الثورة نت:
2024-11-26@06:01:10 GMT

أهمية الإدارة المستدامة للموارد المائية

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

 

 

الماء مرتكز الاحتياجات البشرية واهم محاور التطور والاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لكن التحديات المعقدة القائمة المتمثلة في التغيرات المناخية والتي من علاماتها انتشار الجفاف والأعاصير والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة وتلوث البحار والأنهار وكلها تؤثر على إعادة توزيع المياه في جميع أنحاء الأرض بما فيها تلك الأماكن التي تكون فيها المياه والأمطار قليلة في مقابل الطلب المتزايد على المياه للاستهلاك والاستخدام ومحدودية سقوف مخزون المياه الجوفية غير المتجددة التي تشهد استنزافا متسارعا سواء كان توزيعها عبر إمدادات المياه للمنازل والمصانع والمزارع وغيرها أو عبر السحب من الآبار المنتشرة على مساحات واسعة ونقلها وبيعها بالصهاريج فضلا عن الهدر في نظم الري وارتفاع معدل التسرب ومخاطر الاستنزاف والتلوث، وبالتالي هنا يصبح الأمر مختلفاً كونها مؤشرات سلبية ومن أسباب ارتفاع التكلفة للحصول على المياه مما يجعل من مبدأ إدارة الموارد المائية المستدامة أمرا حتمياً، لأن الاستدامة والكفاء هي المسؤولية في الحفاظ على نوعية الحياة البيئية وتنمية مواردها الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية بطريقة متوازنة, لهذا لا تخرج مرتكزات الاستدامة عن البيئة والاقتصاد والمجتمع، فكلها مرتكزات متداخلة وأساسيات متناغمة مع بعضها يدعم كل مرتكز منها الآخر باعتبارها حجر الزاوية خصوصا حال ارتفاع مستوى المخاطر للدولة التي تعاني من شحة المياه اكثر من غيرها وبدون إدارة الموارد المائية ستكون معظم البلدان عرضة لضغوطات غير مسبوقة كنقص حاد في كميات المياه اذا استمرت الممارسات الحالية
واذا عدنا إلى جغرافية اليمن وطبيعتها وفي ضوء شحة المياه الطبيعية وتزايد عدد السكان ومتطلبات مياه الشرب والصرف الصحي والزراعة والصناعة والخدمات وغيرها…وكبر دورها التنموي والاقتصادي كونها عنصراً أساسيا وثروة وطنية نادرة وبالتالي من الأهمية بمكان معرفة كمية المياه التي من المؤكد الوصول اليها حقا في أي وقت، وإجراء تقييم شامل لجاهزية البنية التحتية، وكفاءة الخزن الاستراتيجي وموثوقيته والسعي نحو حلول وأساليب للمعالجة لتعويض الزيادة في الاستهلاك ولا يأتي هذا إلا بوضع رؤية لملامح مستقبلية وترتيبات نظامية وإبراز أدوار الجهات المعنية للمياه وتفعيل مسؤوليتها في الإشراف التطويري على أداء قطاع المياه ومتابعة مشاريعه والدعم الاستراتيجي لمنظومة المياه وعلى أصول المصادر الطبيعية والخزن الاستراتيجي و على كل المصادر الطبيعية ودعم كل الجهود عبر تطوير السياسات والتخطيط المائي الشامل والمتكامل لأنشطة إدارة المياه ومتابعتها والرقابة عليها وتطوير أساليبها وأدواتها ودعم كل الجهود لتعزيز الأمن المائي والبحث والابتكار وطرح البرامج والمبادرات والاستفادة من التجارب الاستراتيجية للدول الأخرى بما يسهم في بناء القدرات
وللحفاظ على منظومة المياه المتاحة والمتوفرة مع متطلبات البنية التحتية لسلسة إمدادات المياه يتطلب تطبيق التوجهات والتشريعات والضوابط والاشتراطات اللازمة لما تصدره من تراخيص وتوحيد المعايير الفنية والهندسية ذات الصلة بأنشطة الموارد المائية والتحقق من مؤامتها مع معايير وسياسات المحتوى المحلي والبحث عن فرص للانتقال إلى مراحل جديدة تواكب متطلبات النمو السكاني وتعظيم دورها التنموي والاقتصادي بعيدا عن التأجيل لضمان حصول أفراد المجتمع على الإمدادات اللازمة من خدمات المياه بكميات كافيه وأسعار عادلة وفي نفس الوقت يوفر ويحفظ المخزون بأساليب حديثة وأنظمة تتجنب ما ينتج من الاستنزاف
والهدر غير المقبول والحرص على حماية تلك الموارد في معادلة المياه الاستراتيجية وعدم المخاطرة في ترك الأحداث تأخذ مجراها دون فعل أو تدخل لحماية الثروة الحياتية خاصة أن بلادنا ليست ضمن الدول التي تحصل على مياهها من مصادر كالأنهار والبحيرات وغيرها الأمر الذي يستوجب البحث عن بدائل لإيجاد حلول فعلية ويوفر ويحفظ المخزون بأساليب حديثة وأنظمة متطورة في وضبط سلاسل إمدادات المياه وتحقيق الأمن المائي كأولوية قصوى وهناك خيارات تقليدية معمول بها في كثير من دول العالم أولهما: من خلال الدور التشغيلي بتوفير مرافق متقدمة لمعالجة مياه الصرف الصحي بعد المعالجة بتقنيات آمنة وإمكانيات على اعلى مستوى لاستخدامها في الصناعة والخدمات وغيرها والأخر: المياه الجوفية والاستغلال والاستفادة المثلى من مياه الأمطار والسيول وبناء السدود بأقصى الدرجات والمصادر البديلة مثل تحلية مياه البحر التي تعد من المشاريع الاستراتيجية العملاقة ذات التكاليف العالية وتحتاج إلى دراسات عميقة كما يأتي دور على عاتق كل مواطن ودرجة تعاونه وتفهمه للوضع المائي عبر التوعية والتثقيف والتدريب للأسرة في كيفية المحافظة على المياه ,والتي بدورها تقوم بترسيخ مثل هذه القيم في أذهان النشء ليصبح جزءاً من التربية والسلوك في طرق وأساليب الترشيد في الاستهلاك، وهو مطلب بالغ الأهمية لأن الماء أساس كل شيء في الحياة
باحث في وزارة المالية

.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وزير الري يؤكد أهمية تضافر جهود الدولة والمواطنين لترشيد المياه

أكد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، أهمية تضافر جهود الدولة والمواطنين، لترشيد المياه والحفاظ عليها من التلوث، والتأكيد على الدور الهام والفعال لأئمة وعلماء الأوقاف ووعاظ الأزهر الشريف في نشر المعلومات الصحيحة الخاصة بالمياه بين المواطنين من خلال المنابر الدينية والدروس والخطب، مع قيام الوزارة بتوفير المعلومات الدقيقة عن المياه في مصر لتصحيح أي مفاهيم قد تكون متداولة بين بعض المواطنين.

وكان وزير الري، قد تلقى تقريرا من الدكتور خالد وصيف مساعد الوزير للشركات والاستثمار والمشرف على الإعلام عن موقف حملة التوعية المائية التي أطلقتها الوزارة مؤخرا تحت عنوان «على القد» بالتعاون مع العديد من الوزارات والمؤسسات.

وأشار التقرير إلى قيام 21 إدارة مركزية للموارد المائية والري بمحافظات الجمهورية، وبالتعاون مع المكتب الإعلامي بالوزارة بعقد مجموعة من اللقاءات والندوات التوعوية والتي تضمنت 81 ندوة لأئمة الأوقاف بحضور 1980 إماما وواعظا، وذلك لإحاطة الأئمة بأبعاد قضية المياه ومن ثم توعية المواطنين بتحديات المياه ودعوتهم للقيام بدورهم في ترشيد استخدام المياه والحفاظ عليها من التلوث بالتكامل مع مجهودات الوزارة الضخمة المبذولة في هذا المجال.

كما تم عقد 49 ندوة بحضور 2165 من طلبة المدارس بمراحلها المختلفة والمعاهد العليا بمحافظات «الشرقية - القليوبية - الغربية - الإسماعيلية - كفر الشيخ - أسيوط - سوهاج - البحيرة - دمياط - القاهرة - المنيا - أسوان - المنيا - الجيزة - قنا - الإسكندرية - الفيوم - بني سويف - جنوب سيناء - الدقهلية - وبورسعيد»، بحضور مسؤولي وزارة الموارد المائية والري وشركات مياه الشرب والصرف الصحي ووزارتي الزراعة والبيئة، كما يتم الإعداد للعديد من الندوات التفاعلية بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم والثقافة، والشباب والرياضة ومؤسسة «مصر الخير»، والتي ستنفذ عن طريق رؤساء الإدارات المركزية ومديري عموم الري بالمحافظات وبمشاركة فرق التوعية المائية بالوزارة.

ووجه الوزير باستمرار أنشطة الحملة مع وضع برنامج للتقييم والمتابعة لأنشطتها معتمدا على مؤشرات واضحة لمدى تحقيق الحملة لأهدافها.

اقرأ أيضاًوزير الري يؤكد أهمية مشروع «برنامج تدريب المياه المصري - الإيطالي.. المعرفة المائية»

وزير الري يبحث مع مسؤول بمؤسسة «DHI» التعاون للتعامل مع تحديات ندرة المياه

وزير الري يستعرض الاستعدادات لموسم الشتاء

مقالات مشابهة

  • انعقاد الاجتماع الثاني للجنة التنسيقية لمشروع دعم تربية الأحياء المائية المستدامة
  • عقد الاجتماع الثاني للجنة التنسيقية لمشروع دعم تربية الأحياء المائية المستدامة
  • “الاتحادية للموارد البشرية” تستعرض جهودها في تصفير البيروقراطية
  • وزيرا العمل والموارد المائية يناقشان تعزيز التعاون المشترك وتطوير الخدمات بالجنوب
  • “اللغة والهوية” أداة اقتصادية لا تقل قوة وتأثيرًا عن الموارد الطبيعية.. المملكة “أنموذجًا”
  • "على القد".. الري والأوقاف يدًا بيد لترشيد المياه
  • مياه الفيوم تجرى عمليات تطهير خزانات المياه بالجامعة
  • "مياه الفيوم": تطهير خزانات المياه بجامعة الفيوم
  • أستاذ موارد مائية يطالب بتضافر الجهود لإنجاح حملة التوعية "على القد" لترشيد المياه
  • وزير الري يؤكد أهمية تضافر جهود الدولة والمواطنين لترشيد المياه