مضى عام ونصف من عمر هدنة مشلولة من جانب الرياض ونافذة من جانب صنعاء، ولدت مشلولة بعد مخاض طال أمده تلقى خلاله نظام الرياض عمليات طلق تحفيزية لولادة تلك الهدنة من قوات صنعاء كان آخرها ثلاث عمليات قوية سميت بـ”عمليات كسر الحصار” حاولت قيادة صنعاء من خلالها تحفيزه على ولادة تلك الهدنة، فولدها فعلا بعد يوم واحد من عملية كسر الحصار الثالثة مجبرا لا بطل، لكنه سرعان ما تبرأ منها بمراوغته ومماطلته في تنفيذ أي شرط من شروطها، فأصابها بشلل نصفي من جانبه وجعلها عقيمة، بعكس قيادة صنعاء التي خصتها بعناية مركزة على مدار الساعة من أول فترة لها، وبذلت أقصى جهودها وطاقتها طوال فترات تجديدها التالية، وقدمت كل التسهيلات، واستعانت بكل الأطراف الوسيطة، وسخرت كل ما هو متاح بيدها لعل وعسى الحياة تدب في نصفها المشلول، حتى انقضى عام كامل دون أن يتغير حالها الميئوس منه بسبب تعمد نظام الرياض إبقاءها على هذا الحال، فلا يريد موتها ولا يريد تعافي نصفها وظهورها كهدنة حقيقية يفي كل طرف بالتزاماته فيها، بل اكد اصراره على التعنت والمراوغة وسعى بكل طاقته لإطالة واستمرار هدنة مشلولة من جانبه وسارية من جانب صنعاء، ومع ذلك لم تفقد قيادة صنعاء أملها في أن تتفتح في تلك الهدنة مسام المصداقية والإرادة الجادة لتحقيق السلام من جانب الرياض وتخرجها من حالة الشلل بإعلان رسمي عن وقف الحرب ووقف نزيف الدم وتفوح منها بوادر حسن النية، وتُجسد الرياض ذلك بتحركات صادقة بمنح الشعب اليمني استحقاقاته الإنسانية المشروعة ووقف العدوان وكل الأعمال العدائية ورفع الحصار وفتح المنافذ الإنسانية ورفع الحظر كليا عن مطار صنعاء وإعادة أمواله المجمعة في البنك الأهلي السعودي من نفطه وغازه وثرواته المنهوبة، لصرف مرتبات الموظفين المحرومين من رواتبهم منذ أواخر العام 2016م، ثم الانسحاب غير المشروط لقوات تحالف العدوان من كافة الأراضي اليمنية وجزرها وبحارها، ثم الشروع بجبر الضرر وإعادة الاعمار، ودفع التعويضات العادلة العامة والخاصة عن مختلف الاضرار الناجمة عن عدوان تحالفه المشؤوم وحربه وحصاره للشعب اليمني لثمان سنوات فصبرت طويلا إلا أن ذلك لم تتحقق منه حتى خطوة واحدة وهو الأمر الذي جعل قيادة صنعاء تصل إلى قناعة أكيدة بأن نظام الرياض عاجز أصلا عن الدخول في هدنة حقيقية نافذة، لأنه لا يملك قرارها ولا يملك الحق حتى في قرار مصلحته أصلا، لأن من يملك قرار الهدنة ويملك القرار السعودي برمته هو الأمريكي والبريطاني، وهو ما ظهر منهما جهارا نهارا وما أثبتته وقائع ومستجدات التفاوض معه خلال الفترة من تاريخ الاتفاق على سريان الهدنة وإلى اليوم، حيث تجلى ذلك بتحرك الأمريكي والبريطاني إلى السعودية عقب أي تقدم أحرزته الوساطة العمانية لإنجاح الهدنة لعرقلة تحقيق ذلك التقدم وتوجيههما للسعودية بعدم تنفيذ التزاماتها التي نص عليها اتفاق التوقيع على الهدنة وسعيهما الحثيث لإفشال أي نجاح لمساعي الوساطة العمانية، الأمر الذي جعل قيادة صنعاء تقتنع تماما بحقيقة أن سكوتها على هذا الحال من المحال، وأنه يستحيل أن تستمر أكثر في هكذا وضع وأن أي هدنة مع النظام السعودي هدنة مشلولة وهدنة عقيمة لن تثمر ما دام وهو يبادر في تنفيذ التوجيهات الأمريكية والبريطانية ويتراجع عن تنفيذ التزاماته تجاه بنود الهدنة إرضاء لهما وتقربا إليهما .


هذه الحقيقة عبرت عنها قيادة صنعاء بتصريحات تحذيرية واضحة ومتعددة خلال الشهور الماضية على لسان قائد الثورة – يحفظه الله ويرعاه – شخصيا وعلى لسان فخامة الرئيس المشير الركن مهدي المشاط ووزير الدفاع أيضا والناطق الرسمي للقوات المسلحة وكذلك أيضا على لسان رئيس الوفد المفاوض الأستاذ محمد عبدالسلام وهو ما يقودنا إلى استنتاج يؤكد أن قيادة صنعاء قد حددت بداية النهاية لهذه الهدنة العميقة واستكملت كل ترتيباتها وأن سبب تأخرها في إعلان قرارها التاريخي يرجع إلى مراعاتها لاعتبارات زمنية معينة لها خصوصية شرعية وإنسانية وقد أوشكت على الانقضاء وهو ما يجب أن تعيه السعودية ودول العدوان ويجب عليها أيضا أن تعلم أن زمن التعنت والتسويف سينقضي بانقضاء زمن تلك الاعتبارات التي راعتها قيادة صنعاء، فلن تنفعهم المراوغة بعدها وأن هدنتهم العقيمة والمشلولة في آخر لحظات الاحتضار إن لم يبادروا إلى التنفيذ الكامل والفوري وغير المشروط للشروط التي طرحتها قيادة صنعاء والأيام القادمة عندها الخبر اليقين ومن عاش خبر.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

القمة العربية الاسلامية في الرياض الاثنين.. وترقّب لبناني لمؤشرات حيال مهمة هوكشتاين

ستتجّه الأنظار إلى الرياض التي ستشهد الاثنين المقبل القمة العربية- الإسلامية التي دعت اليها المملكة العربية السعودية، لاتخاذ موقف من استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة منذ اكثر من سنة، وكذلك على لبنان وما يخلّفه من مجازر ودمار.
وسيتوجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد غد الأحد إلى الرياض للمشاركة في هذه القمة.
وقالت أوساط حكومية انّه "سيطلب الدعم والعون للبنان من الدول المشاركة لمساعدته في الصمود ، في ظل النكبة التي يعيشها والإبادة التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق البشر والحجر والتراث والتاريخ، بالإضافة الى طلبه الضغط على دول القرار لوقف هذا العدوان ووضع حدّ للإبادة والمجازر".
وكان رئيس الحكومة شدد أمس خلال استقباله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان "على أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاون جميع القيادات اللبنانية وتعاضدها من أجل مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي على لبنان وحماية اللبنانيين من الشرور والفتن التي يسعى اليها العدو الاسرائيلي".
ورأى مصدر ديبلوماسي في الجامعة العربية أن هذه القمة تندرج في اطار تقييم ومتابعة تنفيذ قرارات قمة جدة في 11 تشرين الاول من العام 2023.
وقال المصدر ان الدول العربية والجامعة العربية تتابعان عن كثب تطورات الأحداث الأمنية في قطاع غزة ولبنان، وتترقبان خطورة المرحلة المقبلة، وتعتبران ان مواصلة العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وتوسعه ليشمل لبنان، محاولة لفرض سياسة ديموغرافية جديدة في المنطقة للمساس بسيادة وسلامة الاراضي، وسط تداعيات خطيرة على أمن الشرق الأوسط واستقراره.
وسيحمل المجتمعون إسرائيل مسؤولية الاعتداءات المستمرة على لبنان وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والازمة التي خلفت نزوحا كبيرا للبنانيين من أراضيهم وضيعهم، والذي أحدث أزمات اجتماعية وديموغرافية يصعب حلها. كما سيدعون المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته السياسية عبر العمل على تطبيق القرارات الدولية  1559 و 1701، بعدما بات متأكدا ان الدولة اللبنانية أعلنت مرارا عن قبولها تنفيذ القرارات الدولية.
في المقابل، بدا واضحا أن المسؤولين اللبنانيين الذين التزموا التحفظ الشديد عن مستقبل مهمة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين يترقبون بروز مؤشرات معينة الأسبوع المقبل حيال استئناف أو تجميد المهمة تبعاً للاتصالات الجارية بين الادارة الأميركية الحالية وتل أبيب.

المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • كان تزعم: قطر أبلغت قيادة حماس أنها غير مُرحّب بها
  • القمة العربية الاسلامية في الرياض الاثنين.. وترقّب لبناني لمؤشرات حيال مهمة هوكشتاين
  • قمة الرياض
  • المشترك يدين إقحام 3 من أحزابه ضمن تكتل مشبوه في عدن برعاية أمريكية
  • أحزاب المشترك تدين بشدة إقحام ثلاثة من أحزابه ضمن تكتل مشبوه في عدن برعاية أمريكية
  • اللقاء المشترك يدين إقحام 3 من أحزابه ضمن تكتل مشبوه في عدن المحتلة
  • تنفيذ حكم القتل قصاصًا بأحد الجناة في منطقة الرياض
  • تحالف الأحزاب في صنعاء يدين انتحال صفات قيادية للأحزاب شكلت تكتلا وطنيا بعدن
  • قمه عربية إسلامية في الرياض الأسبوع القادم
  • أحزاب المشترك: ندين إقحام 3 من أحزابنا ضمن تكتل مشبوه برعاية أمريكية