بقي المشهد الجنوبي، على الأرض، بالغ القساوة مع تزايد سقوط الشهداء باستهدافات الغارات والمسيَّرات الاسرائيلية، وبالغ الوضوح لجهة الثبات عند مساندة غزة، والشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لأقسى أشكال الإبادة والتدمير في العصر الحديث..

وجاء في افتتاحdة" النهار": هل تستدرج إسرائيل "حزب الله" الى الرد في الحرب الواسعة أم تدشّن مرحلة جديدة من توسيع إطار مطارداتها بالغارات والاغتيالات لكوادر وعناصر الحزب قبيل تطور ما قد يحصل في سياق المفاوضات لوقف الحرب في غزة بما ينقل ثقل المواجهات الى لبنان؟ السؤال بدا بديهياً في الساعات الماضية لدى تسجيل الحصيلة الأخطر والأكبر ليوم ناري من الغارات والاستهدافات الإسرائيلية الكثيفة لعدد كبير من قرى الجنوب افضى بنتيجته حتى مساء امس الى استشهاد ثمانية أشخاص .

واتضح ان سبعة من الشهداء هم من عناصر "حزب الله" ذكر أنّ من بينهم ثلاثة قادة ميدانيين كما أن الفتى في الكشافة ذو الفقار فادي رضوان في الثامنة من عمره كان بين الشهداء. واللافت في اليوم الناري هذا أنّ إسرائيل لم تقف عند حدود هجماتها واستهدافاتها الكثيفة بل مضت في قصف مدفعي ثقيل مساء لعدد واسع من القرى الحدودية فيما كانت صليات عشرات الصواريخ لـ "حزب الله" تبلغ في الرد على الغارات حدود مدينة صفد . هذا التصعيد من الجانب الإسرائيلي رسم دلالات شديدة الخطورة خصوصا أنّه تزامن مع اندفاعة أميركية جديدة لانجاح المفاوضات والمحادثات الجارية في القاهرة حيث انضم اليها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليم بيرنز في مؤشر قوي إلى رمي إدارة الرئيس جو بايدن بثقلها الديبلوماسي لانجاح أحدث محاولاتها في إحداث خرق سريع في المفاوضات كأنها في سباق مع الوقت.

كما تزامن التصعيد مع تقارير بثتها وسائل إعلام إسرائيلية عن توقّع الجيش الإسرائيلي أن يقوم "حزب الله" برده على اغتيال فؤاد شكر الأسبوع المقبل باستهداف شمال إسرائيل ووسطها . وأياً تكن دوافع التصعيد الإسرائيلي فإنّ تسجيل الحصيلة الأعلى قياسيا لعدد القتلى في صفوف الحزب ، في يوم واحد منذ اندلاع المواجهات في الثامن من تشرين الأول الماضي، بدا بمثابة تطوّر بالغ الخطورة بل رسم معالم انذار حيال أيام تصعيدية مقبلة تحبل بتطورات مجهولة المصير .

وكتبت" الاخبار": لا تزال «الحرب المحدودة» قائمة على الجبهة الشمالية، حيث يواصل حزب الله عمليات الإسناد وقصف المواقع الإسرائيلية على طول الحدود وفي العمق، فيما يردّ العدو بالاعتداءات والاغتيالات. العدو الذي تجاوز الدائرة الحمراء الأولى باغتيال القائد الجهادي السيد فؤاد شكر في 30 تموز الماضي، يعتبر أن حزب الله يحاول تجاوز الدائرة نفسها بإدخاله مستوطنات جديدة في دائرة الاستهداف في الأسبوعين الماضيين، حتى قبل ردّه على عملية الاغتيال. وهو ما دفع إلى تصعيد اللهجة في إسرائيل إلى حدّ ما نقله رئيس مستوطنة كتسارين في الجولان عن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من أن «هناك أسابيع صعبة سيكون بعدها أمن مستدام»، الأمر الذي فُسر إنذاراً بالاستعداد لمواجهة قاسية مع لبنان، سواء تمثّلت في أيام قتالية أو في حرب أوسع، علماً أن هذا لم يحل دون أن يسمع معظم الوسطاء والموفدين تأكيدات بأن الحزب ليس في وارد إلغاء قرار الرد على الاغتيال. لكنه يدرس خياراته وفقاً لاعتبارات عدة، من بينها ما يتعلق بالمفاوضات التي لم تُغلق حول غزة.ورغم حملة التهويل التي تمارس على لبنان من حرب إسرائيلية «قاسية»، تبقى قواعد المواجهة قائمة بانتظار الردّ،

وكتبت" اللواء":بقي الوضع على جبهة غزة، هو المعيار الذي يتحكم بالمجريات على أرض جبهات المساندة، ومنها الجبهة اللبنانية، في وقت كثفت فيه الدبلوماسية الدولية، لا سيما البريطانية جهودها لاحتواء التصعيد، في ضوء المعلومات المتضاربة عن المسار التفاوضي حول «صفقة التبادل» ووقف النار في القطاع المنكوب منذ 10 اشهر ونيّف.

إذاً، بقي الوضع على جبهة غزة، هو المعيار الذي يتحكم بالمجريات على أرض جبهات المساندة، ومنها الجبهة اللبنانية، في وقت كثفت فيه الدبلوماسية الدولية، لا سيما البريطانية جهودها لاحتواء التصعيد، في ضوء المعلومات المتضاربة عن المسار التفاوضي حول «صفقة التبادل» ووقف النار في القطاع المنكوب منذ 10 اشهر ونيّف.

وكشف ديبلوماسي مصري رفيع المستوى للديار ان القاهرة حذرت «تل ابيب» من الذهاب الى الحرب الكبرى، معتبرة ان الانفجار الكبير في المنطقة سيقضي على معاهدات السلام.

وتشير أوساط مطلعة على الحراك الدبلوماسي في لبنان والمنطقة لـ”البناء” الى أن “الجبهة الجنوبيّة باتت جزءاً من حرب غزة والصراع في المنطقة بين المحورين الأميركي – الإسرائيلي الغربي والمحور الإيراني – العراقي – السوري – الفلسطيني – اليمني وحزب الله في لبنان، وبالتالي لا حلّ للوضع في الجنوب قبل إبرام اتفاق للحرب الدائرة في غزة، وهذا ما اقتنع به الأميركيون والإسرائيليون أيضاً، ما يعني أن التصعيد سيبقى سيد الموقف على الجبهة الجنوبية وكذلك في المنطقة حتى الانتخابات الأميركية المقبلة حتى تأتي إدارة أميركية جديدة ربما تعدّل في إدارة الحرب في غزة أو تكون أكثر تشدداً، لكن المنطقة حتى ذالك الحين ستقف على حافة الحرب الشاملة لكن الأرجح أن لا تقع بسبب التعقيدات والتداعيات التي تنتج عن هذه الحرب، لا سيما أن لا مصلحة للإدارة الأميركية الحالية باندلاع الحرب الشاملة في المنطقة قبيل شهرين ونيّف من الانتخابات. وفي المقابل لا مصلحة أميركية بالضغط على رئيس “إسرائيل” لوقف الحرب لضرورات انتخابيّة، بل أقصى ما يمكن أن تقوم به الإدارة الحالية هي لجم نتنياهو من شنّ عدوان شامل على لبنان لأنها ستؤدي الى حرب شاملة في ظل استعداد جبهات عدة للدخول في هذه الحرب إذا وقعت”.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی المنطقة حزب الله

إقرأ أيضاً:

مقتل جندي بجيش الاحتلال الإسرائيلي دهسا صباح اليوم في رام الله

أعلنت صحيفة «إسرائيل هيوم» التابعة للاحتلال الإسرائيلي مقتل الجندي جيري هنغال 24 عامًا، خلال عملية الدهس صباح اليوم في رام أسفل عجلات شاحنة.

استمرار المفاوضات

وتسعى المفاوضات برعاية أمريكية مصرية قطرية بين قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية إلى وقف إطلاق النار بين الطرفين المستمر منذ 11 شهرا، والذي لم يتوقف إلا مرة واحدة لمدة أسبوع في شهر نوفمبر الماضي، حيث جرى تبادل بعض المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية مقابل هدنة إسرائيلية وعدم إطلاق نيران لساعات والسماح بإدخال المساعدات.

واستشهد منذ 7 أكتوبر الماضي بداية من طوفان الأقصى في الضفة الغربية أكثر من 682 شخصًا، فيما استشهد في قطاع غزة أكثر من 40 ألف شخص أغلبهم من الأطفال والسيدات.

مقالات مشابهة

  • بوريل من بيروت يدعو للحد من التصعيد العسكري
  • معاريف: حزب الله يحاول الحفاظ على "معادلة الألم" مع إسرائيل
  • من بيروت.. بوريل يدعو لخفض التصعيد بين حزب الله وإسرائيل
  • مقتل جندي بجيش الاحتلال الإسرائيلي دهسا صباح اليوم في رام الله
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: 60 صاروخا جرى إطلاقها من جنوب لبنان اليوم
  • التصعيد جنوباً يفاقم المخاوف.. غالانت: الحرب مع لبنان وشيكة
  • هآرتس: واشنطن حذرت إسرائيل من حرب شاملة مع لبنان
  • مسؤول أمريكي يحذر إسرائيل من خطورة تصعيد الحرب بالشمال: لن تكون هناك منازل لتعودوا إليها!
  • مسؤول أمريكي: حرب إسرائيل ضد حزب الله ستكون كارثية
  • التصعيد الاسرائيلي بشكل جديد