حاتم صابر يكتب: الأمن القومي المصري.. رؤية استراتيجية لتعزيز الحماية والتقدم
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
الأمن القومى، بمفهومه الشامل، يعنى قدرة الدولة على حماية كيانها الداخلى من أى تهديدات أو تحديات قد تنشأ سواء من الخارج أو من الداخل. وهو يتجاوز مجرد الدفاع العسكرى ليشمل جميع جوانب الاستقرار والتقدم الوطنى. يعرف الأمن القومى المصرى بأنه قدرة الدولة على حماية قيمها الداخلية من التهديدات والتحديات، حيث يشمل التهديد أى عمل عسكرى يُستخدم لفرض هيبة الدولة، بينما يشير التحدى إلى العوائق التى قد تعطل منظومة التنمية.
الأمن القومى المصرى مجال متعدد الأوجه وديناميكى، وله أهمية بالغة لاستقرار الأمة وازدهارها. فهو يتطلب نهجاً شاملاً يدمج الأبعاد العسكرية، السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية لضمان حماية البلاد من الداخل والخارج. فى قلب هذا المفهوم، تأتى القدرة والقوة العسكرية كحجر زاوية، حيث يشمل ذلك نظاماً دفاعياً قوياً مصمماً لحماية حدود البلاد والحفاظ على النفوذ الإقليمى.
تعتبر القوة العسكرية أحد الأعمدة الرئيسية للأمن القومى، حيث تسعى الدولة إلى بناء جيش قوى مجهز بأحدث التقنيات والقدرات. هذا التوجه يعكس الالتزام بتحديث المعدات العسكرية وتعزيز قدرات الدفاع لمواجهة أى تهديدات محتملة، كما تركز الحكومة على ضمان جاهزية القوات المسلحة لمواجهة الأزمات والتحديات المختلفة، وهو ما يتطلب تحديثاً مستمراً للتكنولوجيا العسكرية وتحسين استراتيجيات التدريب والتعاون بين مختلف القوات.
لكن الأمن القومى لا يقتصر على الجانب العسكرى فقط. الاستقرار السياسى هو جانب حاسم آخر، حيث تسعى الدولة إلى تعزيز المؤسسات الحكومية وضمان تطبيق القانون والنظام. من خلال تعزيز التماسك الاجتماعى والتعامل الفعال مع الأزمات الاقتصادية، تعمل الدولة على تحقيق استقرار سياسى داخلى يعزز من قوة الدولة بشكل عام، هذا الاستقرار يشكل الأساس الذى يبنى عليه النمو الاقتصادى والتنمية الاجتماعية، ما يسهم فى بناء مجتمع متماسك وقوى.
التنمية الاقتصادية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من جهود الأمن القومى، حيث يرتبط النمو الاقتصادى بشكل وثيق بالاستقرار الاجتماعى والسياسى. تسعى الدولة إلى تحقيق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادى من خلال استراتيجيات واضحة ومتكاملة، هذه الاستراتيجيات تشمل تحسين بيئة الأعمال، دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا. من خلال هذه الخطط، تهدف الدولة إلى تحقيق استقرار اجتماعى واقتصادى يعزز من أمنها القومى.
إضافة إلى ذلك، تعتبر الحماية من التهديدات الخارجية جزءاً أساسياً من استراتيجية الأمن القومى. فى ظل التحديات العالمية والإقليمية، تسعى الدولة إلى تحسين استراتيجيات التعاون الدولى وتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة، هذا التعاون يعزز من قدرة مصر على مواجهة التهديدات العابرة للحدود، ويضمن دعم مصالحها الوطنية على الساحة الدولية.
ولا بد من التأكيد على أن الأمن القومى المصرى هو مزيج من الاستراتيجيات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تتكامل لضمان استقرار الدولة وحمايتها من التهديدات والتحديات، من خلال الاستثمار فى القوة العسكرية، تعزيز الاستقرار السياسى، وتحقيق التنمية الاقتصادية، تسعى الدولة إلى تحقيق أمن مستدام يعزز من قوتها ومكانتها على الصعيدين الإقليمى والدولى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأمن القومى الاتجاهات الاستراتيجية مواجهة التحديات تسعى الدولة إلى الأمن القومى من القومى من خلال یعزز من
إقرأ أيضاً:
وزير العمل يستعرض جهود الدولة وتوجيهات الرئيس بشأن الحماية الاجتماعية للمواطنين
قال محمد جبران وزير العمل، إنّ الدولة تنفذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، فيما يتعلق بالمبادرات والتشريعات والقرارات التي تحقق التوزان والعدالة في علاقات العمل خاصة وقت التحديات، في إطار بيئة لائقة للعمل يُشارك في صياغتها جميع الأطراف المعنية، من خلال الحوار الاجتماعي في مجال العمل، وهو ما جعل الدولة تخطو خطوات ثابتة نحو توفير حياة كريمة للمواطنين، مُستشهدًا بالمبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
جاء ذلك خلال كلمة وزير العمل اليوم، أمام الاجتماع الوزاري العاشر للوزراء العمل والتشغيل التابع لمجموعة «البريكس» المُنعقد في سوتشي الروسية، لمناقشة العديد من الملفات المُتعلقة بالعمل والإنتاج.
التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعيةأكد جبران أنّ انضمام مصر لـ«التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية»، الذي أطلقته منظمة العمل الدولية في عام 2023، يؤكد حرص الدولة على التعاون الدولي من أجل تعزيز برامج الحماية الاجتماعية لمواجهة التحديات التي تواجه عالم العمل.
أشار الوزير إلى أنّ هناك مواد في الدستور المصري، وكذلك التشريعات والقرارات، من شأنها الإعلاء من قيمة العمل، باعتباره حقا من حقوق الإنسان، مؤكدا جهود وزارة العمل في توفير فرص عمل للشباب في إطار خطة «التدريب من أجل التشغيل»، ودمج ذوي الهمم في سوق العمل، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يوجه الحكومة دائمًا بممارسة سياسات من شأنها التخفيف عن كاهل المواطنين خاصة الأكثر احتياجًا.
وأكد أنّ الجمهورية الجديدة شهدت مجموعة من الإجراءات، منها رفع الحد الأدنى لأجور للعاملين في القطاعين الحكومي والخاص، وزيادة الحد الأدنى لإعانات الطوارئ للعمال الذين تتعرض شركاتهم لبعض التحديات الداخلية والخارجية، إضافة إلى تقديم كل أنواع الدعم والحماية والرعاية للعمالة غير المنتظمة، والتوسع في قاعدة بياناتها في ظل نظام التحول الرقمي، الذي تخطو الدولة المصرية فيه خطوات إيجابية.
بناء الإنسان المصريوأضاف أنّ برنامج الحكومة الجديدة يتضمن محاور أساسية، منها محور بناء الإنسان المصري، وتعزيز رفاهيته، كما تبنت وزارة العمل استراتيجية تُركز على بناء الإنسان، وتضع منظومة تسعى من خلالها إلى تحقيق المزيد من التوازن في العلاقة بين أصحاب العمل والعمال.
واختتم الوزير، حديثه بأنّ التحديات التي تواجه عالم العمل حول العالم تتطلب المزيد من العمل المشترك لمواجهتها، مُؤكًدا أنّ مجموعة البريكس مُطالبة بتكثيف التعاون.