منذ أكثر من 5 أعوام. والاختناق المالي،إذا تم تشديده، مشفوعاً بتصعيد عسكري إسرائيلي غير محدود بسقف، وبضغط سياسي دولي وإقليمي، ستكون عواقبه خطرة على لبنان، إذ سيدفعه إلى خيارات صعبة. فإما الرضوخ للضغوط والقبول بما تطرحه إسرائيل. وإما الإصرار على المواجهة مهما كانت النتائج، استجابة لطروحات محور طهران، وهذا يعني انتحار لبنان عملياً، تماماً كما انتحرت غزة، حيث هُزمت "حماس"واقتربت إسرائيل من حسم الحرب لمصلحتها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بعد مكالمة بلينكن.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية مصر وفرنسا وهذا ما بحثاه
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بحث وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطى، خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الفرنسي، جان نويل بارو، خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وجهود وقف إطلاق النار في لبنان وقطاع عزة.
وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف أن الوزيرين استعرضا بشكل مفصل "تطورات الأوضاع في لبنان، وجهود البلدين في التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، وتوفير المساعدات الإغاثية بشكل عاجل في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، من كافة الأطراف ودون انتقائية"، بحسب بيان نشره المتحدث عبر حساب الوزارة الرسمي على فيسبوك.
كما بحث وزيرا خارجية مصر وفرنسا "مسألة شغور منصب الرئاسة في لبنان، وأهمية سرعة انتخاب رئيس توافقي".
وأردف المتحدث باسم الخارجية المصرية أن بدر عبدالعاطي أدان "الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية واستهداف قوات اليونيفيل"، مشدداً على ضرورة احترام السيادة اللبنانية ووحدة وسلامة أراضيها وضرورة دعم المؤسسات اللبنانية.
كما استعرض الوزيران خلال الاتصال "جهود التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية في ظل تردي الأوضاع الإنسانية في القطاع"، بحسب بيان المتحدث باسم الوزارة.
وشدد بدر عبدالعاطي "على رفض مصر القاطع للإجراءات الإسرائيلية التصعيدية التي تستهدف عرقلة إنفاذ المساعدات الإنسانية"، كما أكد "أهمية تمكين السلطة الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومعالجة جذور الصراع".
وجاء ذلك بعد ساعات من تلقي وزير الخارجية المصري مكالمة هاتفية من نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، مساء الأحد، بحثا خلالها "التطورات المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، والمساعي لسرعة التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ووقف التصعيد في المنطقة"، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية المصرية في بيان.
كما أكد وزير الخارجية المصري لنظيره الأمريكي "على أهمية العمل على تمكين السلطة الفلسطينية، وضرورة التعامل مع الضفة الغربية وقطاع غزة باعتبارها وحدة متكاملة من الأراضي الفلسطينية، تمهيداً لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية".