بورتسودان تستعد للتصعيد العسكري ومؤشرات لاستئناف مشروع القاعدة الروسية
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
التقارب السوداني الروسي الأخير بات يشكل واقعاً ومتغيراً جديداً في السياسة السودانية التي انتهجتها حكومة الأمر الواقع في بورتسودان برئاسة قائد الجيش الفريق البرهان المُرتقب أن يزور موسكو قريبا بحسب التسريبات لتوقيع صفقات مختلفة عسكرية و أمنية وتجارية واقتصادية.
تقرير ــ التغيير
الجانب العسكري والأمني طغي علي بقية الجوانب الآخرى في علاقات البلدين حيث يشهد المجال الجوي والبحري السوداني وتحديداً مطار وميناء مدينة بورتسودان وصول عدد من الطائرات والسفن القادمة من روسيا والإمارات وهو ما أكده موقع وكالة الأناضول التركية بأن روسيا زودت الجيش السوداني بأسلحة ومعدات نوعية متطورة وقطع غيار طائرات فيما كشفت محركات البحث لمواقع التتبع عن وصول عدد من الطائرات الروسية من موسكو والإمارات للسودان.
زيارات المسؤولين في الحكومة السودانية ظلت متواصلة خلال فترة الحرب آخرها زيارة وزير الدفاع السوداني المكلف ياسين إبراهيم لموسكو وسط أنباء عن توقيع اتفاقية عسكرية ضخمة وطائرات بدون طيار حيث عقد الوزير السوداني لقاءات مع مسؤولين عسكرين روس عطفا علي تعهدات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي وعد الحكومة السودانية بتقديم مساعدات عسكرية نوعية غير مقيدة بحسب تعبيره وبحسب صحيفة “القدس العربي” فأن الزيارة وضعت اللمسات النهائية لإقامة قاعدة روسية لوجستية في مياه السودان الإقليمية بالبحر الأحمر في المقابل زار بورتسودان مؤخرا وفد روسي ذو طابع اقتصادي.
فيما ذكر الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، أن “موسكو وقعت اتفاقا مع السودان لإنشاء “مركز للدعم اللوجيستي” في بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، حيث يمكن إجراء “عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد” عزز من مصداقية هذه الأنباء التصريح المنسوب لسفير السودان لدى روسيا والذي نقله موقع “قناة الحدث” أن “السودان لم يتخلى عن بناء قاعدة روسية”.
مراقبةمن جانبها أكدت الخارجية الأمريكية أنها تراقب الموقف الخاص بالتقارب بين البلدين حيث صرحت واشنطون بأن الاتفاق البحري بين روسيا والسودان سيعمق الصراع الحالي ويخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار الإقليمي، وأوضح البيت الأبيض أنه على علم بالنقاشات الجارية بين روسيا والسودان بشأن إنشاء مركز لوجيستي روسي في بورتسودان.
قوات علي الأرضمصدر مطلع أكد لـ «التغيير» صحة المعلومات التي راجت بوجود قوات روسية في البحر الأحمر وقال : «نعم صحيح هنالك قوات روسية وصلت عبر البحر لبورتسودان قبل أيام قوامها أكثر من 700 جندي روسي من الجنود المقاتلين»، و أشار المصدر إلى أن بناء قاعدة روسية أو مركز لوجستي بات أمراً قريب الحدوث في ظل هذه المعطيات و أضاف «لكن المعلومات عنه قليله على أرض الواقع».
ويعتقد المصدر أن طبيعة هذه القوات ليست تدريبية، بل قوات مقاتلة، أقرب للقوات الخاصة وتابع: «ربما يتم توزيعها لثكنات عسكرية، تمهيداً لأمر ما» وأكد المصدر أن مطار بورتسودان يشهد بصورة دورية هبوط طائرات روسية بجانب رسو سفن بحرية روسية في ميناء بورتسودان.
و أكد المصدر أن هذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها قوات من جيوش أخرى في القتال مع الجيش السوداني و أشار إلى أنه قد سبق مشاركة قوات خاصة من شرق أوروبا مع الجيش السوداني في حربه ضد الدعم السريع بهدف تحييد القناصين المتحصنين وقال «الغريب في الأمر أن الطرف الآخر يستخدم ايضا مقاتلين من ذات البلد».
تقاربووصف المحلل الاستراتيجي العميد “م” محمد عثمان أحمد التقارب بين الجيش السوداني والروسي بالأمر الطبيعي مشيرا إلى أن تسليح الجيش السوداني معظمة روسي خاصة الأسلحة الثقيلة و المدافع، الطيران الدبابات وقال :«الجيش منذ فترات طويلة ظل يعتمد علي التقنية الروسية الحربية والآن يحتاج للمزيد منها في حربه الطويلة مع تمرد الدعم السريع».
وأشار عثمان إلى ان فترة نظام الانقاذ زادت من الاعتماد علي السلاح الروسي بعد العقوبات المفروضة علي الجيش السوداني والآن ايضا يجد الجيش السوداني نفسه في ذات المحك بعد أن تكالب عليه الاعداء في حربه ضد الدعم السريع .
وأوضح عثمان أن ما يقال عن إبرام صفقات خيالية وقواعد بالبحر الأحمر ووجود مقاتلين أجانب في صفوف الجيش مجرد اشاعات في اطار الحرب من الطرف الآخر مؤكدا في الوقت ذاته أنه من حق الجيش السوداني تطوير قدراته القتالية و إقامة علاقات وتوقيع عقود مع أي جهة تتوافق مع مصالح البلاد وهذا يحدث في كل العالم مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع المتمردة تقوم بشراء السلاح وتوقع صفقات من دول معلومة دون أن يجد ذلك استنكارا من رافضي الحرب كما يسمون انفسهم .
طاقة نوويةالقيادي بالحركة الشعبية والنائب السابق لرئيس لجنة متابعة تنفيذ البرتوكولات الخاصة بين موسكو والخرطوم مبارك أردول : اكد في تغريده على “الفيس بوك” أنه لا خيار للسودان سوى التقدم بخطى واثقة نحو الحلف الذي من شأنه أن يدافع عن البلاد ، ويصون السيادة ، ويؤسس للبني التحتية من أجل التنمية الاقتصادية الشاملة.
و أضاف: «لو أن الاتفاقية بين روسيا والسودان في مجال تأسيس محطة الطاقة النووية فقط في السودان سيكون مكسب كبير ناهيك عن باقي البنود من أجل إمداده بالكهرباء التي تمكنه من تغطية الاحتياج الصناعي والخدمي الزراعي وغيرها» واعتبر أردول ذلك بالحدث الذي يمثل ثاني أكبر حدث تاريخي بعد إعلان الاستقلال من البرلمان في ١٩ ديسمبر ١٩٥٥م .
دروسالأكاديمي والمحلل السياسي أحمد شرف الدين يقول لـ «التغيير» :إذا نظرنا لدول العالم الثالث المتحالفة مع روسيا نجد أن معظمها لا ينعم بالأمن والاستقرار التعامل مع موسكو ربما تكون له فوائد آنيه للجيش السوداني لكن الخروج من تلك العلاقة والتحالف المرحلي المؤقت سيكون صعب وسيدفع السودان ثمنه في المستقبل .
وبحسب شرف الدين فان حكومة البرهان تكرر اخطاء نظام البشير الإنقاذ بالكربون مشيرا إلى أن روسيا تعيش حالياً صراعاً عسكرياً وسياسياً مع أوكرانيا المدعومة من الغرب ولذلك ستحاول أن تستفيد من السودان أكثر مما يظن السودان أنه استفاد منها مشيراً في الوقت ذاته إلى أن السياسية الروسية تدعم الحكومات ولا تدعم الشعوب وقال «لذلك علينا أن ندرس التاريخ جيداً» .
ولم يستبعد أحمد شرف الدين أن تقوم روسيا ببناء قاعدة عسكرية في البحر الأحمر وتصنيع اسلحة مختلفة بما فيها النووية قائلا : «هي تريد قاعدة في البحر الأحمر لتوفير الدعم اللوجستي للفيلق الإفريقي التابع لموسكو والمنتشر في عدد من الدول الأفريقية وبذلك تدخل السودان في ورطة كبيرة مع محيطه الإقليمي والدولي».
قائلا : «سياسياً موقف السودان الرافض للتفاوض وإيقاف الحرب يعطي مؤشرات بأن حكومة بورتسودان باتت تعتمد علي التحالف مع روسيا إيران سياسياً وعسكرياً وهذا يجر عداوة الغرب ودول الخليج أيضا وبالتالي سيخسر السودان كثيرا جراء هذا الموقف».
الوسومالبحر الأحمر القاعدة الروسية بورتسودان تعاون حكومة بورتسودان روسياالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البحر الأحمر القاعدة الروسية بورتسودان تعاون حكومة بورتسودان روسيا
إقرأ أيضاً:
إبراهيم الميرغني .. ما تقوم به مجموعة ” بورتسودان “يقطع شك الظن بيقين التجربة أنها تعمل وفق خطة مرسومة لتقسيم السودان
قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصب إبراهيم الميرغني إن على
القوى الشعبية والمدنية أن تتعلم من تجربة التجمع الوطني الديمقراطي الذي امتلك كل وسائل القوة والقدرة السياسية والعسكرية والدعم الدولي، ولكنه تراجع عن استرداد الشرعية الانتخابية التي انقلبت عليها الجبهة الإسلامية القومية عام ١٩٨٩م بإعلان الحكومة الشرعية وخضع “لابتزاز ودعاية الإنقاذ” خوفاً على السودان من التقسيم.
الحدث_السوداني
إنضم لقناة النيلين على واتساب