الثورة نت:
2025-02-21@23:04:58 GMT

المقاومة تتسلل إلى العقل الإسرائيلي

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

 

يشكل فيلم “عماد 4” الذي بثه الإعلام الحربي لحزب الله مؤخراً استمراراً لمسار إعلامي متواصل اعتمدته المقاومة الإسلامية في لبنان منذ تسعينيات القرن الماضي وحققت خلاله تقدماً مشهوداً في مجال الحرب النفسية التي خاضتها ضد العدو بتخصصية واحتراف.
منحت الأفلام المصوّرة للإعلام الحربي قوة إضافية للمقاومة، ما جعل كلمتها العليا أمام السرديات الإسرائيلية التي جهدت طوال عقود الصراع على تشويه صورة العربي، وهو تشويه طال كل الجوانب النفسية والسلوكية والمجتمعية الخاصة بالشخصية العربية والإسلامية.

الصورة التي قدمتها العديد من الدراسات الإسرائيلية عن العرب تقول إنهم “قوم فرديون مفككون يميلون إلى الكذب والمبالغة وخداع الذات، وهم -أي العرب- بالمقارنة مع الإسرائيليين كسالى وجبناء خونة ومستوى ذكائهم منخفض وأدنى من الإسرائيليين”، وفق ما جاء في كتاب للسيد ياسين بعنوان “الشخصية العربية بين صورة الذات ومفهوم الآخر”.
تؤكد الوقائع أن الصورة لم تعد كذلك، وأن حزب الله تحديداً ساهم من خلال تجربته السياسية والعسكرية والإعلامية في الحد من القدرة الإسرائيلية الكبيرة على الاستثمار في الإعلام، فالجمهور الإسرائيلي الذي كان يقبل الصور والمعاني والتفسيرات التي تقدمها وسائل إعلامه وجد نفسه منذ تسعينيات القرن الماضي أمام صور وأفلام يبثها الإعلام الحربي لحزب الله.
استطاعت هذه الأفلام التي صورتها الكاميرات التي رافقت المقاومين أثناء تنفيذهم عملياتهم ضد “جيش” الاحتلال أن تقلب الصورة عن الذات الإسرائيلية وعن الآخر، وأن تحضر بقوة في الفضاء الإعلامي والسياسي الإسرائيلي لتصبح منطلقاً للكثير من المواقف التي ينتهجها الجمهور الإسرائيلي.
هذه الحقيقة اعترف بها الإسرائيليون، وكانت محل إجماع لديهم على المستويات السياسية والأمنية والإعلامية والثقافية.
يقول حسين سلامة في كتابه “صورة العرب والمسلمين في الإعلام الإسرائيلي” إنه كان لافتاً تقاطع كل الأطراف الإسرائيلية في نقطة مشتركة حول صورة حزب الله؛ تلك النقطة هي القوة التي يتمتع بها حزب الله ويواجه بها الإسرائيلي”.
يضيف سلامة: “مع تسليمهم بالقدرة العسكرية لحزب الله، فقد ركز العديد من التقارير والمقالات والأبحاث على جانب أساسي من جوانب تلك القوة، وهو الجانب المتعلق بالحرب النفسية، أي الجانب الإعلامي والدعائي المرتبط بالقدرة على الإبداع والتفوق في استخدام الصورة بهدف تسخيرها لمصلحة الوصول إلى حد إلحاق الهزيمة النفسية والمعنوية بالعدو”.
‏هذه الهزيمة تحدث عنها الكثير من المحللين والباحثين الإسرائيليين. طل زلمنو فيتش، أحد هؤلاء، كتب في مقالة له بعنوان “إخراج نصر الله”: “ليس هناك أدنى شك في أن الدعاية التي يقوم بها حزب الله تؤثر في الجمهور الإسرائيلي… والجيش الإسرائيلي”.
يجري الكاتب تحليلاً للأفلام التي بثها حزب الله، ومعظمها يعود إلى فترة ما قبل التحرير، ويرى أنها تؤثر بالتأكيد في الجندي الإسرائيلي الذي كان يسمع طوال حياته ما كان يقال له عن جيشه بأنه “لا يترك موقعه”، وأنه “الجيش الذي لا يقهر”. يؤكد زلمنوفيتش أن ذلك “يؤثر في المعنويات، ويرى أن هذا الأمر يشبه “البعوضة التي تتسلل إلى المخ ولا تتوقف عن النقر”.
ويذهب في تحليله إلى حد الجزم بأنَّ السياسة الإعلامية التي يتبعها الإسرائيليون أضعف بكثير مقارنة بحزب الله الذي ينجح، من وجهة نظره، “بشكل كبير دعائياً ونفسياً”، ويخلص إلى أن “الأداء الإعلامي لدى حزب الله تحول إلى جزء من قواعد الحرب”.
‏ المحللون الإعلاميون في “إسرائيل” توقفوا عند ما يسمونه “الأمر الأساسي في هذا النجاح”، وهو اعتماد مبدأ تصوير وتوثيق العمليات العسكرية التي ينفذها حزب الله، واعتبروا أن هذه الطريقة هي التي منحت الحزب فرصة تقدم واضحة على الإسرائيلي في الميادين النفسية والمعنوية.
الصحافي عوديد غرانوت يبدي أسفه لكون حزب الله قد حسَّن طريقة ما سماه “وضع الألغام وحرب المعلومات”.
ويصف خروج الكاميرات مع المقاتلين إلى الميدان بـ”الأمر المدهش”، ويضيف: “لا أذكر أن منظمة عصابات وثقت أنشطتها بقصد توجيه الصور إلى الحلبة اللبنانية وإلى الحلبة الإسرائيلية. وقد رأينا تأثير هذه الصور في الرأي العام هنا في إسرائيل”.
وتابع غرانوت: “لقد بثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عشرات الأفلام التي صورها حزب الله وهي تعرض أسوأ اللحظات التي مر بها جنود الجيش الإسرائيلي… فالمهانة التي سببتها هذه الصورة التي تعرض رفع علم حزب الله على موقع الدبشة حفرت في ذاكرة الجيش الإسرائيلي”.
زئيف شيف الذي كان أحد أهم المعلقين العسكريين في “إسرائيل” قبل وفاته في العام 2019 أعلن أيضاً انتصار حزب الله في المعركة الإعلامية قائلاً: “إن حزب الله هو الفائز بهذا السباق الإعلامي، فالأفلام التي ينتجها مصورو حزب الله الذين ينضمون إلى العمليات ضد الجيش الإسرائيلي تهدف إلى إظهار الإصرار والشراسة لدى مقاتلي التنظيم”.
ويتابع شيف أن أفلام الإعلام والدعاية التي ينتجها هؤلاء تذاع في القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، فرجال الدعاية لحزب الله واثقون بأن الإسرائيليين سوف يخطفون هذه الأفلام. وعندما تنضم تلك الأفلام إلى صور الجنازات الإسرائيلية، فلا يوجد نجاح إعلامي أكبر من ذلك لحزب الله”.
هذا النجاح الإعلامي تطور خلال السنوات الماضية وصولاً إلى “عماد 4” الذي يعد ترجمة لمستوى عالٍ من الاقتدار وصلت إليه المقاومة في لبنان.
هذا الأمر يدركه الإسرائيليون جيداً. صحيفة معاريف أشارت إلى أن “هذه الحقيقة في الأعوام التي تلت تحرير الألفين”، باعتبارها أن وراء أي فيلم مصور يصدره حزب الله “ثمة إعداد جدي للعمل”. وبالتالي، من الواضح، ومما لا شك فيه، أن الإسرائيليين يعرفون أن وراء فيلم “عماد 4” الكثير من التحضير والعقول المبدعة والتجربة المتراكمة والدروس المستفادة والإرادة التي لا تلين.

إعلامية لبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العماد الذي لا مثيل له في البلاد‏

 

 

صانع المعجزات في الحروب والتفجيرات الشهيد عماد مغنية ”
في الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد الحاج رضوان عماد فائز مغنية الحاج ربيع رضوان الله عليه ” حزب الله أصبح أجيالاً ومجتمعاً لا يمكن إزالته”.
الحاج رضوان:
الاسم الذي نال رضا الله ” لقد رضي الله عن المؤمنين”، راضياً الله في مناهضة العدو الإسرائيلي، والاستكبار العالمي الذي يقف مع الكيان اللقيط، مُذل العدو الإسرائيلي ،العاصف الذي لا يعرف الهدوء مع العدو الإسرائيلي، المطل على التلال مستهدفاً المواقع الحيوية للعدو على الشريط الحدودي ،الباطش للعدو، والذي كان له الدور الأبرز في عملية أسر الجنديين الإسرائيليين على الحدود، رجل العمليات الميدانية للمقاومة، القائد الجهادي الأسطوري الكبير في حزب الله، المرهق استخباراتياً لـ ٤٢دولة.
الحاج رضوان:
الذي وضع السياسات والإجراءات التي تتعلق باستراتيجية إزاله إسرائيل من الوجود، الصانع لحالة توازن الردع مع العدو الإسرائيلي، خاطف الطائرات، والعقل المدبر لتفجير السفارات، قائد العمليات الخارجية.
عماد :-
اسم يعني العمود الذي يشكل الدعم والقاعدة، العمود الذي قام عليه حزب الله، العمود الطويل إلى ما لا نهاية به أصبح حزب الله طويلاً إلى مالا نهاية، عماد الشريف العالي المكانة في قومة، المعلم لهم، قائد الانتصارين، عنواناً للنصر، التطور الذكي، والإبداعي، والعسكري، والأمني في هذه المقاومة .
العماد:
رمزاً ونموذجاً للقدرة والنصر على العدو الأكبر في تاريخ المناضلين من أجل الحرية، الثائر على الاستكبار، فاتح عهد الاستشهاديين، العقل المدبر وراء أول العمليات الاستشهادية، المفجر لمقرات المارينز، المهدد الحقيقي للكيان الإسرائيلي، بطل الكاتيوشا، والذي كان له الفضل بعد الله في تحويل غزة من بقعة محتلة إلى قلعة حصينة ضد الاحتلال.
عماد :-
القاهر الأول للعدو الإسرائيلي في الأراضي العربية، محقق انتصار أيار عام ٢٠٠٠م، المفجر للبارجة الحربية الإسرائيلية في حرب تموز، محقق انتصار تموز ٢٠٠٦م، صانع الكثير من الانتصارات، الصامت الذي هز الاستكبار العالمي، مسؤول عن بناء القوة العسكرية لحزب الله، ورجل التخطيط الأول في حزب الله، المنفذ لكل أوامر الأمين العام لحزب الله الشهيد الأقدس حسن نصر الله رضوان الله عليه ،.
فالعماد هو مالك الأشتر في عصره، العماد الذي لا مثيل له بالبلاد.
فائز :
الفائز دنيا وآخرة الفوز العظيم، المجاهد المتفوق، المفلح، الناجح، المنتصر على أعدائه، الظافر بالأماني والخير، الرجل الثاني في حزب الله، البائع نفسه لله والجهاد في سبيل الله وعمره ١٣ عاماً إلى جانب الفصائل الفلسطينية المسلحة، السراج المنير في حركة فتح، رئيس حركة الجهاد الإسلامي، رئيس المجلس الجهادي في حزب الله، مهندس المعارك المطور للقدرات العسكرية لحزب الله، مؤسس كتائب الرضوان، المغير لمعادلات الصراع من لبنان إلى فلسطين، المدرب للأجيال في حزب الله ،” ذلك هو الفوز العظيم”.
مغنية:-
اسم قائداً بالفطرة ،الرجل المتواضع الذي كان عمله، وعقله، وشجاعته تخضع لسيطرة إيمانه، العاشق للعلم والمعرفة والبصيرة والجهاد ،الحليم الوقور في كلامه ،القائد العطوف ،والحريص على المجاهدين ،المحقق الاستقلال السياسي ،والثقافي للمقاومة ،ومن عوامل انطلاق مغنية في العمل الجهادي هو تأثره ُفي الحروب الأهلية اللبنانية ،وفهمه الهدف منها ومن يقف وراءها وهي قوى الاستكبار العالمي ،وتأثر مغنية أيضاً بشخصية الإمام الخميني قدس الله سره مقتدياً به ،وقد قام مغنية بالحفاظ على كثير من الشخصيات من عملية الاغتيالات منهم السيد فضل الله، المتصدي لجيش العدو الإسرائيلي في منطقة خلدة ،وهو أول من أسس العمل المقاوم ضد العدو الإسرائيلي ،الحامي للمسيحيين في لبنان، مغنية اسم غني على التعريف.
اغتاله الموساد الإسرائيلي بعد أكثر من ٢٥ عاماً من الملاحقة الاستخباراتية لدول قوى الاستكبار العالمي ،حيث استشهد عام ٢٠٠٨م ،في سيارة مفخخة في دمشق، ولم يمت عماد بل أصبح حياً يرزق مخلفاً الآلاف من المجاهدين يحملون روحية عماد ليصبح منشأة عماد ٥ ،عماداً للمقاومة والتضحية ،وبشارة النصر الحاسم وربيع النصر ،هنيئاً وطوبا للحاج ربيع هذا الفضل من الله ،وعهداً منا للحاج رضوان أننا على نهجه ماضون ومستمرون في إفشال المشروع الاستعماري الذي تسعى له دول قوى الاستكبار العالمي في الشرق الأوسط التي صرح بها المجرم الكافر ترامب ،وتحرير المقدسات ..

مقالات مشابهة

  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • كيف انهارت منظومة الردع الإسرائيلية في قطاع غزة؟
  • الاعيسر: عدد من النقاط التي نشرتها بعض وسائل الإعلام حول بنود الوثيقة الدستورية تناولت معلومات غير صحيحة
  • ما نوع القنابل التي عرضتها المقاومة خلال تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين؟
  • ما هي الصورة التي أخفتها المقاومة على منصة التسليم ؟
  • العماد الذي لا مثيل له في البلاد‏
  • اللجنة العليا للدعوة: الشخصية السوية تُبنى على عقيدة تطهر العقل من الخرافة
  • أمين الدعوة بالبحوث الإسلامية: الشخصية السوية تُبنى على عقيدة تطهر العقل من الخرافة
  • جواد ظرف: سردية "إيران الضعيفة" التي يبينها نتنياهو "خطيرة"