هل أمة العرب نائمة ومكتوفة الأيدي؟
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
منذ أيام قليلة مرّت الذكرى الـ55 لإحراق المسجد الأقصى المبارك من قبل الصهيوني/ الأسترالي مايكل دنيس روهان بشكل متعمّد، وفي ذلك اليوم المشؤوم من شهر آب/ أغسطس عام 1969، قالت المجرمة غولدا مائير، عندما سُئِلت عن أسوأ يوم وأسعد يوم في حياتها فقالت: أسوأ يوم في حياتي يوم أن تمّ إحراق المسجد الأقصى، في تلك الليلة لم أنم، لأنّني خشيت من ردّة الفعل العربية والإسلامية، وأسعد يوم كان هو صبيحة اليوم التالي، لأنّهم لم يفعلوا شيئا واكتشفت أنهم "أُمّة نائمة"، على حدّ تعبيرها!!
وهنا تنهال الأسئلة على الأذهان، وتختلط الأمور بعضها مع بعض، ويتساءل الواحد منّا: ما الذي يجري؟
أين جامعة الدول العربية التي تضم 23 دولة؟
أين منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة عربية وإسلامية؟ وهل حقا نحن أمة نائمة؟
وهل صدق القائل عندما قال: إننا نأكل بالأرطال ونشرب بالأسطال وننام الليل مهما طال ونطلب مقامات الرجال؟!
لعلها المرة الأولى في تاريخ الصراع مع المحتل الصهيوني التي تصل فيها أخبار المجازر والمذابح بالصوت والصورة فور وقوعها، ولعلها المرة الأولى التي تتمايز فيها المواقف وتتضّح حقيقتها في الشرق والغرب، ولعلها أيضا المرة الأولى التي تقف فيها الشعوب العربية واعية بعجزها
هل عجزت دول العالم ومجلس الأمن الدولي على إجبار الكيان الصهيوني وفرض وقف إطلاق النار وإيقاف المجازر اليومية؟
وأين الشعوب العربية؟ هل عجز بعضهم عن إجبار حكوماتهم طرد سفراء الكيان الصهيوني من دولهم؟
وكيف أن الشعوب والحكومات العربية والإسلامية عاجزة عن إدخال قارورة ماء إلى قطاع غزة المحاصر، وهي تسمع وتشاهد حرب الإبادة، ويُستشهد كل يوم مئات الأطفال والنساء بالطائرات الصهيونية وبأطنان القنابل أمريكية الصنع والأسلحة المحرمة دوليا وتحويل غزة إلى ركام وإلى بركة من الدماء وساحة للجثث والأشلاء الممزقة، ولا شيء ينجو ويسلم من قصف الاحتلال الهمجي؟
لعلها المرة الأولى في تاريخ الصراع مع المحتل الصهيوني التي تصل فيها أخبار المجازر والمذابح بالصوت والصورة فور وقوعها، ولعلها المرة الأولى التي تتمايز فيها المواقف وتتضّح حقيقتها في الشرق والغرب، ولعلها أيضا المرة الأولى التي تقف فيها الشعوب العربية واعية بعجزها كجثة جامدة مخدّرة لا تقوى على الحركة!!
أين ذهبت الشعوب العربية؟ وأين اختفى مليارا مسلم؟ ولماذا عجزت الشعوب عن الحراك والتظاهر والتضامن إلّا "من رحم الله"؟
لماذا عجزت الحكومات والدول عن إيقاف العدوان والمجازر اليومية؟
أين العلماء ورجال الدين وأين فتاوى الجهاد التي كانت تصدر عنهم من قبل؟!
المجازر اليومية وحرب الإبادة الوحشية على غزة منذ ما يقارب 11 شهرا، قد أرخت بظلالها على دول العالم الغربي، وكشفت العالم على حقيقته، وأزالت مساحيق الكذب والخداع عن الحضارة وحقوق الإنسان التي تتغنى بها تلك الدول، وكشفت الدول الغربية والعربية الحليفة والحارسة للمحتل، ومحّصت الخبيث من الطيب، فإن لم تستيقظ الشعوب العربية ستدفع ثمنا باهظا
لم تكن حرب الإبادة هذه تحدث، لولا يقين العدو الصهيوني بأن بعض الحكام متخاذلة والشعوب نائمة، ولا أحد من دول الجوار سيتحرك للدفاع عن أهل غزة وإيقاف المجازر، كان المحتل على يقين بأن الشعوب العربية تقع خارج معادلة الصراع بعد أن نجح النظام الدولي عبر وكلائه في ترويض وتدجين الشعوب وإخضاعها بأدوات القوة الصلبة والناعمة.
ولم يجرؤ الاحتلال الصهيوني وآلة القتل الوحشية على ارتكاب هذه المجازر، لولا الحماية والدعم غير المحدود من الغرب ووكلاؤه من العرب، ولإدراكه أن الأمة في سبات عميق، وكأن القضية لا تعنيها!
مما لا شك فيه أن المجازر اليومية وحرب الإبادة الوحشية على غزة منذ ما يقارب 11 شهرا، قد أرخت بظلالها على دول العالم الغربي، وكشفت العالم على حقيقته، وأزالت مساحيق الكذب والخداع عن الحضارة وحقوق الإنسان التي تتغنى بها تلك الدول، وكشفت الدول الغربية والعربية الحليفة والحارسة للمحتل، ومحّصت الخبيث من الطيب، فإن لم تستيقظ الشعوب العربية ستدفع ثمنا باهظا، وسيسجل التاريخ الذي لا يرحم الخائنين والمتآمرين في سجل العار، وإذا ما بقيت الأمة على هذه الحال، سوف يتمدّد هذا الاحتلال ويتوسع وسينتشر كالسرطان وسيجتاح البلاد ولن يرحم شعوبها.
تمر السنوات والأيام والمجازر تلو المجازر، وتبقى اليد الملطخة بالدماء والعار شاهدة على خبث ودناءة الاحتلال وشركائه وحلفائه في أحداث غزة.
أما آن للشعوب العربية والإسلامية، الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقفة جادة، وكسر حالة الصمت والخنوع المُخزي لبعض الحكام والملوك العرب وتذكيرهم "بيقظة ضمير" قبل فوات الأوان، وتذكيرهم بأن التاريخ سيسجل ولن يرحم الخيانة والتآمر على الشعب الفلسطيني؟
فإلى متى تبقى أمة العرب نائمة ومكتوفة الأيدي؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال غزة الاحتلال جرائم العالم العربي مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرة الأولى التی المجازر الیومیة الشعوب العربیة
إقرأ أيضاً:
محافظ بني سويف يشارك في فعاليات الجلسة الختامية من "قادة المدن العربية"
شارك الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، اليوم الثلاثاء، في الجلسة الختامية التدريبية الخاصة بالدفعة الأولى "قادة المدن العربية" وذلك ضمن فعاليات المنتدى الحضرى العالمى الذي انطلق صباح أمس، الإثنين، في دورته الثانية عشر بالقاهرة، المنعقد تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا - لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة"، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
بني سويف .. كشف غموض مقتل مسنة وسرقة مصوغاتها في قرية بني هارون ضبط طالبة بمدرسة في بنى سويف بحوزتها مطواة "قرن غزال"
حيث قد تم ترشيح محافظ بني سويف " يونيو الماضي " فى الدفعة الأولى من أكاديمية قادة المدن العربية "التى أطلقتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب أسيا (الإسكوا) بالمشاركة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، حيث تهدف مبادرة الأكاديمية لإنشاء شبكة ديناميكية من القادة الرائدين فى مجال التنمية الحضرية، وفى ضوء استعدادات مصر لاستضافة المنتدى الحضرى العالمى بمدينة القاهرة خلال العام الجارى، حيث تم ترشيح عدد محدود من محافظى الوطن العربى للإنضمام للدفعة الأولى، التى تقوم " الاسكوا " و"الأمم المتحدة (برنامج الأمم المتحدة من أجل مستقبل حضرى أفضل) بتنظيم النسخة الأولى منها بالشراكة مع منظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية فرع الشرق الاوسط وغرب آسيا.
وخلال فعاليات الجلسة تم الإشادة بالمشاركة الفاعلة والمميزة لمحافظ بني سويف ضمن الدفعة الأولى كأحد النماذج المهمة والملهمة التي تبنتها الدولة المصرية ضمن مشروع قومي لتمكين الشباب تتبناه القيادة السياسية المصرية، حيث أعرب محافظ بنى سويف عن تقديره لهذا التجربة الممزة خلال مشاركته في الأكاديمية التى تعد الأولى من نوعها فى العالم العربى، لاسيما وأنها ترتكز على تعزيز قدرات قادة المدن فى مجالات مختلفة تم تحديدها من خلال الحوار والمناقشة والتشاور مع قادة المدن العربية المعلنة.
أكد محافظ بني سويف أهمية مثل تلك الجهود المتكاملة لتعزيز قدرات قادة المدن فى العالم العربى، خاصة فيما يتعلق بمنهج الأكاديمية فى الوصول لتصور شامل لتحقيق التنمية الحضرية من خلال الوقوف على احتياجات المدن العربية والتحديات التى تواجهها من خلال تكوين شبكة من رواد التنمية الحضرية لديهم المعرفة والأدوات الحديثة لمعالجة التحديات والفرص التى تواجه المنطقة فى مجال التنمية الحضرية والتنمية المستدامة بشكل فعال.
وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة أكاديمية قادة المدن العربية تأتى فى إطار التعاون القائم بين وزارة التنمية المحلية وشركاء التنمية الدوليين نحو تمكين قيادات الإدارة المحلية وبناء القدرات على نحو يضمن تحسين جودة حياة المواطنين، وهى مبادرة رائدة أطلقتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) بالمشاركة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، حيث تم تصميم الأكاديمية لتمكين القادة المحليين فى مجال التنمية الحضرية من تحقيق الهدف الشامل المتمثل فى تحسين نوعية الحياة للمواطنين من خلال تطوير مدن أكثر استدامة ومرونة وازدهار فى جميع أنحاء المنطقة وذلك من خلال تكوين شبكة ديناميكية من القادة الرائدين فى مجال التنمية الحضرية وتعزيز تبادل المعرفة وأفضل الممارسات التنموية والخدمية.
كما تألفت الدفعة الأولى من أكاديمية قادة المدن العربية من حوالى 22 مشاركاً يمثلون المنطقة العربية والتى ستنطلق فعالياتها الأولى من خلال ورشة عمل تدريبية يومى 23-24 يوليو 2024 لتستمر فعاليات الأكاديمية حتى نوفمبر من العام الجارى، وتشمل أجندة البرنامج التدريبى على عدد من المجالات المهمة، منها: شبكات النقل المستدامة، الإدارة القائمة على النتائج، المُدن الذكية، المُدن الصحية الخضراء والأمنة، بناء اقتصاديات محلية قائمة على الصمود والاستدامة وغيرها من الموضوعات والمجالات وفقاَ لرؤية وسياسة الأكاديمية.
حضر فعاليات المنتدى الحضري العالمي من محافظة بني سويف: نائب المحافظ بلال حبش ، مدير الوحدة الاقتصادية ومشرف مجموعة عمل المحافظة في تنظيم المؤتمر علاء سعيد، ومدير الإعلام سعيد رمضان – مجموعة عمل المحافظة بالمؤتمر، وأعضاء المجموعة( أية اللبان، محمد بشير، نانسي طه).