تحذير من تضحية ترامب بمصالح أوكرانيا حال فوزه بالانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
ذكر مقال في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أن المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب قد يضحي بمصالح أوكرانيا وأراضيها من أجل صفقة مع الرئيس الروسي دونالد ترامب.
ونقلت عن مراقبتين أوروبيتين قولهن، إن ترامب في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية سيسعى لصفقة مع روسيا، وربما تضم "التضحية" بمصالح أوكرانيا الأمنية ووحدة أراضيها.
وقالت مستشارة في الخارجية الفرنسية جيوفانا دي مايو ومديرة فرع باريس لـ "المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية" سيليا بيلين في مقال لهما في المجلة، حول مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلى أن "ولاية ترامب الثانية ستكون لها نتائج تخل بالعلاقات عبر الأطلسي بشكل خاص".
وقالت المراقبتان في المقال، إن "ترامب لا يثق بأن الولايات المتحدة وأوروبا تتقاسمان المصالح الأمنية الأساسية، بل بالعكس هو يعتقد أن أوروبا تستغل الولايات المتحدة لدعم أمنها، وهذا الرأي يفترض أنه على الأرجح لن يحافظ على الدعم القوي لدفاع أوكرانيا الذي كانت تقدمه إدارة بايدن".
وذكر المقال بتصريح ترامب مرارا بأنه سيحاول عقد صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا "في غضون 24 ساعة"، مشيرا إلى أن ذلك سيعني "على الأرجح التضحية بمصالح أوكرانيا الأمنية ووحدة الأراضي".
وأضافت المراقبتان، أن "الزعماء الأوروبيين قلقون من أن عودة ترامب المحتملة ستضر بشكل لا رجعة فيه بالحضور الأمريكي في أوروبا وستشجع على المزيد من الأنشطة المزعزعة للاستقرار من قبل روسيا في أوكرانيا"، حسب قولهما.
وذكر أن الانتخابات الرئاسية ستجري في الولايات المتحدة في الخامس تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، حيث سيتنافس على منصب الرئاسة المرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالي، مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.
وسبق أن أكدت هاريس أنها ستحافظ على نهج الرئيس جو بايدن في ما يخص مواصلة دعم أوكرانيا، فيما تحدث ترامب عن نيته "عقد صفقة" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي حزيران/ يوليو الماضي، وصف ترامب، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "أعظم تاجر سياسي" بسبب الدعم الذي يحصل عليه الأخير من واشنطن منذ بدء الحرب الروسية المتواصلة على أوكرانيا.
وقال ترامب خلال حديثه أمام أنصاره في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان الأمريكية، إن الرئيس الأوكراني "قد يكون أعظم مندوب مبيعات بين السياسيين على الإطلاق"، حسب تعبيره.
وأضاف أنه "في كل مرة يأتي (زيلينسكي) إلى بلادنا، يعود ومعه 60 مليار دولار.. وهكذا بلا نهاية. سأتعامل مع هذا الأمر".
وكان ترامب الذي يعمل على العودة إلى البيت الأبيض مجددا من خلال الانتخابات المقررة في تشرين الثاني /نوفمبر المقبل، تعهد في وقت سابق أيضا بقطع الدعم العسكري عن أوكرانيا وإنهاء الحرب المستمرة منذ شباط /فبراير 2022 خلال مدة 24 ساعة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب الانتخابات الرئاسية روسيا بوتين روسيا بوتين اوكرانيا الانتخابات الرئاسية ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ردا على دعمه الكبير فى سباق الانتخابات الرئاسية.. مخاوف أمريكية من إهداء ترامب منصبًا كبيرًا لإيلون ماسك
فى عالم السياسة الأمريكية اليوم، يمكن القول دون تردد إن إيلون ماسك، الأغنى فى العالم ورائد الأعمال المتعدد المجالات، قد تحول إلى شخصية مؤثرة فى الساحة السياسية الأمريكية. بعد فوز دونالد ترامب المفاجئ فى الانتخابات الرئاسية، أصبح ماسك القوة الجديدة التى تؤثر على مجريات الأمور الداخلية بشكل ملحوظ.
بدراما سياسية غير متوقعة، اتجه ماسك الذى كان يدعم حزب الديمقراطيين على مدى عشرين عاما، لتبنى موقف قوى لصالح ترامب وقام بدعمه بكل ما أوتى من قوة بعد محاولة اغتيال الأخير خلال تجمع انتخابى فى بنسلفانيا. هذا التحول المفاجئ لم يقتصر فقط على الكلمات، بل تجسد عبر استثمار ماسك أكثر من ١٠٠ مليون دولار فى دعم حملة ترامب الانتخابية، مما جعله أحد أبرز الداعمين. ومن خلال تعزيزه لوجوده على منصة «إكس» تويتر سابقا، أصبح ماسك واحدًا من الشخصيات المؤثرة فى الانتخابات. وبحسب شبكة سى إن إن لم تقتصر مساهمات ماسك على الدعم المالى والجماهيرى فحسب، بل أصبح أيضا مستشارا موثوقا فى القضايا السياسية الكبرى إثر مشاركته فى مكالمة جمعت بين ترامب والرئيس الأوكرانى بعد الانتخابات، الأمر الذى جعل منه شخصية محورية.
ترامب، الذى أظهر إشادة بقدرات ماسك ووصفه بأنه ولد ليكون نجما، أعرب عن نية تكليف ماسك إدارة وزارة الكفاءة الحكومية الأمريكية إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامى، لإحداث تحول جذرى فى كيفية إدارة الحكومة الفيدرالية وتمهيد الطريق لإدارة ترامب من خلال السعى لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص الإجراءات التنظيمية المفرطة، وإعادة هيكلة الوكالات الحكومية والحد من الهدر المالى. فى إشارة إلى جهود ماسك الساعية لتقليص ٢ تريليون دولار من الإنفاق الحكومى. وبحسب وكالة رويترز، أكد ترامب أن هذه الجهود تسعى إلى تحقيق نتائج ملموسة بحلول ٤ يوليو ٢٠٢٦، لتكون بمثابة هدية تزامنا مع الذكرى الـ٢٥٠ لتوقيع إعلان الاستقلال الأمريكى.
أثار ماسك لأول مرة فكرة بذل جهود جادة لخفض التكاليف، فى منتصف أغسطس الماضى، خلال استضافته المرشح الرئاسى وقتها دونالد ترامب فى حوار سياسى على منصة «إكس»، والذى حقق أرقاما قياسية فى المشاهدات تجاوزت المليار مشاهدة حسب تصريحات ماسك. على الرغم من التأكيدات بأن دور الإدارة الجديدة فى الحكومة الأمريكية سوف يقتصر على تقديم المشورة والتوجيه، إلا أن إريك جوردان الأستاذ فى كلية روس للأعمال بجامعة ميشيجان، حسب صحيفة «يو إس إيه توداى»، عبر عن مخاوفه من أن تمنح هذه السلطة الجديدة إيلون ماسك نفوذا كبيرا على السياسات الحكومية والوكالات الفيدرالية التى تشرف على مجموعته الاستثمارية. خاصة بعد حصول هذه المجموعة المكونة من ست شركات على ١٥.٤ مليار دولار فى عقود حكومية على مدار العقد الماضى، وفقا لموقع Open Secrets. كما أضافت كاثلين كلارك، أستاذة القانون بجامعة واشنطن، أن ماسك قد يكون له تأثير على اختيار رؤساء الهيئات التنظيمية التى تشرف على شركاته، مما قد يتيح له القدرة فى تشكيل السياسات والقرارات للهيئات التى سبق له انتقادها، ما يعنى حدوث تداخل بين مصالحه الخاصة وأدوار الحكومة التنظيمية.
من جهة أخرى، هناك اعتقاد بأن ترامب يسعى إلى استخدام هذه الإدارة كوسيلة للضغط على أعضاء الكونجرس بإثارة مخاوفهم بشأن الاستقرار التنظيمى والمالى ليدفعهم فى النهاية إلى إعادة توجيه المخصصات المالية فى الموازنات نحو الأهداف التى يدعمها، هذا التكتيك يشير إلى أن الإدارة الجديدة قد تسعى لدور أكبر من كونها مجرد أداة تنظيمية، من خلال استخدامها كوسيلة لتحقيق أهداف، كما يخشى البعض من عواقب التخفيضات التى ينوى إيلون ماسك تنفيذها فى وقت قصير، وقد أقر ماسك بالمخاطر، داعيا الأمريكيين إلى التحلى بالصبر لتحمل صعوبات مؤقتة من أجل تحقيق مكاسب طويلة الأجل. كما أشار إلى أن البيروقراطية الفيدرالية والإنفاق الحكومى يدفعان البلاد نحو الإفلاس خاصة بعد أن تجاوزت مدفوعات فوائد الدين الوطنى ميزانية وزارة الدفاع. تجدر الإشارة إلى أن ماسك بعد استحواذه على منصة تويتر فى أكتوبر ٢٠٢٢، قام بإجراء تغييرات جذرية، شملت تقليص عدد العاملين من ٨٠٠٠ إلى ١٥٠٠ فى غضون أسابيع. وبحسب صحيفة بوليتيكو يخطط ماسك لتقديم إحاطات أسبوعية عبر البث المباشر بشأن جهوده فى الإدارة الجديدة.
ماسك الملقب بالرابح الأكبر من الانتخابات الأمريكية بدأ يجنى ثمار استثماراته الضخمة فى حملة ترامب، محققا أرباحا بمليارات الدولارات عقب إعلان فوز الأخير، بعد أن شهدت أسهم شركاته ارتفاعا كبيرا فى قيمتها السوقية. ورغم أن ماسك المولود فى جنوب إفريقيا ليس مواطنا أمريكيا بالولادة، وبالتالى لن تكون له طموحات سياسية شخصية، إلا أنه مع ثروة صافية تقدر بأكثر من ٣٠٠ مليار دولار وسيطرته على إحدى أكبر منصات التواصل الاجتماعى، أصبح يتملك القدرة على إحداث تأثير كبير فى الساحة السياسية الأمريكية والدولية.