قطاع غزة.. قال ريكارد بيريس، المتحدث باسم منظمة اليونيسف، إن الوضع بالنسبة إلى الأطفال في قطاع غزة مروع على مدار 10 أشهر بل يزداد تدهورا يومًا بعد يوم، موضحا أن الأطفال في قطاع غزة يعانون من آثار نفسية شديدة نتيجة للصدمات المتتالية التي يتعرضون لها بشكل يومي، إلى جانب الآثار الصحية وانتشار الأمراض والأوبئة وسوء التغذية.

وأضاف "بيريس"، عبر مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن نحو مليوني شخص نزحوا بقطاع غزة منذ بدء الحرب نصفهم من الأطفال، وهذا أمر مروع، و نتيجة للمشاهد الصادمة التي يتعرض لها أطفال غزة بشكل يومي، نجد أنهم ينسحبون من الحياة والتواصل مع الآخرين، في حين توقف بعضهم عن الكلام وآخرين يظهر عليهم آثار التعايش السلبي مع تلك الصدمات"، لافتا إلى أن المنظمة تحاول التصدي لذلك الأمر.

وأضاف أن وسائل الإعلام لا تستطيع نقل حجم الدمار والمعاناة اليومية للأطفال والعائلات على أرض الواقع في القطاع، مؤكدا أن الأمم المتحدة ما زالت في القطاع ولا تزال "يونيسيف" تقدم الخدمات والمساعدات قدر المستطاع للمدنيين في القطاع، إلى جانب تقديم تقارير مفصلة للأمم المتحدة بشكل مستمر، أملا في الوصول إلى وقف إطلاق النار وهو المطلب الأساسي والأول لكل المنظمات الإنسانية.

وأشار إلى أن هناك نقص كبير في المساعدات الإنسانية بقطاع غزة مع زيادة في الاحتياجات، بالرغم من المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الدول والمنظمات في هذا السياق، كما تواجه المنظمات الأممية والإنسانية خطورة أمنية عند وصول تلك المساعدات.

اقرأ أيضاً5 شهداء واصابات في قصف مركز على خان يونس والنصيرات جنوب غزة

عاجل| 7 شهداء بينهم طفل بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قطاع غزة غزة غزة تحت القصف منظمة اليونيسف قصف غزة في غزة حرب غزة غلاف غزة غزة الان غزة اليوم غزة مباشر قصف غزة الان غزة الآن قطاع غزة اليوم شمال قطاع غزة أخبار غزة قصف قطاع غزة المقاومة في غزة أطفال غزة مساحة قطاع غزة جنوب قطاع غزة وسط قطاع غزة حرب غزة الان مدن قطاع غزة الأطفال في قطاع غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الخيانة التي سيجني العالم عواقبها

في العاشر من أغسطس/آب، أسفر القصف الإسرائيلي على مدرسة التابعين في مدينة غزة عن قتل أكثر من 100 شخص لجؤوا إليها، بمن فيهم العديد من الأطفال. كان هذا واحدًا من 17 هجومًا مميتًا على المدارس في القطاع حدثت الشهر الماضي، بحسب الأمم المتحدة. أصبحت الأماكن المخصصة للتعليم، والتي تحولت إلى ملاجئ للنازحين، أهدافًا متكرّرة في هذه الحرب، حيث تم تمييع الفارق بين المقاتلين والمدنيين.

هذا الأسبوع، كان من المفترض أن يحتفل عشرات الآلاف من الأطفال ببدء عام دراسي جديد، ولكنهم يعيشون الآن كابوسًا يتمثل في "محو التعليم"؛ وهو مصطلح تمَّ اختراعه خصيصَى لوصف إبادة التعليم في غزة.

د. كرمة النابلسي من جامعة أكسفورد صاغت هذا المصطلح خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة في 2008-2009، عندما كانت المدارس ووزارة التعليم والمباني التعليمية الأخرى أهدافًا للهجمات. اليوم، الدمار الذي لحق بالنظام التعليمي في غزة لا يمكن تصوره: قُتل الآلاف من الطلاب ومئات من المعلمين، وتم تدمير أو إلحاق الضرر بمئات المدارس على مدى الأحد عشر شهرًا الماضية.

هذا التدمير المتعمد لنظام التعليم في غزة، لا يهدد فقط مستقبل مئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين، بل أيضًا النظام الإنساني الدولي، وبوصلتنا الأخلاقية المشتركة. يبدو أنّ المجتمع العالمي يتجه تدريجيًا نحو قبول ما لا يمكن قبوله. إن تطبيع العنف ضد المدارس هو مؤشّر صارخ على أزمة أعمق في قيمنا العالمية، حيث لم يعد ضمان حماية الأبرياء أمرًا مؤكدًا، وتتآكل إنسانيتنا.

تحدد اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية بوضوح أن مهاجمة المدارس انتهاك صريح، ومع ذلك تستمر الهجمات. وفقًا لبيانات جمعتها اليونيسيف، تم استهداف 318 مدرسة في قطاع غزة بشكل مباشر حتى السادس من يوليو/تموز. ومنذ ذلك الحين، وقعت عشرات الهجمات الأخرى.

النقاشات حول ما إذا كان الهجوم على مدرسة التابعين في 10 أغسطس/آب قانونيًا أم لا بسبب وجود مقاتلي حماس المحتملين، تفوت النقطة الجوهرية. المدارس مخصصة للتعليم. هذه الأعمال العسكرية تشكل اعتداءً مباشرًا على الحقوق الأساسية للمدنيين، وخاصة الأطفال.

إلى جانب الأضرار الواضحة على الأطفال والشباب، تؤدي تلك الهجمات – غير الضرورية – على المدارس إلى تصعيد التوترات بشكل أكبر، مما يقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل عادل ودائم.

حقّ التعليم منصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. إنه حق حتى في زمن الحرب، كما تنص على ذلك أحكام اتفاقية جنيف الرابعة. كيف يمكن ضمان هذا الحق للأطفال الفلسطينيين إذا كانت مدارسهم تتحوّل إلى أنقاض وحفر؟

للأسف، الهجمات على أماكن التعليم لا تحدث فقط في غزة. وفقًا لليونيسيف، منذ تصاعد الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تم تدمير أو إلحاق الضرر بأكثر من 1,300 منشأة تعليمية.

وبحسب التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات (GCPEA)، زادت الحوادث التي تستهدف التعليم والاستخدام العسكري للمدارس بنسبة تقارب 20% في عامي 2022 و2023 مقارنة بالعامَين السابقين.

قدرة المجتمع الدولي على تطبيق الحماية المنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي، وخاصة اتفاقيات جنيف، تتراجع بشكل واضح. هذه القوانين، التي صادقت عليها أكثر من 190 دولة، تلزم بحماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال، أثناء النزاعات المسلحة وتدعو إلى محاكمة المخالفين.

ومع ذلك، فشلت هذه الالتزامات في حماية الأطفال في غزة ومناطق الصراع الأخرى. وبينما تظلّ الدعوات إلى اتخاذ إجراءات فورية، مثل: وقف إطلاق النار، والمساعدات الإنسانية، ضرورية، فإنها ليست بديلًا عن الإجراءات الحاسمة لتطبيق أحكام القانون الدولي.

عندما يتسامح المجتمع الدولي مع انتهاكات القانون الدولي على مدى شهور وسنوات، فإنه يقوم بتطبيع تدريجي يؤدي في النهاية إلى إضعاف المعايير العالمية، مما يجعل الأفعال التي كانت غير مقبولة في السابق تبدو قابلة للتسامح. عندما يصبح استهداف المدارس مقبولًا بشكل متزايد، يحدث خيانة جوهرية للمبادئ الأساسية للنظام القانوني الدولي وحماية المدنيين.

الخيار أمامنا واضح: إما أن نتحرك بحزم لدعم مبادئ القانون الإنساني وحماية الأبرياء، أو نسمح بتواصل تآكل قيمنا المشتركة دون مراقبة. لا يمكن للعالم أن يبقى غير مبالٍ، لأن تكلفة عدم التحرك تقاس بحياة ومستقبل الأطفال.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 41 ألف و118 قتيلاً
  • اليونيسف: مقتل وإصابة أكثر من 30 طفلا في قصف طال مناطق مدنية في سنار بالسودان
  • تحذيرات أممية من «تحديات متزايدة» أمام توزيع المساعدات في غزة
  • استشهاد 10 آلاف طالب.. تعرف على خسائر قطاع التعليم في غزة بسبب الحرب
  • إسرائيل في قطاع غزة.. من الانسحاب الأحادي إلى الحرب الشاملة!
  • صحفي فلسطيني لـ "الفجر": الحرب الإسرائيلية على غزة مستمرة بلا أفق والحصار يفاقم معاناة السكان
  • "الأورومتوسطي": "إسرائيل" تقوّض بشكل خطير حملة تطعيم شلل الأطفال في غزة
  • التصعيد الاسرائيلي بشكل جديد
  • الخيانة التي سيجني العالم عواقبها
  • عاجل - متحدث "صحة غزة" يكشف عن أوضاع كارثية وخطيرة بعد مجزرة المواصي في خان يونس