ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن العديد من وكالات الإغاثة الدولية تسارع إلى تنظيم حملة تطعيم في الأراضي الفلسطينية منذ إعلان الأمم المتحدة عن أول حالة إصابة بشلل الأطفال في غزة منذ 25 عاما، حيث أدى المرض إلى شلل طفل يبلغ من العمر 10 أشهر.

من جانبه، حذر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الجمعة، في تصريح نقلته الصحيفة في مقال تحليلي، من أن شلل الأطفال لن يفرق بين الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين، ما يسلط الضوء، بحسب الصحيفة، على مخاوف من انتشاره إقليميا.

وأوضحت الصحيفة أن تأكيد الحالة جاء من منظمة الصحة العالمية في وقت متأخر من مساء الخميس، في الوقت الذي تسارع فيه وكالات الأمم المتحدة العاملة في قطاع غزة الذي يعاني من العدوان الإسرائيلي المستمر، إلى تنظيم حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في الأراضي الفلسطينية.

وقال لازاريني إن كل طفل في غزة تحت سن العاشرة يجب أن يتلقى لقاحا للحماية من الفيروس، الذي يمكن أن يغزو الجهاز العصبي ويسبب الشلل ويؤدي في بعض الأحيان إلى الموت.

وقال هاميش يونج، منسق الطوارئ الرئيسي لليونيسف في غزة، والذي يقود جهود المنظمة في المنطقة لإطلاق حملة التطعيم: شلل الأطفال لا يعرف حدودًا. ومن مصلحة إسرائيل أن تدعم احتواء هذا الوباء. هناك تهديد لدول بما في ذلك إسرائيل ومصر والأردن.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن الطفل المصاب بشلل الأطفال في غزة لم يتم تطعيمه ضد المرض وأصيب بالشلل في أسفل ساقه اليسرى، مضيفا أن التسلسل الجيني أظهر أن الحالة مرتبطة بنسخة متحورة من فيروس شلل الأطفال تم اكتشافها في عينات الصرف الصحي التي تم جمعها من الجيب الساحلي المحاصر في يونيو.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه بسبب ارتفاع خطر تفشي شلل الأطفال في غزة والمنطقة، تعمل وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف على تنفيذ جولتين من التطعيم ضد شلل الأطفال في الأسابيع المقبلة لوقف انتقال العدوى.

لقد أسفرت عشرة أشهر من القصف الإسرائيلي المتواصل عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقًا للسلطات الصحية في غزة، وحولت جزءًا كبيرًا من المنطقة إلى أنقاض. وقد ألقت المنظمات الإنسانية والخبراء الآخرون اللوم في عودة ظهور شلل الأطفال على تعطيل برامج التطعيم للأطفال والظروف الصحية المزرية في غزة، حيث قيدت إسرائيل دخول العديد من السلع ونزح حوالي 1.9 مليون شخص إلى مخيمات مؤقتة مزدحمة وسط أكوام من القمامة ومياه الصرف الصحي المتدفقة، مع محدودية الوصول إلى المياه النظيفة ومنتجات النظافة، تابعت الصحيفة.

وفي هذا الأسبوع، قالت عشرون وكالة إغاثة، بما في ذلك منظمة أنقذوا الأطفال ومنظمة أوكسفام، إن عودة شلل الأطفال إلى الظهور في غزة هي نتيجة مباشرة لتدمير البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي، والقيود الإسرائيلية على الإصلاحات والإمدادات. وقدرت الوكالة أن خمسين ألف طفل ولدوا أثناء الحرب من غير المرجح أن يتلقوا أي تطعيمات بسبب انهيار النظام الصحي في المنطقة.

وأكد خبراء الصحة أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة لخطر شلل الأطفال بسبب عدم نضوج أنظمتهم المناعية، وقالت منظمة الصحة العالمية إن تغطية التطعيم الروتيني في المنطقة انخفضت من 99% في عام 2022 إلى أقل من 90% في الربع الأول من هذا العام.

دعت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي إلى وقفتين إنسانيتين للقتال لمدة سبعة أيام للسماح للعاملين في مجال الصحة بتطعيم 640 ألف طفل تحت سن العاشرة بقطرة من اللقاح. وقال يونج إنه بدون التوقف، ستستمر وكالات الأمم المتحدة في تنفيذ برنامج التطعيم، على الرغم من أنه سيكون أكثر تعقيدًا وأكثر تحديًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة غزة منظمة الصحة العالمية المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة فيليب لازاريني الصحة العالمیة شلل الأطفال فی الأمم المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأورومتوسطي ..  إسرائيل تصر على تقويض حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

#سواليف

قال المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن #إسرائيل تعيق #عمليات #تطعيم_الأطفال ضد #شلل_الأطفال في قطاع #غزة، من خلال استمرار هجماتها العسكرية في مناطق التطعيم، إلى جانب عرقلة وصول #قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت متجهة لتنفيذ حملة التطعيم شمال غزة.

ووثق الأورومتوسطي في بيان له قصف طائرات حربية إسرائيلية في حوالي الساعة 7:30 من صباح اليوم الثلاثاء مجموعة من الفلسطينيين قرب كشك للطعام في “ساحة الشوا” في مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، أحدهم طفل.

هذه الهجمات تأتي ضمن خطة أوسع ترمي إلى تعميق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ومنع تخفيف معاناة الفلسطينيين هناك وتعريض حياة الأطفال الفلسطينيين لخطر أكبر

وذكر المرصد الأورومتوسطي أن القصف جاء بالتزامن مع انطلاق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي تنفذها وزارة الصحة الفلسطينية بالشراكة مع الأمم المتحدة ومؤسسات محلية شمال وادي غزة، منبهًا إلى أن القصف استهدف محيط كشك للطعام في “حي التفاح” الواقع بين ثلاثة مراكز تم تحديدها على أنها آمنة لتقديم التطعيم ضد شلل الأطفال.
وبحسب معلومات جمعها فريق الأورومتوسطي الميداني، فإن بسطة المواد الغذائية المستهدفة في حي التفاح شرق مدينة غزة تبعد عشرات الأمتار فقط عن مراكز التطعيم الآمنة المخصصة في أحياء “التفاح” و”الدرج” و”البلد” في مدينة غزة.

مقالات ذات صلة بعد استغلالها للجوء والهجرة .. بريطانيا توقف العمل بالتأشيرات الالكترونية للأردنيين / وثيقة 2024/09/10

وواصل الجيش الإسرائيلي هجماته العسكرية على كافة مناطق قطاع غزة، الجنوبية منها والشمالية، بالتزامن مع بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، متجاهلًا كل النداءات لتنفيذ هدنة إنسانية أو وقف مؤقت للهجمات خلال الساعات المحددة للتطعيم. وسبق أن شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية عشرات الغارات قرب مراكز التطعيم جنوب ووسط القطاع.

وأشار الأورومتوسطي إلى احتجاز جيش الاحتلال الإسرائيلي قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت في طريقها إلى شمال غزة لأكثر من ثماني ساعات يو أمس الإثنين، على الرغم من التنسيق المسبق.

ووفق وكالة الأمم المتحدة (الأونروا)، كانت القافلة تضم موظفين محليين ودوليين متوجهين لتنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في مدينة غزة وشمال قطاع غزة، وجرى إيقافها من الجيش الإسرائيلي تحت تهديد السلاح مباشرة بعد حاجز وادي غزة، مع تهديدات باحتجاز موظفي الأمم المتحدة. وتسببت الجرافات بأضرار كبيرة للمركبات المدرعة التابعة للأمم المتحدة. فيما أفرج لاحقًا عن جميع الموظفين والقافلة وعادوا بأمان إلى قاعدة الأمم المتحدة.

وقال الأورومتوسطي إن هذه الحادثة الخطيرة هي الأحدث في سلسلة من الانتهاكات ضد موظفي الأمم المتحدة رغم الإبلاغ المسبق، بما في ذلك إطلاق النار على القوافل، واستهداف وقتل المئات من موظفي الأمم المتحدة، واعتقال عدد منهم، ما يؤكد على وجود خطة منهجية لعرقلة الجهود الإنسانية والإغاثية في القطاع الذي يعاني من كوارث إنسانية وصحية خطيرة ومتفاقمة.

وجدد المرصد الأورومتوسطي تحذيره من أن تعمد شن هجمات عسكرية مكثفة في مناطق وأوقات حملات التطعيم من شأنه عرقلة وصول العائلات الفلسطينية إلى المراكز الصحية إلى هذه المراكز، وزيادة خوفهم وترددهم، ما قد يدفعهم إلى الامتناع عن التوجه إلى هذه المراكز، خاصةً وأنهم يكونون برفقة أطفالهم، مشيرًا إلى أن هذا يعكس نية واضحة ومتعمدة لدى إسرائيل لعرقلة جهود مكافحة الفيروس وتقويض حملة التطعيم.

وأشار الأورومتوسطي أن هذه الهجمات تأتي ضمن خطة أوسع ترمي إلى تعميق الأزمة الإنسانية القائمة في القطاع، ومنع تخفيف معاناة الفلسطينيين هناك، وتعريض حياة الأطفال الفلسطينيين والمجتمع بشكل عام لخطر أكبر، ويعكس إمعانًا في جريمة الإبادة الجماعية الشاملة التي ترتكبها هناك.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها العسكرية فورًا، لضمان تنفيذ حملة التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال على وجه السرعة والشمولية المطلوبين، مؤكدًا على تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حماية حياة وسلامة الأطفال الفلسطينيين من خطر تفشي الفيروس، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة تعود بشكل رئيس إلى جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، والتي شملت تدمير البنى التحتية الأساسية والقطاع الصحي والتهجير القسري المتكرر، والحصار التعسفي الشامل المستمر، والحرمان من كافة مقومات الحياة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • انتهاء المرحلة الأولى من التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة
  • المنظمات الفلسطينية: الإصرار سبب نجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال
  • الصحة العالمية تقيّم حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة
  • الصحة العالمية: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها
  • «الصحة العالمية»: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها
  • ‏الصحة العالمية: حققنا 90% من هدف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة
  • «الصحة العالمية»: حملة التلقيح ضد شلل الأطفال تنتقل إلى شمال غزة
  • حملة التلقيح ضد شلل الأطفال تنتقل إلى شمال غزة
  • الأورومتوسطي ..  إسرائيل تصر على تقويض حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة
  • "الأورومتوسطي": "إسرائيل" تقوّض بشكل خطير حملة تطعيم شلل الأطفال في غزة