الهدنة المشلولة.. بين إنعاش صنعاء وتعنت دول العدوان
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
مضى عام ونصف من عمر هدنة مشلولة من جانب الرياض ونافذة من جانب صنعاء، ولدت مشلولة بعد مخاض طال أمده تلقى خلاله نظام الرياض عمليات طلق تحفيزية لولادة تلك الهدنة من قوات صنعاء كان آخرها ثلاث عمليات قوية سميت بـ”عمليات كسر الحصار” حاولت قيادة صنعاء من خلالها تحفيزه على ولادة تلك الهدنة، فولدها فعلا بعد يوم واحد من عملية كسر الحصار الثالثة مجبرا لا بطل، لكنه سرعان ما تبرأ منها بمراوغته ومماطلته في تنفيذ أي شرط من شروطها، فأصابها بشلل نصفي من جانبه وجعلها عقيمة، بعكس قيادة صنعاء التي خصتها بعناية مركزة على مدار الساعة من أول فترة لها، وبذلت أقصى جهودها وطاقتها طوال فترات تجديدها التالية، وقدمت كل التسهيلات، واستعانت بكل الأطراف الوسيطة، وسخرت كل ما هو متاح بيدها لعل وعسى الحياة تدب في نصفها المشلول، حتى انقضى عام كامل دون أن يتغير حالها الميئوس منه بسبب تعمد نظام الرياض إبقاءها على هذا الحال، فلا يريد موتها ولا يريد تعافي نصفها وظهورها كهدنة حقيقية يفي كل طرف بالتزاماته فيها، بل اكد اصراره على التعنت والمراوغة وسعى بكل طاقته لإطالة واستمرار هدنة مشلولة من جانبه وسارية من جانب صنعاء، ومع ذلك لم تفقد قيادة صنعاء أملها في أن تتفتح في تلك الهدنة مسام المصداقية والإرادة الجادة لتحقيق السلام من جانب الرياض وتخرجها من حالة الشلل بإعلان رسمي عن وقف الحرب ووقف نزيف الدم وتفوح منها بوادر حسن النية، وتُجسد الرياض ذلك بتحركات صادقة بمنح الشعب اليمني استحقاقاته الإنسانية المشروعة ووقف العدوان وكل الأعمال العدائية ورفع الحصار وفتح المنافذ الإنسانية ورفع الحظر كليا عن مطار صنعاء وإعادة أمواله المجمعة في البنك الأهلي السعودي من نفطه وغازه وثرواته المنهوبة، لصرف مرتبات الموظفين المحرومين من رواتبهم منذ أواخر العام 2016م، ثم الانسحاب غير المشروط لقوات تحالف العدوان من كافة الأراضي اليمنية وجزرها وبحارها، ثم الشروع بجبر الضرر وإعادة الاعمار، ودفع التعويضات العادلة العامة والخاصة عن مختلف الاضرار الناجمة عن عدوان تحالفه المشؤوم وحربه وحصاره للشعب اليمني لثمان سنوات فصبرت طويلا إلا أن ذلك لم تتحقق منه حتى خطوة واحدة وهو الأمر الذي جعل قيادة صنعاء تصل إلى قناعة أكيدة بأن نظام الرياض عاجز أصلا عن الدخول في هدنة حقيقية نافذة، لأنه لا يملك قرارها ولا يملك الحق حتى في قرار مصلحته أصلا، لأن من يملك قرار الهدنة ويملك القرار السعودي برمته هو الأمريكي والبريطاني، وهو ما ظهر منهما جهارا نهارا وما أثبتته وقائع ومستجدات التفاوض معه خلال الفترة من تاريخ الاتفاق على سريان الهدنة وإلى اليوم، حيث تجلى ذلك بتحرك الأمريكي والبريطاني إلى السعودية عقب أي تقدم أحرزته الوساطة العمانية لإنجاح الهدنة لعرقلة تحقيق ذلك التقدم وتوجيههما للسعودية بعدم تنفيذ التزاماتها التي نص عليها اتفاق التوقيع على الهدنة وسعيهما الحثيث لإفشال أي نجاح لمساعي الوساطة العمانية، الأمر الذي جعل قيادة صنعاء تقتنع تماما بحقيقة أن سكوتها على هذا الحال من المحال، وأنه يستحيل أن تستمر أكثر في هكذا وضع وأن أي هدنة مع النظام السعودي هدنة مشلولة وهدنة عقيمة لن تثمر ما دام وهو يبادر في تنفيذ التوجيهات الأمريكية والبريطانية ويتراجع عن تنفيذ التزاماته تجاه بنود الهدنة إرضاء لهما وتقربا إليهما .
هذه الحقيقة عبرت عنها قيادة صنعاء بتصريحات تحذيرية واضحة ومتعددة خلال الشهور الماضية على لسان قائد الثورة – يحفظه الله ويرعاه – شخصيا وعلى لسان فخامة الرئيس المشير الركن مهدي المشاط ووزير الدفاع أيضا والناطق الرسمي للقوات المسلحة وكذلك أيضا على لسان رئيس الوفد المفاوض الأستاذ محمد عبدالسلام وهو ما يقودنا إلى استنتاج يؤكد أن قيادة صنعاء قد حددت بداية النهاية لهذه الهدنة العميقة واستكملت كل ترتيباتها وأن سبب تأخرها في إعلان قرارها التاريخي يرجع إلى مراعاتها لاعتبارات زمنية معينة لها خصوصية شرعية وإنسانية وقد أوشكت على الانقضاء وهو ما يجب أن تعيه السعودية ودول العدوان ويجب عليها أيضا أن تعلم أن زمن التعنت والتسويف سينقضي بانقضاء زمن تلك الاعتبارات التي راعتها قيادة صنعاء، فلن تنفعهم المراوغة بعدها وأن هدنتهم العقيمة والمشلولة في آخر لحظات الاحتضار إن لم يبادروا إلى التنفيذ الكامل والفوري وغير المشروط للشروط التي طرحتها قيادة صنعاء والأيام القادمة عندها الخبر اليقين ومن عاش خبر.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
صنعاء تعلن عن عملية حيدرية أفشلت الهجوم على اليمن
صنعاء – يمانيون
أعلنت القوات المسلحة عن نجاحها في إفشال هجوم أمريكي بريطاني على اليمن، حيث تم استهداف حاملة الطائرات يو أس أس هاري أس ترومان وعدد من المدمرات التابعة لها بالتزامن مع بدء الهجوم العدواني مساء أمس على بلدنا.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها اليوم أن العملية التي نفذت بثمانية صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيرة، أدت إلى إسقاطُ طائرة إف 18 وذلك أثناء محاولة المدمرات التصدي للمسيرات والصواريخ اليمنية، وكذا مغادرة معظم الطائرات الحربية المعادية الأجواء اليمنية إلى أجواء المياه الدولية في البحر الأحمر للدفاع عن حاملة الطائرات أثناء استهدافها.
وأكدت أن العملية أدت أيضا إلى انسحاب حاملة الطائرات يو أس أس هاري أس ترومان بعد استهدافها من موقعها السابق نحو شمال البحر الأحمر بعد تعرضها لأكثر من هجوم من قبل القوة الصاروخية والقوات البحرية وسلاح الجوِّ المسير.
وأضاف البيان” إن القوات المسلحة اليمنية وهي تؤكد نجاحها في التصدي للعدوان الأمريكي البريطاني وإفشاله لَتجدد التأكيد على استعدادها للتصدي لأي حماقة أمريكية بريطانية إسرائيلية خلال الفترة المقبلة.
وحذرت القوات المسلحة العدو الإسرائيلي والأمريكي من العدوان على اليمن.. مؤكدة أنها ستستخدم حقَّها الكامل في الدفاع عن اليمن واستمراراً ومواصلةً لإسناد الشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
وفيما يلي نص البيان:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم
قال تعالى: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ } صدقَ اللهُ العظيم
انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديه ورداً على العدوانِ الأمريكي البريطاني على بلدِنا
نجحتِ القواتُ المسلحةُ في إفشالِ هجومٍ أمريكيٍّ بريطانيٍّ على بلدِنا حيث تم استهدافُ حاملةِ الطائراتِ يو أس أس هاري أس ترومان وعددٍ من المدمراتِ التابعةِ لها بالتزامن مع بَدءِ الهجومِ العدوانيِّ مساءَ يومِ أمسِ على بلدِنا.
ونُفذتِ العمليةُ بثمانيةِ صواريخَ مجنحةٍ و17 طائرةً مسيرةً وقد أدتِ العمليةُ بعونِ اللهِ تعالى إلى:
أولاً: إسقاطُ طائرةٍ إف 18 وذلكَ أثناءَ محاولةِ المدمراتِ التصديَ للمسيراتِ والصواريخِ اليمنية.
ثانياً: مغادرةُ معظمِ الطائراتِ الحربيةِ المعاديةِ الأجواءَ اليمنيةَ إلى أجواءِ المياهِ الدوليةِ في البحرِ الأحمر للدفاعِ عن حاملةِ الطائراتِ أثناءَ استهدافِها.
ثالثاً: فشلُ الهجومِ المعادي على الأراضي اليمنية
رابعاً: انسحابُ حاملةِ الطائراتِ يو أس أس هاري أس ترومان بعد استهدافِها من موقعِها السابقِ نحو شمالِ البحرِ الأحمر وذلك بعد تعرضِها لأكثرَ من هجومٍ من قِبلِ القوةِ الصاروخيةِ والقواتِ البحريةِ وسلاحِ الجوِّ المسير.
إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ وهي تؤكدُ نجاحَها في التصدي للعدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ وإفشالِه لَتجددُ التأكيدَ على استعدادِها للتصدي لأي حماقةٍ أمريكيةٍ بريطانيةٍ إسرائيلية خلالَ الفترةِ المقبلة.
وتحذرُ العدوَّ الإسرائيليَّ والأمريكيَّ من العدوانِ على اليمنِ وأنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ سوف تستخدمُ حقَّها الكاملَ في الدفاعِ عن اليمنِ واستمراراً ومواصلةً لإسنادِ الشعبِ الفلسطينيِّ حتى وقفِ العدوانِ على غزةَ ورفعِ الحصارِ عنها.
واللهُ حسبُنا ونعمَ الوكيل، نعمَ المولى ونعمَ النصير
عاشَ اليمنُ حراً عزيزاً مستقلاً
والنصرُ لليمنِ ولكلِّ أحرارِ الأمة
صنعاء 21 من جمادَى الآخرة 1446للهجرة
الموافق للـ 22 ديسمبر 2024م
صادرٌ عنِ القواتِ المسلحةِ اليمنية